[ وضوء وطهارة ] كيفية التطهر من الاحتلام
تم النشر اليوم [dadate] | كيفية التطهر من الاحتلام
متى يجب التطهر من الاحتلام
ثبتَ في صحيح البخاري أنَّ أمَّ سلمة -رضيَ الله عنها- قالت: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا).
واستنبط أهلُ العلمِ من هذا الحديث الشريفِ، أنَّ الغسلَ من الاحتلامِ مقيدٌ بالإنزالِ؛ فمن رأى المنيَ وجب عليه الغسلَ، سواءً ذكر الاحتلامَ أم لم يذكره، أمَّا من ذكر الاحتلامَ ولم يرَ المنيَ بعد استيقاظه فلا غسلَ عليه.
كيفية التطهر من الاحتلام
يُمكن للمسلمِ أن يتطهرَ من الاحتلامِ بطريقتينِ، وفيما يأتي بيانهما:
الكيفية المجزئة
يكفي لرفعِ الجنابة من الاحتلامِ أن يُعمّم المسلمَ الماء على بدنه مرةً واحدةً، مع نيةِ رفعِ الحدثِ، أو استباحة الصلاة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأمِّ سلمة -رضيَ الله عنها-: (إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ).
وبناءً على ذلك يُمكن القولُ بأنَّ الغسلَ المجزئ يكون مقتصراً على ركني الغسلِ: النية وتعميم البدن بالماء، دونَ القيام بالسننِ الواردة في الغسل.
الكيفية الكاملة
إن الكيفية الكاملة للغسلِ تكون بمراعاةِ أركانِ الغسل وسننه، وهي الصفة التي كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتطهّر بها، وفيما يأتي بيانها:
نيّة رفع الحدث أو استباحة الصلاة.
التسمية.
غسل اليدين ثلاث مراتٍ.
غسل الفرج.
الوضوء مثل وضوء المسلمِ للصلاةِ، مع تأخير القدمينِ إلى آخر الغسلِ.
غسل الرأس ثلاث مراتٍ، مع تخليلِ الشعرِ بالماء.
غسل البدن كاملاً، مع ضرورة التنبيه إلى وصول الماء إلى سائر البدن، وقد قال الحنفية والشافعية والحنابلة بأن تثليث غسل الأعضاء سنة في الغسل قياساً على غسل النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ثلاث مرات.
غسل القدمينِ في آخر الغسل.
معنى الاحتلام
إنَّ الاحتلام في اللّغةِ يعني رؤية المباشرة في المنام، وإنَّ المعنى الاصطلاحي الشرعي يتوافق في ذلك مع المعنى اللّغوي، وبناءً على ذلك يُمكن تعريفه على أنَّه ما يراه النائم من المباشرة، والذي يحدث معه في الغالب إنزالٌ للمني.
ويعد الاحتلام علامة من علاماتِ البلوغِ، بدليل قول الله -تعالى-: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ).
والاحتلامَ ليس مقتصراً على الرجالِ فقط؛ بل يكونُ من المرأةِ كما يكون من الرجلِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمرأة التي جاءت تسأل عن غُسل المرأة فقالت: (هلْعلَىالمَرْأَةِمِنغُسْلٍإذَاهياحْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْإذَارَأَتِ المَاءَ).
وقد تعددت آراء أهلِ العلمِ فيما يتحقّق فيهِ احتلامَ المرأةِ، وفيما يأتي بيانُ ذلك:
القول الأول
يحصل الاحتلام عند المرأة بمجرد وصول المنيِّ إلى ظاهر الفرجِ أيّ ما يظهر منها عند قضاء الحاجة، أو ما يظهر منها عند الجلوس على القدمينِ، وهو قول الحنابلة وظاهر القول عند الحنفية، وقول الشافعية بالنسبة للمرأة الثيب.
القول الثاني
يحصل الاحتلام عند المرأة بوصول المنيِّ إلى خارج الفرجِ، وهو قول المالكية، وقول الشافعية بالنسبة للبكر.
القول الثالث
يحصل الاحتلام عند المرأة بمجردِ الإنزالِ، حتى لو كانَ هذا الإنزال داخل الرحم ولم يخرج إلى ظاهر الفرجِ، وهو قول محمد بن الحسن من الحنفية.
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا