تم النشر اليوم [dadate] | 10 معلومات عن قناة السويس .. أهم ممر ملاحي في العالم

فكرة قناة السويس أقدم من تاريخ بنائها

لعلّ المعلومة الأهم التي لم تكن تعرفها عزيزي القارىء، أن فكرة قناة السويس في الأصل ترجع إلى الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت التي غزت مصر في عام 1798م وقد كانت فكرة علماء الحملة شق طريق وممر بحري يربط البحر الأحمر والمتوسط لضرب الطرق الملاحية الأخرى مثل طريق رأس الرجاء الصالح والسيطرة على طريق مواصلات بريطانيا إلى الهند الذي كان يمر عبر مصر والشام، وبالتالي تحقق الحملة الفرنسية أهدافها للسيطرة على هذا الطريق وضرب مصالح بريطانيا في الشرق والهند معاً. ولكن هذه الفكرة فشلت بسبب تقديرات العلماء غير العلمية آنذاك بأن منسوب البحر الأحمر أعلى من منسوب المتوسط، وبالتالي في حال حفر هذه القناة ستتعرض مصر للغرق والفناء، للك لم يقدموا على مثل هذه الخطوة، ولكن بعد سنوات من خروج الحملة من مصر أكد العلماء ان هذه النظرية العلمية السابقة خاطئة وأن منسوب البحار والمحيطات واحد في جميع الكرة الأرضية وبالتالي فإنه يمكن حفر قنوات ملاحية تجارية في العالم، ومن هنا تم إحياء فكرة قناة السويس مرة أخرى على يد المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس الذي استطاع إقناع الحكومة المصرية في عهد الخديوي سعيد بضرورة حفر القناة للاستفادة منها.

قناة السويس .. موقع استراتيجي هام

قناة السويس تمتد من الجنوب حيث خليج السويس ومدخل البحر الأحمر حتى تصل إلى الجانب الشمالي لها وهو المدخل الشمالي للبحر المتوسط، أما الضفة الشرقية لقناة السويس يقع على شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية على المدن الجديدة التي بنيت على ضفاف قناة السويس وهي بورسعيد في الشمال على البحر المتوسط والتي بنيت على مدينة الفرما القديمة، ومدينة الإسماعيلية وهي في المنتصف من القناة على ضفاف البحيرات الكبرى والمرة وهي في منتصف القناة وتعتبر مكان لتجميع ورسو السفن التي تنتظر دورها في المرور، أما في الجنوب مدينة السويس وهي مدينة القلزم القديمة وكانت الميناء الرئيسي لمصر على البحر الأحمر منذ العصور القديمة حتى الآن.

متوسط وقت مرور السفن في قناة السويس

يمكن عبور الناقلات في وقت قليل من قناة السويس حيث كان في البداية تستغرق السفينة الواحدة حوالي 40 ساعة أو أكثر، لكن قل هذا العدد في الستينات من القرن العشرين لحوالي 16 ساعة، واستمر هذا المنوال حتى مشروعات التوسعة المتتالية بحيث أصبح عدد الساعات الكلية حوالي 14 أو 13 ساعة على أكثر التقديرات. قناة السويس من أهم الممرات الملاحية في العالم، إن لم تكن أفضل الممرات الملاحية ولها أهمية اقتصادية وتجارية كبيرو، حاولنا من خلال هذا المقال معرفة بعض المعلومات عنها.

تأميم قناة السويس

بعد سنوات طويلة من حفر قناة السويس وتقسيم الأرباح حيث الجزء الأكبر للحكومة الفرنسية وإدارتها على القناة ثم للحكومة المصرية، أصدر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قراراً تاريخياً وهو تأميم قناة السويس وجعل إدارتها إدارة مصرية خالصة وتصبح أرباح قناة السويس جميعها للخزانة المصرية والقيام بالإشراف عليها بشكل كامل ومباشر، وكان هذا القرار له تبعات كبيرة بما يعرف بحرب العدوان الثلاثي على مصر حيث غزت القوات البريطانية والإسرائيلية لمنطقة سيناء وقناة السويس ولكن سرعان ما انسحبت بسبب المقاومة الشعبية في بورسعيد، وكذلك قرار الأمم المتحدة الذي قضى بانسحاب هذه القوات.

قناة السويس تضم عدد من البحيرات

قبل حفر قناة السويس كان هناك ما يسمى بـ برزخ السويس وهي المنطقة الفاصلة بين خليج السويس والبحر المتوسط، وإذا نظرت في الخرائط القديمة ستجد على طول منطقة برزخ السويس بعض البحيرات مثل البحيرات المرة العظمى والكبرى وبحيرة التمساح في المنتصف أما في الشمال بحيرة المنزلة، ولقد استغل ديليسبس وهو مهندس حفر القناة هذه البحيرات بضمها ضمن جغرافيا قناة السويس الجديدة، بحيث تكون هذه البحيرات جزء من منطقة الإسماعيلية في المنتصف ويتم استغلالها لرسو السفن الآتية من الجنوب أو الشمال لحين مرور قوافل السفن الأخرى.

أهمية البحيرات المرة لقناة السويس

كما قلنا أن البحيرات المرة الموجودة في منتصف قناة السويس، ما هي إلا مكان لانتظار السفن سواء القوافل الشمالية أو الجنوبية، حيث تشكل نسبة 85 % من نسبة المياه في قناة السويس ونسبتها بالنسبة لمساحة المياة تقريباً ربع المساحة وهو ما يجعلها نقطة التقاء السفن من القوافل الشمالية والجنوبية، بحيث أصبحت ميناء داخلي لقناة السويس تنتظر فيه السفن لحين مرور قوافل السفن الآخرى دون الاصطدام معها، وهو ما جعل السفن تستغرق حوالي 14 ساعة فقط لإجتياز القناة وهو وقت قليل ورائع لمعظم السفن في اجتياز هذا الممر الملاحي الهام.

أهمية قناة السويس التجارية والاقتصادية

قناة السويس لها أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والتجارية، ففي الناحية الاقتصادية فإنها تعتبر دخلاً كبيراً للحكومات المصرية المتعاقبة، صحيح أن قناة السويس في بدايتها كان الاتفاق أن الحكومة الفرنسية تتولى إدارتها وتحوز جزء كبير من ثمن حفر القناة وتكلفتها، هذا إلى جانب أن الجزء المتبقي للحكومة المصرية ثم حق إدارتها بعد التأميم في عام 1956م. أما عن أهميتها التجارية فقد كانت كبيرة للغاية، فهي تساهم لوحدها في انخفاض الناحية المادية لعملية النقل التجاري الملاحي بين الدول، كما أنها توّفر الوقت والجهد الذي كانا في السابق قبل حفر قناة السويس، أما أهميتها بالنسبة للشحن التجاري، فإن قناة السويس تمثل حوالي 80 % من حركة الشحن التجاري في العالم.

طول وعرض القناة

يبلغ طول قناة السويس حوالي 162.5 كيلو متر من مدينة السويس جنوباً حتى المدخل الشمالي لمدينة بورسعيد على البحر المتوسط، بينما عرضها حوالي 300 متر أما العمق فقد كان في البداية حوالي 8 أمتار ولكن مع عمليات التطوير والحفر المستمرة التي تقام كل بضعة أعوام وصل عمق القناة أو غاطس السفن حوالي 20.12 متر وهو عمق جيد جداً لمرور السفن بأمان تام بدون مشاكل تذكر، ولقد تمت توسعة قناة السويس أكثر من مرة سواء من ناحية العرض لتستوعب عدد كبير من السفن وكذلك تعميق القناة لغطس السفن المارة بالقناة، ومن أجل ذلك تم حفر تفريعة قناة السويس الجديدة لتستوعب عدد كبير من السفن ليكون مرور السفن من الاتجاهين في نفس الوقت دون الانتظار لمرور القوافل الشمالية الآتية من البحر المتوسط أو القوافل الجنوبية الآتية من البحر الأحمر أو خليج السويس.

سبب تسمية قناة السويس بهذا الاسم

قناة السويس سميت بهذا الاسم للعديد من الآراء، فهناك من يقول بسبب البدء في حفر القناة من الجنوب حيث خليج ومدينة السويس ثم استكمال الحفر ناحية الشمال، وهناك من يقول أنها سميت بسبب أن منطقة قناة السويس القديمة كانت تسمى ببرزخ السويس، ولعلّ هذا هو أصوب القولين.

قناة السويس

قناة السويس هي أهم ممر ملاحي في العالم نظراً لأهميته وموقعه الاستراتيجي في الربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، وقربها الشديد من مناطق إنتاج النفط في شبه الجزيرة العربية لذلك لها أهمية كبيرة في النقل التجاري ونقل النفط من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك في أوروبا وأمريكا الشمالية، في هذا المقال نلقي الضوء أكثر على قناة السويس ونتعرف على أهم ممر ملاحي مائي تجاري في العالم، فهيا بنا إلى هذه الرحلة الشيقة.

تاريخ حفر قناة السويس

قناة السويس التي تقع في مصر، بدأ حفرها في عهد الخديوي سعيد الذي أعطى الامتياز الأول لحفر القناة، وما لبث أن توفي فاتفقت الحكومة المصرية والتي كان يرأسها الخديوي إسماعيل على استكمال حفر قناة السويس بالاتفاق مع المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس، وقد استمر الحفر حتى تم الافتتاح في عام 1869م وكان احتفالاً ضخماً حضره بعض ملوك أوروبا.