[ متفرقات إجتماعية ] 4 من أهم ردود الفعل الثقافية المختلفة على أزمة كورونا

تم النشر اليوم 05-12-2025 | [ متفرقات إجتماعية ] 4 من أهم ردود الفعل الثقافية المختلفة على أزمة كورونا
تم النشر اليوم [dadate] | 4 من أهم ردود الفعل الثقافية المختلفة على أزمة كورونا

تشكيل نظام عالمي جديد

هنا نجد أنفسنا أمام واحد من التساؤلات المهمة وهو هل سوف يستطيع أن الفيروس أن يعمل على تشكيل نظام عالمي جديد؟ من الممكن أن يحدث ذلك، لأن التغلب على مثل هذه الأزمة لن يتم إلا من خلال الإيمان بأن النظام الوحيد القادر على الانتصار هو النظام القائم على رفض كل الصراعات القائمة في العالم، ووضع حد لكل الحروب والصراعات التي تؤدي إلى الكثير من الخسائر على مستوى البشر والاقتصاد وكل أوجه من أوجه الحياة.

مقالات مشابهة

6 نتائج إيجابية للتعاون بين الأشخاص6 نتائج إيجابية للتعاون بين الأشخاص 8 من أهم وسائل الاتصال قديماً وحديثاً .. هل تعرفها؟8 من أهم وسائل الاتصال قديماً وحديثاً .. هل تعرفها؟ ما هي أحرف الإنجليزي المعرب (الفرانكو)؟ كيف ظهرت؟...ما هي أحرف الإنجليزي المعرب (الفرانكو)؟ كيف ظهرت؟... 3 من أهم أسباب ونتائج الهجرة3 من أهم أسباب ونتائج الهجرة

فيروس كورونا وموقف العالم تجاهه

من المؤكد أن فيروس كورونا قد أثار العديد من ردود الفعل الثقافية المختلفة في العديد من الدول، وهذا واحد من الأمور المنطقية التي من المفترض حدوثها، فلو نظرنا إلى الموقف الخاص بالفيروس سوف نجد أنه غريب على العالم كله في القرن الحادي والعشرين، فمثلا في القرن العشرين مر العالم بالكثير من الأوبئة مثل الأنفلونزا الإسبانية والكوليرا وبعد مجهود طويل استطاع أن يتغلب على ذلك ولكن بالكثير من الضحايا، لكن في عصرنا الحالي لم تكن أزمة مثل هذه من الأزمات المتوقع حدوثها، وذلك لأننا كنا نعتقد أننا على وشك قيام حرب عالمية أو على الأقل صراع سياسي كبير بين دول العالم الكبرى، لكننا وجدنا أنفسنا أمام وباء حتى الأنظمة الطبية القوية لا تستطيع أن تقوم بالسيطرة عليه.

تفاعل الأنظمة الطبية على مستوى العالم

هنا نحن أمام وجه آخر من أوجه تفاعل العالم مع فيروس كورونا، وهو استجابة الأنظمة الطبية العالمية، فمن الغريب أن نجد أن النظام الصحي للولايات المتحدة الأمريكية لا يستطيع أن يستوعب الأمر لدرجة كبيرة، وفي غضون أسابيع قليلة تصبح الولايات المتحدة الأمريكية على قمة أعداد الوفيات والإصابات، وهنا لو نظرنا إلى المجتمع الأمريكي في حد ذاته سوف نجد أنه فعلا يواجه معضلة تاريخية، حيث أن الخدمات الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية باهظة التكاليف بالإضافة إلى عدم وجود نظام تأمين صحي يستطيع أن يصل إلى الطبقات الأكثر فقرا لذا نجد أنه ليس من الغريب أن يقع الآلاف ضحية لهذا الفيروس دون وجود نظام صحي يستطيع أن ينقذ ذلك الوضع من التفاقم، هذا الوضع من الممكن أن نقول أن كشف عن جانب سيء من الوجه الأمريكي، الذي لا يعطي للقيم الإنسانية في حد ذاتها أهمية بقدر ما يعطي للسياسات الاقتصادية أهمية قصوى. من الممكن أن نقول أن هناك وجه قبيح آخر ظهر من خلال أزمة فيروس كورونا، وهو وجه العالم الأول أو الاتحاد الأوروبي، حيث ترك الاتحاد واحدة من الدول الأعضاء فيه وحدها في مواجهة الفيروس وهي إيطاليا، ولم يمد لها في هذا الوقت يد المساعدة المطلوبة حيث أن كل دولة كانت تحاول أن تقوم بتأمين نفسها ضد فتك الفيروس بها، لذا رفضت كل الطلبات التي قدمتها إيطاليا للحصول على أي من المساعدات الطبية التي تمكنها من مواجهة هذا الفيروس. كذلك فإن ضعف الأنظمة الصحية على مواجهة الأزمة أدى إلى كشف نوع كبير من الفوضى لم نكن نتوقع أ نجدها في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أننا وجدنا أن هناك الكثير من الدول تقوم بالاستيلاء على الشحنات الطبية للدول الأخرى دون وجود أي من الضوابط الأخلاقية لهذا الأمر، هنا ينكشف لنا جزء من هذا الصراع الإنساني الذي لم يكن مطلوبا في هذا الوقت، وبدلا من أن نجد السياسات التي تدعو إلى المواجهة المشتركة وجدنا الكثير من الأفعال غير المطمئنة والتي تقول أننا من الممكن أن نواجه بعد ذلك أزمات أكبر من أزمة الفيروس، فإذا لم يتم من آلان توضيح أهم الأسس التي من الممكن أن يدعمها العالم كله من أجل مواجهة الفيروس فمن المؤكد أن المصير القادم سوف لن يكون مفضلا أبدا.

الموقف المشترك للعالم

قبل فيروس كورونا كما قلنا كان من المتوقع أن يشهد العالم خلافا حادا بسبب السياسات المختلفة للدول العظمى، لكن بعد أن بدأ الفيروس في الاجتياح لم تجد كل الدول وكل الشعوب إلا الاتحاد لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد حياة الجميع. هنا من الممكن أن نقول أن فيروس كورونا استطاع أن يحقق ما فشلت فيه كل المنظمات الدولية التي تدعو إلى السلام والوحدة، أي أن الفيروس نجد في أن يجمع العالم كله في جبهة واحدة تضم الأصدقاء والأعداء لمحاربته، حيث أنه قام بخلق ما يطلق عليه وعي اجتماعي جديد حول العالم عمل على تعزيز ثقافة الاتحاد لمجابهة العدو المشترك. ومن الممكن أن نؤكد أن هذا الوعي المرتبط بانتشار فيروس كورونا حول العالم عمل على خلق سياسة جديدة للتغلب على الأزمة، حيث أن كل دولة تأكدت تماما أنه من الصعب الانتصار على الفيروس في حالة العزلة وأن الاتحاد هو السبيل الوحيد لفعل ذلك. وعلينا هنا أن نشير إلى العديد من الظواهر التي بدأت توضح صور هذا التعاون، منها قيام كل الدول التي ظهر فيها الفيروس بمشاركة كل المعلومات والتقنيات التي تمتلكها مع باقي الأشخاص والبلاد الأخرى، وبات من الصعب على أي دولة أن تقوم بإخفاء أي من المعلومات التي لديها، حيث أن الانتصار في هذه المعركة لن يحسب لدولة واحدة ولكنه انتصار سوف يحسب للعالم كله، وليس من مصلحة أي دولة من الدول أن تخفي أي من المعلومات التي لديها لأن الأمر لا يمكن إخفاؤه. هنا علينا أن ننظر إلى الأمر بطريقة أخرى، وهي أنه من مصلحة كل الدول أن يتوقف الفيروس في العالم كله، حيث أن توقف انتشار في دولة واحدة لا يعني أن الخطر بعيد عنها، لأن العالم آجلا أو عاجلا سوف يحتاج إلى فتح الحدود بين كل الدول، وهذا يعني أنه لن يكون هناك مفر من انتشار العدوى من جديد، لذا فإن الانتصار على الفيروس لن يعد انتصارا إلا بعد القضاء عليه في كل دول العالم بلا استثناء.

الاختلاف في الأنماط السلوكية لبعض الشعوب

أظهرت أزمة كورونا العديد من الأنماط والسلوكيات المختلفة للشعوب، فوجدنا العديد من ردود الفعل غير المتوقعة سواء من شعوب العالم الأول أو العالم الثالث، فكل شعب أظهر سلوك مختلف في التعامل مع الأزمة، بعضها مثلا أظهر التزاما تاما أمام انتشار الفيروس وانصاع إلى الأوامر التي أصدرتها الحكومات بالعزل الاجتماعي، بينما نجد أن العديد من الشعوب الأخرى لم تعطي للموضوع أدنى اهتمام وبدأت بممارسة حياتها بشكل عادي دون اكتراث. ومن الممكن أن نقول أن هذا الوباء يعتبر واحد من أهم الاختبارات التي تواجه الإنسانية بشكل كبير، وجعل كل شعب من الشعوب يبدأ في التفكير في كيفية عبور هذه المحنة بأقل الخسائر الممكنة. مقالات مشابهة 6 نتائج إيجابية للتعاون بين الأشخاص6 نتائج إيجابية للتعاون بين الأشخاص 8 من أهم وسائل الاتصال قديماً وحديثاً .. هل تعرفها؟8 من أهم وسائل الاتصال قديماً وحديثاً .. هل تعرفها؟ ما هي أحرف الإنجليزي المعرب (الفرانكو)؟ كيف ظهرت؟...ما هي أحرف الإنجليزي المعرب (الفرانكو)؟ كيف ظهرت؟... 3 من أهم أسباب ونتائج الهجرة3 من أهم أسباب ونتائج الهجرة ومن الممكن هنا أن ننظر إلى الأمر بصورة مختلفة تماما، ونقول أن الفيروس يعتبر فرصة للنظر إلى واقعنا الإنساني وقدرتنا على التعامل معه، وهنا سوف تظهر العديد من الاستجابات المختلفة، بعضها يؤمن بالبعد الإنساني للأزمة، وكيف أنه من الممكن علينا أن نبدأ في إعادة التفكير في كل السياسات التي كنا نؤمن بها في حياتنا السابقة، وخاصة سياستنا الاستهلاكية وتعاملنا مع البيئة من حولنا. لكن على العكس من ذلك قد ينظر البعض إلى الأزمة من خلال منظور اقتصادي بحت، وكيف أن سياسة العزل سوف تؤدي إلى سقوط الاقتصاد العالمي وهذا يعني وجود أزمة أكبر من الأزمة الحالية التي نعانيها جميعا، ولابد أن نعترف أن إمكانية حسم هذا الموقف في غاية الصعوبة.