[ تعريفات إسلامية ] تعريف المجال الحيوي.. وما علاقته بالتوسع الجغرافي الدولي؟
تم النشر اليوم [dadate] | تعريف المجال الحيوي.. وما علاقته بالتوسع الجغرافي الدولي؟
تعريف المجال الحيوي.. وما علاقته بالتوسع الجغرافي؟
مفهوم المجال الحيوي وأبعاده
المجال الحيوي لغة يقصد به المحيط الذي تمتد فيه حركة الفرد والمنظمات والدول من مصالح وفرص وتحديات سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد تم إدخال مصطلح المجال الحيوي إلى التخطيط السياسي والإستراتيجي للجغرافيا السياسية الدولية، إذ اعتبرت الدولة كائن حي وأن محيطها يعتبر امتداد طبيعي لمصالحها ومواردها اللازمة لها من طاقة وموارد غذائية ومنافذ بحرية لتمريرها تجارتها مع من حولها من دول العالم.
مصطلح المجال الحيوي وعلاقته بالتوسع الجغرافي
وفي هذا الإطار كرس مصطلح المجال الحيوي فكرة التوسع الجغرافي للكيان الحي سواء كان هذا الكيان الاعتباري دولة من خلال التمدد العسكري والاقتصادي على حساب الآخرين أو سواء كان الكيان الاعتبار شركة تسعى لتحقيق توسعها الاحتكاري على حساب المنافسين.وأياً كانت صورة الكيان الذي يطبق فكرة المجال الحيوي فإن النتائج التاريخية لتطبيق هذا المفهوم كانت غير محمودة العواقب إذ دفعت بالعالم إلى خوض غمار الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب صراع المجال الحيوي بين كل من ألمانيا وروسيا وفرنسا وإنجلترا وخسر العالم ملايين البشر بين قتيل وجريح وشريد وعاجز بسبب الصراع على منافذ العبور ومصادر الطاقة وموارد الثروة.
ظهور مصطلح مجال الصراع بدلاً من المجال الحيوي
ليتبدل واقع هذا المصطلح إلى مجال الصراع وهو ما أغرى بدويلات صغيرة متفتته مثل صربيا وكرواتيا للطمع في البوسنة والهرسك والدخول معها في حرب إبادة وتطهير عرقي فكانت حرباً من جانب واحد شهد فيها العالم بأسوأ مذابح التاريخ في العصر الحديث بمنطقة البلقان بعد تفتيت دولة يوغسلافيا فيما عرف بمصطلح البلقنة بمعنى التقسيم والتفتيت على أسس عرقية أو قومية أو دينية، بينما يقابل هذا المصطلح العولمة بمعنى التكتل الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً وسياسياً ولذلك تدخلت الولايات المتحدة لإنقاذ ما تبقى من مسلمي البوسنة والهرسك لوقت الاجتياح الصربي والمدعوم تقليدياً من روسيا.وذلك للحفاظ على المجال الحيوي بوسط أوروبا وشرقها من مخاطر الإخلال بالتوازن الإستراتيجي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي عام ١٩٩١ وانضمام دول مثل ليتوانيا وأكرانيا وبولندا إلى الولايات المتحدة لتتحول وارسو عاصمة بولندا حلف الاتحاد السوفيتي يحمل اسمها متسمياً بحلف وارسو أصبحت هذه الأراضي مصدر تهديد مباشر لروسيا خليفة الاتحاد السوفيتي إذ وضعت بها صواريخ غربية في اتجاه روسيا وهكذا تنقلب سياسة الصراع في المجال الحيوي إلى تغيرات جذرية عكسية تحمل معها تهديدات وجودية وهو ما يستلزم تغيير هذا الإطار من المفاهيم إلى شكل آخر من أشكال الحركة في الحياة تعتمد فيها شعاراً آخر غير شعار البقاء على حساب الآخر.