مرض الفصام والزواج
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله ـ أصبت بمرض الفصام منذ أربع سنوات وحدثت لي انتكاستين خلال هذه الفترة نتيجة لتركي الدواء، وهو عبارة عن ريسبريدون 3 مل جرام يومياً.
ولم أعد أستطيع تركه.
المهم نتيجة لهذا الدواء لم يعد في انتصاب وقذف ولا حتى رغبة في الجماع.
وأحسست بذلك منذ بدأت أخذ الدواء ولأني أعرف نفسي جيداً قبل الابتلاء بهذا المرض ففتشت عن السبب فترجمت نشرة الدواء الطبية فوجدته يسبب ما أنا فيه وأكثر، وعلمت أن معظم أدوية الفصام تسبب ذلك، كما قرأت ذلك على الإنترنت.
وأن هذا الدواء أفضل الأدوية في العالم وأكثرها استعمالاً لعلاج المرض وأخبرني الطبيب المعالج منذ أسبوع تقريباً عندما زرته أن هذا المرض من طبيعته أنه يسبب هذه الأعراض زيادة على أعراض أخرى للدواء، فما صحة هذا الكلام؟
وهل من الممكن أن يكون الصيام يزيد هذه الأعراض، حيث أنني دائماً أصوم الاثنين والخميس و13و 14و 15 من كل شهر؟ ووالداي يريداني أن أتزوج وأنا عمري الآن 33سنة ولم يعد لدي رغبة في الزواج أو ربما يوجد رغبة بسيطة ولكن الخوف من الفشل في الحياة الزوجية هو الذي يجعلني أكبت هذه الرغبة، وعندما يذكر الزواج أمامي أحس باختناق في صدري وكأنه جبل أحمله.
والخوف أكثر من أن يصاب أحد الأبناء بذلك لما علمت أنه مرض وراثي، ونسبة الإصابة في الأبناء تكون كبيرة، خاصة إذا كان أحد الأبوين مصاب، كما ما علمت.
وهل هناك دواء فعال لهذا المرض دون أن يسبب هذه الأعراض أو أعراضه أخف من هذا أم إذا تمت رغبة الوالدين؟ وهل هناك أدوية أخرى تقضي على هذه الأعراض مع استخدامي لهذا الدواء؟
ما الحل لما أنا فيه؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ehab حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض الفصام من الأمراض الرئيسية، ولكن بفضل الله تعالى أصبح التدخل العلاجي الصحيح يقدم الكثير لمرضى الفصام ويمكن لنسبة عالية جداً من مرضى الفصام أن يعيشوا حياة طبيعية إذا التزموا بتناول العلاج.
الأدوية التي يتم وصفها لعلاج الفصام لها بعض الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن, الشعور بنوع من الانشداد في عضلات الجسم وربما إضعاف الرغبة الجنسية لدى قلة من الناس.
علاج ريزبيريدون من الأدوية الجيدة ولكن لا نستطيع أن نقول هو الأفضل في العالم، فهنالك أدوية مشابهة مثل الأنازابين وسيروكويل.
ما ذكره لك الطبيب حيال الرغبة الشخصية لمرضى الفصام هو صحيح، حيث أن هذه الرغبة تقل بنسبة 10 بالمائة تقريباً.
الصوم لا يؤثر سلباً على الرغبة الجنسية المشروعة، وجزاك الله خيراً على مداومتك على صيام التطوع.
أنا لا أرى أن هنالك أي مانع من الزواج، وأعرف الكثير من مرضى الفصام الذين يعيشون حياة زوجية هانئة ولكن من الضروري أن يعرف الطرف الآخر ( الزوجة وأهلها ) أنك تعاني من هذا المرض ومن الأفضل أن تسمح لهم بتلقي المعلومات عنك من الطبيب المعالج.
والفصام ليس بمرض واحد إنما هنالك عدة أنواع منه، ومنها ما يستجيب للعلاج بصورة ممتازة تصل إلى مرحلة الشفاء، وذلك بعكس مفاهيم عامة الناس، هذه ملاحظه هامة سيقوم الطبيب بتوضيحها لأهل الزوجة.
بالنسبة للذرية وأثر هذا المرض على الأطفال لا نستطيع أن ننكر أن هنالك عوامل وراثية ولكن هذه النسبة تعتبر ضعيفة جداً، حيث أنه إذا كان أحد الوالدين مصاب بالمرض فاحتمال إصابة الأطفال بالمرض هي 10 إلى 12 في المائة.
وأرجو أن أوضح أن الذي يورث ليس المرض نفسه إنما الاستعداد له، وقد وجد أن البيئة والتنشئة السليمة للأطفال تقلل من فرص العامل الوراثي.
إذن أخي الفاضل أقدم على الزواج دون أي تردد، وإذا حدثت لك في المعاشرة الجنسية فلا مانع من الاستعانة ببعض المنشطات الجنسية مثل الفياغرا وسيالس.
هنالك أحد الأدوية الجديدة نسبياً ويعرف باسم Airpiprazole ويسمى تجاريا باسم Abifily يعتبر قليل الآثار الجانبية السلبية فهو لا يزيد الوزن ولا يؤثر على هرمونات الذكورة أو الهرمونات النسوية، كما أنه لا يؤثر سلباً على المعاشرة الزوجية.
جرعة هذا الدواء هي 15 إلى 30 مليجرام في اليوم، فعليه يمكنك أن تجربه بعد استشارة طبيبك.
وبالله التوفيق.
انتهت إجابة المستشار النفسي الدكتور / محمد عبد العليم ـــــ ويليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن من يتأمل في هذه الكلمات التي شرحت فيها معاناتك والتي أشرت إليها إلى بعض ما تجده من المعاناة بسبب هذا المرض الذي أشرت إليه يجد أنك بحمد الله عز وجل وإن كنت تشعر بالأرق والألم والمعاناة إلا أنك لازلت تحمل في قلبك الأمل الكبير في أن ييسر الله لك الشفاء، وأن يعجل لك به بمنِّه وكرمه.
وبداية فكما لا يخفى عليك فإن الفصام أنواع عديدة وتتفاوت حدته من شخص إلى آخر، فهنالك من الحالات ما تكون فيها الأوضاع صعبة والمريض يعاني معاناة شديدة، وهنالك من الأوضاع ما هو بحمد الله عز وجل أمر يسير يمكن تجاوزه ويمكن الخروج منه بل وبخطوات سهلة ميسورة بإذن الله عز وجل، وأنت لم تشر إلى طبيعة الأعراض التي تعاني منها ولم تشر أيضاً إلى نوع الفصام الذي أخبرت أنك تعالج منه لدى الطبيب، فنود أن تعيد الكتابة إلى الشبكة الإسلامية بسردٍ لهذه الأعراض وبالتفصيل ليتسنى لنا أن نشير عليك بخطوات العلاج لعلَّ الله جل وعلا أن يعجل فيها شفاءك وعافيتك.
وأما ما أشرت إليه من أمر الزواج فإننا نود أن نشير إلى أن الزواج فرصة عظيمة لحصول السكينة وحصول الطمأنينة وحصول الراحة في القلب، بل لعلَّه من الأسباب التي تعين على الشفاء بإذن الله لاسيما وأن الزواج يهب للإنسان فرصة للتعبير عن مشاعره وعن خواطره فيجد زوجة يحبها وزوجة تحبه فيتبادلان المشاعر الرقيقة ويتولد بينهما من الألفة ما يجعل النفس أكثر اطمئناناً وأكثر هدوءاً وأكثر سكينة..
إذن فأمر الزواج أمرٌ مرغوب فيه وحسن لاسيما في مثل حالتك، ولكن أيضاً من المعلوم أن كثيراً من الناس يفزعون فقط بمجرد سماع اسم الفصام وربما استقر لديهم عنه بعض المعلومات الخاطئة التي قد لا تكون صواباً والتي قد تكون مبالغاً فيها، فنود أولاً أن تسعى سعياً حثيثاً في التخلص مما أنت فيه أو على أقل تقدير تخفيف أعراضه ثم السعي الحثيث بعد ذلك للزواج، وستجد بإذن الله أنك قد أفلحت وأنك قد استطعت أن تنشأ أسرة كريمة قوامها طاعة الله والعمل بمرضاته، ولذلك فإننا نود أن تعيد الكتابة عاجلاً بشرح الأعراض التي لديك مع التكرم بالإشارة إلى رقم هذه الاستشارة ليأتيك الجواب عاجلاً بإذن الله عز وجل، ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباده الصادقين.
وبالله التوفيق.