لباس المرأة

سؤال وجواب | لا يجوز للفتاة ارتداء الملابس القصيرة أمام والديها بحال .

منذ وقت طويل وأنا أتساهل باللباس عندما أكون في البيت ، ظناً مني أنه لا بأس في ذلك ؛ كون الحاضرين حولي ليس إلا أبي وأمي ، لذا فإني قد أرتدي البنطال والقمصان العلوية القصيرة فقط ، ثم أدركت مؤخراً أنه لا ينبغي ارتداء الضيق من اللباس حتى ولو كان الحاضرون من أقرب الناس إلي ، كوالدي ، ولكوني لم أكن أعرف هذه التفاصيل فإن معظم ملابسي على هذه الشاكلة ، حتى وإن ذهبت أغيرها استغرب أبوي من ذلك ، ومنعاني بحجة أني في البيت ولست بحاجة إلى كل تلك الحشمة في اللباس ، فأجد نفسي مضطرة لارتداء ما اعتدت واعتادوا عليه.

ومع هذا ما زلت أخطط لشراء بعض القمصان الطويلة التي تصل إلى الركبة ، وهذا مخطط بحاجة إلى شيء من الصبر ؛ لأني ما زلت عالة على أبويّ ، وهما من يقرران وقت الشراء وكيفية البضاعة.

والسؤال هو: هل يجوز لي في الوقت الحاضر ارتداء تلك القمصان والبناطيل القصيرة أمام والدي كضرورة ملحة إلى أن أتمكن من شراء ملابس غيرها ؟ وإذا كان ذلك جائزاً ، فهل ينبغي عليّ تجنب التواجد حولهما حال ارتدائي لتلك الملابس؟ علماً أن هذا سيكون من الصعوبة بمكان لأننا نعيش في بيت واحد ، وتجنب التواجد معهما يعني الانعزال في غرفتي طيلة الوقت ، وهذا لا يُحتمل ، فأرجوا منكم النصح والتوجيه ..

الحمد لله.

أولا : لا شك أن حسن التعامل مع الوالدين وبرهما والإحسان إليهما من العمل الصالح الذي يثاب عليه صاحبه في الدنيا والآخرة.

إلا أنه لا طاعة لهما في معصية الله ومعصية الرسول ، ولا يستجلب رضاهما بسخط الله وغضبه وخلاف أمره وأمر رسوله.

ثانيا : لباس المرأة مع المرأة : المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل ، ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة ، وكذلك لو احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد ، فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط ، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا يجوز.

ويجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء ، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق ، وما أشبه ذلك.

لكنها مع ذلك : لا تجعل اللباس قصيراً إلى الركبة ونحوها ، فضلا عن أن يكون فوق ذلك ، بل تكشف ما جرت العادة بكشفه : من الساق ، وأسفل القدم ، ونحوها.

وليس لها أن تلبس هذه الثياب الضيقة ، التي تصف العورة ، أو تظهر مفاتنها ، ولو كان ذلك أمام محارمها ، إنما ذلك شأنها مع زوجها خاصة.

والذي ننصح به السائلة في ظل هذه الظروف والأحوال التي تحكيها ، ما يلي : – أن تسعى في توضيح الأمر الشرعي لوالديها كما ينبغي ، وذلك بذكر الأدلة الشرعية ، ونقل كلام أهل العلم إليهما ، وتستعين في ذلك بالوسائل الميسرة ، من شريط ، أو محاضرة ، أو كتاب ، أو فتوى منشورة في موقع موثق ، ونحو ذلك.

– أن تتعامل في هذا الموقف بغاية اللطف والحكمة والصبر ، ولو جر ذلك عليها بعض الضيق أو الأذى.

– أن تسعى في بيان الحكمة من الحشمة ولو في البيت لوالديها ، لتبرز محاسن الشريعة ، وليتعرفا على الحكمة الربانية من ذلك.

– أن تبين لوالديها أن الأصل فيما تعمله هو طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وليس التشديد على نفسها ، وإغضاب والديها عليها.

– أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ، ليهدي أبويها ، ويصرف عنها الضر والأذى ، ويوفقها إلى ما يحب ويرضى.

ثم إننا نرى أن تجتهد السائلة في ادخار ما يمكنها ادخاره من مصروفها الشخصي ، لتدبر به من الملابس ما يكفل لها ذلك الستر في بيتها ، وليس شرطا أن تغير ملابسها تغييرا كاملا ، بل تقتصر ـ في البداية ـ على الضروري من ذلك فقط.

ونقترح أن يكون عندها “إسدال الصلاة” ، أو نحو ذلك ، تضعه عليها عند تواجد أحد المحارم ، وهي بملابس غير مناسبة.

ثم هي في ذلك الأمر كله : تجتهد في تقوى الله ، بفعل ما يرضيه ، وترك ما يغضبه ونهى عنه ، على قدر استطاعتها ، ولا يكلف الله نفسها إلا وسعها.

والله تعالى أعلم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى