[ قصص دينية ] قصة سيدنا سليمان عليه السلام.. 5 دروس مُستفادة
تم النشر اليوم [dadate] | قصة سيدنا سليمان عليه السلام.. 5 دروس مُستفادة
مُلك سليمان عليه السلام
عن مجاهد قال: لم يملك الأرض كلها إلا أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان سليمان بن داوود وذو القرنين، والكافران نمرود بن كوش وبختنصر.
فهم سليمان عليه السلام
(فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) سورة الأنبياء (79)، وقصتها أن غنماً دخلت مزرعة ليلاً فكان فيها عنباً فلم يترك قطيع الأغنام ورقة إلا أكلتها ولا عوداً للثمار إلا أكلته فأختصم صاحب مزرعة العنب ضد صاحب قطيع الأغنام، فقال داوود عليه السلام لصاحب العنب: لقد آلت ملكية الأغنام لك، فقال سليمان عليه السلام: أو غير ذلك يا نبي الله، وقال رأيه في هذه القضية بأن يستفيد صاحب مزرعة العنب من الأغنام فينتفع من ألبانها وصوفها حتى تعود مزرعة العنب إلى حالتها الأولى قبل دخول الأغنام لهذه المزرعة فحينئذ يكون صاحب العنب استوفى حقه من صاحب الأغنام ويكون بذلك الحكم قد احتفظ صاحب الغنم بأغنامه وصاحب مزرع العنب بمزرعته وثماره دون ضرر لأحد، فرضى بذلك داوود، فقال الله عز وجل (ففهمناها سليمان).
آيات قدرة الله في ملك سليمان عليه السلام
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) سورة النمل (20)، جاء في تفسيرها أن كرسي سليمان عليه السلام كان يوضع على الريح فتحمله الريح وتنتقل به من مكان إلى آخر، وكانت الطير من فوقهم تظلهم – أي تظل جيش سليمان عليه السلام من الأنس والجن، فعطش سليمان عليه السلام ذات يوم فطلب الماء فسأل الجن والإنس عن موضع لماء ليشرب منه نبي الله سليمان عليه السلام فلم يعلما بمكانه وكان الهدهد هو الذي يمسح الأرض ويكشف ببصره موضع الماء في الأرض وكان هذا الموقف كاشف لتغيب الهدهد عن حضرة موكب نبي الله سليمان عليه السلام فتوعد نبي الله سليمان عليه السلام بأن يعذب الهدهد بأن ينتف ريشه ليعجز عن الطيران أو ليذبحنه مالم يأتي بعذر أو حجة يقبلها نبي الله سليمان عليه السلام فذلك قوله (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) في سورة النمل (آية 21)، فلما جاء الهدهد علم من الطيور بتهديد سليمان عليه السلام مالم يكن له عذر مقبول، فلما أبلغ الهدهد عن نبأ بلقيس وقومها الذين يعبدون الشمس من دون الله وكانت تبعد عن نبي الله سليمان عليه السلام مسافة فرسخ، ثم ذكر بني الله سليمان عرشها فقال (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) فنقله الذي علم من الكتاب العرش قبل أن يرتد إلى نبي الله سليمان طرفه (أي نقل عرشها في لمح البصر) فلما جاءته بلقيس وسألها سليمان عليه السلام: أهذا عرشك قالت كأنه هو، (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).قال قتادة: “أورث الله سليمان النبوة والملك من بعد داوود، وزاده على ذلك أن سخر الله تبارك وتعالى له الريح والشياطين”.وفي قوله تعالى ” وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ” سورة النمل (35)، قيل أنها أرسلت بلبنة من ذهب (لبنة من لبنات البناء مصنوعة من الذهب الخالص) ووضعتها في حريرة وديباج، فبلغ ذلك سليمان، فأمر بالهدية فوضعت في الطريق الذي يمر به رسل بلقيس فجعلت الهدية تحت أرجل الدواب تبول عليها وتقضي حاجتها عليها فلما جاء الرسل من بلقيس فرأوا اللبنة الذهبية تحت أرجل الدواب هان عليهم قدرة قيمة الهدية المرسلة إلى نبي الله سليمان عليه السلام وقيل رأي آخر في شان الهدية أنها ألبست جواري لها ملابس الغلمان وأرسلت غلماناً قد ألبستهم ملابس الجواري، فكشف سليمان أمر هذه الحيلة ولم يقبل هديتها، وذلك قوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) سورة النمل (32).وفي تفسير الآية (35) من سورة ص: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)، أن الله تعالى قد ألهم سليمان عليه السلام أن يسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ليقصم به الجبابرة والكفرة والذين يخالفون ربهم ويَدَعون لأنفسهم قدرات للإفساد بالأرض سواء من الجن أو من الإنس وكان ذلك السؤال اختياراً من الله لنبيه ليستخدمه وليس من اختيار نبي الله سليمان لنفسه فقد كانت قدرات موجهة لإعلان الغلبة لله ولحكمه وذلك بقهر من يحاول الخروج على حق الله في توحيده وعبادته أو يحاول الخروج على أحكامه.
براءة ملك سليمان من سحر المبطلين
وفي تفسير قوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة البقرة (102)، أن اليهود قد روجوا للسحر بين الناس فتعلموه وعلموه بالمدينة قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم إليها من مكة، فلما دخل المدينة صلى الله عليه وسلم وذكر نبي الله سلمينا عليه السلام قال اليهود بالمدينة: عجباً لمحمد (صلى الله عليه وسلم) إنه يزعم أن سليمان بن داوود كان نبياً، فأنكروا نبوة سليمان عليه السلام وافتروا كذباً أنه كان ساحراً، وذلك أنه قد اتبعوا ما تلته الشياطين في ملك سليمان على الملكين ببابل هاروت وماروت، والعلم لا إثم فيه وإنما العمل هو موضع الحساب.
سليمان عليه السلام وهاروت وماروت
وقد جاء في تفسير قوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة البقرة (102) أن الملائكة قد اطلعت عل خطايا بني آدم فاستعادوا موقفهم الأول مع آدم عليه السلام، حينما سجدوا له طوعاً لأمر الله لهم بالسجود بعد أن علمه أسماء كل شيء، وها هم يعصون الله ويكثر فسادهم في الأرض، فأخبرهم الله تعالى أنهم لو هبطوا إلي الأرض ورُفعت عنهم مِنعتهم من الشياطين ودخلت فيهم شهوات الأرض فإنهم سيقعون فيما وقع فيه بنو آدم، ثم أمروا أن يختاروا من الملائكة من يهبط الأرض فاختاروا هاروت وماروت فنزلا إلى الأرض فقابلا امرأة فائقة الحسن فلما رآها تحركت به الشهوة الأرضية حين أبصرها ميلاً إلى رغبة ارتكاب الفحشاء بها فرفضت واشترطت أن يفعلا الشرك بالله ويشربا الخمر والقتل، فاستخف أحدهما بشرب الخمر ورفض أن يشرك بالله أو يقتل النفس المحرمة أو يسجد لصنم، فشربا الخمر فوقعا في القتل، إذ دخل عليهما سائل مسكين يطلب الصدقة فقتلاه تحت تأثير الخمر، فلما علمت الملائكة قالوا: سبحانك، فأوحى الله إلى سليمان بن داوود أن يخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا الدنيا فوضعت الأغلال من أكعبهما حتى أعناقهما، وفي تفسير آخر انهما وقعا بالخطيئة مع الزهرة التي أنزلها الله لتكون في صورة امرأة فارسية، فعلم الملائكة بقدر الامتحان الذي يتعرض له بنو آدم من المؤمنين فيمتنعون عن كبائر ما نهى الله عنه فذلك قولهم (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) سورة غافر (7).
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا