اليوم: ,Sat 06 Dec 2025 الساعة: 04:56 PM
اخر المشاهدات
- [ تعرٌف على ] ألكسندر بيتروفيتش سوماروكوف
- [ خذها قاعدة ] الفائزون يتوقعون الفوز. - روجر فريتس
- [ اغذية السعودية ] حسن حسين للمواد الغذائية
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] نوره حمود مرزوق الحربي ... بريده ... منطقة القصيم
- [ رقم تلفون و لوكيشن ] مصنع جسور المستقبل للخرسانة الجاهزه .. تبوك - المملكه العربية السعودية
- راكان خالد
- [ اثاث منزلى السعودية ] يوسف سليمان العبيدى للموبيليا
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] خالد سلمان فالح المطيري ... الدمام ... المنطقة الشرقية
- [ مؤسسات البحرين ] شركة دلتا فاست لخدمات الشحن ذ.م.م ... المنطقة الشمالية
- فوائد الجوز (عين الجمل): عديدة ومذهلة!
مواقعنا
اخر بحث
- ايمان ظاظا
- ايمان ظاظا ويكيبيديا
- حسام فوزي الخرافي
- حلم طليقتي تزوجت
- دار المعرفة الباحة
- دافني روزان
- رقم مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات
- رقم هاتف قرض الحسن فرع الشهابية
- ستاندرد تشارترد بنك رقم الاتصال
- سكس منوره
- صيدلية الخليج توبلي
- صيدليه القصور جمعيه رقم ٢
- فروع القرض الحسن في البقاع
- مطعم كويتانا شرق
- ناعسة شاليش
- هاوت سكس
- يمحاض
- 0138315100
- aldehleez barbecue مشويات الدهليز
- claudia hess alexander mick weidung
- closol
- closol spray
- deena institute of technology معهد دينا photos
- fxx
- imaandaar
- jadefridah
- mesaimeer health center مركز مسيمير الصحي
- pevaryl crème دواعي الاستعمال
- photographer near me
- qatar aluminium extrusion company
- septrazole
- solve
- sulindac
- tabuk postal code 47911
- truth rent a car and real estate
- www.hg-edunet.tn/histoire/histunis11.htm
- أحمد بلافريج
- أدريانا كيسلوتي
- أدوية بحرف p
- أرقام مستشفى السلمانية
- أرلا فودز ذ.م.م
- أسئلة صراحة الأصدقاء مضحكة
- أسامة بن أحمد الشعفار قصة حياته
- أسباب انتفاخ البطن من الاعلى
- أسباب قيام الثورة المهدية
- أسماء كتب السحر
- أصل سكان تونس
- أضرار علاج دانازول
- أضرار كارنيفيتا فورت للنساء
- أفكار عن حب الوطن
- [ تعرٌف على ] ألكسندر بيتروفيتش سوماروكوف
- [ خذها قاعدة ] الفائزون يتوقعون الفوز. - روجر فريتس
- [ اغذية السعودية ] حسن حسين للمواد الغذائية
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] نوره حمود مرزوق الحربي ... بريده ... منطقة القصيم
- [ رقم تلفون و لوكيشن ] مصنع جسور المستقبل للخرسانة الجاهزه .. تبوك - المملكه العربية السعودية
- راكان خالد
- [ اثاث منزلى السعودية ] يوسف سليمان العبيدى للموبيليا
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] خالد سلمان فالح المطيري ... الدمام ... المنطقة الشرقية
- [ مؤسسات البحرين ] شركة دلتا فاست لخدمات الشحن ذ.م.م ... المنطقة الشمالية
- فوائد الجوز (عين الجمل): عديدة ومذهلة!
- [ خذها قاعدة ] الفائزون يتوقعون الفوز. - روجر فريتس
- [ اغذية السعودية ] حسن حسين للمواد الغذائية
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] نوره حمود مرزوق الحربي ... بريده ... منطقة القصيم
- [ رقم تلفون و لوكيشن ] مصنع جسور المستقبل للخرسانة الجاهزه .. تبوك - المملكه العربية السعودية
- راكان خالد
- [ اثاث منزلى السعودية ] يوسف سليمان العبيدى للموبيليا
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] خالد سلمان فالح المطيري ... الدمام ... المنطقة الشرقية
- [ مؤسسات البحرين ] شركة دلتا فاست لخدمات الشحن ذ.م.م ... المنطقة الشمالية
- فوائد الجوز (عين الجمل): عديدة ومذهلة!
رواية اللاز
آخر تحديث منذ 5 ثوانى
3 مشاهدة
تم النشر اليوم 06-12-2025 | رواية اللاز
رواية اللاز
2005
رواية اللاز أول رواية نشرها الكاتب الجزائر الجزائري الطاهر وطار وذلك سنة 1974 وهي تعالج الصراع بين الثوار والثوار أيام الثورة التحريرية, حيث ذبح بعض شيوعية الشيوعيين والمثقفين بسبب انتماءاتهم إيديولوجيا الأيديولوجية , نشرت هذه الرواية في أكثر من بلد وبأكثر من لغة, وهي تدرس إلى جانب رواية الأم ل مكسيم غوركي و العقب الحديدية لجاك لندن, في المدارس النقابية والحزبية. وأهم عمل للروائي جعل شهرته تقفز.
بما أن الروائي الجزائري الطاهر وطار كان من أبناء الحركة الشيوعية التي آمن وتمسك بها حتى وفاته، بات من الضروري أن يتأمل ما يدور حوله من تغيرات، وكان من الطبيعي أن يتحدث عن التاريخ النضالي للجزائر ودور الشيوعيين في هذا التاريخ، وما تعرضوا له في نهاية الأمر من ضيم كبير على يد الإسلاميين حينما سيطروا على الحركة التحررية، وهنا كانت روايته الأولى اللاز عام 1974م، وهي الرواية التي أكد وطار أنها استغرقت منه سبع سنوات كاملة للانتهاء منها، ولعل تأكيد وطار الدائم أن روايته لم تكن مجرد تأريخا للواقع بقدر ما كانت رواية حقيقية تحاول تأمل ما آلت إليه حركة التحرر الوطني في الجزائر، وما صارت إليه من صراعات إيديولوجية في نهاية الأمر من الأهمية بمكان ما يجعلنا نتأمل معه هذا التحول في الحركة التحررية وما آلت إليه في النهاية إلى العشرية السوداء.
يبرع وطار كثيرا في رسم روايته التي تبدو للقارئ على شكل لوحات- إذا ما اتخذنا جانب الفن التشكيلي-، أو على شكل مشاهد سينمائية – إذا ما حاولنا اتخاذ الجانب السينمائي-، وهنا لا يمكن إنكار أن الروائي هنا يكاد يكون على معرفة كبيرة بالفن السينمائي الذي استفاد منه أيما استفادة؛ حيث تدور جميع أحداث الرواية بشكل سينمائي بحت وكأنها قد كُتبت للسينما في المقام الأول، فالبداية التي بدأ بها الرواية تكاد تكون باصطلاحات السينما Avant titre أي مشاهد ما قبل التيترات التي يتحدث فيها عن مشهد أهالي الشهداء الواقفين أمام مكتب المنح؛ للحصول على الأموال مقابل استشهاد ذويهم حيث يقف بينهم الشيخ الربيعي متأملا ما يدور بينهم من أحاديث عن بطولات الشهداء، ليبدأ الحكي فيما بعد على شكل Flash Back أي استعادة الحدث بالتفصيل من قبيل الربيعي؛ فينتهي المشهد بقول الروائي حينما ترن في أذن الربيعي جملة اللاز ما يبقى في الوادي غير حجارة فراح الشيخ الربيعي يتمتم هذا اللاز، اللاز المسكين، قدور ابني اُستشهد معه، استشهد في طريقه به إلى الحدود، ثم استند إلى الجدار وأطلق العنان لمخيلته، تتحسس الجراح ، هنا ينتهي مشهد ما قبل التيترات بالشكل السينمائي ليبدأ وطار بمهارة سرد الحدث الروائي بشكل سينمائي، لتكون الفصول جميعها على شكل مشاهد سينمائية يحاول وطار توظيفها بمهارة حيث يستخدم تقنية المونتاج المتوازي Cross cutting التي تحرص على تقديم مشهدين متوازيين، وبالتالي يكون المشاهد/ القارئ متابعا للحدثين في ذات الوقت وكأنه يعيشهما معا، وظلت هذه هي التقنية التي يحرص عليها الروائي حتى نهاية الرواية ليعود في نهاية الأمر إلى مشهد الختام الذي يحيلنا مرة أخرى إلى البداية التي رأينا فيها الشيخ الربيعي الذي سمع جملة اللاز، وهي الجملة التي جعلته يسبح في كل هذه الأحداث التي تخص القرية الجزائرية وصراعها مع المستعمر، ليحاول سؤال اللاز عن ابنه، وكيفية استشهاده، إلا أن اللاز الغائب عن العالم تماما وكأنه لا يعيشه لا يردد سوى جملته التي لا يردد سواها ما يبقى في الوادي غير حجارة منذ شهد ذبح أبيه زيدان على يد الإسلاميين.
إذن من خلال مشهدي البداية والنهاية اللذين رسمهما الطاهر وطار تدور أحداث الرواية التي تحكي عن النضال الجزائري ضد المستعمر الفرنسي في خصوصية روائية لا يمكن أن تتشابه مع غيرها من الروايات العربية الأخرى، حيث يحكي عن قرية صغيرة تعيش في حضن الجبال، وعن أهلها الذين يعانون من الفقر المدقع، وكيف تطوع بعض هؤلاء الجزائريين لخدمة العلم الفرنسي، والجيش الفرنسي ضد أهلهم من الجزائريين بسبب الفقر والحاجة الشديدة، وبدء نمو حركة التحرر الوطني بشكل سري، وهي الحركة التي عملت على تهريب الكثيرين ممن يعملون في خدمة الجيش الفرنسي من أجل النضال ضده، وانضمام عدد ضخم من أهل القرية إلى حركة النضال التي بدأت تتسع وتكبر، وتفاصيل هذا الصراع من خلال العديد من الشخصيات التي يستعرض وطار تاريخها ببراعة روائية تأتي بسلاسة سردية يتميز بها، حتى يصل في النهاية إلى العديد من الانقلابات الفكرية التي حدثت في حركة التحرر والتي ضحّت في نهاية الأمر بالشيوعيين الذين كانوا هم بذرة التحرر الوطني باسم الدين والتدين الذي لا يقبل غيره من الأفكار.
لعل خصوصية السرد لدى الطاهر وطار في رواية اللاز لا تأتي من خلال الحدث الواقعي فقط، وحركة النضال ضد المستعمر الفرنسي، بل تأتي أيضا من خلال المفردات التي يفرضها واقعية الحدث أيضا، فنلاحظ قوله متحدثا عن الجزائر التي بدأت ثورتها هذا الوليد، آه، الجزائر، هذا الوليد لا يزال في المهد، بل لا يزال جنينا، نطفة في أحشاء التاريخ، يكتمل نموه، ويولد، ويرضع، ويحبو، ويسقط مرات ومرات، ثم ينهض على قدميه، يمشي على الجدران، يقف معتدلا، يسقط وينهض، ويُجرح من جبهته، ويسيل الدم من أنفه، وتتورم شفتاه، حتى تشتد عضلاته، إذ ذاك يثب ويجري. وسيظل طيلة سنوات طفلا صغيرا، سيظل بلا منطق زمنا طويلا، من يدري أي عذاب يلحقه أثناء مرحلة المراهقة، آه. في هذه المرحلة يجب أن نكون نحن ، هو يتحدث هنا عن الجزائر الوليدة، جزائر الثورة، وهو في هذا التشبيه الذي شبهه من خلال الجملة السابقة إنما يتحدث عن بداية الثورة والفترات التي ستمر بها حتى تنتهي إلى جزائر قوية مستقلة، وكأنه يستشرف المستقبل من خلال السرد الروائي وما ستمر به هذه الثورة.
هذه الخصوصية التي لن نلمحها في غيرها من الروايات العربية سنلمحها في قول حمو شقيق زيدان حينما يتأمله قائلا قال لي زيدان مرة، أجدادنا يتطيرون من الأشقر والأشهب والأبيض والناصع، ويقطعون طريقهم إلى السوق أو غيرها، إذا ما اعترضهم شخص أو حيوان من هذا النوع، وإلى الآن لا تُحمل العروس إلا على بغلة سوداء، علل ذلك بالقطيعة التي كانت بين الشعب وبين الدخلاء الرومان، وذكرني بالمثل أزرق عينيه لا تحرث ولا تسرح عليه .. وقال مرة أخرى إن الرهباني أو الروماني في كل أساطيرنا، أشقر، أزرق العينين، لم يتعلم أجدادنا أبدا لغة الرومان لكن سرعان ما تعلموا لغة العرب ، من خلال هذا المقطع السردي نلمح خصوصية الواقع الجزائري الذي يطعمه وطار بالمثل الذي يخص الجزائريين فقط، كما يطعمه بالعادات الجزائرية التي تحرص على أن العروس لا يمكن أن تُحمل إلا على بغلة سوداء؛ بسبب هذه الأسطورة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الجزائري.
يتحدث وطار عن اللاز منذ بداية سرده حتى نهايته متخذا منه رمزا للثورة الجزائرية التي بدأت كحلم على يد الشيوعيين من أجل التحرر الوطني مستغلين في ذلك البسطاء من أبناء القرية التي كانت بمثابة رمزا للجزائر كلها، لينتهي سرده باللاز أيضا وقد تغيب عن العالم تماما بعد انتهاء الثورة الجزائرية لتتجسد الثورة بكاملها في شخصه حينما يقول الروائي على لسان الشيخ الربيعي متحسرا إيه. إيه، عندما تستيقظ يا اللاز أروي لك كل التفاصيل، وستحدثني بدورك عن تفاصيل استشهاد قدور ابني، إنك الآن أفضلنا جميعا يا اللاز، لأنك لا تحس بشيء، لأنك ما تزال تعيش الثورة، بل لأنك الثورة، ما يبقى في الوادي غير حجارة، ما يبقى في الوادي غير حجارة ، من خلال هذه الجملة الأخيرة التي ختم بها وطار روايته يتضح لنا أن شخصية اللاز التي بدأ بها الرواية باعتبارها شخصية ت إجرامها وشرها وفقرها وبؤسها على الجميع؛ حتى أنه لم يسلم منه أحد في القرية، كانت أفضل ما في هذه القرية؛ فهو الذي كان يعيش في الثكنة العسكرية الفرنسية الموجودة في القرية باعتباره يخدم قائد هذه الثكنة وصديقه الحميم، وباعتباره هو الذي يرشد عن جميع سكان القرية ليخدم الفرنسيين، في حين أن الحقيقة التي ستعرفها فيما بعد أن اللاز كان هو البطل الحقيقي الذي قاد الثورة ضد الفرنسيين إلى الأمان حينما حاول التضحية بنفسه من أجل تهريب الجزائريين من الثكنة العسكرية للانضمام إلى الثوار، وحينما تم اكتشاف أمره تم تعذيبه ليعترف على الثوار، لكنه يصمد لجميع ألوان التعذيب لحين هروب قدور من القرية إلى الجبال للالتحاق بالمناضلين، وهنا هرب من الثكنة مصطحبا معه البقية الباقية من المناضلين لينضم إليهم في الجبال، وأفنى حياته من أجل هذا النضال، ولكن سيطرة الجماعة الإسلامية على حركة التحرر الوطني أدى في نهاية الأمر إلى التضحية بجميع الوطنيين من الشيوعيين الذين بذروا بذور هذه الثورة؛ مما أدى إلى ذبحهم على أيدي الإسلاميين باعتبارهم كفارا، بل وتم ذبح زيدان المخطط الأول والأهم لحركة التحرر الوطني أمام ابنه اللاز؛ الأمر الذي أدى إلى تغيبه الكامل عن الوجود المحيط به بسبب رؤية أبيه يُذبح أمامه.
يقول وطار على لسان الشيخ المناضل موجها حديثه لزيدان- مُفجر حركة التحرر الوطني- ولزملائه من الفرنسيين الأربعة الشيوعيين الذين آمنوا بحركة التحرر الوطني الجزائري، وللقبطان الإسباني الشيوعي أيضا والمؤمن بهذه الحركة، وهم الذين قدموا الكثير من الخدمات لهذه الحركة الوطنية أكثر مما قدم معظم الجزائريين اُتخذ القرار في شأنكم، بالنسبة لزيدان لابد من تبرؤه من العقيدة وانسلاخه من الحزب وإعلان انضمامه إلى الجبهة، وبالنسبة لكم أنتم، التبرؤ أيضا، والدخول في الإسلام ، وهنا يصور الروائي بداية الصراع بين الأيديولوجيات التي دخلت حركة التحرر الوطني ومن ثم استيلاء الإسلاميين عليها والتضحية تماما بكل من خدم الثورة من الشيوعيين وكأنهم لم يكن لهم أي دور وطني على الإطلاق؛ لذلك نندهش حينما يقول زيدان للشيخ وإذا لم تتم الاستجابة لهذه الطلبات، فهل هناك حل آخر؟ ، يرد عليه الشيخ بهدوء وقسوة مُنكرا دورهم الوطني الجليل الذي قاموا به من أجل خدمة حركة التحرر الوطني الجزائري آه، نعم، الذبح، قال الشيخ بهدوء، فرفع الإسباني رأسه وتساءل وهل يمكن أن تصدقونا بسهولة إذا أعلنا لكم عن استجابتنا لرغباتكم؟ ، فيرد عليه الشيخ تكتبون بيانا تدينون فيه مواقف أحزابكم، نتولى إرساله إلى الصحافة العالمية. نعم نصدقكم بسهولة، ولم لا .
هكذا بكل بساطة تتم التضحية بمن حملوا على كاهلهم أمر التحرر الوطني ضد الفرنسيين، والذين عملوا على تشكيل وعي الثوار وإقناعهم بالتحرر من الاستعمار لمجرد أنهم شيوعيون يرفضهم الانضمام إلى التيار الإسلامي الذي ركب على الثورة واستحوذ عليها؛ ومن ثم يتم ذبحهم جميعا ببساطة متناهية لمجرد أنهم تمسكوا بمبادئهم اليسارية ورفضوا أن يخضعوا للتيار الإسلامي مؤكدين أنهم انخرطوا في حركة التحرر الوطني إيمانا منهم بأهميتها بالنسبة للمواطن الجزائري؛ ولأن أيديولوجيتهم التي يؤمنون بها تدعو إلى التحرر من نير الاستعمار في كل مكان، وإلا ما انخرط معهم في حركتهم التحررية أربعة من الفرنسيين، وواحد من الإسبان، وهذا ما أكده كان الفرنسيون الأربعة، يحاولون الإجابة عن سؤال طرحه أحدهم بالأمس بعد كل هذا، هل يمكننا كشيوعيين، أن نغير موقفنا من هذه الحركة، ونتخذ منها موقفا عدائيا؟ من منا لا يدرك مصلحته، هي أم نحن؟ ، وهو السؤال المهم الذي يدعو الجميع بالفعل إلى التأمل، فلِمَ تحاول الحركة ذبحهم رغم كل ما قدموه لها من تضحيات ومساعدة من أجل تحررهم كجزائريين؟
لعل هذه التساؤلات الأيديولوجية التي تساءلها الفرنسيون الأربعة كانت طبيعية وبديهية حينما يكون جزاءهم هو الذبح، لذا كان هناك العديد من التأملات التي طرحها زيدان حينما تأمل حركة التحرر الوطني، وهي تأملات من الأهمية بمكان ما يجعلنا نتوقف أمامها؛ لأنها تدل على مدى إخلاصه وتوجهه التنظيمي في الحزب الشيوعي واستغراقه فيه، حينما يتساءل لقد كان النبي محمد مثالا في حياته، إلا في المرأة.. لم يقهر إنسانيته في هذه القضية، فعاشها حتى الأعماق.. قبل الجميع تبريراته بدون نقاش، كانوا يفهمونه، كان جانب القوة فيه يطغى على غيره ، وهو هنا إن كان يتأمل هذه التأملات فهو يحاول التفكير بمنطقه العلمي الشيوعي الذي ينزع القداسة دائما عن كل ما هو مقدس، ويرى في النبي محمد مجرد قائد ثوري نجح أيما نجاح في ثورته، ومن ثم فهو يرغب في مثل هذا النجاح إفهام الثوار غير المتعلمين أهمية هذه الثورة، وأنه كقائد ثوري لابد أن يكون قويا أمام هؤلاء الثوار الذي يقودهم من أجل إنهاء هذا الاستعمار، ولعل هذه التساؤلات الأيديولوجية وغيرها من سيطرة الجانب الشيوعي على النص الروائي هنا يمكن إرجاعها بشكل مباشر إلى الطاهر وطار نفسه باعتباره من الأبناء المخلصين للحركة الشيوعية، وبالتالي غلبت الأيديولوجيا على النص الروائي منذ بدايته حتى النهاية، وإن لم تثقل حركة السرد الروائي فيه، أو تحاول إفساده.
من جانب آخر حاول وطار تصوير حياة الآخرين من أبناء القرية الذين كانوا يخدمون الجيش الفرنسي بلون من الإخلاص الذي قد لا يقدمه الفرنسيون أنفسهم، من خلال شخصيتي الشامبيط، وبعطوش، هاتين الشخصيتين اللتين عملتا على الضرر كثيرا بحركة التحرر الوطني في مقابل خدمة الجيش الفرنسي، بل عمل بعطوش على قتل مريانة/ مريم أم اللاز؛ تنفيذا لأوامر القائد الفرنسي ومن أجل ترقيته إلى سارجان، ولم يكتف بذلك فقط، بل اقتحم بيت عمه الربيعي وقتل بقرته الحامل التي كان يتعلق بها أمل كبير من بعد ولادتها للنجاة من الفقر، وكانت الطامة الكبرى حينما طلب منه القائد الفرنسي أن يُعري عمه وزوجته حيزية التي كانت خالته أيضا، وطلب منه الفرنسي أن يضع في بطنها جنينا أمامهم، وبالفعل قام بعطوش بمضاجعه خالته أمام الجميع تنفيذا للأوامر؛ الأمر الذي أدى به إلى حالة من الهلاوس فيما بعد، لكنه لم يستطع نسيان لذته في مضاجعة خالته؛ مما جعله يذهب إليها مرة أخرى ليعيد الكرة ثم يقوم بقتلها والتمثيل بجثتها فيما بعد خالتي حيزية، عليها اللعنة، وماذا يهم؟ من طلب منها أن تكون خالتي؟ البارحة كانت في الأول باردة كالميتة، وفجأة غمرها دفء عجيب، أنّت وطوقتني وتجاوبت معي بشكل فظيع، تمتم وهو ينزع ثيابه بهستيرية .
بعطوش الذي انتهك الحرمات وآذى الكثيرين من أهل القرية خدمة للجيش الفرنسي، فجأة تُصيبه حالة نفسية بعدما اعتدى وقتل، ومثّل بجثة خالته؛ الأمر الذي جعله يقتل القائد الفرنسي أيضا حينما يطلب منه القائد مضاجعته؛ فيقتله ويحاول تدمير المعسكر بالكامل ويهرب هو ومجموعة من الجنود، ليلتقي بالمجاهدين الذين كانوا ينتظرونه من أجل قتله كخائن للجزائر، ولكن حينما يعلمون بتدميره للمعسكر الفرنسي بالكامل يضمونه إلى حركة التحرر ويصبح فيما بعد من أهم الوطنيين والقادة في هذه الحركة رغم أنه لم يكن هكذا في حقيقة الأمر، والصدفة البحتة هي ما جعلت الثوار يظنونه دمر المعسكر بدافع وطني؛ ومن ثم صفحوا عنه وضموه إليهم وادعى هو النضال الوطني لينجو بنفسه من جرائمه التي اقترفها في حق الجميع طيلة حياته.
هنا يصور وطار انقلاب المعايير في هذه الحركة، ويحاول تحليل الأسباب التي أدت إلى ما آلت إليه حركة التحرر الوطني من انقلاب على الوطن الجزائري بعد الانتهاء من الاستعمار، ومن ثم تحولها إلى حركة دينية متشددة ضد الجزائريين أنفسهم، وبات الفاسدين هم الأبطال الذين يُنسب إليهم البطولة من أمثال بعطوش والشامبيط، والإسلاميين، في حين أن الأبطال الحقيقيين الذين حملوا على كاهلهم كل الأمر مثل زيدان، وأخيه حمو، وقدور، والفرنسيون الأربعة الشيوعيين، والقبطان الإسباني، ومريانة، وحيزية والشيخ الربيعي، جميع هؤلاء إما تحولوا إلى ضحايا تمت التضحية بهم وقتلهم مثل الفرنسيين الأربعة، والقبطان الإسباني، وزيدان، أو استشهادهم مثل قدور، ومريانة، وحيزية، أو تحولوا إلى بقايا بشرية في نهاية الأمر غير واعية بالحياة وتحيا داخل مأساتها الشخصية مثل الربيعي، واللاز، في حين أن بعطوش والشامبيط، والإسلاميين صاروا هم الأبطال في نظر الجميع والمتحكمين في كافة الأمور.
تأتي رواية اللاز للطاهر وطار كنموذج لخصوصية السرد الروائي الجزائري الذي لا يتشابه مع غيره من ألوان السرد الروائي العربي، حيث تتحدث عن الواقع الجزائري الذي عانى كثيرا من الاستعمار الفرنسي، وحركة التحرر الوطني التي راح ضحيتها الملايين من الجزائريين، كما تتحدث عن الصراعات الأيديولوجية التي شوهت هذه الحركة، وغيرها من الموروثات الاجتماعية الجزائرية؛ فالرواية الجزائرية في نهاية الأمر استقت أحداثها وخيالها من البيئة المحلية التي عاشتها سنوات طويلة في صراع مع المستعمر، وبالتالي تشكلت رواية نضالية كبرى تختلف عن غيرها من الأعمال الروائية العربية