[ قضايا مجتمعية ] 3 من أهم الأفكار عن السلم

تم النشر اليوم 06-12-2025 | [ قضايا مجتمعية ] 3 من أهم الأفكار عن السلم
تم النشر اليوم [dadate] | 3 من أهم الأفكار عن السلم

ما هي أهمية تحقيق السلام في المجتمع؟

والآن دعونا ننظر إلى المجتمعات المفتقدة لقيمة السلام داخلها فمن المؤكد أن ما سوف نراه سوف يكون مؤلما للغاية، حتى لو نظرنا للحالة التي يعيش فيها العالم من انتشار الحروب والجرائم الإرهابية والجرائم الإنسانية فإننا فمن المؤكد أن هذه النظرة سوف تعطينا دلالة على مدى الأزمة الكبيرة التي تعيشها الإنسانية كلها.. لذا فنحن حين نتحدث عن أهمية تحقيق السلام في المجتمع فنحن نتحدث عن تحقيق الحياة بمعنى أصح لأن انتشار الصراع والأفكار غير السلمية هو بمثابة وقف لطبيعة الحياة في أي مجتمع. ونشر السلام الاجتماعي والأفكار السلمية في المجتمع يعتبر من أهم عوامل بناءه وتقويته كما أنه عنصر أساسي لتحقيق العدالة الاجتماعية والرخاء بشكل عام. وهناك العديد من الطرق التي يعتبر تفعيلها خطوة مهمة في تحقيق السلم الاجتماعي وهي اعتبار أن إرساء قواعد السلام هو مبدأ من مبادىء العدالة في المجتمع، وذلك لأن كل الناس في مجتمع في حاجة دائما لوجود مجموعة من المبادىء والدلائل التي توضح لهم الطريق، كما أنها تساعدهم على تفهم العديد من القضايا المجتمعية التي تواجه الناس بشكل يومي وتمكنهم من تفهم المشكلات التي يمر بها المجتمع في أي فترة من فتراته. ولكن لابد هنا من أن نشير إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أنه لا يمكن أن تمر الحياة دون أن يكون هناك صراع وذلك لأن الصراعات هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن النزاعات والمشاكل ومحاولة توضيح الذات وخاصة إذا تعلق الأمر ببعض الأمور السياسية والاجتماعية، ولكن الإيمان بالسلام هو وحده القادر على إدارة هذه الصراعات دون التعرض إلى خسائر فادحة في الأرواح أو في الممتلكات، بل سوف يتحول الصراع في النهاية إلى مائدة حوار يبدأ فيها كل طرف من الأطراف في محاولة توضيح المفاهيم المنطلق منها صراعه وكلما كان هناك تفهم من كل طرف للطرف الآخر فسوف ينتهي الصراع بسرعة ودون خسائر فادحة لا يمكن تعويضها.

ما هي أهم مراحل السلام؟

وفي سياق حديثنا عن السلام فلابد من الإشارة إلى أننا لا نتحدث عن معنى مطلق لا حدود أو تفاصيل توضحه، لكن الحديث عن السلام يتضمن مراحل وقواعد مهمة، وهناك العديد من المراحل التي نمر بها لكي نصل إلى مفهوم السلام الحقيقي ومن هذه المراحل نذكر التالي: الشعور بالسلم مع الله ويبدأ الإنسان بالشعور بالسلام الداخلي مع الله حين يدرك أن الله هو مصدر العدالة في الأرض، وأن كل شخص سوف يلقى القدر الذي قدر له من قبل، وأن القيام بالعبادة بشكل يقيني هو السبيل الوحيد للإيمان بالله، وأن يعبد الإنسان ربه ليس رغبة منه فقط في أن يمنحه الأشياء التي يريدها بل لأن الله هو الأحق بالعبادة وبغرض التقرب منه وحده لا شريك له. السلم مع الكون والسلام ليست علاقة يقيمها الإنسان مع الإنسان فقط لكنها أيضا علاقة يقيمها الإنسان مع الكون من حوله، ويحدث هذا فقط عندما يعرف الإنسان أن كل مظاهر الطبيعة حوله هي مظاهر لقدرة الله وهي قادرة على التحكم في كل مجريات الكون وأن على الإنسان أن يتفهم قوة الكون والطبيعية ويعرف أنه لن يستطيع الوقوف أمامها أو السيطرة عليها دون إرادة من الله وحده. السلم الذاتي وعندما يتفهم الإنسان كيف يشعر بالسلم مع الله وكيف ينشئ السلم مع الكون من حوله تأتي مرحلة في غاية الأهمية وهي مرحلة السلام الذاتي، وهذه واحدة من أصعب المراحل التي تتطلب من الإنسان فهما عميقا للعديد من الأشياء، منها فهمه لنفسه ولذاته والميول والرغبات التي تسيطر عليه، ومن ثم يبدأ هو في تفهم كيفية كبح جماح نفسه وكيفية تهذيب غرائزه ورغباته بالطرق المشروعة والطبيعية التي منحها الله وحددها له. وإن معرفة الإنسان لطبيعة نفسه هي واحدة من أهم الوسائل التي يستخدمها لكي يقيم السلم الذاتي مع نفسه وهذا سوف يكون له أكبر الأثر في الانتشار بشكل إيجابي على الآخرين، فعندما نحقق السلم الداخلي للإنسان نستطيع بعدها أن نحقق السلم الخارجي بين الناس وبعضها البعض. السلم الاجتماعي السلم الاجتماعي أو السلم مع الآخرين هو أيضا من المراحل التي يتطلب الوصول لها مجهودا جبارا، حيث أن هناك العديد من الآراء المختلفة والمصالح المتضاربة وهذه الحالة من الممكن أن تؤدي إلى فقد حالة السلم، لكن الوصول لها يقتضي من كل فرد أن يكون على نسبة كبيرة من التفهم للأخر والتفهم يقتضي مقدارا كبيرا من القبول والاستماع وبدون هذه العناصر فإن السلم مع الآخر سوف يكون من أصعب الأمور التي قد نصل إليها بدرجة كبير.

السلم

السلم هو كلمة يحتاج العالم إلى أن يؤمن بها في وقتنا الحالي وإلا سوف نلقى جميعا مصيرا لا نحبه إطلاقا، ومنذ أن خلق الله الإنسان على الأرض وهو يحاول أن يصل إلى حالة السلم التي نتجت عن الكثير من الصراعات ولكن يبدو أن في كثير من الأحيان يفشل في ذلك. وعندما نتحدث عن حالة السلم فنحن لا نتحدث فقط عن وقف الحروب بين الدول أو بين الجماعات في الدولة الواحدة، لكننا نتحدث عن حالة السلام التي يجب أن يصل إليها كل إنسان على وجه الأرض تطمئنه على أنه آمن في الكثير من أمور حياته، آمن في بدنه آمن في أسرته أمن في قوت يومه آمن في عرضه آمن في ماله، وكل هذه المشاعر لا تحتاج إلى حالة حرب لكي نفقدها لكنها تحتاج إلى اضطرابات ومشاكل تفقد الإنسان آمنه وسلمه الداخلي. ومن الممكن أن نقول أن الحروب هي أبشع التجارب الإنسانية التي مر بها البشر على الإطلاق، ومما لا شك فيه أن كل الحروب كانت في البداية بسبب الإنسان وبسبب الأطماع والطموحات المتعلقة بالاعتداء على الأطراف الأخرى، ولكن السلم دائما يقوم عندما يتعب الإنسان من كل هذه الحروب ويجد أن لا مفر أمامه إلا الحصول على السلم ولا شيء آخر غير السلم.

السلم والحرب على مر العصور المختلفة

لو تحدثنا عن فكرة الحرب والسلام على مر العصور المختلفة سوف نجد أنها من الأفكار التي بدأت مع مهد الإنسانية حتى يومنا هذا، فلو عدنا مثل إلى قصة هابيل وقابيل سوف نجد أنها أول حالة من الصراع الذي خلقه الإنسان ثم مع الوقت بدأ يتطور وبدلا من أن يتحول من صراع بين أخوين تحول إلى صراع بين فئتين فقبيلتين فدولتين ومن ثم انتشرت الحروب حول العالم كله. ولو نظرنا إلى كل الأديان السماوية سواء كانت المسيحية أو اليهودية أو الإسلامية سوف نجد أن كل ديانة منهم تنبذ قيم الحرب وتدفعها بعيدا عن الإنسان، وتدعو إلى نشر السلم والتآلف والمحبة بين الناس، حتى العقائد غير السماوية فعدد كبير منها يدعو إلى السلام ونبذ الحرب والعنف، لكن لو كل الأديان والعقائد دعت إلى السلم سوف يبقى أمامنا سؤالا هاما جدا وهو لماذا تنتشر الحروب بهذه الدرجة؟ من المؤكد أن انتشار الحروب على مستوى العالم مرهون بالمصالح الشخصية والأطماع الكبرى في الثروات وخيرات الدول المختلفة، لذلك نجد أكبر الحروب قد تنشأ لأتفه الأسباب ونظل نتساءل حول السبب الرئيسي لحلول الأزمات. وعندما نتحدث عن نشر السلام في العالم فإننا نتكلم عن قيمة إنسانية عظيمة للغاية، وكلمة السلم في حد ذاتها كلمة تعني نبذ التفرقة والعنف والابتعاد عن الحرب، كما أن فكرة السلام فكرة تتضمن داخلها كل معاني الهدوء والطمأنينة، وكلمة السلام في كل القواميس لا تعني فقط السلام الخارجي بين الدول لكنها تعني السلام الذي يشعر به الإنسان داخل نفسه.