مفهوم زيادة نشاط المخ وعلاقة ذلك بالقلق وصحة النوم

تم النشر اليوم 05-12-2025 | مفهوم زيادة نشاط المخ وعلاقة ذلك بالقلق وصحة النوم
السؤال : أعاني من نشاط زائد في المخ، لدرجة أنني أنام بصعوبة رغم أنني آخذ الموتيفال والسيستا يومياً، ورغم ذلك أنام بصعوبة، ونومي قليل، وقد ذهبت إلى طبيب نفساني فقال لي: إن مخك نشط جداً، فأرجو وصف دواء لي لتقليل نشاط المخ حتى أتمكن من نوم هادئ وعميق، ونفسي أستغرق في النوم. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ هاني أحمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فإن ما قصد به الطبيب بأنه لديك زيادة نشاط في المخ هو أن درجة القلق لديك مرتفعة وليس أكثر من ذلك، فحاول ألا تقلق وحاول أن تكون مطمئناً، وعليك أن تعبر عن نفسك أولاً بأول، بمعنى أن لا تترك الأمور التي لا ترضيك تتراكم داخلياً في نفسك مما يؤدي إلى القلق والتوتر والاحتقانات النفسية، كما أني أنصحك كثيراً بأن تمارس الرياضة، فالرياضة هي من أفضل الوسائل التي تمتص الطاقات النفسية السلبية، ويعرف عنها أنها محسنة جدّاً للنوم. لا أنصحك مطلقاً بتناول المنومات – وهي كثيرة – وذلك لأنها تؤدي إلى التعود والإدمان، وما تأتي به من نوم لا يعتبر نوماً صحياً. سوف أصف لك أدوية بسيطة تزيل القلق وتساعدك على النوم، ولكني أريد منك أن تحسن صحتك النومية كما ذكرت لك بممارسة الرياضة، وعليك أن تتجنب النوم النهاري، وعليك أن تثبت الوقت الذي تذهب فيه إلى الفراش، كن هادئاً قبل النوم، ويا حبذا لو صليت ركعتين قبل النوم، وكن حريصاً على أذكار النوم، ويجب ألا تتناول الشاي أو القهوة مطلقاً بعد الساعة السادسة مساءً، هذا أمر هام وضروري جدّاً من أجل اكتمال الصحة النفسية. عقار الموتيفال دواء لا بأس به في إزالة القلق، ولكنه ليس من الضروري أن يحسن النوم، حتى أن بعض الناس قد يسبب لديهم اليقظة، وأنا أنصحك بأن تتناول الموتيفال في الصباح، وهنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (تربتزول Tryptizol) ويسمى علمياً باسم (امتربتلين Amtriptyline)، وهو من الأدوية القديمة جدّاً ولكنه يحسن النوم ويحسن المزاج، كما أنه غير مكلف، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً. ربما يسبب لك التربتزول بعض الجفاف في الفم في الأيام الأولى، وقد تحس بثقل في العينين، ولكن هذا سوف يختفي إن شاء الله، وإذا لم تستطع تحمله فالبديل هو عقار آخر يعرف علمياً باسم (ترازدون Trazodone) أو ما يسمى تجارياً باسم (مولباكسين Molipaxin) – وهو موجود في مصر – أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، وهو دواء أيضاً مفيد، في الأصل هو مضاد للاكتئاب والقلق ولكنه يحسن النوم كثيراً، ويجب أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل، وكذلك نفس المدة إذا كان اختيارك هو التربتزول. يوجد دواء ثالث يعرف تجارياً باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، هذا دواء فعال جدّاً لتحسين النوم، كما أنه مضاد للاكتئاب والقلق، فقط يعاب عليه أنه مكلف بعض الشيء من الناحية المادية، وجرعته هي ثلاثين مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً، ويجب أن تتناوله لمدة ستة أشهر. إذن هذه هي الخيارات التي أمامك، وأنت يجب أن تختار أحد هذه الخيارات وليس كلها، وكلها إن شاء الله مفيدة. إذا اضُطررت لتناول الأدوية التي تحسن النوم أو الأدوية المنومة أرجو ألا تتناول مجموعة (البنزوديازيبين Benzodiazepine) مثل عقار (فاليم Valuim) ويسمى علمياً باسم (ديازبام Diazepam) أو عقار يعرف تجارياً باسم (أتيفان Ativan) ويعرف علمياً باسم (لورازبام Lorazepam)، ومثل عقار (البرازولام Alprazolam) - وهذا اسمه العلمي – والذي يسمى تجارياً باسم (زانكس Xanax).. فهذه الأدوية نعم تحسن النوم، ولكنها تؤدي أيضاً إلى التعود وإلى الإدمان. يوجد دواء منوم يُقال أنه لا يؤدي إلى الإدمان، وهو من الأدوية الجديدة نسبياً اسم (Stilnox) ويسمى عليماً باسم (Zoldibem)، وجرعته هي عشرة مليجرام ليلاً، ويمكن استعماله عند اللزوم، نسأل الله تعالى أن يرزقك نوماً سعيداً وهانئاً، ونشكرك على التواصل مع . وبالله التوفيق.