شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Mon 08 Dec 2025 الساعة: 05:34 AM


اخر بحث





- [ سيارات السعودية ] ورشة السوادى منصور احمد السوادى للسيارات
- [ متاجر السعودية ] شركة آفاق الحاسوب للتجارة ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ دليل الشارقة الامارات ] صراف الي بنك ابو ظبي الوطني ... الشارقة
- [ تعرٌف على ] ياسين رشدي
- [ مولدات ومحولات الطاقة و تجارة قطر ] شركة انظمة المعلومات الذكية
- انا بنتي عندها فتح في سقف الحلق مستشفي ما تبغي تسوي العمليه بس االفرزات الكثيره عمرها 3سنوات | الموسوعة الطبية
- [ خذها قاعدة ] شهوة السلطة هي أعشاب تنمو فقط في القطع الشاغرة من الأدمغة المهجورة. - آين راند ( روائية وفيلسوفة وكاتبة مسرحية وكاتبة سيناريو روسية أمريكية )
- [ مؤسسات البحرين ] سبع نجوم للمواد الغدائية ... المنطقة الشمالية
- [ اثاث الامارات ] هوم سنتر
- الطريقة الصحيحة لأداء مناسك العمرة

[بحث] الزواج الاسلامي وأثره في التربية - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة

تم النشر اليوم 08-12-2025 | [بحث] الزواج الاسلامي وأثره في التربية - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة
[بحث] الزواج الاسلامي وأثره في التربية - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة الزواج الاسلامي وأثره في التربية محاضرة الشهيد الدكتور معشوق الخزنويهذه المحاضر ألقيت في مسجد العمري بإدلب في بتاريخ 8/7/2002 من بعد صلاة المغربمقولة المحاضرة الأم أستاذة العالم والمرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها فلأجل أن تصلح المنزل يجب أن تصلح الأم التي هي روحه وقوامه الزواج المثالي كان موضوعنا في الأساس هو ( الانحراف أسبابه وعلاجه ) ولما كان الموضوع في أساسه تربوياً ناتجاً عن أسباب من أهمها الزواج وطريقة اختيار الشريك فيه وحرصاً على أن لا يهيمن السبب على المسبب آثرت أن أؤجل الحديث عن الانحراف الى لقاء أخر وأكتفي اليوم في البحث في أصل المشكلة وهو بناء النواة الأولى والخلية الأساس للأسرة المسؤولة عن التربية 0 فحديثنا عن الزواج إنما هو حديث عن أساس من أسس معالجة الانحراف والجريمة 0الزواج في الإسلام :من أطلع على التاريخ يعلم أن الزواج قبل الإسلام كان مجرد صفقة تجارية بين شريكين في المعيشة أو المتعة أو كوسيلة من وسائل الضرورة لإرضاء مطالب الجسد والاستراحة من غوايته وضغطه 0 ولكن الزواج في الإسلام هو زواج إنساني في وضعه الصحيح من وجهة المجتمع ومن وجهة الأفراد ، فهو واجب اجتماعي من وجهة المجتمع للمحافظة على النوع الإنساني وسكن نفساني من وجهة الفرد وسبيل مودة ورحمة بين الرجال والنساء ، ولهذا يحسن أن نقف عند كل نقطة من هذه النقاط على حدة لنبين ميزات الزواج الإسلامي 0( أ ) – الزواج فطرة إنسانية : من الأمور البديهية في مبادئ الشريعة الإسلامية أن الشريعة حاربت الرهبانية لكونها تتصادم مع فطرة الإنسان وتتعارض مع ميوله وأشواقه وغرائزه ، فقد روى البيهقي في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ( أن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة) –وروى الطبراني والبيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من كان موسراً لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني ) فأنت ترى في هذه الأحاديث وغيرها أن شريعة الإسلام تحرم على المسلم أن يمتنع عن الزواج تقرباً إلى الله تعالى ويزهد فيه بنية الرهبانية والتفرغ للعبادة والتقرب الى الله ولا سيما إذا كان المسلم قادراً عليه متيسراً له أسبابه ووسائله 0 ونحن إذا تأملنا مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مراقبته أفراد المجتمع ومعالجة النفس الإنسانية ازددنا يقيناً بأن هذه المراقبة وتلك المعالجة مبنيتان على إدراك حقيقة الإنسان وراميتان الى تلبية أشواقه وميوله حتى لا يتجاوز أي فرد في المجتمع حدود فطرته ولا يعمل ما ليس بإمكانه واستطاعته بل يسير في الطريق السوي سيراً طبيعياً متلائماً معتدلاً لا يتعثر وقد سار الناس ولا يتقهقر وقد تقدم البشر ولا يضعف وقد قوي أبناء الحياة قال الله تعالى ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) [ الروم : 30 ] 0 وإليكم هذا الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يعد من أعظم المواقف الإصلاحية والتربوية في معالجة الطبائع السلبية وفهم حقيقة الإنسان 0 فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال { جاء ثلاثة رهط الى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالَّوها ، فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال أحدهم – أما أنا فإني أصلي الليل أبداً وقال الآخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : = أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) 0 فمن هذه النصوص يتبن لكل ذي عقل وبصيرة أن الزواج في الإسلام فطرة إنسانية ليحمل المسلم في نفسه أمانة المسؤولية الكبرى تجاه من له في عنقه حق التربية والرعاية حينما يلبي نداء هذه الفطرة ويستجيب لأشواق هذه الغريزة ويساير سنن الحياة 0 ( ب ) – الزواج مصلحة اجتماعية : من المعلوم أن للزواج فوائد عامة ومصالح اجتماعية سنتعرض بتوفيق الله لأهمها ثم نبين وجه ارتباطها بالتربية 0 المحافظة على النوع الإنساني : حيث يستمر بقاء النسل الإنساني بالزواج ويتكاثر ويتسلسل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا يخفى ما في هذا التكاثر والتسلسل من محافظة على النوع الإنساني ومن حافز لدى المختصين لوضع المناهج التربوية والقواعد الصحيحة لأجل سلامة هذا النوع من الناحية الخَلقية والخُلُقية على السواء ، وقد نوه القرآن الكريم عن هذه الحكمة الاجتماعية والمصلحة الإنسانية حين قال ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ) [ النحل : 72 ] وقوله تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ) [ النساء : 1 ] المحافظة على الأنساب : فبالزواج الذي شرعه الله لعباده يفتخر الأبناء بانتسابهم الى آبائهم ولا يخفى ما في هذا الانتساب من اعتبارهم الذاتي واستقرارهم النفسي وكرامتهم الإنسانية ، ولو لم يكن ذلك الزواج الذي شرعه الله لعج المجتمع بأولاد لا كرامة لهم ولا أنساب لهم وفي ذلك طعنة نجلاء للأخلاق الفاضلة وانتشار مريع للفساد والإباحية الذي يؤدي الى تحلل المجتمعات وضياع الشعوب وفناء الأمم 0 سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي : فبالزواج يسلم المجتمع من الانحلال الخلقي ، ويأمن الأفراد من التفسخ الاجتماعي ، ولا يخفى على كل ذي إدراك وفهم أن غريزة الميل الى الجنس الآخر حين تشبع بالزواج المشروع والاتصال الحلال تتحلى الأمة أفراداً وجماعات بأفضل الآداب وأحسن الأخلاق وتكون جديرة بأداء الرسالة وحمل المسؤولية على الوجه الذي يريده الله تعالى منها 0 وما أصدق ما قاله صلى الله عليه وسلم في إظهار حكمة الزواج الخلقية وفائدته الاجتماعية حين كان يحضّ فئة من الشباب على الزواج : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة – القدرة على الزواج وأسبابه – فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) [ رواه الجماعة ] 0 سلامة المجتمع من الأمراض : وبالزواج يسلم المجتمع من الأمراض السارية الفتاكة التي تنتشر بين أبناء المجتمع نتيجة للزنا وشيوع الفاحشة والاتصال الحرام ومن هذه الأمراض الزهري والسيلان والإيدز وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تقضي على النسل وتوهن الجسم وتنشر الوباء وتفتك بصحة الأولاد 0 السكن الروحاني والنفساني : وبالزواج تنمو روح المودة والرحمة والألفة ما بين الزوجين فالزوج حين يفرغ آخر النهار من عمله ويركن عند المساء الى بيته ويجتمع بأهله وأولاده ينسى الهموم التي اعترته في نهاره ويتلاشى التعب الذي كابده في سعيه وجهاده وكذلك المرأة حين تجتمع مع زوجها وتستقبل عند المساء رفيق حياتها ، وهكذا يجد كل واحد منهما في ظل الآخر مسكنه النفسي وسعادته الروحية ، وصدق الله العظيم عندما صور هذه الظاهرة بأبلغ بيان وأجمل تعبير ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) [ الروم : 21 ] ،فهذه الآية تنبه الرجل والمرأة الى أن من أعظم دلائل قدرة الله تعالى وآيات كرمه أن خلق للرجل زوجة من جنسه ليسكن إليها ،والسكون النفسي المذكور في هذه الآية هو تعبير بليغ عن شعور الرغبة والشوق والحب الذي يشعر به كل منهما نحو الآخر والذي يزول به اعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، لا ترتاح النفس وتطمئن في سريرتها بدونه ، كذلك من دلائل كرمه التي حدثتنا به الآية أنه جعل بين الزوجين مودة حب ورحمة عطف ثابتتين لا تبليان كما تبلى مودة غير الزوجين ممن ألفت بينهما الشهوات الزواج ستر وحماية: ورد في القرآن ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) فهذه الآية شبهت كلاً من الزوجين باللباس لأن كلاً منهما يستر الآخر فحاجة كل منهما الى صاحبه كحاجته الى الملبس ، فإن يكن الملبس لستر معايب الجسم ولحفظه من عاديات الأذى وللتجمل والزينة ، فكل من الزوجين لصاحبه كذلك يستر ويحفظ عليه شرفه ويصون عرضه ويوفر راحته وصحته 0 الزواج عهد وميثاق : الزواج في الإسلام عهد وميثاق بين الزوجين كما قال تعالى ( وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً )[ النساء : 21 ] فهذه الآية تدل على أن النساء أخذن من الرجال ميثاقاً غليظاً وهو ميثاق الزواج الذي هو عهد بين الرجل والمرأة يلتزم كل منهما بموجبه بواجبات تجاه الآخر ، ولهذا التعبير == ميثاقاً غليظاً == قيمة في الإيحاء بمعاني الحفظ والمودة والرحمة فهو ليس عقد تمليك كعقد البيع أو الإجارة ، أو نوعاً من الاسترقاق ، وإنما هو التزام من الطرفين تجاه الآخر 0 الزواج تعاون في البناء : حيث يتعاون الزوجان على بناء الأسرة وتحمل المسؤولية وكل منهما يكمل عمل الآخر ، فالمرأة تعمل ضمن اختصاصها وما يتفق مع طبيعتها وأنوثتها وذلك في الإشراف على إدارة البيت والقيام بتربية الأولاد ، وصدق من قال : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق والرجل كذالك يعمل ضمن اختصاصه وما يتفق مع طبيعته ورجولته وذلك في السعي وراء العيال والقيام بأشق الأعمال وحماية الأسرة من عوادي الزمن ومصائب الأيام وفي هذا تكمل روح التعاون بين الزوجين ويصلان الى أفضل النتائج وأطيب الثمرات في إعداد أولاد صالحين ، وتربية جيل مؤمن يحمل في قلبه عزم الإيمان وفي نفسه روح الإسلام بل ينعم البيت بأجمعه ويرتع ويهنأ في ظلال المحبة والسلام والاستقرار 0 9 – الزواج تأجيج لعاطفة الأبوة والأمومة : حيث تتأجج بالزواج العواطف في نفس الأبوين وتفيض من قلبيهما ينابيع الأحاسيس والمشاعر النبيلة ، ولا يخفى ما في هذه الأحاسيس والعواطف من أثر كريم ونتائج طيبة في رعاية الأبناء والسهر على مصالحهم والنهوض بهم نحو حياة مستقرة هانئة ومستقبل فاضل باسم 0 * * *هذه هي أهم المصالح الاجتماعية التي تنجم عن الزواج الإسلامي وهي ترتبط بتربية الولد وإصلاح الأسرة وتنشئة الجيل ارتباطاً وثيقاً ، فلا عجب أن نرى الشريعة الإسلامية قد أمرت بالزواج وحضت عليه ورغبت فيه ودعت أفراد الأمة الى تيسير سبله كما قال تعالى ( وأنكحوا الأيامى – غير المتزوجين – منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) [ النور : 32 ] ، فهذه الآية خطاب للأولياء – وتعم غيرهم أيضاً – بأن يزوجوا العزاب من النساء والرجال وأن لا يكون فقرهم داعياً للحيلولة دون تزويجهم لأن الله قد تكفل بإغنائهم من فضله ، أما الفقير المدقع العاجز عن الإنفاق فإن الآية التالية تأمره بالعفة الى أن يرزقه الله المال الذي يمكنه من الزواج وهو قوله تعالى : (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ) [ النور : 33 ] 0 ( ج ) الزواج انتقاء واختيار :في حديثنا عن الزواج الإسلامي وما يترتب عليه من مصالح للفرد والجماعة لا بد أن نؤكد أن الإسلام بتشريعه السامي ونظامه الشامل قد وضع أمام كل من الخاطب والمخطوبة قواعد وأحكاماً إن اهتدى الناس بهديها ومشوا على نهجها كان الزواج في غاية التفاهم والمحبة والوفاق وكانت الأسرة المكونة من البنين والبنات في ذروة الايمان المكين والجسم السليم والخلق القويم والعقل الناضج والنفسية المطمئنة الصافية 0 واليكم أهم هذه القواعد والأحكام : الاختيار على أساس الدين : ونقصد بالدين الفهم الحقيقي للإسلام والتطبيق العملي والسلوكي لكل فضائله السامية وآدابه الرفيعة ، ونقصد كذلك الالتزام الكامل بمناهج الشريعة ومبادئها وخاصة ما يتعلق بمهمة ووظيفة كل طرف منهما ، فعندما يكون الخاطب أو المخطوبة على هذا المستوى من الفهم والتطبيق والالتزام يمكن أن نطلق على أحدهما أنه ذو دين وذو خلق ، وعندما يكون الواحد منهما على غير هذا المستوى من الفهم والتطبيق والالتزام فمن البديهي أن نحكم عليه بانحراف السلوك وفساد الخلق والبعد عن الإسلام مهما ظهر للناس بمظهر الصلاح والتقوى وزعم أنه مسلم متمسك ، وما أدق ما سنه الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع الموازين الصحيحة لمعرفة الأشخاص وإظهار حقائق الرجال وذلك حينما جاء رجل يشهد لرجل آخر في قضية ، فقال له عمر : أتعرف هذا الرجل ، فأجاب نعم قال : هل أنت جاره الذي يعرف مدخله ومخرجه فأجاب الرجل : لا. قال عمر: هل صاحبته في السفر الذي تعرف به مكارم الأخلاق؟ فأجاب الرجل :لا ، قال عمر : هل عاملته بالدينار والدرهم الذي يعرف به ورع الرجل ؟فأجاب الرجل: لا ، فصاح به عمر: لعلك رأيته قائماً قاعداً يصلي في المسجد يرفع رأسه تارة ويخفضه تارة أخرى ؟فرد الرجل :نعم ، فقال عمر : اذهب فإنك لا تعرفه .والتفت الى الرجل وقال له : ائتني بمن يعرفك 0 فعمر رضي الله عنه لم ينخدع بشكل الرجل ولا بمظهره ولكن عرف الحقيقة بموازين صحيحة كشفت عن حاله ودلت على تدينه وأخلاقه ، وهذا الدين وهذا الخلق وهذا الورع الذي تمسك به عمر هو المقصود بالدين لا غيره ، وهو الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ( إن الله لا ينظر الى صوركم وأجسادكم وإنما ينظر الى قلوبكم وأعمالكم ) وإلا فما أسهل الدين إذا كان مجرد شكليات ومظاهر وشعارات وكما يقول الشوام == مترين شاش وجبة بلاش == لهذا كله ولضرورة الاختيار على أساس الدين يقول القرآن الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )[ النور : 26 ] فالقسم الأول من الآية معناه أن الخبيثات من النساء لا يستأهلن من الأزواج إلا الخبيثين الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فمن كرمت نفسه من الرجال وضن بمروءته عن مواطن الزلل والإثم فبعيد عليه أن يجنح الى خبيثة ساقطة يتخذها زوجة له ، وكذلك الخبيثون من الرجال لا يستحقون إلا خبائث النساء ، الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة فمن سمت بها العزة وامتزج بها الشمم تحاشت أن تجعل نفسها زوجاً لرجل ساقط المروءة ، فإذا امتنع كل ذي كرامة من الجانبين عن الاتصال بالخبيث تهيأ له أن يكون مع من يدانيه شرفاً وطهراً ، ويناسبه أدباً وخلقاً وهذا ما ذكرته الآية ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ) وهذا ما دفع النبي صلى الله عليه وسلم الى أن ينصح الطيبين من أبناء أمته الراغبين في الزواج بأن يظفروا بذات الدين ليحصل تكافئ وتناسب بين الزوجين ، وليقوم كل منهما بأداء حق البيت على النحو الذي أمر به الإسلام وحض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبالنسبة للأزواج قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ( تنكح المرأة لأربع ، لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وأشار الى عكس هذه الحالة فيما أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه( من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلاً ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقراً ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها منه ) 0 وبالمقابل أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أولياء المخطوبةبأن يبحثوا عن الخاطب ذي الدين والخلق ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية الأسرة وأداء حقوق الزوجية وتربية الأولاد والقوامة الصحيحة في الغيرة على الشرف وتأمين حاجات البيت بالبذل والإنفاق ، فقد أخرج الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) وأية فتنة أعظم على الدين والتربية والأخلاق من أن تقع الفتاة المؤمنة بين براثن خاطب متحلل ، أو زوج ملحد لا يرقب في مؤمنة إلاً ولا ذمة ، ولا يقيم للشرف والغيرة والعرض وزناً ولا اعتباراً 0 وأية فتنة اعظم على المرأة الصالحة من أن تقع في عصمة زوج إباحي فاجر يكرهها على السفور والاختلاط ويجبرها على احتساء الخمرة ومراقصة الرجال ويقسرها على التفلت من ربقة الدين والأخلاق 0 فكم من فتاة وياللأسف كانت في بيت أهلها مثالاً للعفة والطهر فلما انتقلت الى بيتٍ إباحي وزوج متحلل فاجر انقلبت الى امرأة متهتكة مستهترة لا تقيم لمبادئ الفضيلة أية قيمة ولا لمفهومات العفة والشرف أي اعتبار ومما لا شك فيه أن الأولاد حين ينشئون في مثل هذا البيت المتحلل الماجن الآثم فإنهم سينشؤون لا محالة على الانحراف والاباحية ، ويتربون على الفساد والمنكر كما قال صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودنه أو ينصرانه أو يمجسانه ) 0 إذاً فالاختيار على أساس الدين والأخلاق من أهم ما يحقق للزوجين سعادتهما الكاملة المؤمنة و للأولاد تربيتهم الإسلامية الفاضلة ، وللأسرة شرفها الثابت واستقرارها المنشود ، يشهد لذلك قصة الثابت ابن النعمان والد أبي حنيفة 02 – الاختيار على أساس الأصل والشرف : من القواعد التي وضعها الإسلام في اختيار أحد الزوجين للآخر أن يكون الانتقاء لشريك الحياة من أسرة عريقة في الصلاح والتقوى والأخلاق والشرف والأصل ، أي أن لا يكون التدين طفرة بل شيئاً عريقاً متأصلاً متجذراً في الأسرة لكون الناس معادن يتفاوتون فيما بينهم وضاعة وشرفاً ، ويتفاضلون فساداً وصلاحاً ، ولقد نوه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الطيالسي وابن منيع والعسكري عن أبي هريرة رضي الله عنه ( الناس معادن في الخير والشر ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) 00 ويقول الشاعر إذا طاب أصل المرء طابت فروعهومن عجب جادت يد الشوك بالورد وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ليظهر فعل الله في العكس والطرد وليس النبت ينبت في جنان كمثل النبت ينبت في الفلاة وهل يرجى لأطفال كمال إذا ارتضعوا ثدي الناقصات لهذا حض النبي صلى الله عليه وسلم كل راغب في الزواج أن يكون الانتقاء على أساس الصلاح العريق والطيب المتأصل. وإليكم باقة من أقواله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن .أخرج ابن ماجة والديلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) وعن عائشة مرفوعاً رضي الله عنها ( تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه اخوانهن وأخواتهن ) وفي رواية ( اطلبوا مواضع الأكفاء لنطفكم فإن الرجل ربما أشبه أخواله) وعكسه كقوله ( إياكم وخضراء الدمن ، قالوا يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء ) فهذه الأحاديث بمجموعها ترشد راغبي الزواج الى أن يختاروا زوجات ترعرعن في بيئة صالحة ونشأن في بيت عريق في الشرف والطيب وتناسلن من نطفة انحدرت من أصل كريم وجدود أمجاد ، ولعل السر في هذا حتى ينجب الرجل أولاداً مفطورين على معالي الأمور ومتطبعين بعادات أصيلة وأخلاق إسلامية قويمة ، يرضعون منهن لبان المكارم والفضائل ويكتسبون بشكل عفوي خصال الخير ومكارم الأخلاق ، وانطلاقاً من هذا المبدأ أوصى عثمان بن أبي العاص الثقفي أولاده في تخير النطف وتجنب عرق السوء ، وإليكم ما قاله لهم == يا بني الناكح مغترس ، فلينظر امرؤ حيث يضع غرسه ، والعرق السوء قلما ينجب ، فتخيروا ولو بعد حين == وتحقيقاً لهذا الاختيار أجاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سؤال لأحد الأبناء لما سأله ، ما حق الولد على أبيه بقوله (( أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه القرآن )) وهذا الانتقاء الذي وجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد من اعظم الحقائق العلمية والنظريات التربوية في العصر الحديث ، فعلم الوراثة – أثبت أن الطفل يكتسب صفات أبويه الخلقية والجسمية والعقلية منذ الولادة ، فعندما يكون انتقاء الزوج واختيار الزوجة على أساس الأصل والشرف والصلاح فلا شك أن الأولاد ينشؤن على خير ما ينشئون من العفة والطهر والاستقامة ، وعندما يجتمع في الولد عامل الوراثة الصالحة وعامل التربية الفاضلة يصل الولد الى القمة في الدين والأخلاق ويكون مضرب المثل في التقوى والفضيلة وحسن المعاملة ومكارم الأخلاق ، فما على راغبي الزواج إلا أن يحسنوا الاختيار ويُحكموا في رفيق الحياة الانتقاء إن أرادوا أن تكون لهم ذرية صالحة وسلالة طاهرة وابناء مؤمنون 0 3 – الاغتراب في الزواج : ومن توجيهات الإسلام الحكيمة في اختيار الزوجة تفضيل المرأة الأجنبية عن الأسرة على النساء ذات القرابة واللصيقة بالزوج حرصاً على نجابة الولد وضماناً لسلامة جسمه من الأمراض السارية والعاهات الوراثية ، وتوسيعاً لدائرة التعارف الأسرية ، وتمتياً للروابط الاجتماعية ، حيث تزداد أجسامهم قوة ، ووحدتهم تماسكاً وصلابةً ، وتعارفهم سعة وانتشاراً 0 فلا عجب أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من الزواج بذوات النسب والقرابة ، حتى لا ينشأ الولد ضعيفاً ، وتنحدر إليه عاهات أبويه وأمراض جدوده ، حيث ورد : ( لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً ) وورد أيضاً ( اغتربوا ولا تضووا ) 0 وإذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاغتراب من أجل سلامة النسل فإن كل ما من شأنه أن يحقق هذا الهدف يكون مطلوباً ، كتحاليل السلامة للخاطبين ، وحقنات المناعة لهما ولأولادهما تحقيقاً لنفس الهدف 0 4 – تفضيل ذوات الأبكار : ومن توجيهات الإسلام الرشيدة في اختيار الزوجة تفضيل المرأة البكر على الثيب لحكم بالغة وفوائد عظيمة 0 فمن هذه الفوائد حماية الأسرة مما ينغص عيشها ، ويوقعها في حبائل الخصومات وينشر في أجوائها ضباب المشكلات والعدوات ، وفي نفس الوقت تمتين لأواصر المحبة الزوجية ، لكون البكر مجبولة على الأنس والألفة بأول إنسان تكون في عصمته وتلتقي معه وتتعرف عليه ، بعكس المرأة الثيب فقد لا تجد في الزواج الثاني الألفة التامة والمحبة المتبادلة والتعلق القلبي الصادق للفرق الكبير بين أخلاق الأول ومعاملة الثاني فلا غرابة أن نرى عائشة رضي الله عنها قد وضحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل هذه المعاني لما قالت للرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ( يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها وشجرة لم يؤكل منها ، في أي منها كنت تُرتِع بعيرك ؟ قال عليه الصلاة والسلام في التي لم يُرتع منها ، قالت رضي الله عنها فأنا هي ) 0 تقصد بيان فضلها على باقي الزوجات باعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ، وقد ألمح صلى الله عليه وسلم الى بعض الحكم للزواج بذوات الأبكار حيث قال( عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وانتق أرحاماً وأقل حِبَّاً وأرضى باليسير ) 0 وحتى لا تغضب الثيب ولا تغار أقول ن ثمة حالات نشجع الرجل أو على الأقل نقره على الزواج من الثيب فقد قال صلى الله عليه وسلم( لجابر وهو راجع من غزوة ذات الرقاع : يا جابر هل تزوجت بعد ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال : ثيباً أم بكرا، قلت لا بل ثيباً ، قال : أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، قلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد وترك لنا بنات سبعاً فنكحت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن وتقوم عليهن ، قال صلى الله عليه وسلم : أصبت إن شاء الله ) 0وهذا الرضا منه صلى الله عليه وسلم إشارة الى أن الزواج بالأبكار قد يكون مفضولاً إذا كانت هناك مصلحة أخرى ترجح الزواج بغيرها 05 – تفضيل الزواج بالمرأة الولود : ومن توجيهات الإسلام في اختيار الزوجة ، انتقاء المرأة الولود ، وتعرف بشيئين : الأول : سلامة جسمها من الأمراض التي تمنع من الحمل ويستعان لمعرفة ذلك بالمختصين الثاني : النظر في حال أمها وأخواتها وخالاتها المتزوجات ، فإن كن من الصنف الولود فعلى الغالب هي تكون كذلك 0 ومن المعلوم أن المرأة حينما تكون من الصنف الولود تكون في الغالب في صحة جيدة وجسم قوي سليم ، والتي تتوافر فيها هذه الظاهرة تستطيع أن تنهض بأعبائها المنزلية وواجباتها التربوية وحقوقها الزوجية على أكمل وجه وأنبل معنى 0 الخاتمة تلكم هي أهم مبادئ الزواج وأهم ارتباطاته بقضايا التربية ، فالإسلام يعالج تربية الأفراد من تكوين الخلية الأولى للأسرة يعالجها بالزواج لكونه يلبي حاجة الفطرة ويساير أشواق الحياة ، ولكونه يلحق نسب الأبناء بآبائهم ، ويحرر المجتمع من الأمراض الفتاكة ، والانحلال الخلقي ، ويحقق التعاون الكامل بين الزوجين في تربية الأولاد ، ويؤجج عاطفة الأبوة والأمومة في نفسيهما 0 ولكونه يقوم على أسس متينة ، وقواعد عملية صحيحة في اختيار شريك الحياة ، والتي من أهمها الاختيار على أساس الدين و أساس الأصل والعراقة ،وأساس تفضيل الغريبة على القريبة ، والأبكار على الثيب ، والولود على العاقر 0 ولما يعلم المسلم من أين يبدأ لتكوين الأسرة المسلمة والذرية الصالحة ، والجيل المؤمن بالله ، تهون في نظره المسؤوليات الأخرى المترتبة عليه والمكلف بها ، لأنه أوجد في بيته حجر الأساس الذي يبني عليه ركائز التربية القويمة ودعائم الاصلاح الاجتماعي ، ومعالم المجتمع الفاضل ، ألا وهو المرأة الصالحة 0 إذاً فتربية الأولاد في الإسلام يجب أن تبدأ أول ما تبدأ بزواج مثالي يقوم على مبادئ ثابتة لها في التربية أثر ، وفي إعداد الجيل تكوين وبناء 0 ألا فليتذكر أولو الألباب الشيخ محمد معشوق ابن الشيخ عزالدين الخزنويمدير مركز إحياء السنةللدراسات الإسلامية والدعوة والإرشادسوريا – القامشلي اعداد القسم العلمي بمركز احياء السنة للدراسات الاسلامية

شاركنا رأيك