شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Tue 16 Dec 2025 الساعة: 03:03 AM


اخر بحث





- [ دليل عجمان الامارات ] اكما لصناعات التعبئة والتغليف المحدودة (ذ.م.م) ... عجمان
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] سويد محمد سعيد الزهراني ... تبوك ... منطقة تبوك
- [ تعرٌف على ] جراحة مجهرية بالليزر عن طريق الفم
- مكتب الضوي للتخليص الجمركي وه بحى حالة عمار, تبوك, الشمالية , sa
- [ تعرٌف على ] ميرتينس (تكساس)
- [ تعرٌف على ] الشعوب الأصلية في الأمريكتين
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] محمد مدني يوسف عيد ... جدة ... منطقة مكة المكرمة
- [ شركات التكييف والتبريد قطر ] الشركة القطرية الفرنسية لتكييف الهواء QATARI FRENCH AIR CONDITIONING TECHNOLOGY CO - QFACT ... الدوحة
- [ تعرٌف على ] مجموعة عمل لدول صناعية خارج الاتحاد الأوروبي
- [ مدن وبلدان ] أين تقع مدينة حيفا

غزوة الخندق قبل الغزوة

تم النشر اليوم 16-12-2025 | غزوة الخندق قبل الغزوة
غزوة الخندق قبل الغزوة

قبل الغزوة

غزوة بني النضير

مفصلة غزوة بني النضير وقعت غزوة بني النضير بعد غزوة أحد ، في شهر ربيع الأول من 4 هـ السنة الرابعة من الهجرة بين المسلمين ويهود بني النضير ،السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد الصلابي ، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان. الطبعة السابعة، 1429هـ- م وذلك للأسباب التالية
  1. نَقْض بني النضير عهودهم مع المسلمين، والتي تشترط عليهم ألا يؤووا عدوًا للمسلمين، وقد فعلوا ذلك في غزوة السويق ، حيث نذر أبو سفيان بن حرب حين رجع إلى مكة بعد غزوة بدر ، نذر ألا يمس رأسَه ماءٌ من جنابة حتى يغزو المدينة، فلما خرج في مئتي راكب قاصدًا المدينة، قام سيد بني النضير سلام بن مشكم بالوقوف معه وضيافته، وأبطن له خبر الناس، أي دلَّه على مواطن ضعف المسلمين. تاريخ الطبري ، محمد بن جرير الطبري ، ج2 ص284
  2. محاولة اغتيال الرسولِ محمدٍ، إذ خرج الرسولُ في نفر من أصحابه عن طريق قباء إلى ديار بني النضير يستعينهم في دية القتيلين بني عامر العامريين الهوازنيين ، وهما رجلان من بني كلاب لقيا عمرو بن أمية الضمري الكناني فقتلهما وهو لا يعلم أنهما كانا عند الرسول محمد، وذلك في أول يوم من رجب ، فقالت قريش «قتلهما في الشهر الحرام». تفسير القرطبي ، القرطبي ، سورة البقرة ، الآيات 217-219 فخرج الرسولُ إلى ديار بني النضير يستعينهم في ديتيهما، وذلك تنفيذاً للعهد الذي كان بين النبي محمد وبين بني النضير حول أداء الديات، وإقرارًا لما كان يقوم بين بني النضير وبين بني عامر بن صعصعة من عقود وأحلاف. واستقبل بنو النضير الرسولَ محمداً بكثير من البشاشة والكياسة، ثم خلا بعضهم إلى بعض يتشاورون في قتله والغدر به، ويبدو أنهم اتفقوا على إلقاء صخرة عليه، من فوق جدار كان يجلس بالقرب منه، ولكن الرسولَ أدرك مقاصد بني النضير، ويؤمن المسلمون أن الخبر جاءه من السماء بما عزم عليه بنو النضير من شر، فنهض وانطلق بسرعة إلى المدينة، ثم تبعه أصحابه بعد قليل.مغازي الواقدي، الواقدي ، ج1 ص365التاريخ السياسي والعسكري، ص190
وردّاً على ذلك، صمم الرسولُ محمدٌ على محاربة بني النضير الذين نقضوا العهد والمواثيق معه، وأمر أصحابه بالتهيؤ لقتالهم والسير إليهم،التاريخ السياسي والعسكري لدولة المدينة، ص190 وأنذر بني النضير بالجلاء خلال عشرة أيام، وأرسل محمد بن مسلمة محمداً بن مسلمة إليهم، وقال له اقتباس مضمن اذهب إلى يهود بني النضير، وقل لهم إن رسول الله ص أرسلني إليكم أن اخرجوا من بلادي؛ لقد نقضتم العهد الذي جعلت لكم مما هممتم به من الغدر، وقد أجلتكم عشرًا، فمن رُئي بعد منكم ضربت عنقه ، كتاب الطبقات الكبير ، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري ، ج2 ص57مغازي الواقدي، الواقدي ، ج1 ص363-370 ولم يجدوا جوابًا يردون به سوى أن قالوا لمحمد بن مسلمة «يا محمد، ما كنا نظن أن يجيئنا بهذا رجل من الأوس »، فقال محمد «تغيرت القلوب، ومحا الإسلام العهود»، فقالوا «نتحمل»، فمكثوا أياماً يعدون العدة للرحيل. تاريخ الطبري ، محمد بن جرير الطبري ، ج2 ص552 إسلام وفي تلك المدة أرسل إليهم عبد الله بن أبي بن سلول مَن يقول لهم «اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، عبد الملك بن هشام ، دار الفكر، بدون تاريخ، ج3 ص212 ولا تخرجوا فإن معي من العرب وممن انضوى إلى قومي ألفين، فأقيموا، فهم يدخلون معكم حصونكم، ويموتون عن آخرهم قبل أن يصلوا إليكم»، تاريخ الطبري ، محمد بن جرير الطبري ، ج2 ص553 فعادت لليهود بعضُ ثقتهم، وتشجَّعَ كبيرُهم حيي بن أخطب وأرسل جدي بن أخطب إلى الرسولِ محمدٍ يقول له «إنا لن نريم -أي لن نبرح- دارنا فاصنع ما بدا لك»، فكبَّر الرسولُ وكبَّر المسلمون معه، وقال اقتباس مضمن حاربت يهود . السيرة النبوية لابن كثير السيرة النبوية ، إسماعيل بن عمر بن كثير ، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار الفكر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1398هـ، ج3 ص146 وانقضت الأيام العشرة ولم يخرجوا من ديارهم، فتحركت جيوش المسلمين صوبهم، واستعمل النبي محمد على المدينة ابن أم مكتوم وسار إليهم، و علي بن أبي طالب يحمل اللواء، فلما انتهى إليهم فرض عليهم الحصار. الرحيق المختوم ، صفي الرحمن المباركفوري ، دار الهلال، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى وضُرب عليهم الحصارُ لمدة خمس عشرة ليلة. والتجأ بنو النضير إلى حصونهم، فأقاموا عليها يرمون بالنبل والحجارة، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك، فأمر الرسولُ بقطعها وتحريقها، وفي ذلك يقول حسان بن ثابت قصيدة وهان على سراة بني لؤي حريقٌ بالبويرة مستطيرُ وأدرك بنو النضير أن لا مفر من جلائهم، ودب اليأسُ والرعبُ في قلوبهم، وخاصة بعد أن أخلف عبد الله بن أبي بن سلول وعده بنصرهم، وعجز إخوانهم أن يسوقوا إليهم خيرًا أو يدفعوا عنهم شرًا، فأرسلوا إلى الرسولِ محمد يلتمسون منه أن يؤمنهم حتى يخرجوا من ديارهم، فوافقهم الرسولُ محمد على ذلك وقال لهم اقتباس مضمن اخرجوا منها، ولكم دماؤكم وما حملت الإبل إلا الحلقة ، والحلقة هي الدروع والسلاح، فرضوا بذلك.حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول، ج1 ص257 ونقض اليهودُ سُقُفَ بيوتهم وعُمْدَها وجدرانَها لكي لا ينتفع منها المسلمون، وحملوا معهم كميات كبيرة من الذهب و الفضة ، حتى أن سلام بن أبي الحقيق وحده حمل جلد ثور مملوءًا ذهبًا وفضة، وكان يقول «هذا الذي أعددناه لرفع الأرض وخفضها، وإن كنا تركنا نخلاً ففي خيبر النخل».السيرة الحلبية، ج2 ص566 وحملوا أمتعتهم على ستمئة بعير، وخرجوا ومعهم الدفوف والمزامير والقيان يعزفن من خلفهم، حتى لا يشمت بهم المسلمون، فقصد بعضهم خيبر وسار آخرون إلى أذرعات الشام .السيرة الحلبية، ج2 ص565حديث القرآن الكريم، ج1 ص257 وأسلم منهم رجلان فقط يامين بن عمرو وأبو سعد بن وهب، فأحرزا أموالهما. وقد تولى عملية إخراجهم من المدينة محمد بن مسلمة بأمر من الرسولِ محمدٍ.مغازي الواقدي، الواقدي ، ج1 ص374اليهود في السنة المطهرة، عبد الله بن ناصر بن محمد الشقاري، ج1 ص321 وكان من أشرافهم الذين ساروا إلى خيبر سلام بن أبي الحقيق، و حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، فلما نزلوها دان لهم أهلها. سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج3 ص212 ونزلت في غزوة بني النضير سورة الحشر بأكملها، فوصفت طرد اليهود، وفضحت مسلك المنافقين، وبينت أحكام الفيء، وأثنت على المهاجرين والأنصار، وبينت جواز القطع والحرق في أرض العدو للمصالح الحربية، وأن ذلك ليس من الفساد في الأرض، وأوصت المؤمنين بالتزام التقوى والاستعداد للآخرة، ثم خُتمت بالثناء على الله تعالى وبيان أسمائه وصفاته. وكان ابن عباس يقول عن سورة الحشر قل سورة النضير . سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج2 ص190-192 زاد المعاد في هدي خير العباد ، ابن قيم الجوزية ، ج2 ص71، 110 صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري ، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1411هـ-1991م، 2ج ص574-575

أسباب غزوة الخندق

Madina old تصغير يسار منظر عام المدينة المنورة للمدينة المنورة قديمًا بعد أن خرج يهود بني النضير من المدينة إلى خيبر (مدينة) خيبر ، خرجوا وهم يحملون معهم أحقادهم على المسلمين، فما أن استقروا بخيبر حتى أخذوا يرسمون الخطط للانتقام من المسلمين، فاتفقت كلمتهم على التوجه إلى القبائل العربية المختلفة لتحريضها على حرب المسلمين، وكونوا لهذا الغرض وفدًا يتكون من سلام بن أبي الحقيق، و حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وهوذة بن قيس، وأبي عمار. سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج3 ص237 وخرج الوفد الذي يتكون من عشرين رجلاً من زعماء اليهود وسادات بني النضير إلى قريش بمكة، يحرضونهم على غزو الرسول محمدٍ، ويوالونهم عليه، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم، فأجابتهم قريش التي قد أخلفت وعدها في الخروج إلى بدر، فرأت في ذلك إنقاذ سمعتها والبر بكلمتها. ثم خرج هذا الوفد إلى غطفان ، فدعاهم إلى ما دعا إليه قريشاً، فاستجابوا لذلك، ثم طاف الوفد في قبائل العرب يدعوهم إلى ذلك، فاستجاب له من استجاب، وهكذا نجح ساسة اليهود وقادتهم في تأليب أحزاب المشركين على الرسول محمدٍ ودعوته والمسلمين. وقد وافقت قريش على غزو المدينة لأنها شعرت بمرارة الحصار الاقتصادي الذي ضربه عليها المسلمون، ووافقت غطفان طمعًا في خيرات المدينة وفي السلب والنهب. وقد قال وفد اليهود لمشركي مكة «إن دينكم خيرٌ من دين محمد، وأنتم أولى بالحق منه»،التاريخ السياسي والعسكري، علي معطي، ص310 وفي ذلك نزلت الآيات قرآن مصور النساء 51 52 .سورة النساء، الآيتان 51-52 وقد أبرم الوفد اليهودي مع زعماء أعراب غطفان اتفاقيةً ضد المسلمين، وكان أهم بنود هذا الاتفاق هو
  1. أن تكون قوة غطفان في جيش الاتحاد هذا ستة آلاف مقاتل.
  2. أن يدفع اليهود لقبائل غطفان (مقابل ذلك) كل تمر خيبر لسنة واحدة.غزوة الأحزاب، محمد أحمد باشميل، ص141
وفعلاً، خرجت من الجنوب قريش من كنانة في أربعة آلاف يقودهم أبو سفيان بن حرب أبو سفيان صخر بن حرب حتى نزلوا وادي العقيق، ووافاهم بنو سليم بمر الظهران وهم سبعمئة يقودهم سفيان بن عبد شمس، وخرجت من الشرق بنو أسد يقودهم طليحة بن خويلد، وقبائل غطفان بنو فزارة، يقودهم عيينة بن حصن، و بنو مرة وهم أربعمئة يقودهم الحارث بن عوف، وبنو أشجع وهم أربعمئة يقودهم مسعر بن رخيلة، ونزلت غطفان بجانب أحد. ثم اتجهت هذه الأحزاب، وتحركت نحو المدينة على ميعاد كانت قد تعاقدت عليه. وبعد أيام، تجمَّعَ حول المدينة جيش يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل،إمتاع الأسماع، تقي الدين المقريزي ، ج1 ص224 الطبقات الكبير ، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري ، ج2 ص66 أربعة آلاف من قريش وأحلافها كنانة، وستة آلاف من غطفان وأحلافها بني أسد وسليم. استعداد المسلمين للمعركة ذهب جمهور أهل السيرة السير و المغازي إلى أن غزوة الأحزاب كانت في شهر شوال من 5هـ السنة الخامسة من الهجرة ،السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، مهدي رزق الله أحمد، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، الطبعة الأولى، 1412هـ-1992م، ص443 وقيل إنها وقعت في يوم الثلاثاء الثامن من ذي القعدة في العام الخامس الهجري،المغازي، ج2 ص440، بدون إسناد وقيل إن هزيمة الأحزاب كانت يوم الأربعاء من شهر ذي القعدة سنة خمس من الهجرة،الطبقات، ج2 ص65، 73، بإسناد متصل وقيل إنها وقعت 4هـ سنة أربع من الهجرة . البداية والنهاية ، إسماعيل بن عمر بن كثير ، دار الريان للتراث، ج4 ص105 ويرى العلماء أن القائلين بأنها وقعت سنة أربع كانوا يعدون التاريخ من المحرم (شهر) المحرم الذي وقع بعد الهجرة، ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول ، وهو مخالف لما عليه الجمهور مِن جَعْل التاريخ من المحرم سنة الهجرة. حفر الخندق كانت استخبارات الدولة الإسلامية على حذر تام من أعدائهم؛ لذا فقد كانوا يتتبعون أخبار الأحزاب، ويرصدون تحركاتهم، ويتابعون حركة الوفد اليهودي منذ خرج من خيبر في اتجاه مكة ، وكانوا على علم تام بكل ما يجري بين الوفد اليهودي وبين قريش أولاً، ثم غطفان ثانيًا. وبمجرد حصول المدينة على هذه المعلومات عن العدو شرع الرسولُ محمدٌ في اتخاذ الإجراءات الدفاعية اللازمة، ودعا إلى اجتماع عاجل حضره كبار قادة جيش المسلمين من المهاجرين و الأنصار ، بحث فيه معهم هذا الموقف.غزوة الأحزاب، محمد احمد باشميل، ص144-145 فأشار الصحابي سلمان الفارسي على الرسولِ محمدٍ بحفر خندق، قال سلمان «يا رسول الله، إنا إذا كنا بأرض فارس وتخوفنا الخيل، خندقنا علينا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟»، فأَعجب رأيُ سلمان المسلمين.مغازي الواقدي، الواقدي ، ج2 ص444 وقال المهاجرون يوم الخندق «سلمان منا»، وقالت الأنصار «سلمان منا»، فقال الرسولُ محمدٌ اقتباس مضمن سلمان منا أهل البيت . سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج3 ص247 وعندما استقر الرأي بعد المشاورة على حفر الخندق، ذهب الرسولُ هو وبعضُ أصحابه لتحديد مكانه، واختار للمسلمين مكانًا تتوافر فيه الحمايةُ للجيش. فقد ركب الرسولُ محمدٌ فرسًا له ومعه نفر من أصحابه من المهاجرين والأنصار، فارتاد موضعًا ينزله، فكان أعجبَ المنازل إليه أن يجعل جبل سلع خلف ظهره، ويخندق من المذاد إلى جبل ذباب (أكمة صغيرة في المدينة يفصل بينها وبين جبل سلع ثنية الوداع ) إلى راتج (حصن من حصون المدينة لأناس من اليهود)، وقد استفاد الرسولُ من مناعة جبل سلع (وهو أشهر جبال المدينة) معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، ج3 ص236 في حماية ظهور الصحابة. Al-Ahzab Battle map-2.svg تصغير يسار رسم توضيحي يبين غزوة الخندق كان اختيار تلك المواقع موفقًا؛ لأن شمال المدينة هو الجانب المكشوف أمام العدو، والذي يستطيع منه دخول المدينة وتهديدها، أما الجوانب الأخرى فهي حصينة منيعة، تقف عقبةً أمام أي هجوم يقوم به الأعداء، فكانت الدور من ناحية الجنوب متلاصقة عالية كالسور المنيع، وكانت حرة واقم من جهة الشرق، و حرة الوبرة من جهة الغرب، تقومان مقام حصن طبيعي، وكانت آطام بني قريظة في الجنوب الشرقي كفيلة بتأمين ظهر المسلمين، إذ كان بين الرسولِ محمدٍ وبني قريظة عهدٌ ألا يمالئوا عليه أحداً، ولا يناصروا عدوًا ضده.العبقرية العسكرية في غزوات الرسول، محمد فرج، ص442 لقد كانت خطة الرسولِ محمدٍ في الخندق متطورةً ومتقدمةً بالنسبة للعرب، إذ لم يكن حفر الخندق من الأمور المعروفة لدى العرب في حروبهم، بل كان الأخذ بهذا الأسلوب غريبًا عنهم، وبهذا يكون الرسولُ محمدٌ هو أولَ من استعمل الخندق في الحروب في تاريخ العرب والمسلمين، فقد كان هذا الخندق مفاجأة مذهلة لأعداء الإسلام، وأبطل خطتهم التي رسموها. اقترن حفر الخندق بصعوبات جمة، فقد كان الجو باردًا، والريح شديدة والحالة المعيشية صعبة، بالإضافة إلى الخوف من قدوم العدو الذي يتوقعونه في كل لحظة، ويضاف إلى ذلك العملُ المضني، حيث كان الصحابة يحفرون بأيديهم، وينقلون التراب على ظهورهم، ولا شك في أن هذا الظرف بطبيعة الحال يحتاج إلى قدر كبير من الحزم والجد. وكانت هناك مجموعة من الأنصار تقوم بحراسة الرسولِ محمدٍ في كل ليلة، وعلى رأسهم عباد بن بشر ، وقد قسَّم الرسولُ أعمالَ حفر الخندق بين الصحابة، كل أربعين ذراعًا لعشرة من الصحابة، ووكل بكل جانب جماعة يحفرون فيه. وقد شارك الرسولُ الصحابةَ جوعَهم، قال أبو طلحة «شكونا إلى رسول الله ص الجوعَ فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله ص عن حجرين». كما شارك الرسولُ الصحابةَ في حفر الخندق، وكان يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة ابن رواحة وهو ينقل التراب، ويقول بداية قصيدة بيت والله لولا الله مـا اهتدينا ولا تصـدقـنا ولا صـليـنا بيت فأنزلن سكيـنـة عـلـيـنا وثبت الأقـدام إن لاقيـنا بيت إن الأعادي قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبيـنا نهاية قصيدة ثم يمد صوته بآخرها. صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري ، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق، ج5 ص57، رقم 4106 وكان الصحابة يقولون يوم الخندق بداية قصيدة بيت نحن الذين بايعوا محمدًا على الإسلام ما بقينا أبدًا نهاية قصيدة وقيل على الجهاد ، والنبي يقول صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج ، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب، ج3 ص1432، رقم 129 بداية قصيدة بيت اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة نهاية قصيدة لقد كان لهذا التبسط والمرح في ذلك الوقت أثره في التخفيف عن الصحابة مما يعانونه نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشونها، كما كان له أثره في بعث الهمة والنشاط بإنجاز العمل الذي كلفوا بإتمامه قبل وصول عدوهم.القيادة العسكرية في عهد الرسول، ص482 وكان الصحابة يستأذنون الرسولَ محمداً في الانصراف إذا عرضت لهم ضرورة، فيذهبون لقضاء حوائجهم، ثم يرجعون إلى ما كانوا فيه من العمل، فأنزل الله (إسلام) الله تعالى فيهم قرآن مصور النور 62 .سورة النور، الآية 62 ومعنى الآية الكريمة إذا استأذنك يا محمد الذين لا يذهبون عنك إلا بإذنك في هذه المواطن لقضاء بعض حاجاتهم التي تعرض لهم فأذَن لمن شئت منهم في الانصراف عنك لقضائها، واستغفر لهم،صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني ، ج2 ص351 فكان الرسولُ محمد بالخَيار، إن شاء أذن للمستأذن إذا رأى ذلك ضرورة له، ولم ير فيه مضرة على الجماعة، فكان يأذن أو يمنع حسب ما تقتضيه المصلحة ويقتضيه مقام الحال.أحكام القرآن، أبو بكر بن العربي ، ج3 ص1410 كما قسم الرسولُ أصحابه إلى مجموعات للحراسة ومقاومة كل من يريد أن يخترق الخندق. وواصل المسلمون عملهم في حفر الخندق، فكانوا يحفرونه طول النهار، ويرجعون إلى أهليهم في المساء، حتى تكامل الخندق حسب الخطة المنشودة، قبل أن يصل جيش الأحزاب إلى أسوار المدينة. سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج3 ص330-331 تأمين الذراري والنساء والصبيان لما علم الرسولُ محمدٌ بقدوم جيش الأحزاب وأراد الخروج إلى الخندق، أمر بوضع ذراري المسلمين ونسائهم وصبيانهم في حصن حارثة بني حارثة ، حتى يكونوا في مأمن من خطر الأعداء، وقد فعل الرسولُ محمد ذلك لأن حماية الذراري والنساء والصبيان لها أثر فعال على معنويات المقاتلين؛ لأن الجندي إذا اطمأن على زوجه وأبنائه يكون مرتاح الضمير هادئ الأعصاب، أما إذا كان الأمر بعكس ذلك فإن أمر الجندي يضطرب ومعنوياته تضعف ويستولي عليه القلق، مما يكون له أثر في تراجعه عن القتال.غزوة الأحزاب، محمد عبد القادر أبو فارس، ص98 إذن، وضع الرسولُ محمدٌ النساء والأطفال في حصن فارع قوي حمايةً لهم؛ لأن المسلمين كانوا في شغل عن حمايتهم، لمواجهتهم جيوش الأحزاب، فعندما نقض يهود بني قريظة عهدهم مع الرسول، أرسلت بنو قريظة يهوديًّا ليستطلع وضع الحصن الذي فيه نساءُ المسلمين وأطفالُهم، فأبصرته صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول محمد، فأخذت عمودًا ونزلت من الحصن فضربته بالعمود فقتلته، فكان هذا الفعل من صفية رادعًا لليهود من التحرش بهذا الحصن الذي ليس فيه إلا النساء والأطفال، حيث ظنت يهود بني قريظة أنه يحميه الجيشُ الإسلاميُّ، أو أن فيه على الأقل من يدافع عنه من الرجال. الرحيق المختوم ، ص283-284

بعض معجزات الرسول محمد أثناء حفر الخندق

Burton View of Medina تصغير يسار رسم قديم للمدينة المنورة يؤمن المسلمون أنه قد ظهرت خلال مرحلة حفر الخندق معجزاتٌ حسيةٌ للرسول محمد، منها تكثير الطعام الذي أعده جابر بن عبد الله ، إذ قال جابر بن عبد الله اقتباس إنا يوم الخندق مُحفِّر، فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي ص فقالوا «هذه كدية عرضت في الخندق»، فقال اقتباس مضمن أنا نازل ، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي ص المعول، فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل (رملاً سائلاً) أو أهيم (الرمل الذي لا يتمالك)، فقلت «يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت»، فقلت لامرأتي «رأيت بالنبي ص شيئًا ما كان في ذلك صبر، فعندك شيء؟»، فقالت «عندي شعير وعناق» (العناق الأنثى من أولاد الماعز )، فذبحت العناق، وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم بالبرمة (القِدر)، ثم جئت النبي ص والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي (الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها)، قد كادت أن تنضج، فقلت «طُعَيمٌ لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان»، قال اقتباس مضمن كم هو؟ ، فذكرت له، فقال اقتباس مضمن كثير طيب ، قال «قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي». فقال اقتباس مضمن قوموا ، فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال «ويحكِ جاء النبي ص بالمهاجرين والأنصار ومن معهم»، قالت «هل سألك؟»، قلت «نعم»، فقال اقتباس مضمن ادخلوا ولا تضاغطوا ، فجعل يكثر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه، ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، قال اقتباس مضمن كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة . صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري ، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق، ج5 ص55، رقم 4101 وهذه ابنة بشير بن سعد تقول «دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت «أي بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما»، فأخذتها فانطلقت بها، فمررت برسول الله ص وأنا ألتمس أبي وخالي، فقال اقتباس مضمن تعالي يا بنية ما هذا معك؟ ، فقلت «يا رسول الله، هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد، وخالي عبد الله بن رواحة يتغذيانه»، قال اقتباس مضمن هاتيه ، فصببته في كفي رسول الله ص فما ملأتهما، ثم أمر بثوب فبسط له ثم دعا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده اقتباس مضمن اصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغذاء ، فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب». سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج3 ص241 وعندما اعترضت صخرةٌ الصحابةَ وهم يحفرون، ضربها الرسولُ محمدٌ ثلاث ضربات فتفتتت، قال إثر الضربة الأولى اقتباس مضمن الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة ، ثم ضربها الثانية فقال اقتباس مضمن الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض ، ثم ضرب الثالثة، وقال اقتباس مضمن الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة .السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، مهدي رزق الله أحمد، ص449 وقد تحققت هذه البشارة التي أخبرت عن اتساع الفتوحات الإسلامية والإخبار عنها في وقت كان المسلمون فيه محصورين في المدينة يواجهون المشاق والخوف والجوع والبرد القارس.موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم، فريق كبير من المتخصصين بإشراف صالح بن حميد وعبد الرحمن بن ملوح، ج1 ص325

بدء غزوة الخندق وفرض الحصار على المسلمين

صندوق اقتباس اقتباس «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم» صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، رقم 2933 المصدر < > محمد بن عبد الله أقبلت قريش و كنانة في أربعة آلاف مقاتل، حتى نزلوا بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف وزعابة، وأقبلت غطفان و بنو أسد و سليم في ستة آلاف حتى نزلوا بذنب نقمي إلى جانب أحد. ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا «هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله»، فنزلت هذه الآية من سورة الأحزاب قرآن مصور الأحزاب 22 .سورة الأحزاب، الآية 22 وأما منافقون المنافقون فقد انسحبوا من الجيش، وزاد خوفُهم، حتى قال معتب بن قشير الضبيعي الأوسي «كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى و قيصر ، وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط»، وطلب البعضُ الآخرُ الإذنَ لهم بالرجوع إلى بيوتهم بحجة أنها عورة، فقد كان موقفهم يتسم بالجبن والإرجاف وتخذيل المؤمنين، وقد صور القرآنُ حالَ المنافقين في هذه الآيات قرآن مصور الأحزاب 13 14 15 16 17 18 19 20 .سورة الأحزاب، الآيات 13-20 Battle of trench, Medina تصغير 300بك يسار لافتة توضيحية عند المساجد السبعة ، وهي مجموعة مساجد صغيرة تقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون، ويروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في غزوة الخندق Mosque Salaman pharsi, battle of trench, Medina تصغير يسار مسجد سلمان الفارسي، أحد المساجد السبعة وخرج الرسولُ محمدٌ في ثلاثة آلاف من المسلمين، فجعلوا ظهورَهم إلى جبل سلع فتحصنوا به، والخندق بينهم وبين الأحزاب، وكان شعارهم «هم لا ينصرون»، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في آطام المدينة. ولما أراد المشركون مهاجمةَ المسلمين واقتحامَ المدينة، وجدوا خندقاً عريضاً يحول بينهم وبينها، فالتجأوا إلى فرض الحصار على المسلمين، بينما لم يكونوا مستعدين له حين خرجوا من ديارهم، إذ كانت هذه الخطة -كما قالوا- مكيدةً ما عرفتها العرب، فلم يكونوا أدخلوها في حسابهم رأساً. وأخذ المشركون يدورون حول الخندق غضاباً، يتحسسون نقطة ضعيفة لينحدروا منها، وأخذ المسلمون يتطلعون إلى جولات المشركين، يرشقونهم بالنبل، حتى لا يجترئوا على الاقتراب منه، ولا يستطيعوا أن يقتحموه، أو يهيلوا عليه التراب، ليبنوا به طريقاً يمكّنهم من العبور. وكره فوارسٌ من قريش أن يقفوا حول الخندق من غير جدوى في ترقب نتائج الحصار، فإن ذلك لم يكن من شيمهم، فتلبس منهم للقتال جماعةٌ فيها عمرو بن عبد ود العامري القرشي و عكرمة بن أبي جهل المخزومي القرشي وضرار بن الخطاب الفهري القرشي وهبيرة بن أبي وهب المخزومي القرشي وغيرهم، ثم خرجوا على خيلهم فمروا بمنازل حلفائهم وبني عمومتهم بني كنانة فقالوا يستثيرون حميتهم للقتال «تهيئوا يا بني كنانة للحرب، فستعلمون من الفرسان اليوم»، ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم، حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا «والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها»، فتيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق فاقتحموه، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، وخرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم، ودعا عمرو إلى المبارزة، فانتدب له علي بن أبي طالب ، وقال كلمة حمي لأجلها، وكان من شجعان المشركين وأبطالهم، فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي، فتجاولا وتصاولا، حتى قتله عليٌّ، وانهزم الباقون حتى اقتحموا من الخندق هاربين، وقد بلغ بهم الرعبُ إلى أن ترك عكرمة رمحه وهو منهزم عن عمرو. سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ص224 وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل غزوة بدر يوم بدر حتى أثبتته الجراحة، فلم يشهد غزوة أحد يوم أحد ، فلما كان يوم الخندق خرج معلّماً ليُرى مكانُه، فلما وقف هو وخيله قال «من يبارز؟»، فبرز له علي بن أبي طالب فقال له «يا عمرو، إنك كنت عاهدت الله ألا يدْعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه»، قال له «أجل»، قال له علي «فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام»، قال «لا حاجة لي بذلك»، قال «فإني أدعوك إلى النزال»، فقال له «لم يا ابن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك»، قال له علي «لكني والله أحب أن أقتلك»، فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا، فقتله علي، وخرجت خيلهم منهزمةً حتى اقتحمت من الخندق هاربة. وقال علي بن أبي طالب في ذلك السير والمغازي، ابن إسحاق ، تحقق سهيل زكار، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1978م بداية قصيدة بيت نَصَرَ الحجارة من سفاهة رأيه ونصـرتُ رب محمد بـصـوابي بيت فصـددتُ حيـن تركـتُه متـجدلاً كالجذع بين دكادك وروابي بيت وعفـفتُ عن أثوابه ولو أنني كنت المقـطَّرَ بزّني أثوابي بيت لا تحسـبنَّ اللـهَ خاذلَ ديـنِه ونبـيِّه يا معـشرَ الأحـزابِ نهاية قصيدة وقد حاول المشركون في بعض الأيام محاولة بليغة لاقتحام الخندق، أو لبناء الطرق فيها، ولكن المسلمين كافحوا مكافحةً شديدةً، ورشقوهم بالنبل وناضلوهم أشد النضال حتى فشل المشركون في محاولتهم. ولأجل الاشتغال بمثل هذه المكافحة الشديدة فاتت بعض الصلوات عن الرسولِ محمدٍ والمسلمين، فقد وَجَّهَ المشركون كتيبةً غليظةً نحو مقر الرسول، فقاتلهم المسلمون يومًا إلى الليل، فلما حانت صلاة العصر دنت كتيبةٌ، فلم يقدر الرسولُ ولا أحدٌ من أصحابه الذين كانوا معه أن يصلوا، وشغل بهم الرسول فلم يصل صلاة العصر العصر ، ولم تنصرف الكتيبة إلا مع الليل، فقال الرسولُ محمدٌ اقتباس مضمن ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس . صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري ، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق، ج5 ص58، رقم 4111 وقد دامت محاولةُ العبور من المشركين، والمكافحةُ المتواصلة من المسلمين أياماً، إلا أن الخندق لمّا كان حائلا بين الجيشين لم يجر بينهما قتالٌ مباشرٌ وحربٌ داميةٌ، بل اقتصروا على المراماة والمناضلة. وفي هذه المراماة قُتل رجال من الجيشين ستة من المسلمين وعشرة من المشركين، بينما كان قُتل واحد أو اثنين منهم بالسيف.

نقض بني قريظة عهدهم مع المسلمين

كان المسلمون يخشون غدر يهود بني قريظة الذين يسكنون في جنوب المدينة، فيقع المسلمون حينئذ بين نارين، اليهود خلف خطوطهم، والأحزاب بأعدادهم الهائلة من أمامهم، ونجح اليهودي زعيم بني النضير في استدراج كعب بن أسد زعيم بني قريظة لينضم مع الأحزاب لمحاربة المسلمين، فقد انطلق كبير بني النضير حيي بن أخطب إلى ديار بني قريظة، فأتى كعب بن أسد القرظي، سيد بني قريظة، وصاحب عقدهم وعهدهم، وكان قد عاقد الرسولَ محمداً على أن ينصره إذا أصابته حرب، فضرب عليه حيي الباب، فأغلقه كعب دونه، فما زال يكلمه حتى فتح له بابه، فقال حيي «إني قد جئتك يا كعب بعز الدهر وببحر طام، جئتك قريش بقريش على قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم بمجمع الأسيال من رومة، و غطفان بغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمي إلى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدوني على ألا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه»، فقال له كعب «جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد اهراق ماؤه، فهو يرعد ويبرق، ليس فيه شيء، ويحك يا حيي! فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً»، فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب، حتى سمح له على أن أعطاه عهداً من الله وميثاقا «لئن رجعت قريش و غطفان ، ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك، حتى يصيبني ما أصابك»، فنقض كعب بن أسد عهده، وبرئ مما كان بينه وبين المسلمين، ودخل مع المشركين في المحاربة ضد المسلمين. سيرة ابن هشام السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج2 ص220-221 Battle of trench site تصغير يسار موقع غزوة الخندق في المدينة المنورة وسرت الشائعات بين المسلمين بأن بني قريظة قريظة قد نقضت عهدها معهم، وكان الرسولُ محمدٌ يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه، ولذلك انتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم، فذهب الزبير، فنظر ثم رجع فقال «يا رسول الله، رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم، وقد جمعوا ماشيتهم»،مغازي الواقدي، الواقدي ، ج2 ص457 وبعد أن كثرت القرائن الدالة على نقض بني قريظة للعهد، أرسل الرسولُ محمد سعد بن معاذ سعداً بن معاذ و سعد بن عبادة سعداً بن عبادة و عبد الله بن رواحة و خوات بن جبير وقال لهم اقتباس مضمن انطلقوا حتى تنظروا أحقٌّ ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقًّا فالحنوا لي لحنًا أعرفه، ولا تفتوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس ، السيرة النبوية لابن كثير السيرة النبوية ، ابن كثير ، ج3 ص199 فخرجوا حتى أتوهم، فوجدوهم قد نقضوا العهد، فرجعوا فسلموا على الرسول محمد وقالوا « قبيلة عضل عضل والقارة»، فعرف الرسولُ محمد مرادهم. ومعنى الحنوا لي لحنًا أي قولوا لي كلاماً لا يفهمه أحد سواي، و قبيلة عضل عضل والقارة قبيلتان من كنانة سبق منهما الغدرُ بأصحاب الرسولِ محمد في ذات الرجيع . واستقبل الرسولُ غدر بني قريظة بالثبات والحزم واستخدام كل الوسائل التي من شأنها أن تقوي روح المؤمنين وتصدع جبهات المعتدين، فأرسل في الوقت نفسه سلمة بن أسلم في مئتي رجل، و زيد بن حارثة في ثلاثمائة رجل، يحرسون المدينة، ويظهرون التكبير ليرهبوا بني قريظة، وفي هذه الأثناء استعدت بنو قريظة للمشاركة مع الأحزاب، فأرسلت إلى جيوشها عشرين بعيرًا كانت محملة تمر تمرًا و شعير شعيرًا و تين تينًا لتمدهم بها وتقويهم على البقاء، إلا أنها أصبحت غنيمة للمسلمين الذين استطاعوا مصادرتها وأتوا بها إلى الرسولِ محمدٍ.السيرة الحلبية، ج2 ص323 زادت جيوش الأحزاب في تشديد الحصار على المسلمين بعد انضمام بني قريظة إليها، واشتد الكرب على المسلمين، وتأزم الموقف، وقد تحدث القرآن الكريم عن حالة الحرج والتدهور التي أصابت المسلمين، ووصف ما وصل إليه المسلمون من جزع وخوف وفزع في تلك المحنة الرهيبة، وذلك في هذه الآيات قرآن مصور الأحزاب 10 11 .سورة الأحزاب، الآيتان 10-11 وكان ظن المسلمين بالله قويًا، وفي ذلك نزلت هذه الآيات قرآن مصور الأحزاب 22 . وتزايدت محاولات المشركين لاقتحام الخندق، وأصبحت خيل المشركين تطوف بأعداد كبيرة كل ليلة حول الخندق حتى الصباح، وحاول خالد بن الوليد مع مجموعة من فرسان قريش أن يقتحم الخندق على المسلمين في ناحية ضيقة منه، ويأخذهم على حين غرة، لكن أسيد بن حضير في مئتين من الصحابة يراقبون تحركاتهم، وقد حصلت مناوشات قُتل فيها الصحابي الطفيل بن النعمان، والذي قتله هو وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب غزوة أحد يوم أُحُدٍ ، إذ رماه حربة بحربة عبر الخندق فأصابت منه مقتلاً، واستطاع حبان بن العرقة من المشركين أن يرمي سهمًا أصاب سعد بن معاذ سعداً بن معاذ في أكحله (أي في وسط ذراعه)، وقال «خذها وأنا بن العرقة»، وقد قال سعد بن معاذ عندما أصيب صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج ، كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود، ج3 ص1389، رقم 1769 اقتباس خاص اللهم إن كنتَ أبقيتَ من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنه لا قومَ أحبُّ إليَّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولَك وكذبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنتَ وضعتَ الحرب بيننا وبينهم فاجعلها شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.

مفاوضة غطفان

اختار الرسولُ محمدٌ غطفان قبيلة غطفان بالذات لمصالحتها على مال يدفعه إليها على أن تترك محاربته وترجع إلى بلادها، فهو يعلم أن غطفان وقادتها ليس لهم من وراء الاشتراك في هذا الغزو أيُّ هدفٍ سياسي يريدون تحقيقه، أو باعثٍ عقائدي يقاتلون تحت رايته، وإنما كان هدفُهم الأول والأخير من الاشتراك في هذا الغزو الكبير هو الحصولَ على المال بالاستيلاء عليه من خيرات المدينة عند احتلالها؛ ولهذا لم يحاول الرسولُ محمدٌ الاتصال بقيادة الأحزاب من اليهود ( حيي بن أخطب كحيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع)، أو قادة قريش أبي سفيان بن حرب كأبي سفيان بن حرب ، لأن هدف أولئك الرئيسي، لم يكن المال، وإنما كان هدفهم هدفًا سياسيًّا وعقائديًّا يتوقف تحقيقه والوصول إليه على هدم الكيان الإسلامي من الأساس؛ لذا فقد كان اتصاله فقط بقادة غطفان، الذين لم يترددوا في قبول العرض الذي عرضه عليهم الرسول،غزوة الأحزاب، محمد أحمد باشميل، ص201 فقد استجاب القائدان عيينة بن حصن الفزاري الغطفاني، والحارث بن عوف المري الغطفاني لطلب الرسولِ محمدٍ، وحضرا مع بعض أعوانهما إلى مقر قيادة الرسولِ، واجتمعا به وراء الخندق مستخفين دون أن يعلم بهما أحد، وشرع الرسولُ في مفاوضتهم، وكانت المفاوضة تدور حول عرض تقدم به الرسولُ يدعو فيه إلى عقد صلح منفرد بينه وبين غطفان، وأهم البنود التي جاءت في هذه الاتفاقية المقترحة
  1. عقد صلح منفرد بين المسلمين وغطفان الموجودة ضمن جيوش الأحزاب.
  2. توادعُ غطفانُ المسلمين وتتوقفُ عن القيام بأي عمل حربي ضدهم، وخاصة في هذه الفترة.
  3. تفكُ غطفان الحصار عن المدينة وتنسحب بجيوشها عائدة إلى بلادها.
  4. يدفعُ المسلمون لغطفان مقابل ذلك ثلثَ ثمار المدينة كلِّها من مختلف الأنواع، ويظهر أن ذلك لسنة واحدة.غزوة الأحزاب، محمد أحمد باشميل، ص201، 202 فقد قال الرسولُ لقائدي غطفان اقتباس مضمن أرأيت إن جعلت لكم ثلث تمر المدينة ترجعان بمن معكم وتخذلان بين الأعراب؟ ، قالا «تعطينا نصف تمر المدينة»، فأبى الرسولُ محمد أن يزيدهما على الثلث، فرضيا بذلك، وجاء في عشرة من قومهما حين تقارب الأمر.مغازي الواقدي، الواقدي ، ج2 ص477
وقَبْلَ عقد الصلح مع غطفان ، شاور الرسولُ محمد الصحابةَ في هذا الأمر، فكان رأيهم في عدم إعطاء غطفان شيئاً من ثمار المدينة، وقال السعدان سعد بن معاذ سعدُ بن معاذ ، و سعد بن عبادة سعدُ بن عبادة «يا رسول الله، أمرًا تحبه فنصنعه؟ أم شيئًا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به؟ أم شيئا تصنعه لنا؟»، فقال اقتباس مضمن بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما ، فقال له سعد بن معاذ «يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قِرى أو بَيعًا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف، حتى يحكم الله بيننا وبينهم»، فقال الرسولُ محمد اقتباس مضمن أنت وذاك ، فتناول سعد بن معاذ الصحيفة، فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال «ليجهدوا علينا». البداية والنهاية ، ابن كثير ، ج4 ص106 وفي رواية أخرى بعد أن انتهى سعد بن معاذ من كلامه، سَُّر الرسولُ بذلك وقال اقتباس مضمن أنتم وذاك ، وقال لعيينة والحارث اقتباس مضمن انصرفا فليس لكما عندنا إلا السيف ، وتناول سعد الصحيفة وليس فيها شهادة فمحاها. تفسير القرطبي ، القرطبي ، سورة الأحزاب، الآية 9

اختلاف الأحلاف وتفككهم

ذهب رجلٌ من غطفان هو نعيم بن مسعود نعيم بن مسعود الأشجعي الغطفاني إلى الرسولِ محمد ليعلن إسلامه، وقال له «يا رسول الله، إن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت»، فقال له الرسولُ محمد اقتباس مضمن إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة . البداية والنهاية ، ابن كثير ، ج4 ص113 فذهب من فوره إلى بني قريظة -وكان عشيراً لهم في الجاهلية- فدخل عليهم وقال «قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم»، قالوا «صدقت»، قال «فإن قريشاً ليسوا مثلكم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشاً وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم»، قالوا «فما العمل يا نعيم؟»، قال «لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن»، قالوا «لقد أشرت بالرأي». ثم مضى نعيم على وجهه إلى قريش ، وقال لهم «تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟»، قالوا «نعم»، قال «إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم»، ثم ذهب إلى غطفان ، فقال لهم مثل ذلك. فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة 5هـ ، بعثت قريش و غطفان إلى يهود «إنا لسنا بأرض مقام، وقد هلك الكراع والخف، فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً»، فأرسل إليهم اليهود «إن اليوم يوم السبت، وقد علمتم ما أصاب مَن قبلنا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن»، فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان «صدقكم والله نعيم»، فبعثوا إلى يهود «إنا وال معلومات نزاع عسكري اسم_النزاع غزوة الخندق غزوة الأحزاب جزء_من غزوات الرسول محمد صورة Combat between Ali ibn Abi Talib and Amr Ben Wad near Medina عرض_الصورة 270 تعليق رسم تخيُلي لمبارزة بين الإمام علي بن أبي طالب و عمرو بن عبد ود في المعركة تاريخ شوال 5هـ / 627 م مكان المدينة المنورة ، السعودية حاليا إحداثيات 24 29 47 N 39 35 41 E region SA_ event نوع_الخريطة السعودية خريطة_تضاريس خط_عرض 24.496389 خط_طول 39.594722 حجم_الخريطة 270 حجم_العلامة تعليق_الخريطة عنوان_الخريطة التغييرات_الحدودية نتيجة انسحاب الأحزاب وانتصار المسلمين حالة خصم1 المسلمون
  • المهاجرون
  • الأنصار
خصم2 الأحزاب
  • قريش
  • كنانة ( حلف الأحابيش الأحابيش )
  • غطفان ( فزارة و بنو مرة و أشجع )
  • بنو أسد
  • بنو سليم سليم
  • يهود بني النضير و بني قريظة .
خصم3 قائد1 رسل رسول الله محمد ص علي بن ابي طالب قائد2 أبو سفيان بن حرب (قائد قريش وبني كنانة) عيينة بن حصن (قائد بني فزارة) الحارث بن عوف (قائد بني مرة) مسعر بن رخيلة (قائد بني أشجع) طليحة بن خويلد (قائد بني أسد) سفيان بن عبد شمس (قائد بني سليم) قائد3 وحدات1 وحدات2 وحدات3 قوة1 3,000 مقاتل قوة2 10,000 مقاتل قوة3 خسائر1 9 قتلى خسائر2 4 قتلى خسائر3 ملاحظات صندوق_حملة غزوات الرسول2 سرايا الرسول2 غزوة الخندق (وتُسمى أيضاً غزوة الأحزاب) هي غزوة وقعت في شهر شوال من 5هـ العام الخامس من الهجرة (الموافق 627 م) بين المسلمين بقيادة رسول الإسلام محمد ، و الأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين و الدولة الإسلامية . سبب غزوة الخندق هو أن بني النضير يهود بني النضير نقضوا عهدهم مع الرسولِ محمدٍ وحاولوا قتله، فوجَّه إليهم جيشَه فحاصرهم حتى استسلموا، ثم أخرجهم من ديارهم. ونتيجةً لذلك، همَّ يهود بني النضير بالانتقام من المسلمين، فبدأوا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة ، فاستجاب لهم من العرب قبيلة قريش وحلفاؤها كنانة ( حلف الأحابيش الأحابيش )، وقبيلة غطفان ( فزارة و بنو مرة و أشجع ) وحلفاؤها بنو أسد و بنو سليم سليم وغيرُها، وقد سُمُّوا بالأحزاب، ثم انضم إليهم بني قريظة يهودُ بني قريظة الذين كان بينهم وبين المسلمين عهدٌ وميثاقٌ. تصدَّى الرسولُ محمدٌ والمسلمون للأحزاب، وذلك عن طريق حفر خندقٍ شمالَ المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها، ولمَّا وصل الأحزابُ حدود المدينة المنورة عجزوا عن دخولها، فضربوا حصاراً عليها دام ثلاثة أسابيع، وأدى هذا الحصار إلى تعرِّض المسلمين للأذى والمشقة والجوع. وانتهت غزوة الخندق بانسحاب الأحزاب، وذلك بسبب تعرضهم للريح الباردة الشديدة، ويؤمن المسلمون أن انتصارهم في غزوة الخندق كان لأن الله (إسلام) الله تعالى زلزل أبدانَ الأحزاب وقلوبَهم، وشتت جمعَهم بالخلاف، وألقى الرعبَ في قلوبهم، وأنزل جنودًا من عنده. وبعد انتهاء المعركة، أمر الرسولُ محمدٌ أصحابَه بالتوجه إلى بني قريظة ، فحاصروهم حتى استسلموا، فقام الرسولُ محمدٌ بتحكيم سعد بن معاذ فيهم، فحكم بقتلهم وتفريق نسائهم وأبنائهم عبيدًا بين المسلمين، فأمر الرسولُ محمدٌ بتنفيذ الحكم.

شاركنا رأيك