شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Fri 05 Dec 2025 الساعة: 02:48 PM


اخر بحث





- [ دعـــــاء ] لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك، أنت ربي وأنا عبدك، أستغفرك وأتوب إليك، رب أدخلني في رحمتك وعفوك وعافيتك، وجميل سترك، وتمام حفظك، وأمان جوارك، واجعل لي من لدنك فرقانا ونورا، وسلطانا نصيرا.
- [ مطاعم الامارات ] فورك اند نايف كوفي شوب ... أبوظبي
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] ساره محمد ناصر الجبرين ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] صالح ابن عبدالله ابن محمد القحطاني ... الواديين ... منطقة عسير
- [ دليل الشارقة الامارات ] نور الخير لتجارة قطع غيار السيارات المستعملة ذ م م ... الشارقة
- [ رقم تلفون ] صالون رشنا للسيدات بالكويت
- [ تعرٌف على ] أنخيل فرانكو مارتينيز
- طريقة تحضير كبدة الدجاج
- [ رقم هاتف ] محمصة كاستانيا، بزورات .... لبنان
- [ تجميل ومكياج ] كيفية تركيب الرموش

كيفية التخلص من وساوس وشبهات في القضاء والقدر

تم النشر اليوم 05-12-2025 | كيفية التخلص من وساوس وشبهات في القضاء والقدر
كيفية التخلص من وساوس وشبهات في القضاء والقدر السؤال : بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: أحيي آباءنا وإخواننا العاملين في هذه الشبكة المباركة بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله العلي العظيم أن يجزيكم عنا خير الجزاء. في الواقع ترددت كثيراً في كتابة مشكلتي، لكني توكلت على الله، وهأنذا أبعثها لكم لعل الله أن يكرمني بحل من عندكم. إنني أعاني من وساوس وشبهات تطاولت علي منذ مدة، وبفضل الله سبحانه فإنها بدأت تتلاشى شيئاً فشيئا. لكنني الآن أفاجأ بما هو أشد من ذلك، إنها وساوس عظيمة وشبهات في القضاء والقدر! سببت لي هما وغما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وجعلتني أبكي بكاء مرا، وقد قرأت الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال أهل العلم عن هذا ال، حتى يزول عني ما أصابني لكن لاجدوى إلى الآن، والله المستعان. أنتم بلا شك تعلمون خطورة وأهمية هذا الركن العقدي. أنا أؤمن به طبعاً وأعلم أنه سر الله في خلقه، لكن نفسي تجادلني وتخوض في ما ليس لي به علم!! ماذا عساي أن أفعل؟ وكيف أتخلص من هذه الشبهات التي عكرت علي عبادتي لربي وأتعبتي؟ وكيف لي أن أمسك نفسي عن الخوض في القضاء والقدر كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟! أعينوني جزاكم الله خيرا، وختاماً أعوذ بالله السميع العليم من الخذلان ومن شر نفسي والشيطان. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإننا بحمد الله عز وجل أمام فتاة مؤمنة عاقلة، بل ولديها من العلم النافع ما يجعلها تعرف الداء وتعرف الدواء أيضاً، فأنت بحمد الله مطلعة على أمور الإيمان بهذا الركن العظيم وهو القدر الذي هو سر الله في خلقه كما أشرت في كلامك، وهذه العبارة الجامعة التي قد أشرت بها إلى أن القدر ركن من أركان الإيمان وأنه ركن عقدي لابد من الإيمان به، ثم أشرت بعد ذلك إلى أن الدواء هو الإمساك عنه وعن الخوض فيه، ولكنك تجدين في نفسك وساوس وإلقاءات وخواطر تلقى في قلبك لا تستطيعين لها دفعاً، وتريدين أن تريحيي نفسك من هذا العبء الثقيل ومن هذا الهم الذي تشعرين أنه يلاحقك نتيجة وروده على قلبك وذهنك، ونفسك تأباه ونفسك ترفضه ونفسك لا تريد أن تقع في أمر يغضب الله جل وعلا، بل مجرد أن يرد على خاطرك أنك قد تشكين في أمر من أمور الله أو في ركن من أركان الإيمان يجعلك قلقة مضطربة تشعرين وكأن الدنيا قد ضمت في عينك، ولذلك فأنت حريصة على أن تبتعدي عن هذه الوساوس وعن هذه الإلقاءات والخواطر التي تلقى في نفسك وقد لا تجدين لها دفعاً ولا لإبعادها عن نفسك سبيلاً. وأما عن جواب سؤالك الكريم فإننا نود أولاً أن نعالج أمر الوساوس عموماً ثم بعد ذلك نخص القضاء والقدر بكلمات تنفعك بإذن الله عز وجل، فشمري عن ساعديك قبل سماع هذه التوجيهات وهذه النصائح للاستعانة بالله أولاً.. إن عليك أن تستعيني بربك ليدفع عنك هذا البلاء وليدفع عنك هذه الوساوس قبل أن تسمعي نصح ناصح أو أن تسمعي إرشاد مرشد، فاللجوء إلى الله هو خلق المؤمن، والفزع إليه هو عقيدة كل مؤمنة صالحة من أمثالك إن شاء الله تعالى، فاستغيثي بربك: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر) (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين). (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى عليَّ)، وليكن أيضاً من دعائك: (رب أدخلي مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً)، ومن الدعاء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم والذي يفرج الكرب ويزيل الهم ويعجل بالرحمة (حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). فعليك بلزوم هذا الأمر لزوماً كاملاً فإنه سلاحك الأعظم وهو قوتك وملاذك وملجؤك فقد قال تعالى: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ))[النمل:62].. فهذا هو أعظم مقام تقومينه في هذا الأمر وهو أيضاً أول ما تفزعين إليه في جميع أمورك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر -أي أهمه أمر- فزع إلى الصلاة وفزع إلى التوكل إلى ربه، فعليك بهذا الأصل العظيم وبهذه العروة الوثقى فاجعليها خلقاً دائماً لك فإنك لن تخيبي حينئذ بإذن ربك الذي يقول: (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق:3]. وأما عن هذه الوساوس فإن من عظيم المعارف ومن جليل العلم أن تعلمي حكمها في هذا الدين القويم الكريم الذي أكرمنا الله تعالى جميعاً به، فما حكم هذه الوساوس وهذه الخواطر التي تتعلق بالعقيدة أو تتعلق بنفس الرب جل وعلا أو تتعلق برسوله الأمين أو بأمور الجنة والنار وأمور المعاد وغير ذلك، ما حكمها؟ هل يلزم من هذه الخواطر التي ترد على الإنسان ومن هذا التفكير الذي يراود الإنسان حكم شرعي كأن يكون الإنسان كافراً بذلك أو يكون منافقاً في ذلك بحيث إنه يظهر الإيمان ويبطن الضلال والشك؟ والجواب هو ما فصل به نبينا الأمين -صلوات الله وسلامه عليه- حيث جاءه بعض الصحابة الكرام يشكون إليه هذا الأمر، فقد كان يعرض لبعضهم شيء من الوسواس في شأن الله وفي الدين حتى يتعاظموا مجرد النطق به أو سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فأخرج مسلم في صحيحه أن طائفة من الصحابة جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه هذه الوسوسة التي يتعاظمون مجرد النطق بها، فقال صلى الله عليه وسلم: (أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان) رواه مسلم، فلم يضرهم ورود الوسوسة عليهم، فإن هذا من ضعف كيد الشيطان فلا تلتفتي إلى ذلك. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد كبر فرحاً واستبشاراً عندما علم بورود هذه الوساوس على نفر من الصحابة، فأخرج أبو داود في السنن أن نفراً من الصحابة شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه من هذه الوساوس فقال: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة). فهذان الحديثان هما الشفاء والدواء لحالك، فأما الحديث الأول فتأملي كيف بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أن هذا الذي وقع للصحابة ليس دليلاً على ضعف إيمانهم ولا هو بدليل وقرينة على قلة يقينهم، بل هو دليل صريح وواضح على قوة إيمانهم وصحة يقينهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ذاك صريح الإيمان)، لأنهم لما اهتموا لهذا الأمر ولما قلقوا لأجله -كما حصل لك- دل ذلك على إيمانهم، ولو كانوا كفاراً أو منافقين -حاشاهم- لحصل لهم الاطمئنان إلى هذه الوساوس وعدم القلق منها.. إذن ثبت بذلك أن هذا الذي يحصل لك هو دليل على صحة إيمانك وقوة يقينك، فأبشري بهذا وأبشري بالذي بعده، فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر أن هذا دليل على ضعف كيد الشيطان وأنه من عجزه وقلة حيلته فلم يجد إلا أن يلقي بهذه الوساوس التي لا تضر في دين ولا تقدح في يقين، ولله الحمد على كل ذلك. إذن فقد عرفت حكم هذه الوسوسة فاستبشري وأملي وخِرِّي ساجدة لله شاكرة على ما أنعم عليك وعلى ما أنعم على عباده المؤمنين من العفو عمَّا يلقى من كيد الشيطان وإلقائه في أنفسهم، والحمد لله الذي جعل لك المخرج البيِّن من نبيك الأمين – صلوات الله وسلامه عليه - .. وهذا الكلام عينه هو الذي يقال في القدر، فما يرد عليك من هذه الأمور فلا يضرك بإذن الله طالما أنك موقنة بأن القدر هو سر الله في خلقه وأنه ركن من أركان الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها. فإن قلت: فهلاَّ أعطيتني أصلاً أتمسك به وأتشبث به وأطرد عن نفسي هذه الأوهام وهذه الوساوس وهذه الخطرات؟.. فالجواب: نعم إن الأمر بحمد الله ممكن وإنه لسهل ميسور (( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ))[الحج:78]، فخذي بهذا الأصل العظيم الذي قرره أئمة الإسلام والذي دل عليه كتاب الله ودلت عليه الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن نبينا صلى الله عليه وسلم. القدر هو أن تؤمني بأن الله جل وعلا يعلم كل شيء قبل وقوعه وبعد وقوعه، وأنه كتب مقادير الخلق أجمعين، وأنه قد خلق هذه الأعمال التي يقوم بها الخلق وأنه بعد ذلك سوف يجازيهم عليها.. فكل عمل يقوم به الإنسان فهو بتقدير من الله سابقٍ قبل أن يخلق هذا العبد، ومع هذا فالعبد إذا عمل هذا العمل فهو من كسبه وهو من اختياره، وهذا لا يتعارض مع قدر الله جل وعلا، فأعمال العباد خلق من الله وكسب من هؤلاء العباد.. فتمسكي بهذا المعنى ولا تتجاوزيه ولا تكلفي نفسك عناء النظر في الكتب التي تبحث في القدر أو التي تستفيض في شرحه، فإن القدر -كما أشرت- هو سر الله في خلقه، والخوض فيه مذموم، ولذلك ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم الأمر بالإمساك عند ذكر القدر، فخذي بهذه الوصية الجامعة وبهذا الأصل العظيم وستجدين أنك قد خرجت من هذا العناء لتقبلي على طاعة ربك وعلى مصالح دينك ودنياك، وخذي -يا أختي- بالحفاظ على هذه الصلوات الخمس وعلى المحافظة على حجابك وعلى صحبة الصالحات، وما هي إلا خطرات تلقى من الشيطان وتدفع بالاستعاذة بالله منها وبالنفث عن اليسار ثلاثاً كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرع لك أيضاً أن تقرئي (( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))[الحديد:3] كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأنت لا تحتاجين لأكثر من هذا القدر. ونسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك. ونود دوام مراسلتك إلى الشبكة الإسلامية لتتواصلي معها. وبالله التوفيق.

شاركنا رأيك