مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | أثر عمر : " إنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوّهم لله " !
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حق الأم عظيم مهما كان تعاملها مع ولدها- سؤال وجواب | نزول دم أحمر من فتحة الشرج بدون ألم في غير وقت الدورة. على ما يدل؟!
- سؤال وجواب | هدايا الأصدقاء بين الحل والحرمة
- سؤال وجواب | الأحرف السبعة والقراءات العشر
- سؤال وجواب | عدد الأنبياء والرسل
- سؤال وجواب | بعد إصابة طفلتي بالحمى، صارت تعاني من اضطراب وفزع وعزلة، ما السبب؟
- سؤال وجواب | ورثوا منزلا وسكن فيه بعضهم وعليه تكاليف سنوية للبلدية فمن يدفعها
- سؤال وجواب | حكم هدي التمتع للمقيم بمكة إقامة عمل
- سؤال وجواب | قبول إعانة الحج بعده هل يؤثر في ثوابه
- سؤال وجواب | يسأل عن مصدر النقل عن أبي حنيفة وعلي رضي الله عنه في قولهما بأن الحامل والمرضع تقضيان ولا فدية .
- سؤال وجواب | زمن ظهور كل من المهدي والدجال
- سؤال وجواب | الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها
- سؤال وجواب | أحسنت إليهم فأساءوا الظن بي . ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | تقاطعنا مع خالتي بسبب خصومة قديمة، ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | شروط وجوب الزكاة وحكم زكاة الدين
عندي سؤال بخصوص أثر لعمر بن الخطاب ، حين قال لسعد بن أبي وقاص يوم القادسية : " يا سعد ، اعلم أن ذنوب الجيش أخوف عليه من عدوه ، وأننا ننتصر علي عدونا بطاعتنا لله ومعصية عدونا له ، فإذا استوينا في المعصية ، كانت لعدونا الغلبة ، بالعدد والعدة ".
فهل هذا الأثر صحيح ؟ وفي أي كتاب ذكر ؟ وهل المسلم والكافر يستويان في المعصية ، حتى وإن كان الكافر كافرا ، والمسلم مسلما ؟.
الحمد لله.
أولا : هذا الأثر لا يصح عن عمر رضي الله عنه ، ولا نعلم له إسنادا ، وإنما ذكره ابن عبد ربه رحمه الله في " العقد الفريد " (1/ 117) بلا إسناد فقال : كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهما- ومن معه من الأجناد: " أما بعد؛ فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدّة على العدوّ ، وأقوى المكيدة في الحرب.
وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدّ احتراسا من المعاصي ، منكم من عدوّكم ، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم ، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوّهم لله ، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ؛ لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدّتنا كعدّتهم ، فإذا استوينا في المعصية ، كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننصر عليهم بفضلنا ، لم نغلبهم بقوتنا.
واعلموا أن عليكم في مسيركم حفظة من الله ، يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ؛ ولا تقولوا إن عدوّنا شر منا فلن يسلّط علينا ، وإن أسأنا ؛ فربّ قوم سلّط عليهم شر منهم ، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفّار المجوس ، فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا.
".
وقد رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 302) بمعناه عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فقال أبو نعيم : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَهِدَ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي كُلِّ حَالٍ يَنْزِلُ بِكَ ، فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ الْعُدَّةِ ، وَأَبْلَغُ الْمَكِيدَةِ ، وَأَقْوَى الْقُوَّةِ ، وَلَا تَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ عَدَاوَةِ عَدُوِّكَ أَشَدَّ احْتِرَاسًا لِنَفْسِكَ وَمَنْ مَعَكَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّ الذُّنُوبَ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَى النَّاسِ مِنْ مَكِيدَةِ عَدُوِّهِمْ ، وَإِنَّمَا نُعَادِي عَدُوَّنَا وَنَسْتَنْصِرُ عَلَيْهِمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ تَكُنْ لَنَا قُوَّةٌ بِهِمْ ، لِأَنَّ عَدَدَنَا لَيْسَ كَعَدَدِهِمْ ، وَلَا قُوَّتُنَا كَقُوَّتِهِمْ ، فَإِنْ لَا نُنْصَرْ عَلَيْهِمْ بِمَقْتِنَا لَا نَغْلِبْهُمْ بِقُوَّتِنَا ، وَلَا تَكُونُنَّ لِعَدَاوَةِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَحْذَرَ مِنْكُمْ لِذُنُوبِكُمْ ، وَلَا أَشَدَّ تَعَاهُدًا مِنْكُمْ لِذُنُوبِكُمْ.
".
وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الرجل من قريش راويه عن عمر بن عبد العزيز.
ومسلمة بن أبي بكر لم نجد له ترجمة.
وقال ابن عبد الحكم رحمه الله في "فتوح مصر" (ص 102): حدثنا يحيى بن خالد ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال: " لما أبطأ على عمر بن الخطّاب فتح مصر، كتب إلى عمرو بن العاص: أمّا بعد، فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر؛ إنكم تقاتلونهم منذ سنتين؛ وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحبّ عدوّكم ، وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نيّاتهم ، وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل ، على ما كنت أعرف ، إلا أن يكونوا غيّرهم ما غيّر غيرهم؛ فإذا أتاك كتابى هذا، فاخطب الناس ، وحضّهم على قتال عدوّهم ، ورغبهم فى الصبر والنيّة ، وقدّم أولئك الأربعة فى صدور الناس ، ومر الناس جميعا أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد ، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة ، فإنها ساعة تنزّل الرحمة ووقت الإجابة، وليعجّ الناس إلى الله ، ويسألوه النصر على عّدوهم.
فلما أتى عمرا الكتاب ، جمع الناس، وقرأ عليهم كتاب عمر، ثم دعا أولئك النفر، فقدّمهم أمام الناس ، وأمر الناس أن يتطهّروا، ويصلّوا ركعتين، ثم يرغبوا الى الله عزّ وجلّ ويسألوه النصر، ففعلوا ففتح الله عليهم ".
وهذا إسناد ضعيف جدا : يحيى بن خالد، وهو العدوي؛ لم نجد له ترجمة.
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك الحديث ، قال الحاكم وأبو نعيم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة.
وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه.
"تهذيب التهذيب" (6 /162).
مع أن لفظه مختلف كثيرا عن المذكور في السؤال.
ثانيا : ليس صحيحا أن يستوي المسلم والكافر في مقامهما عند الله ، من الطاعة والمعصية ؛ بل بينهما من التفاوت ما ذكره الله في كتابه ، وإن عصى المؤمن ربه ما عصى ، فأين من قضى الله بعداوته في الدنيا ، وحكم عليه بالخلود في نار جهنم ، ممن أخبر الله بولايته له في الدنيا ، وقضى ألا يخلد أحد منهم في النار ، وإن عذبه بمعصيته ما عذبه.
قال الله تعالى: ( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ) غافر/58.
قال الإمام الطبري رحمه الله في "تفسيره" (20/350) : " يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَلَا يَسْتَوِي أَيْضًا كَذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، الْمُطِيعُونَ لِرَبِّهِمْ، وَلَا الْمُسِيءُ، وَهُوَ الْكَافِرُ بِرَبِّهِ ، الْعَاصِي لَهُ، الْمُخَالِفُ أَمْرَهُ " انتهى.
وروى ابن حبان في صحيحه (7432) ـ وصححه الألباني ـ عن صَالِح بْن أَبِي طَرِيفٍ ، قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ [الحجر: 2]؟ فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: ( يُخْرِجُ اللَّهُ أُنَاسًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ ، قَالَ: لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ فَمَا لَكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ؟! فَإِذَا سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَيَتَشَفَّعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَلَمَّا أُخْرِجُوا، قَالُوا: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَثَلَهُمْ، فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ ، فَنُخْرَجُ مِنَ النَّارِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنِ [الحجر: 2]، قَالَ: فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَذْهِبْ عَنَّا هَذَا الِاسْمَ ، قَالَ: فَيَأْمُرُهُمْ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ فَيَذْهَبُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ).
فانظر : كيف ظن أهل النار من الكفار ، أن من يعذب فيها من المؤمنين : قد استوى حاله بحالهم ، وظنوا أن ولايتهم لله في الدنيا ، لم تنفعهم يومئذ ، فغضب الله لذلك ، وأخرجهم بمنه وكرمه ، وكبت المشركين ، ولم يشمتهم بأوليائه.
ثالثا : ضعف هذه الرواية المذكورة ، لا يعني أن المعصية ليس لها أثر في ضعف العبد ، وهزيمته ؛ لا بل هذا أمر معروف مقرر ، ومن يراجع درس غزوة أحد ، يفهم ذلك جيدا ، وقد قال الله تعالى : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ) آل عمران/ 165.
وقد روى البخاري في صحيحه (2896) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : " رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ؟ ).
ورواه النسائي (3178) ولفظه : ( إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا ، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ ).
فدل ذلك على أن لمعاصي العباد أثرا ، أي أثر في تسليط عدوهم عليهم ، ونيلهم منهم ؛ وأن أعظم ما ينصر به المؤمنون على عدوهم : صلاتهم ، ودعاؤهم ، وإخلاصهم لله جل جلاله.
ولأجل ذلك : بوب الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الجهاد من صحيحه : " بَابٌ: عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ القِتَالِ" ، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ " وَقَوْلُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا، كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف: 3] " انتهى من "صحيح البخاري" (2/20) ط طوق النجاة.
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | مبتلى بحب التشبه بالنساء- سؤال وجواب | خصيتي اليسرى صغيرة الحجم وتؤلمني، فهل هي ضامرة؟
- سؤال وجواب | ما أسباب بقاء أثر البراز في منطقة الشرج؟
- سؤال وجواب | أصبت بقشعريرة وحمى بعد تناولي لأدوية الوساوس. هل بينهما علاقة؟
- سؤال وجواب | كيفية خدمة الدين والناس في مكان تنعدم فيه المشاريع الخيرية
- سؤال وجواب | أشكو من الروائح الكريهة في الدبر رغم التنظيف الجيد، ما السبب؟
- سؤال وجواب | الخلع لا يعتبر من طلاق الغضبان
- سؤال وجواب | لقد ذهب من كنت أتمناه خطيبا لي، فهل سيرزقني الله بغيره؟
- سؤال وجواب | حكم الكسب عن طريق تصفح الإعلانات
- سؤال وجواب | أنا حامل وأريد علاجًا للاكتئاب لا يؤثر على الحمل
- سؤال وجواب | النصح بعدم الخلط بين الأدوية المقاربة في فعاليتها كالسبراليكس والبروزاك
- سؤال وجواب | تقدم لخطبتها شاب يعاني من الرهاب الاجتماعي
- سؤال وجواب | حكم قولهم إذا كان الجو جميلا: الجو ولا غلطة
- سؤال وجواب | هل من طريقة للقضاء على نقص الحديد نهائياً؟
- سؤال وجواب | ما هي العطورات التي لا تهيج الحساسية؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا