[ أدعية - الجزء الثالث ] طريقة دعاء الرسول

تم النشر اليوم 05-12-2025 | [ أدعية - الجزء الثالث ] طريقة دعاء الرسول
تم النشر اليوم [dadate] | طريقة دعاء الرسول

طريقة دعاء الرسول

أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده في كتابه الكريم بالدعاء، وبشَّرهم -سبحانه- باستجابة الدعاء، فقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، ورسول الله -عليه الصلاة والسلام- هو أكثر العباد استجابة لأوامر الله -عز وجل- وقد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هديٌ يلتزمه إذا أراد الدعاء، وفيما يأتي بيان لطريقة دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-: كان يتوضأ -عليه الصلاة والسلام- عند الدعاء، فقد جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنَّه: (دَعَا بمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أبِي عَامِرٍ)، فعُلم من هذا الحديث أنَّ الوضوء مستحب عند الادعاء. كان يستقبل القبلة عند الدعاء، فجاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في غزوة بدر: (فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي). كان يرفع يديه أثناء الدعاء، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن). كان -عليه الصلاة والسلام- يخشع ويتضرع ويخفض صوته في الدعاء، فقال: (ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ؛ إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا؛ إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ)، ولفظ أربعوا معناه الرفق بالنفس وخفض الصوت. كان يبدأ الدعاء بالمحامد، فيحمد الله ويُثني عليه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ). كان يدعو الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، فجاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ). كان -صلى الله عليه وسلم- يكرر دعاءه، ويُلِّحُ في الدعاء على الله، فجاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: (كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا). كان يُكثر -عليه والصلاة والسلام- من الدعاء في أوقات الراحة والرَّخاء. كان -عليه الصلاة والسلام- يكثر من الدعاء بالمأثور مما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبويَّة الشريفة.

وقت استجابة الدعاء

هناك أوقات عدَّة لا بُدَّ للمؤمن أن يتحرَّاها إذا أراد الدعاء، ومن هذه الأوقات ما يلي: الثلث الأخير من الليل. بعد كل صلاة مكتوبة. عند سماع الأذان للصلاة. عند نزول المطر. في ساعة من ساعات يوم الجمعة. عند السجود. في أيام رمضان. في يوم عرفة. دعاء المسلمين لبعضهم في ظهر الغيب. الدعاء عند حضور القلب. دعاء الصائم عند فطره مستجاب.

الأدعية النبوية المأثورة

إنَّ أفضل ما يدعو به المؤمن هو ما جاء في القرآن الكريم، وما دعا به النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفيما يأتي بعض من الأدعية المأثورة عن الرسول -عليه والصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ). (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره). (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر). (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي).