تم النشر اليوم 05-12-2025 | الشاب الظريف نشأته

نشأته

ولد في القاهرة ونشأ في دمشق حيث ولي أبوه عمالة الخزانة بها. والده من اهل العلم والأدب، له مصنفات وأشعار، فتلمذ الفتى على والده ابتداء وعلى طائفة من العلماء منهم ابن الأثير الحلبي. ويدل ما في شعره من مصطلحات الفقهاء وأصحاب الأصول وأهل المنطق على طبيعة ثقافته ومعارفه العامة. كان ذا خط جميل كتب به ديوانه. توفي شابا في ريعان شبابه في دمشق عام 688 هـ عن عمر يناهز الـ ظ¢ظ§ ربيعا (1) الشاب الظريف شاعر رقيق وصفه الصفدي بقوله (شاعر مجيد ابن شاعر مجيد، وكان فيه لعب وعشرة وانخلاع) وذلك لما ورد في ديوانه من مقطعات صغيرة تجاوز فيها الحد الذي يقف عنده كل تقي ورع ولكننا مع ذلك نجد له بعض الأبيات في مديح النبي تؤكد حبه للنبي وصحة اتباعه لتعالميه ، قال الشاب الظريف قصيدة يا خير ساع بباع لا يرد ويا أجل داع مطاع طاهر الحسب قصيدة جعلت حبك لي ذخرا ومعتمدا فكان لي ناظر من ناظر النوب أما التصوف فقد كان أبو صوفيا ولكننا لا نجد ذلك التاثر في شعره .

أغراضه الشعرية

1-المدح والفخر مدحه النبي المصطفى قصيدة قالوا غـدا نأتي ديار محمد فقلت لهـم هـذا الذي عنه أفحص قصيدة أنيخـوا فما بال الركوب وإنها على الرأس تمشي أو على العين تشخص قصيدة نبي له آيات صـدق تبينت فكـل حـسـود عنـدها يتنـغـص قصيدة نـبـي بأملاك السماء مـؤيد وبالمعجـزات البينات مخـصـص قصيدة ومالـي مـن وجـه ولا من وسيلة سوى أن قلبي في المحبة مخلص قصيدة إذا صح منك القرب يا خير مرسل عـن أي شـيء بعـد ذلك أحـرص وقال أيضا قصيدة ومعشر لم تزل في الحـرب بيضهـم حمر الخدود وما مـن شانهـا الخجل قصيدة إذا انتضوها بروقا ردهـا سحبا بهـا دم سال منها عارض هطل قصيدة توحـي إلى كل قرطاس بلاغتـه سحـر البيان ومن أقلامه الرسل قصيدة سمـر تروقـك رأي العيـن عارية ومـن البديع معانيه لها حلل قصيدة زالوا فأودع في الأسماع ذكرهـم محاسنا أودعتها قبلها المقل قصيدة امدح فقل في معانيه فقـد كرمـت لا يحسن القول حتى يحسن العمل 2-الغزل قصيدة لو أن قلبـك لي يرق ويرحم ما بت من خـوف الهوى أتألـم قصيدة داريت أهلك في هواك وهم عدى ولأجل عينك ألف عين تكرم قصيدة يا جامـع الضدين في وجناته مـاء يشـف عليه نار تضـرم قصيدة عجبي لطرفك وهو ماض لم يزل فعلام يكسر عنـدما تتكلم وقال أيضا في قصيدته الشهيرة قصيدة لا تخف ما صنعت بك الأشـواق وشـرح هـواك فكلنا عـشاق قصيدة قد كان يخفي الحب لولا دمعـك ال جـاري ولـولا قلبـك الخـفاق قصيدة فعسى يعينك من شكوت له الهـوى فـي حمله فالعاشقون رفاق قصيدة لا تجزعـن فلست أول مـغـرم فتكـت به الوجنات والأحداق قصيدة واصبر على هجر الحبيب فربما عـاد الوصال وللهوى أخلاق 3- الوصف قصيدة وكـأن سوسنها سبائك فـضـة وكـأن نرجسـها عيون تنـظر قصيدة حملـت سقـوط الطـل منـه عيونـه فكأنها عن جوهر تستعبر

خاتمة

إن وجود مثل هذا الشاعر في عصر رمي تعسفا وظلما بالانحطاط لدليل ساطع على عدم عجز أمتنا العربية أن تلد المفكرين والشعراء والعلماء. لكن كان لعدم تشجيع الدولة المملوكية للشعر الدور البارز في إغفال مثل هذه الطاقات إن لم نقل قتلها. ظهر ذلك جليا في عهد الدولة العثمانية حيث انتشر الجهل والبدع والخرافات واستفحل أمرها وما ذاك إلا لانصراف العثمانيين للفتوح وإغفالهم العلم والأدب وهم أساس كل حضارة ولبنة لكل تطور. 1- الوافي في بالوفيات 3 135 ، فوات الوفيات 2 381 محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شمس الدين ( 661 هـ - 688 هـ / 1263 - 1289 م)، شاعر مترقق، مقبول الشعر ويقال له أيضاً ابن العفيف نسبة إلى أبيه الذي عرف ب العفيف التلمساني ،وكان شاعراً أيضاً. لقب لرقته وطرافة شعره بالشاب الظريف، فغلب عليه هذا اللقب وعرف به.