شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Sun 07 Dec 2025 الساعة: 01:03 AM


اخر بحث





- [ وسطاء عقاريين السعودية ] ريان علي محمد الأحمري ... ابها ... منطقة عسير
- [ مقاولون الامارات ] شيفا للكهرباء وقطع الغيار
- اسم الفاعل واسم المفعول
- [ ظواهر اجتماعية ] 10 من أهم مشكلات الشباب الرئيسية
- [ مستوصفات وعيادات السعودية ] مستوصف المرسلات الأهلى
- [ مواد البناء و التجارة قطر ] فيوجن داينامكس
- [ خدمات و خدمات أجهزة الكمبيوتر قطر ] إليمنت تونتي ناين
- [ ماذونين السعودية ] عبدالله بن ناصر بن عايض ال رافع ... خميس مشيط
- [ دليل الشارقة الامارات ] صالون غزال الجنوب للسيدات ... الشارقة
- [ تعرٌف على ] تيفيناغ

بنو غانية تاريخية

تم النشر اليوم 07-12-2025 | بنو غانية تاريخية
بنو غانية تاريخية

تاريخية

ينتسب بنو غانية إلى قبيلة مسوفة ثانية القبائل الصنهاجية التي قامت عليها دولة المرابطين بعد لمتونةإبن الأبار، أبو عبد الله بن أبي بكر القضاعي، الحلة السيراء، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1963، ج2 ص205.، وكان علي بن يوسف المسوفي من كبار رجال يوسف بن تاشفين، وهو الذي زوجه من قريبة له تدعى غانية، وقد أنجب منها ولدين هما محمد ويحيى، وكان المرابطون كثيرا ما ينسبون أبنائهم لامهاتهم لعادت عندهم، وكانت أسرة بني غانية من كبار الأسر في الدولة المرابطيةالمراكشي بعد الواحد بن علي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، مطابع شركة الإعلانات الشرقية، القاهرة، 1963، ص342.الناصري بعد الواحد بن علي، الإستقصا لإخبار دولة المغرب الأقصى، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954، ج2 ص142.. وحدث ان قامت ثورة على دولة مرابطون المرابطين بزعامة عالم أمازيغي يسمى ابن تومرت محمد بن تومرت ادعى فيها انه المهدي المتنظر وكفر فيها المرابطين لانهم لم يؤمنوا بمهدويته واعلن الحرب ضدهم، وعلى الرغم من انه توفي قبل إسقاط دولتهم إلا أن تابعه الأمازيغي الوفي عبد المؤمن بن علي الكومي عبد المؤمن بن علي تمكن من دخول عاصمة مرابطون المرابطين مراكش واسقط دولتهم واقام دولة موحدون (توضيح) الموحدين على انقاضها. وفي هذه الفترة كان أحد أبناء أسرة بنو غانية اسحاق بن غانية واليا على الجزر الشرقية باسم المرابطين ( منورقة و يابسة و ركا ميورقة أو منطقة جزر البليار ذاتية الحكم جزر البليار حاليا) فلما رأى ما حل بدولتهم استقل بالجزر، ولكنه رأى انه من الأحسن له لموادعة الموحدين للقوة الكبيرة التي أصبحت عليها هذه الدولة خاصى بعد سيطرتها على كل المغرب ( المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا ) وأجزاء كبيرة من الأندلس. لكن ال موحدون (توضيح) موحدينما ان اكملوا سيطرتهم على الأندلس في عهد الخليفة يوسف بن عبد المؤمن حتى ارسلوا سنة 579 هـ الرسل له تباعا يدعونه للدخول في طاعتهم ويحذرونه من مغبة العصيان؛ وهنا تردد اسحاق في البت في الموضوع وخرج في غزوة إلى كتلونيا قطلونيا ( كتلونيا كاتالونيا ) فاستشهد في هذه الغزوة دون أن يبت الأمر. فلما تولى ابنه محمد بن اسحاق بن غانية الحكم اظهر استعدادا لقبول طاعة الموحدين، غير ان اخوته رفضوا ذلك وعزلوه وولوا عليهم اخاهم علي بن غانيةعبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، دار الكتب العلمية 1995، ص196..

غزو بجاية والمغرب الأوسط

وفي هذه الأثناء حدثت تطورات خطيرة في الدولة الموحدية. فقد قتل الخليفة يوسف بن عبد المؤمن في إحدى المعارك في الأندلس (معركة ضد النصارى تسمى شنترين)، وتلكأ شيوخ الموحدين في مبايعة ابنه، كما وصلت إلى بني غانية رسائل من بني حماد (إحدى السلالات التي كانت تحكم في بجاية ونواحيها والتي اسقط الموحدون دولتهم أيضا) يدعونهم لغزو بجاية ويعدونهم بالنصرة. فقرر بني غانية استغلال الفرصة وغزو بجاية بقيادة زعيمهم علي بن غانية لإعادة احياء دولة المرابطين والقضاء على دولة الموحدين الغاصبة. فقاموا أولا باعتقال الرسول الذي ارسله الموحدون ليطالبهم بالدخول في الطاعة، ثم سيروا اسطولا من أربعين سفينة إلى ثغر بجاية وتمكنوا من دخولها دون صعوبات تذكرعز الدين ابن الاثير، الكامل في التاريخ، دار صادر بيروت لبنان، 1995. الجزء11، ص 214. ثم ان بني غانية مالبثوا جمعوا جيشهم على عجل وبدءو في اجتياح أهم مدن الدولة الموحدية في المغرب الأوسط الجزائر كالجزائر و مليانه وحاصروا تلمسان و قسنطينة فقد كان الموحدين مغترين بقوتهم فاهلموا تصحيناتهم، واذهل بنو غانية الجميع بهذه الغزوة المفاجئة.عبد الواحد المراكشي، ص196

بنو غانية في عهد المنصور

ردود فعل الدولة الموحدية

وجد خلافة إسلامية الخليفة موحدون (توضيح) الموحدي الجديد أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور في ثورة بني غانية فرصة لاثبات كفائته؛ بعد التلكأ الذي حدث في مبايعته، فأعد قوة من 12 الف جندي أمازيغي من البر و بحر البحر وسارت هذه الجيوش تسترجع المدن المحتلة الواحدة تلوى الأخرى حتى دخلت بجاية في 19 صفر سنة 581 هـ/ 22 22 ماي سنة 1185 م بعد سبعة أشهر من احتلالها. لكن بالرغم من ذلك لم ييأس بنو غانية بل فروا إلى الجريد بلاد الجريد بتونس واخذوا يألبون الاعراب وجمعوا منهم قوات ضخمة واخذوا يحتلون بها العديد من المدن أفريقية وهنا بدأت ثورة بني غانية تعرف انحرافا خطيرا وهو انزلاقها إلى طريق السلب والنهب للحصول على الأموال وتمويل الحروب ودفع اجور الاعراب مقابل الحرب معهم.التجاني، رحلة التجاني ، المطبعة الرسمية، تونس 1958 ص 162.

اصل قدوم العرب إلى أفريقية

ويعود اصل هؤلاء الاعراب (قبائل بنو هلال (أفريقيا) بني هلال )إلى صحراء الثلث الخالي بالأساس ثم شرق منطقة الخليج العربي في جزيرة العرب، فكانوا يقطعون الطريق ويغيرون على الحجاج، إلى أن تحالفوا مع قرامطة القرامطة فنفاهم خلافة فاطمية الفاطميون إلى صعيد مصر عقابا لهم، فأقاموا هناك على عهدهم من الفساد والعيث. وحدث ان والي أفريقية باسم الفاطميين المعز بن باديس قطع الدعاء للخليفة الفاطمي وحوله للخليفة العباسي وتحول من المذهب الشيعي إلى السني، فأشار أحد دهاة الوزراء يسمى هذا الوزير اليازوري على الخليفة الفاطمي بأرسال هؤلاء الاعراب إليه لتخلص من شرهم من جهة واقتصاد مؤونة تسير جيش للمعز ابن باديس من جهة أخرى ؛ فيما يعرف في التاريخ ب تغريبة بني هلال . فسيروهم له وقال الفاطميون للاعراب انهم اعطوهم كل ما تصل إليه ايديهم من أرض أفريقية. فساروا إليه سنة 480 هـ وهزموا المعز شر هزيمة ولكنهم الحقو بالمغرب خرابا كبيراعبد الرحمن ابن خلدون كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن جاورهم من ذوي السلطان الأكبر، طبعة دار صادر بيروت لبنان، ج5، ص 206. وبعد 130 سنة دخل بنو غانية أفريقية ( تونس والغرب الليبي والشرق الجزائري الحالية) فوجدوا في هؤلاء الاعراب خير نصير لتململ الاعراب الكبير من طاعة الدولة الموحدية؛ التي فرضت عليهم الكثير من الانضباط بعد العبث والفساد الكبير الذي كانوا يقومون به.

تطورات مهمة في الجزر الشرقية

بعد أن تناهى إلى أسماع بني غانية مقتل الخليفة موحدون (توضيح) الموحدي يوسف بن عبد المؤمن قاموا باعتقال رسول موحدون (توضيح) الموحدين إليهم علي بن الربرتير لكن هذا الرسول كان شعلة متقدة من الدهاء فاستطاع أن يقنع الحراس النصارى الموكلين بحراسته بان يطلقوا سراحه ويعينوه على قلب نظام الحكم على أن يعطيهم أموالا كثيرة ويطلق سراحهم ليذهبوا إلى بلدانهم في أوروبا، وفعلا تمت الاتفاقية، واستغل ابن الربرتير احرام الناس لصلاة الجمعة وخرج على حين غرة وتمكن من أسر أسرة علي ابن غانية نفسه ثم تحصن بأحد الحصون هناك وهدد كل من يحاول اقتحام الحصن بقتل أم علي بن غانية مما جعل أهل الجزيرة عاجزين عن فعل أي شيء. وبعد مفاوضات طويلة رضخ أهل الجزيرة لللامر الواقع وتم الاتفاق بين أهل الجزيرة وابن الربرتير على أن يٌرجع أهل الجزيرة محمد بن غانية(الذي عزله اخوته من قبل) إلى الحكم ويعلن محمد بن غانية بدوره دخوله في طاعة للموحدين، واخذ منهم الايمان المؤكدة على ذلك ثم نفذ ما اتفق مع جند النصارى وسرحهم إلى بلدانهم سنة 585 هـ/ 1185 م ورجع هو إلى مراكش ليبشر الخليفة الموحدي بعظيم صنعه. وبدى كانما دخلت الجزيرة في طاعة الموحدين أخيرا. غير انه ما ان بلغ هذا الخبر علي ابن غانية في أفريقية( تونس الحالية) حتى أسرع بإرسال أخويه عبد الله والغازي لتدارك الأمر، فدخلا جزيرة ركا ميورقة وتمكنا بكل يسر، بمساعدة الأهالي، من الانقلاب على أخيه محمد واسترجاع الحكم، فقد كان أكثر أهل الجزيرة من المرابطين الذين كانوا يكنون حقدا شديدا للموحدين باعتبارهم غاصبي ملكهم فما إن ظهر عبد الله وأخوه حتى سارعوا إلى نصرتهم، وعادت الجزيرة إلى حوزة بني غانية من جديد وطُرد محمد بن غانية من الجزيرة لتعاونه مع العدو فخرج وسار إلى الموحدينابن عذاري المراكشي البيان المغرب في ذكر تاريخ بلاد الأندلس والمغرب، الدار المغربية لنشر الدار البيضاء. ص 300. و Alfred bell, les benous Ghanya, Universel, 1903,P 113..

تحالف شرف الدين قراقوش وبني غانية

وعندما كان ابن غانية يسقط مدن أفريقيا أفريقية ( تونس الحالية) الواحدة تلوى الأخرى وفد على علي بني غانية طامع آخر مثله يسمى شرف الدين قراقوش أرمن الارمني وكان قراقوش هذا من اتباع صلاح الدين الأيوبي صلاح الدين الايوبي صاحب معركة حطين (توضيح) حطين المعروف. وسبب قدومه ان صلاح الدين أراد أن يتمرد على سيده نور الدين زنكي فأزمع نور الدين المسير إليه وخشي صلاح الدين عاقبة ذلك فأرسل تابعه قرقوش ليحتل له مدن في أفريقيا أفريقية حتى يفراليها صلاح الدين إذا غزاه نور الدين. وعلى الرغم من أن نور الدين توفي قبل المسير إلى صلاح الدين إلا أن قرقوش مع ذلك واصل مشروعه التوسعي في أفريقيا أفريقية ، فصادف وصوله وصول بني غانية، أيضا فتعاهدا على التحالف ضد موحدون (توضيح) الموحدين لأن جميع الأراضي التي سيحتلونها هي أراضي الدولة الموحديةالتجاني، ص 218..

حملة المنصور على أفريقية

معركة عمرة

تناهت إلى علم المنصور خبر تحالف قرقوش مع ابن غانية وان كثير من مدن أفريقية قد سقطت في ايديهم، ناهيك عن العبث والفساد وترويع الآمنين الذي كانت تقوم به- الاعراب ( بنو هلال (أفريقيا) بنو هلال )العنصر الغالب في جيش ابن غانية وقرقوش- وهكذا جهز المنصور جيشا قوامه 20 الف جندي أمازيغي وخرج من مراكش العاصمة الموحدية في 3 شوال 582 هـ/ 18 1186 م وسار حتى ووصل إلى مدينة تونس في في صفر 583 هـ، ولكن المنصور اخطأ خطأ فادحا حين لم يعجل بحرب ابن غانية مما اعطى الفرصة لعلي ابن غانية للاستعداد للحرب أكثر، ثم ان خلافا وقع بين قادة الجيش الذي بعث به المنصور لحرب ابن غانية أدى إلى دخول الجيش دون خطة منسقة فما ان التقى مع جيش بني غانية حتى دحر الجيش الموحدي دحرا ونال منه بني غانية مقتلة عظيمة.وقتل في هذه المعركة قائد الجيش الموحدي ابن اليرموم وعلي ابن الربرتير الذي وقع في أسر ابن غانية فعذبه عذابا شديدا جزاء على ما فعله باسرته في ميورقة ثم قتله.ثم ان كثير من جرحى الجيش الموحدي قد لجئوا مدينة قفصة فتظاهر علي ابن غانية باعطائهم الامان ولكن ما ان خرجوا إليه حتى أمر بقتلهم والاجهاز على الجرحى منهمابن عذاري المراكشي مبارك المراكشي، القسم الموحدي، ص 124. فكانت بذلك هزيمة مضاعفة للموحدين. وقد حدثت هذه المعركة في 15 ربيع الأول سنة 583 هـ/ 25 1187 م في مكان يسمى فحص عمرة (قرب قفصة في الجنوب التونسي حاليا).

معركة الحمة

بلغت هذه الهزيمة المنصور وهو في تونس فاستشاط غضبا وقرر خوض المعركة القادمة بنفسه هذه المرة. وأخذ يحث الناس على تجديد العزيمة للحرب وعاقب كل جندي ابدى تخاذل في الذهاب للقتال، كما رفض أي عرض من وزرائه بقيادة المعركة بدل عنه. ثم ان المنصور ابتدأ المنصور حربه بخطة ذكية حيث هاجم منازل الاعراب المتعاونين مع ابن غانية فنكل بهم وشردهم وبذلك ضرب ابن غانية في أهم عنصر في جيشه، ثم اتجه للقاء ابن غانية في مكان يقال له الحمة(قرب توزر في الجنوب التونسي حاليا)في 9 شعبان 583 هـ / 15 1187 م ودارت الدائرة على ابن غانية وحليفه قرقوش هذه المرة وعلى الرغم من أن قرقوش استطاع النجاة إلا أن علي ابن غانية فر من المعركة وهو مثخن بالجراح فلجأ إلى خيمة عجوز اعرابية في الصحراء وتوفي عندها متأثرا بجراحه، فبايع بعده بنو غانية اخاه يحيى بن غانية الذي كان لا يختلف عن أخيه شدة واقداما وحقدا على الموحدينابن عذاري المراكشي، ص 197.

معركة قفصة

وسار المنصور بعد هذا الفتح العظيم إلى باقي المدن المحتلة وحررها جميع، وكانت قفصة مدينة منيعة تحصن بها كثير من اتباع قرقوش بن غانية، ناهيك المقتلة العظيمة التي اصيب بها الجيش الموحدي علي يد علي ابن غانية، فسار إليها المنصور وحاصرها وأبدى اهلها مقاومة عنيفة في اليوم الأول، لكنهم لما شهدو هول الحصار خشو على انفسهن وخرجوا يطلبون الامان، فأمن المنصور من لم يشترك في القتال اما المتعاونين مع ابن غانية فأمر بذبحهم اجمعين امامه، انتقاما من قتلة جنده، وبذلك تمكن المنصور من قمع ثورة بني غانية، ولكن إلى حين.ابن عذاري القسم، الموحدي، ص300.

انقلاب الحلفاء

احس صلاح الدين الأيوبي صلاح الدين الايوبي في المشرق ان جهوده وحده لا تكفي لمحاربة حملات صليبية الصليبيين فأرسل إلى أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور يعقوب المنصور يطلب منه انجاده بأساطيل الدولة موحدون (توضيح) الموحدية العتيدة، وفي نفس الوقت اوعز إلى تابعه قرقوش بالكف عن الثورة ضد الموحدين حتى لا يشكل ذلك عائقا للمساعدة المرجوة. لذا وبينما كان المنصور يحاصر قفصة في حملته على بني غانية وحلفائهم جائه فجأة كتاب من قرقوش يدعي فيه التوبة والدخول في طاعة الموحدين، لكن المنصور ظل لا يثق في صلاح الدين الايوبي ونوياه التوسعية فرفض ان يساعده واعتذر عن ذلك، بالإضافة إلى أن يعقوب المنصور كان مشغولا بدوره بمحاربة الصليبيين في الأندلس، فلما علم قرقوش ان توبته المزعومة لم تأت اكلها عاود التمرد من جديد واخذ يسعى إلى توسيع رقعة نفوذه هو اللآخرمحمد عبد الله عنان، دولة المرابطين والموحدين، الجزء2، ص210.. وهكذا وبعد مسير المنصور للجهاد في الأندلس خلا الجو لابن غانية وقراقوش في أفريقية (تونس حاليا) فظهرت عند ذلك نوايهما الحقيقة(الطمع في الحكم)وأصبح كل واحد يرى في الآخر عائقا له في سبيل تحقيق طموحاته ويسعى لتخلص من غريمه بأي شكل فكان ان اتركب قرقوش خطأه القاتل. فقد أراد قراقوش بعد أن رجع عن توبته ان يجمع المال بأسرع وقت ليمول بها حروبه الجديدة ويلحق بغريمه يحيى ابن غانية- الذي فاته باشواط كبيرة أثناء فترة تظاهر قرقوش بالتوبة- فدعى قرقوش لذلك نحو 70 شيخا من شيوخ الاعراب إلى مأدبة ثم غدر بهم وقتلهم واستولى على أموالهم. فثارت ثائرت الاعراب لذلك وصمموا على الانتقام منه، وبالطبع لم يكن ابن غانية ينتظر سوى هذه الفرصة فعندما جمع قرقوش جيشه وسار لحرب ابن غانية استعان ابن غانية بأبناء الاعراب الذين غدر قرقوش بآبائهم وهزمه شر هزيمة وفر قرقوش لا يلوي شيء. وبلغ ابن غانية بعد ذلك ان قرقوش موجود في ودان(توضيح) ودان (جنوب ليبيا حاليا)في حصن هناك يسمى محسن، فجمع الاعراب الذي قتل قرقوش آبائهم على العجل وساروا إليه وحاصروه حتى نفذ طعامه واضطر إلى أن يسلم لهم فضربوا عنقه مع ابنه في ضواحي ودان سنة 609 هـ / 1212 م، وانتهى بذلك أمر قرقوشالتجاني، ص142.. وقد كان قرقوش يخطط بعد غدره بالاعراب ان يستعين ببقية الاعراب في حروبه لكن بعد هذه الحادثة فقد الجميع ثقته به وانظموا كلهم إلى ابن غانية ضده وهكذا حفر قرقوش قبره بيده من حيث لا يدي

بنو غانية في عهد الناصر

ثورة محمد ابن عبد الكريم الرجراجي

بعد أن تخلص ابن غانية من قرقوش ظهر وكأن أفريقية خلصت له أخيرا لكن ظهور شخصية ابن عبد الكريم أثبت العكس.و يعود اصل ابن عبد الكريم إلى قبيلة كومية الأمازيغ أمازيغية -أي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الخلفاء موحدون (توضيح) الموحدين - وقد ظهر امره في محاربة الأعراب الذين يحترفون قطع الطريق والاغارة على الآمنين فملك بهذا العمل قلوب الناس وأصبحوا يدعون له في المساجد واطلق الولاة يده في الغنائم يأخذ منها ما يشاء. وحدث ان حاول والي المهدية أبا سعيد التدخل في تقسيم الغنائم واهان ابن عبد الكريم لما تبرم من ذلك فغضب ابن عبد الكريم وصمم على الانتقام لكرامته المهدورة، وجمع أصحابه الذي كان يغزو بهم الاعراب ودخل المهدية وقت الفجر فداهم قصر أب سعيد واعتقله في شعبان 595 هـ/ 1199 م واعلن لنفسه ملك جديدا على المهدية ونواحيها وتلقب بالمتوكل بالله.وبلغت هذه الأنباء الخليفة الموحدي الجديد الناصر في مراكش فعزل والي المهدية وأفريقية وارسل آخرين مكانهما، لكن ابن عبد الكريم ترصد لهما وقت نزولهما من البحر وهاجمهما وقتل العديد من الجند القادم معهما. وبالطبع كان لا بد ان يتخلص ابن غانية أو ابن عبد الكريم أحدهما من الآخر فالاثنين طامعين في ملك أفريقية ووجود كل واحد خطر على الآخر، وهكذا جمع ابن عبد الكريم جيشه على عجل وسار للقاء الميورقي في قابس (يسمى بنو غانية أحياننا بالميارقة نسبة لجزيرة ركا ميورقة )لكن ابن غانية كان قد استعد له وتحصن جيدا في قابس فلما وصل ابن عبد الكريم إلى قابس ذهل من مناعاتها ويأس من إمكانية دخولها، فسار إلى قفصة واستولى عليها، فاستغل ابن غانية الفرصة وخرج من حصن وسار إلى ابن عبد الكريم في مكان يسمى قصور لالة، فكانت الدائرة على ابن عبد الكريم وانهزم هزيمة شنيعة ففر إلى المهدية وتحصن بها سنة 597 هـ/ 1200 م. وكانت المهدية مدينة ساحلية حصينة فاستعصى على ابن غانية اجبار ابن عبد الكريم على الاستسلام لان ابن عبد الكريم كان يتمون من البحر، وهنا لجأ ابن غانية إلى الحيلة فأرسل إلى ملك الموحدين يعرض عليهم السلم والمصالحة وان يعينوه بسفينيتن يطبقون بها الحصار على ابن عبد الكريم من جهة البحر، فاستجاب له الموحدون لحقدهم الكبير ابن عبد الكريم (تابعهم الذي تمرد عليهم) واطبقوا الحصار على ابن عبد الكريم من البحر وهنا ظهر مكر ابن غانية إذا انه ارسل إلى ابن عبد الكريم يعرض عليه الامان إذا استسلم له وسلم مفاتيح مدينة المهدية فقبل ابن عبد الكريم فلم يكن لديه خيار آخر خيار لديه فقبض ابن غانية ووضعهما مع ابنه في سجنين متفرقين. وبعد أيام اخرج ابن عبد كريم ميتا ولا اثر لقتل فيه، في سم دسه له ابن غانية على ما يبدوا، اما ابنه فقد تظاهر ابن غانية بنفيه إلى جزيرتهم ميورقة ولكنه ما ان وصلوا إلى القل (قرب قسنطينة في الشرق الجزائري حاليا) حتى رموه في البحر مقيدا فكان هذا آخر العهد بثورة ابن عبد الكريمالتجاني، رحلة التجاني، المطبعة الرسمية، تونس 1958.

سيطرت الميورقي على باقي أنحاء أفريقية

وبعد التخلص من ابن عبد الكريم أسرع ابن غانية إلى الاستيلاء على باقي أنحاء أفريقية مستغلا خلو الجو من أي عدو ذي بال وابتدء باجة بباجة فسار إليها ودخلها ونكل بأهلها وكذلك استولى على طرابلس ، و قابس ، و صفاقس ، وسائر و الجريد بلاد الجريد ، و القيروان ، و تبسه ، و بسكرة ، و بونه وأخيرا على عاصمة أفريقية نفسها تونس التي دخلها في 7 ربيع الآخرة سنة 600 هـ/15 1203 م وتمكن من أسر الوالي الموحدي عليها، وسقطت بذلك معظم بلاد أفريقية في يده. فحاول والي مدينة بجاية تدارك الأمر وأرسل جيشا لمحاربة ابن غانية لكن ابن غانية هزمه شر هزيمة.

اسباب تأخر قدوم جيوش الخلافة الموحدية

ذلك ان ظهور يحيى وقرقوش من جديد كان في اواخر عهد المنصور، لذا عندما رأى والي أفريقية ان قوة ابن غانية تزداد ارسل إلى المنصور يطلب منه القدوم على وجه السرعة، لكن المنصور كان مشغولا بالدفاع عن الأندلس ضد النصارى فبعث بجيش إلى والي أفريقية وسار هو إلى الأندلس، ثم ان المنية عاجلته دون أن يتمكن من السير لقمع ثورة بني غانية من جديد، وجاء بعده ابنه الناصر الذي كان عمره نحو 17 سنة يوم بويع وهي سن لا تسمح له بقيادة جيوش ضخمة كالتي كان يقودها أبوه، بالإضافة إلى عدة كوارث طبيعية وثورات انفصالية أخرى اضطر الخليفة الجديد الناصر إلى القضاء عليها قبل المسير إلى ابن غانية أفريقية؛ مما اعطى ليحيى بن غانية متسعا كبيرا من الوقت (12 سنة) ليقضي على كل خصومه ويستولي على معظم مدن أفريقية أفريقية الواحدة تلوى الأخرى.

حملة الناصر على بني غانية

حملة الناصر على الجزر الشرقية

بعد سقوط تونس في يد ابن غانية اشار أحد الشيوخ المحنكين (الشيخ أبي محمد) على الخليفة موحدون (توضيح) الموحدي بالمسير إلى أفريقية لحرب ابن غانية، غير ان الناصر رأى أولا ان يقضي على بني غانية في مقرهم الرئيسي في الجزر الشرقية التي كانت تحت قيادة عبد الله ابن غانية كما قدمنا. وكان الموحدون قد هاجموا بني غانية في جزرهم عدة مرات لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء سوى على جزيرة يابسة . فاعد الناصر حملة بحرية ضخمة جدا، وانطلق الاسطول الموحدي من ثغر دانية (توضيح) دانية في الأندلس واشتبك الطرفان المسلمان في معركة دامت 7 أيامرسالة قائد الجيش الموحدي إلى الخليفة من انشاء الكاتب عياش الموجودة في كتاب رسائل موحدية من انشاء كتاب الدولة المومنية نشر ليفي بروفنصال ص125.، ودافع عبد الله ابن غانية عن جزيرته بكل بسالة غير انه وبينما كان يقاتل كبا (سقط)به فرسه فقفز عليه أحد فرسان الموحدين وقتله، وكانت النتيجة في النهاية هزيمة بنو غانية. وقطع الموحدون رأس عبد الله وعلقوه في مدخل مدينة مراكش العاصمة الموحديةالمراكشي، ص102.؛ وكان مما ساهم في هزيمة عبد الله انخذال أخوه الغازي وتراجعه رغبة في الحياةالحميري، الروض المعطار في خبر الاقطار، ج2، 128..

مسير الناصر إلى أفريقية

بعد أن قضى ال موحدون (توضيح) موحدون على بني غانية في مقرهم الرئيسي سار الناصر إلى أفريقية لحرب يحيى ابن غانية، فلما علم ابن غانية بضخامة الجيوش القادمة إليه جمع كل ماله وجعله تحتى رعاية ابن أخيه الغازي في المهدية وتحصن هو بجبل دمر (في الجنوب التونسي حاليا) فسار الناصر إلى لحصار المتحصنين في المهدية وارسل وزيره البارع الشيخ أبا محمد للقاء ابن غانية فالتقيا في منطقة تسمى رأس التاجرا، لكن ابن غانية هزم هزيمة شنعاء هذه المرة ومع انه استطاع الفرار إلا أن الكثير من صفوة اتباعه قتلوا. اما المتحصنين في المهدية فقد ابدوا بسالة في الدفاع أول الأمر لكنهم لما يأسوا من أن يصلهم من ابن غانية أي مدد سلموا على أن يتركهم الموحدون ليلحقوا ببن غانية حيث كان فتمت الاتفاقية.

بنو غانية في عهد الشيخ ابي محمد

معركة وادي شبرو

لقد كان لاسرة الشيخ أبي محمد تاريخ طويل في خدمة الدولة الموحدية اما الشيخ أبي محمد فقد امتاز بحكمته وشجاعته في الحروب فختاره الخليفة الناصر لولاية افريفية وحرب ابن غانية، في حال ظهر من جديد، وفعلا ما ان رجع الخليفة الناصر إلى مراكش حتى عاود ابن غانية الجمع الاعراب والعيث والفساد من جديد، لكن الشيخ أبي محمد كان له بالمرصاد هذه المرة؛ فسار إليه والتقى الفريقان في وادي شبرو (قرب تبسه في الشمال الشرقي للجزائر حالي) في 30 ربيع الأول سنة 604 هـ/ 24 سنة 1207 فكانت الهزيمة على ابن غانية وبالكاد فر ابن غانية جريحا.

غزوة تلمسان

ايقن ابن غانية صعوبة الغزو في ولاية الشيخ أبي محمد، فجمع قواته من الاعراب وسار بهم في الصحراء حتى إلى وصل تيارت تاهرت ( تيارت حاليا في الشمال الغربي للجزائر حاليا) وبلغت هذه الأنباء الشيخ أبا محمد فارسل إلى والي تلمسان يحذره من قدوم ابن غانية إلى منطقته ولكن بعض القبائل هناك هونوا أمر ابن غانية على الوالي فماهي إلا أن داهمه ابن غانية كالسيل الجارف حينما كان والي تلمسان يطوف على قبائل هناك لقبض الخراج فقتل والي تلمسان ومعه 1600 رجل من موحدون (توضيح) الموحدين وبالطبع ان التفت ابن غانية إلى تلك البلاد الآمنة فإنقض على مدينة تاهرت واباحها للاعراب وخربها ثم ازمع المسير إلى تلمسان عاصمة المغرب الأوسط لكن الدولة الموحدية أسرعت بارسال جند كبير له فكر راجعا إلى أفريقية وهو محمل بغنائم وفيرة.

معركة نفوسة

بعد الغنائم الكبيرة التي احرزها ابن غانية في معركة تلمسان انتعشت نفسه وقرر مواجهة الشيخ أبي محمد في لقاء حاسم، وانطلق لذلك يجمع قبائل الاعراب وأمازيغ ليبيا وتونس من كل مكان، وتعاهدت الجموع على الثبات في المعركة؛ حتى ان الاعراب وضعوا نسائهم واطفالهم وراء جيش مباشرة ميثاق للعهد وتثبيت لهم في الميدان. اما الشيخ أبا محمد فقد بلغته هذه الأنباء فقرر تدراك الأمر قبل استفحاله، وخرج للقاء ابن غانية في 606 هـ / 1209 ، فكان ميدان اللقاء قرب الجبل الغربي جبل نفوسة (في ليبيا حاليا) وحين بدات المعركة بدت بوادر الانهزام على الجيش الأمازيغي الموحدي؛ غير ان الشيخ أبي محمد ثبت في قلب الجيش، بل ونصب خيمته وراء جيش مباشرة حتى يلغي أي فكرة لتراجع، فنجلت المعركة في آخر النهار عن هزيمة كاسحة لابن غانية وحلفائه، ورُزء الاعراب في حُرماتهم التي أصبحت سبايا للجيش الأمازيغي الموحدي، فكانت بذلك هزيمة مضاعفة لهم لم يشهدوا مثلها منذ تحالفوا نع ابن غانية أول مرة، اما ابن غانية فقد أجبرته هذه الهزيمة على الهدوء لعدة سنوات حتى وفات الشيخ أبي محمد سنة 618 هـ/ 1220 م فعاود الظهور من جديد في اصرار وعناد عجيبينالتجاني، 127..

ثورة بني غانية في النهاية

بعد توفي الشيخ أبي محمد ظهر ابن غانية في العام الموالي مباشرة واعاد سيرة الفساد والعيث من جديد، وهب الموحدون لحربه، ولكن في هذه الفترة لم تحدث مواجهات كبرى؛ لان ابن غانية أصبح شيخا كبيرا، كما أن الدولة الموحدية بدأت تدب فيها أسباب الضعف والسقوط. وحدث ان تولي ولاية أفريقيا أفريقية الشيخ أبا زكريا ابن الشيخ أبا محمد فلما رأى الصراع على الحكم على اشده في الدولة الموحدية، ويأس من أن يقدم خليفة موحدي آخر لحرب ابن غانية، اعلن استقلاله بأفريقية وشمر السواعد للقضاء على هذه الثورة، واقام لها محارس في الصحراء لينقلوا له تحركات ابن غانية حتى توفي ابن غانية في النهاية وحيدا شريدا في مكان مجهول في الصحراء يرجح انه بين سنوات 631 هـ/1233 م و 633 هـ/1235 م. وعندما ايقن ابن غانية بقرب ساعته بعث ببناته إلى الشيخ أبا زكريا ورجا منه ان يكفلهما بعد موته.

اثر ثورة بني غانية

تفكك الدولة الموحدية ثم سقوطها

يجمع المؤرخون على أن ثورة بني غانية كانت من أهم العوامل التي أدت إلى سقوط الدوة الموحدية العريقة إذ ان هذه الثورة أدت إلى اضعاف الدولة مما أدى إلى استغلال مختلف الزعامات لهذا الظرف والاستقلال بولاياتهم واولهم هو الشيخ أبا زكريا ابن الشيخ أبا محمد فقد استغل حب الناس له بسبب كونه ابن الشيخ أبا محمد الذي قهر ابن غانية وحمى الناس من شره فاستغل تصارع الموحدين على الحكم واستقل ب أفريقيا أفريقية معلن ميلاد دولة حفصية الدولة الحفصية ثم تبعه يغمراسن واستقل ب المغرب الأوسط واعلن ميلاد زيانيون دولة بني زيان ثم جاءت بعده مرينيون دولة بني مرين الذين تمكنو من دخول العاصمة الموحدية والقضاء عليها نهائيا سنة 669 هـ.

الدفاع عن الأندلس

وكانت اخطر ناحية اثرت في ثورة بني غانية هي الدفاع عن الأندلس. فقد أصبح نصارى الأندلس كلما بلغهم ظهور بني غانية الا وهاجموا المدن الأندلسية لانهم يعلمون ان الجيش الموحدي سيترك الأندلس ويذهب لحرب ابن غانية لا محال. ولعل من اخطر افرازات ثورة بني غانية ان موحدونالموحدين لم يستطيعوا الإنفاق على الحروبهم لدفاع عن الأندلس ضد النصارى، فكان ذلك من أهم أسباب خسارة معركة العقاب لان مسير الخليفة الناصر لقمع ثورة بني غانية كلفه 120 حملا(حمل بعير) من الذهبالتجاني، ص306.، فعندما أراد السير إلى الأندلس لصد هجومات النصارى عنها عجز عن دفع رواتب الجند لفراغ الخزينة، فدخل الجند الحرب وهم كارهون فكانت خسارة حصن العقاب الشنيعةالمراكشي، ص202. التي تعد بداية خروج المسلمين من الأندلس، وبداية النهاية لدولة الموحدية، ويعد المفكر الكبير مالك بن نبي هذه المعركة الانهيار الحقيقي لحضارة الإسلامية لان الدولة الموحدية كانت آخر الدولة الإسلامية ذات الإشعاع الحضاري الباهر.موقع مالك بن نبي

الخراب وتدمير العمران

لقد اجتهد علي ابن غانية ومن بعده أخوه يحيى بن غانية في ابقاء الاعراب ( بنو هلال (توضيح) بني هلال ) دائما إلى جانبهم لمراسهم الكبير في الحرب، لكن هؤلاء الاعراب كانوا قوما جشعين لايعرف جشعهم حدا، لذلك كان ابن غانية يبيح لهم أي مدينة سيتولي عليها ينهبونها كيفما يحلوا لهم، بل هو نفسه كان يشارك في في هذا النهب لحاجته الماسة للمال لتمويل حروبه التي لا تنتهي. ففي مدينة ماتسوو باشو باشو (قرب تونس حاليا)دخلها يحيى ابن غانية بعدما امن اهلها لكن الاعراب لم يصبرو على النهب فانطلقوا يسلبون الناس أموالهم ويهتكون حرماتهم ففر العديد من سكان باشو إلى تونس فداهم الشتاء ببرده وقتل منهم نحو 12 الفا على قول التجاني. و عندما استولى يحيى ابن غانية على قابس بعد أن قتل بهاء الدين قراقوش قراقوش فرض على اهلها غرامة قدرها 60 الفا دينار، وبعدما ادوها له طلب منهم أموالا أخرى زيادة على التي دفعوها فكان ينادى على الشخص فان دفع أو وجد من دفع عنه اخلي سبيله والا قتل. و وعندما استولى على تونس فرض عليهم غرامة 100 الف دينار فكان يعذب الناس على دفعها حتى رمى بعضهم بنفسه في بئر خوفا من العذاب فتأكد ابن غانية انه لم يعد هناك ما يسلبه فرفع الطلب عن البقية. وكذلك عندما بايعه اهله بسكرة ثم نقضو بيعته ورجعوا إلى طاعة موحدون (توضيح) الموحدين رجع إليهم وقطع ايدي الكثير منهم اما أهل طرة من بلاد نفزاوة فقد سار إليهم وحرق عليهم دورهم لما رفضوا اعطائه الخراج (الضرائب)التجاني، ص 243 وقد دام هذا الحال نحو من 50 سنة فتصور كيف سيكون حال هذه البلاد (أفريقية)

ضياع الجزائر الشرقية

لقد كانت الممالك المسيحية الاوربية تغض الطرف عن جوار بني غانية لاشتراكهم معها في العداءللموحدين، بالإضافة إلى أن بني غانية كانوا مهتمين بتقوية جزرهم وتدعيم جيوشهم، لكن بعد استيلاء الموحدين عليها صمم النصارى على اخذها من المسلمين وسير لذلك خاييمي الأول ملك كتلونيا قطلونيا اسطولا ضخما وعلى الرغم من المجهودات الضخمة التي بذلها الوالي الموحدي أبو مخلوف التنمللي في صد هذه الحملة والمقاومة الشرسة التي ابداها المسلمون لكن جيوش النصارى هزمتهم في النهاية وقبضوا على الوالي الموحدي وعذبوه عذابا شديدا ثم قتلوه وعلى الرغم من أن مقاومة المسلمين استمرت عدة سنوات بعد الاحتلال إلا أنها في النهاية خبت وخرجت هذه الجزر من حوزة المسلمين بعد أن بقيت في ايديهم نحو خمسة قرون حيث اقتتحها موسى بن نصير ابان فتحه للأندلس وكانت تسمى الجزر الشرقية وقد اشتهرت هذه الجزر بأنها كانت قبلة العالم الإسلامي كله في علم القراءآت عصام سالم سيسالم، الجزر المنسية التاريخ الإسلامي لجزر البليار، ص 24 وما بعدها والمقري التلمساني نفح الطيب من تاريخ الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، ج4، ص12 وما بعدها. ولكنها ضاعت بسبب تشرذم المسلمين وصراعهم على الحكم سنين طويلة(الموحدين وبني غانية).

ملاحظات

تسمي بعض المصادر بني غانية بالميارقة نسبة إلى جزيرتهم ركا ميورقة وفي بعض الأحيان تسميهم بالملثمين لان أصولهم تعود إلى شعب طوارق الطوارق المشهورين بالارتداء للثام إلى اليوم، لكن الغالب على تسميتهم هي بني غانية نسبة إلى امهم غانية؛ التي قيل انها من غانا غانة البلد الأفريقي المعروف.
  • وجدت في بعض مواقع الإنترنت ان بنو غانية من ملوك الطوائف، وهو خطأ، لأن بنو غانية ينتمون إلى قبيلة مسوفة البربرية التي كانت تستوطن فيما يعرف الآن ب الصحراء الغربية (توضيح) الصحراء الغربية و موريطانيا (توضيح) موريطانيا بل ان بني غانية هم من الذين اسقطوا ملوك الطوائف عندما غزى المرابطون الأندلس واسقطوا دويلات الطوائف ووحدوا الأندلس تحتى رايتهم ثم ان أهل الجزائر الشرقية ثاروا على واليهم وانور ابن أبي بكر (وليس أنور) لظلمه، فعزله يوسف بن تاشفين وارسل مكانه محمد بن غانية فخلفه بعد وفاته ابنه اسحاق بن غانية الذي راسله الموحدون لطاعتهم وكان ما ذكرناه في هذا المقال
  • على الرغم من التأثير السلبي لبني غانية واعاقتهم للموحدين في دفاع المسلمين في الأندلس إلا أن لاسرتهم دور كبير في الدفاع لاندلس حينما كانت دولة المرابطين قائمة في الأندلس، وقد انتصر المسلمون انتصار باهرا بقيادة أحد أبناء هذه الأسرة في معركة تسمى معركة افراغة . وكذلك عندما قام حاكم قشتالة روميرو بقتل واليي قرطبة (إسبانيا) قرطبة و إشبيلية اشبيلية في إحدى المعارك، قام أحد أبناء هذه الأسرة ويسمى يحيى بن غانية (عم يحيى بن غانية المذكور في المقال) باعتراض طريق روميرو وخاض معه معركة طاحنة حتى قتله في النهاية ثم قطع رأسه وذراعه وكتفه وارسلهم إلى زوجتى الواليين عزاء لهما.
  • شرف الدين قرقوش ليس هو بهاء الدين قرقوش أحد اتباع صلاح الدين المعروفين
تاريخ الطوارق بنو غانية سلالة صنهاجية سيطرت على جزر البليار الثلاث ميورقة و مينورقة يابسة (جزيرة) ويابسة بين 1126 - 1203 1203 م . قادوا ثورة في أفريقيا أفريقية من 6 شعبان 580 هـ / 13 1184 م إلى 631 هـ/ 1233 م (حوالي 50 سنة) هدفت إلى احياء دولة مرابطون المرابطين والقضاء على امبراطورية موحدون (توضيح) الموحدين .

شاركنا رأيك