علاقة المشي أثناء النوم بالمس الشيطاني

تم النشر اليوم 05-12-2025 | علاقة المشي أثناء النوم بالمس الشيطاني
السؤال : السلام عليكم ماذا يقول الدين بالنسبة للمشي أثناء النوم للصغار والكبار هل صحيح أنه مس من الجن، وما العلاج؟ جزاكم الله خيراً. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Awa حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن مس الجني للإنسان ثابت شرعاً، وقد أشار إليه ربنا جل وعلا في كتابه العزيز، كقوله تعالى: ((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ))[البقرة:275] وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عالج بعض الصحابة من مس الجن، كما وقع لعثمان بن أبي العاص، والحديث في ذلك ثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه، وقد أخرج الإمام ابن ماجة في سننه ونص الحديث: (رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن أبي العاص!! قلت نعم يا رسول الله، قال ما جاء بك؟ قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، قال ذاك الشيطان، أدنه (يعني اقترب) فدنوت منه فجلست على صدور قدمي، قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات، قال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد). والمقصود أن مس الجني الإنسان ثابت شرعاً، ومع هذا فلا ينبغي التعجل بالحكم على الإنسان بأنه مريض بذلك، حتى تظهر علامات دالة على هذا المعنى، ومن العلامات الدالة مثلاً، النفور من سماع ذكر الله تعالى وضيق الصدر والنفس عند ذلك، وكثرة الأحلام المزعجة وتكررها، وظهور تصرفات غير سوية لم تعتد من صاحب هذا المرض، كالبكاء في غير موضعه، والضحك في غير موضعه بصورة ملفتة وصارخة، وكنطق الجني على لسان الممسوس، ونحوها من العلامات. وأما المشي في حالة النوم، فهذا قد يقع أحياناً للصغار، وربما الكبار أيضاً، دون أن يكون لديهم شيء من المس ونحوه، بل قد يقع ذلك لغلبة النعاس مع الحاجة إلى الشيء، كقضاء الحاجة مثلاً، أو العطش لشرب الماء، أو الخوف من الانفراد بالنوم، ونحو هذه المعاني، ومع هذا فلا مانع من أن تقومي برقية من تجدين منه مثل هذه التصرفات بالرقى المشروعة، والتي من أعظمها: الفاتحة والمعوذتين والإخلاص، وهذا أمر مقدور عليه من جهتك لا حاجة لك بالاستعانة بأي إنسان آخر لأجله، فإن القرآن شفاء للأرواح وللأبدان، كما قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[الإسراء:82] فقوله (شفاء) يتناول شفاء الأبدان وشفاء الأرواح. وعليك بالدعاء، فإنه أقرب وسيلة، وهو سلاح المؤمن وقوته وسبيله في دفع البلاء، وقد قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))[البقرة:186] ونسأل الله لكم جميعاً السلامة والعافية من كل سوء. وبالله التوفيق والسداد.