الدفتريا يسببه نوع من البكتيريا تسمى الوَتِدية الخُنّاقية

تم النشر اليوم 08-12-2025 | الدفتريا يسببه نوع من البكتيريا تسمى الوَتِدية الخُنّاقية
الدفتريا يسببه نوع من البكتيريا تسمى الوَتِدية الخُنّاقية الدفتريا مرض بكتيري حاد معدي يسببه نوع من البكتيريا تسمى الوَتِدية الخُنّاقية ( corynbacterium diphtheriae ) وترجع التسمية ( الخُنّاق ) لما يسببه المرض من اختناق للمريض بسبب انسداد مجرى التنفس .http://www.tbeebk.com/uploads/1280745833_diphtheria.jpg ( من دخول الميكروب للجسم وحتى بداية ظهور الأعراض ) : 1 – 7 أيام ...................... في الغالب 2 – 5 أيام . *تعتمد الأعراض على مكان الإصابة وعلى شدة سُمِيّة الميكروب . 1- دفتريا الحلق واللوز : هي أكثر أشكال الدفتريا شيوعاً ( 90 % ). - تبدأ الأعراض بالتهاب بسيط في الحلق مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة - يتكاثر الميكروب في الغشاء المبطن للبلعوم ويبدأ بإفراز نوع من السموم الخارجية تسبب موت وتدمير الأنسجة الملاصقة للميكروب وفي النهاية يتكون غشاء كاذب لونه أبيض مائل إلى الرمادي شديد الالتصاق بالغشاء المخاطي بحيث يسبب نزفاً إذا حاولنا إزالته بالقوة ، يتكون هذا الغشاء من الأنسجة الميتة وكرات دم حمراء وبيضاء والميكروب نفسه . - إذا لم تُكتشف الحالة ويبدأ العلاج سريعاً يبدأ هذا الغشاء بالاتساع والانتشار ليشمل الحلق والبلعوم الأنفي وسقف الحلق واللهاة ( لسان الزمار ) مع تورم واحتقان في الأنسجة أسفل هذا الغشاء ، هذا بالإضافة إلى شلل عضلات البلعوم بسبب سموم الميكروب يسبب صعوبة في البلع كما يؤدي إلى ضيق في مجرى الهواء فيسبب صعوبة في التنفس . - تورم العقد الليمفاوية في العنق والتي بالإضافة إلى تورم الأنسجة المحيطة تسبب تضخم في الرقبة ( تشبه رقبة الثور bull neck ) وهذا التضخم يدفع بالمريض لدفع رأسه إلى الخلف لكي يقلل الضغط على البلعوم والحنجرة . - مع استمرار الحالة دون علاج يتم امتصاص السموم إلى الدورة الدموية لتظهر أعراض سُمِيّة ( تسارع في ضربات القلب – ضعف النبض – شحوب – ارتفاع درجة الحرارة – ضعف وإعياء شديد ) . . - قد تصل السموم لأي عضو في الجسم ولكن أكثر الأعضاء تأثراً هي : * القلب : اعتلال عضلة القلب ( cardiomyopathy ) مما يسبب اضطراب في ضربات القلب أو – و هبوط في القلب وهو أكثر أسباب الوفاة في حالات الدفتريا. * الجهاز العصبي ( الأعصاب الطرفية ) : زوال مادة الميالين التي تُغلف الأعصاب الطرفية والمسئولة عن التوصيلات العصبية مما يؤدي إلى شلل في الأعصاب المصابة مع فقد الإحساس ( عادة تُصاب الأعصاب الجمجمية ( cranial nerves ) مما قد يسبب حول أو شلل بل – شلل في عضلات البلعوم مما يسبب صعوبة في البلع أو ارتجاع الأكل ، وقد تصاب عضلات القفص الصدري أو الأطراف . * الكلى : نخر ( necrosis ) في أنابيب الكلى مما يؤدي إلى فشل كلوي . 2- دفتريا الحنجرة : وهي ثاني أشكال المرض شيوعاً : - تبدأ الأعراض ببحة في الصوت تتطور إلى فقدان الصوت كليةً . - سعال رنان ( brassy couph ) . - مع تكون الغشاء الكاذب والذي قد يمتد إلى القصبة الهوائية يحدث انسداد في مجرى التنفس مما يسبب صعوبة وحشرجة ( stridor ) في التنفس وازرقاق في اللون . - إذا لم يتم العلاج تتطور الحالة إلى اختناق ثم غيبوبة والوفاة . 3- دفتريا الأنف : - التهاب بالأنف مع وجود رشح أو إفرازات أنفية سائلة مدممة (serosanguineous) .مع وجود رائحة كريهة . - قد يحدث تآكل في الأنسجة حول الأنف والشفة العليا ( تقرحات ) . - يتكون الغشاء الكاذب ليسد فتحة الأنف . - هذا النوع يصيب غالباً الأطفال الرضع . 4- دفتيريا الجلد : - هذا النوع أقل شيوعاً وينتشر أكثر في المناطق المدارية والموبوءة بالمرض وغالباً يصيب الجلد في الأطراف أكثر من الرأس أو الجذع . - يحدث عادةً في المناطق من الجلد التي تعرضت لإصابات مثل الخدوش أو الجروح أو الحروق أو عضات الحشرات أو الكدمات . - تظهر الأعراض في شكل قرحة مستديرة واضحة الحدود مؤلمة مع الضغط عليها تستمر لفترات طويلة ( صعبة الشفاء ) . - يُغطي القرحة نفس الغشاء الكاذب الرمادي المذكور سابقاً. 5- نادراً ما تصيب الدفتيريا أماكن أخرى مثل الأذن الخارجية والمهبل والملتحمة . • التشخيص : * يجب أن يتم تشخيص المرض بسرعة لبدء العلاج في الحال قبل أن تنتج السموم وتُمتص إلى الدورة الدموية لأنه بمجرد امتصاصها فلن يكون لمضاد السموم أي أثر إيجابي على السموم التي تم امتصاصها ودخلت في خلايا الأنسجة بالفعل . 1- يكون التشخيص عن طريق الأعراض المذكورة ( التهاب خفيف في الحلق ووجود الغشاء المميز للدفتيريا مع وجود ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وعدم وجود ألم وذلك للتفريق بينها وبين التهابات الحلق بميكروبات أخرى مثل الاستربتوكوكاس والتي تكون معها ارتفاع شديد في درجة الحرارة مع ألم شديد في الحلق . 2- مسحة من مكان الإصابة ( من الحلق والأنف ) : مع عمل مزرعة ويُستحسن أخذ عينة من الغشاء نفسه و من النسيج تحت الغشاء إن أمكن . ( ولكن بمجرد الاشتباه في حالة يجب بدء العلاج فوراً وعدم الانتظار لنتيجة المزرعة وذلك للسبب المذكور سابقاً ) . ( يتم أخذ المسحة من الشخص المشتبه به ومن جميع المخالطين الدائمين والمباشرين له وإذا كانت نتيجة المزرعة موجبة في أحد المخالطين فهذا يؤكد المرض بالنسبة للشخص المشتبه به حتى لو كانت نتيجة المزرعة الخاصة به سالبة ) . 3- تحليل دم للكشف عن وجود أجسام مضادة للميكروب في الدم ( إذا كان مستوى الأجسام المضادة منخفض فهذا لا ينفي العدوى ولكن إن كان مرتفعاً فيُنبيء بأن الحالة لن تكون خطرة بإذن الله .. 4- التفاعل السلسلي للبوليميراز ( polymerase chain reaction أو PCR ) .: يؤكد وجود الميكروب الخامل في الحالات التي أُخذت المسحة منها بعد البدء بالعلاج بالمضادات الحيوية . • العلاج : 1- الراحة التامة للمريض ويُفضل أن يتم العلاج بالمستشقى في الحالات الشديدة . 2- مضاد السموم : وهو حجر الأساس في علاج الدفتيريا وهوعبارة عن مصل مستخلص من دم الخيول يحتوي على أجسام مضادة لسموم الميكروب يتم حقنها في الوريد لتعادل سموم الميكروب وتمنعها من الوصول إلى أعضاء الجسم ولذلك يجب البدء بها سريعاً فور الاشتباه في الحالة. وتُعطي الجرعة على حسب العمر ومكان وشدة الإصابة والحالة التمنيعية للمريض . 3- مضادات حيوية للقضاء على الميكروب ومنع إفراز السموم : وتوجد مجموعة من المضادات الحيوية التي يمكن أن تقضي على الميكروب أهمها : & البنسلين : البنسلسن بروكايين ويعطى بالعضل كل 12 ساعة لمدة 10 – 12 يوماً . أو البنسلسن ممتد المفعول ( بنسلين بنزاسين ) جرعة واحدة . & الاريثرومايسن : بالحقن في العضل أو بالفم ويُعطى في حالة وجود حساسية لدى المريض من البنسلين لمدة 10 – 12 يوماً - بعد الانتهاء من العلاج يتم أخذ مسحة وعمل مزرعة ثم مسحة أخرى ومزرعة بعد 24 ساعة ، إذا كانت النتيجة سالبة ينتهي عزل المريض ولكن تتم متابعته بأخذ مسحة وعمل مزرعة بعد أسبوعين للتأكد من الشفاء .أما إذا كانت نتيجة المزرعة إيجابية يكرر كورس العلاج عشرة أيام أخرى يتم بعدها عمل مزرعتين متتاليتين يفصل بينهما 24 ساعة ً للتأكد من الشفاء . 4- إذا لم يستجب المريض للعلاج بأي من العقارين السابقين ( البنسلسن أو الارثرومايسين ) يُعطى الريماكتان أو سيبروفلوكساسين أو كلندامايسين . 5- قد يحتاج المريض إلى علاجات أخرى على حسب الحالة والمضاعفات كعمل شق رغامي ( فتحة في القصبة الهوائية لدخول الهواء ) في حالة حدوث اختناق ، أو العلاج في وحدة العناية المركزة في حالات حدوث مضاعفات في القلب ...... 6- بالنسبة لحاملي المرض تتبع الإجراءات التالية : • العلاج بالبنسلسن أو الاريثرومايسين مثل المريض. • العزل حتى انتهاء فترة العلاج وسالبية مزرعتين متتاليتين يفصل بينهما 24 ساعة بعد الانتهاء من العلاج . • أخذ جرعة منشطة من لقاح الدفتيريا إذا لم يكن قد تلقى جرعة في خلال عام من التعرض للعدوى . • الأشحاص الحاملين للمرض لا داعي لأن يُعطوا مضاد للسموم . • الوقاية : 1- يجب عزل المريض وحامل المرض إلى أن يتم التأكد من خلوه من الميكروب وذلك بأخذ مسحة وعمل مزرعة بعد الانتهاء من العلاج وتكرر المزرعة بعد 24 ساعة ( وذلك لمنع انتقال العدوى ) . 2- بالنسبة للمخالطين : • يتم وضعهم تحت الملاحظة لظهور أعراض عليهم لمدة أسبوع . • يُعطوا علاج وقائي من البنسلين أو الإريثرومايسين لمدة 10 أيام والأشخاص الذين من الصعب متابعتهم أوعدم إلتزامهم بأخذ العلاج بانتظام يُعطوا جرعة واحدة من البنسلسين ممتد المفعول . 3- التطعيم النشط : يُعطى المخالطين المباشرين للمريض جرعة من لقاح الدفتيريا إذ لم يكن أخذ جرعة منشطة خلال سنة من تعرضه للعدوى . 4- بالنسبة للأطفال الذين لم يستكملوا تطعيماتهم أو أخذوا أقل من ثلاث جرعات من اللقاح يُعطوا جرعة منشطة . . 5- الأشخاص المسافرين للمناطق الموبوءة يجب أخذ جرعة منشطة من لقاح الدفتيريا قبل سفرهم . • لقاح الدفتيريا : هو عبارة عن سموم الميكروب تُحقن في العضل وهو موجود مع لقاح ضد السعال الديكي والتيتانوس في نفس الوقت ويُعطى للأطفال ابتداء من عمر شهرين ، تُعطى ثلاث جرعات يفصل بين كل جرعة والأخرى شهرين ، ثم تُعطى جرعة منشطة عند عمر 18 شهر ثم جرعة منشطة ثانية عند عم 4 – 6 سنوات . • ولأن الأجسام المضادة المتكونة في الدم نتيجة للتطعيم لا تبقى في الجسم مدى الحياة بل تقل كميتها وبالتالي فعاليتها تدريجياً فتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء جرعة منشطة من لقاح الدفتيريا والتيتانوس كل عشر سنوات .