أسباب البرود الجنسي.. وهل يؤثر السحر فيه؟

تم النشر اليوم 05-12-2025 | أسباب البرود الجنسي.. وهل يؤثر السحر فيه؟
السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم. أشكر القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله كل خير، وبعد: أنا شاب في السنة 32 من عمري، ومشكلتي هي أنني أحسست ببرودة في العاطفة الجنسية، وقلة في خروج المني، وقع لي ذلك حوالي أربعة أو ثلاثة أشهر تقريباً بعد أن كنت بكامل قوتي، ولا أعرف السبب، فهل هي مشكلة نفسية أم سحر أم ماذا؟ أنا الآن مقبل على الزواج في هذه الأيام، فأرجو منكم أن تساعدوني وتجيبوا على سؤالي هذا سائلين من العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فتفتقد الاستشارة إلى المعلومات الكافية التي قد تصل بنا إلى التشخيص، ولكن سأحاول الوصول معك إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى ما ذكرته من أعراض. فإنك ذكرت أن هناك برودة في العاطفة الجنسية أي نقصاً في الرغبة الجنسية، ولم أستطع أعرف كيف شعرت بهذا؟ هل من خلال علاقتك بخطيبتك أو زوجتك إذا كنت عاقداً للزواج؟ أم من خلال عدم استجابتك للإثارة كما كان يحدث من قبل؟ أم هل تعني به ضعفاً في الانتصاب وعدم الميل مثلاً لممارسة الجنس؟ أيا كان الغرض فدائماً هناك سببان أساسيان: الأول: نفسي، والثاني: عضوي. ويكون السبب النفسي متعدداً، إما بسبب تعرض لضغوط نفسية نتيجة العمل أو الاستعداد للزواج أو مشاكل اجتماعية أخرى، أو القلق أو التوتر من اقتراب موعد الزواج، والإحساس بعدم القدرة على الأداء الجنسي المطلوب، وقد يكون بسبب التعود على المثيرات بشكل رتيب ومكرر فتشعر معه بنقص الرغبة الجنسية. ومع الأعراض النفسية يكون نقص الرغبة مؤقتاً وليس دائماً، ويظهر فجأة ويختفي، أي يمكن في كثير من الأوقات أن تشعر برغبة قوية ولكن تعود الحالة مرة أخرى إذا عاودت المشاكل النفسية. ونأتي إلى السبب الآخر ألا وهو الجانب العضوي، وفيه تظهر المشكلة تدريجياً، ويزداد الأمر سوءا مع الوقت، ويكون السبب هرمونياً، مثل زيادة هرمون البرولاكتين أو نقص هرمون التستوستيرون، أو وجود أمراض عضوية أخرى مثل الضغط أو السكر أو تناول أدوية بشكل مستمر تؤثر على الرغبة الجنسية. وباستبعاد هذه الأسباب العضوية من خلال الفحص الاكلينيكي وعمل تحاليل لهذه الهرمونات يكون السبب النفسي هو الأقرب للتشخيص، وسوف ينتهي مع الوقت والزواج وتعود إليك الرغبة والقوة الجنسية. وأما إذا كان هناك سبب عضوي فلابد من علاجه. مسألة قلة خروج السائل المنوي هو مرتبط تماماً بنقصان الرغبة الجنسية، حيث إن هذين العرضين مرتبطان سوياً، فمتى تحسنت الرغبة يزداد القذف وقوته، والعكس صحيح؛ لذا أنصحك بزيارة طبيب الذكورة لعمل الفحص والتحاليل ومن ثم الاطمئنان على الحالة بمشيئة الرحمن. والله المستعان. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فكما أشار الطبيب المختص – حفظه الله تعالى – فإنك لم تشر إلى الطريقة التي تعرفت بها على وجود هذا البرود الجنسي الذي أشرت إلى إحساسك بوجوده، وأيضاً فإنك أشرت إلى قلة في كمية المني الخارج، فمن الاحتمال الوارد أنك تقصد بذلك خروج المني أثناء ممارسة الاستمناء أو أثناء الاحتلام. ولا ريب أن قلة خروج المني مع وجود شعورٍ بقلة الرغبة الجنسية أمرٌ قد طرأ عليك حديثاً كما أشرت في كلامك، أي منذ قرابة أربعة أشهر تقريباً، فهذا يدل على أنك الآن تعاني من شيء من الرهبة النفسية بسبب اقتراب موعد زواجك في هذه الأيام، فلا تقلق من هذه الناحية لأن كثيراً من الناس يحصل لهم شعور بخفة العاطفة الجنسية عند تعرضهم لأحوال تؤثر عليهم من الجهة النفسية، وهذا هو الغالب في مثل حالك، فلا تقلق ولا تنزعج لما تجده الآن من هذا الشعور. وأيضاً فإننا نشير عليك باتباع هذه الخطوات والتي ستجد فيها بإذن الله تعالى العافية والسلامة: 1- الدعاء والاستعانة بالله تعالى، فاسأل الله التوفيق والصلاح في دينك ودنياك، وعلق قلبك بالله عز وجل؛ قال تعالى: (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق:3]. 2- الهدوء النفسي وذلك بأن تتعامل مع الأوضاع التي تعيشها الآن بهدوء نفس وقلة انفعال، لا سيما ما يتعلق ب زواجك و الرهبة من ليلة الزفاف، فخذ الأمر بهدوء واطرد فكرة القلق من الزواج وترتيبه والقلق من ليلة الدخول على عروسك، فإن لهذا تأثيراً عظيماً في تخفيف الأمر عنك، فانتبه لذلك. 3- إذا كنت ممن يستعمل العادة السرية فلابد لك من الامتناع عنها بأمرين اثنين: الأول: طاعة لله واتباعاً لأمره. والثاني: لأن في ممارسة هذه العادة آثاراً سلبية من الناحية النفسية، وربما جرت إلى بعض الآثار التي تتعلق بسرعة القذف، لاسيما وقد أشرت إلى قلة كمية المني الخارج، فإن كثيراً ممن يمارسون العادة السرية يقعون في هذا الأمر بسبب تكرر هذه العادة منهم لاسيما عند الإفراط فيها، وبسبب شعورهم بالتأثم عند ممارسة هذه العادة. وأيضاً فإن هذا الأمر قد يظل باقياً حتى بعد الزواج، ولكن بفضل الله تعالى يزول عاجلاً عند ممارسة الجماع بالصورة المعتادة السليمة، فاطمئن واعمل بالحزم وخذ بالعزم. 4- التخفيف عن نفسك باستعمال الأمور المسلية المباحة كالنزهة البريئة والرياضة الخفيفة وتناول الطيبات، فهون على نفسك. 5- عند الدخول على عروسك عليك باستعمال هدوء النفس والنظر إلى هذه الليلة على أنها ليلة الفرح وليلة السعادة، وليست ليلة الخوف من الآثار المتوقعة، فلهذا دور عظيم في انتشارك لزوجتك وإقبالك عليها. ونود أن تراجع الاستشارة رقم ^268013^ للاستفادة من الهدي النبوي في الدعاء ليلة الزفاف. وأما ما أشرت إليه من احتمال وجود السحر؛ فمع أن السحر حقٌ ثابت بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لا يثبت بمجرد حصول شيء من الضعف الجنسي أو حتى انعدام القدرة على الجماع، فقد يكون ذلك راجعاً إلى أسباب نفسية أو عضوية أو كليهما معاً، فليس كل ضرر من هذا المعنى مرده إلى السحر، ولا يثبت ذلك إلا بوجود العلامات والقرائن التي تدل عليه. ومع هذا فيشرع لك أن ترقي نفسك بكتاب الله وبالأدعية المشروعة، كالرقية بالفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي، وكذلك الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى، وقد أشرنا إليها في كثير من الأجوبة التي تسأل عن هذا المعنى فراجعها. ونسأل الله عز وجل أن يبارك لك في زواجك وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك. وبالله التوفيق.