[ أشعار منوعة ] جولة في أبيات وأشعار قصيرة عن الحرية والحياة والحب .. تعرف على 28 قصيدة رائعة
تم النشر اليوم [dadate] | جولة في أبيات وأشعار قصيرة عن الحرية والحياة والحب .. تعرف على 28 قصيدة رائعة
أشعار قصيرة
كان الشعر ومازال هو اللغة الوحيدة التي تعبّر فعلاً عن جميع ما بداخل الإنسان من مشاعر وأحاسيس بطريقة سهلة عبر اللغة والاستعارات المكنية والتشبيهات، ما رأيك إذن أن نجول ونصول في السطور القليلة القادمة، عندما نعرض العديد من القصائد التي تتناول العديد من الموضوعات الإنسانية العديدة مثل الحرية والحب والحكمة والحياة، فهيا بنا إلى أشعار قصيرة جميلة للغاية تستمتع بها وبلغتها الرائعة.
28 قصيدة تتضمن أشعار وأبيات قصيرة ورائعة
نتناول فيما يلي بعض القصائد المختارة عن العديد من المواضيع التي تهمنا في الحياة، لقد عبّر الشعر عنها جليّاً كأحسن ما يكون فهيا بنا سريعاً نتعرف على هذه الابيات ونستمتع باللغة الرقيقة التي كتبت بها:
القصيدة الأولى
وسلاماً أيها البحر المريض
أيّها البحر الذي أبحر من
صور إلى إسبانيا
فوق السّفن
أيّها البحر الذي يسقط منّا
كالمدن
ألف شبّاك على تابوتك
الكحلي مفتوحٌ
ولا أبصر فيها شاعراً
تسنده الفكرةُ
أو ترفعه المرأةُ
يا بحر البدايات إلى أين
تعود؟
أيها البحر المحاصر
بين إسبانيا وصور
ها هي الأرض تدور
فلماذا لا تعود ال
ن من حيث أتيت؟
القصيدة الثانية
يا بحر من بستانك الصّدفي
امنحني محّارة
مرجانة شيئاً من الأعماق
لوناً غير لؤلؤتي في المحّارة
يا بحر أغرقني وأغرقني
أكن للشّوق شارة
هبني ولو لمحاً من الرّؤيا
خذ كلّ ما أعطتني الدّنيا
اجعله قبراً لي وأسدل
فوقه حبّي ستارة
أمس ارتجيتك أن ترد إلى
تمرّدي اخضراره
أن تغسل الأسماء
تمنحها الحقيقة والنّضارة
يا بحر جئنا مرّةً أخرى
فلا تكن الضّنينا
القصيدة الثالثة
يا حُسنَ مُبدي الخَيلِ في بكورِها
تَلُوحُ كالأنْجُمِ في دَيْجُورِهَا
كأنّما أبْدَعَ، في تَشْهِيرِهَا
مُصَوِّرٌ حَسّنَ مِنْ تَصْوِيرِهَا
تَحمِلُ غِرْبَاناً عَلى ظُهُورِهَا
في السّرَقِ المَنقُوشِ من حَرِيرِهَا
إنْ حَاذَرُوا النَّبْوَةَ مِنْ نُفُورِها
أهْوَوْا بِأيْدِيهِمْ إلى نُحُورِهَا
كأنّهَا، والحَبلُ في صُدُورِهَا
أجَادِلٌ تَنهَضُ في سُيُورِهَا
مَرّتْ تُباري الرّيحَ في مُرُورِهَا
والشّمسُ قد غَابَ ضِيَاءُ نُورِهَا
في الرّهَجِ السّاطِعِ مِنْ تَنْوِيرِها
حَتّى إذا أصْغَتْ إلى مُدِيرِها
وانْقَلَبَتْ تَهْبُطُ في حُدُورِهَا
تَصَوُّبَ الطّيرِ إلى وُكُورِهَا
في حلبة تضحك عن بدورها
صار الرّجال شرفاً لسورها
أعطي فضل السّبق من جمهورها
من فضل الأمّة في أمورك
في فضلها وبذلها وخيرها
جعفر الذّائد عن ثغورها
تباهى به وهو على سريرها
خلافة وفق في تدبيرها
القصيدة الرابعة
الصّباح يجرجرُ احشاءه تحت
قدم التّيه
والمساء دائما تحت معطفك
عيناً جاحظةً
وأخرى تراقب الغيم يسقُطُ
فوق الجبال
تسوقُ قطيع السّنوات
بعصيان المحبّة
وتحت الشّجر المضرّج بالغُروب
تجلسُ وحيداً
شارع تلسعهُ أفعى
بينما خطواتك المُتعثّرة بأحجار الألوهة
وأحلام لا تتحقّقُ
تنهمر على أوجه المارّة
فلولَ لعنات.
في رؤياك الأخيرة: (ابن عربي)
يسرق قبّعة
من طفلة
ويتغذّى من لهاث الشّجر الطّالع
من قعر المحيطات.
لكنّك المنفيّ أبداً
وعلى بعد خطوات من موتكْ
القصيدة الخامسة
أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقودهِ حتّى ينالَ به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى
ولكَ الدّراهمُ والجواهرُ والدُّررْ
فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها
والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ
لكنّهُ من فرطِ دهشتهِ هوى
فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفّرٌ
ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ
فكأَنَّ هذا الصّوتَ رغمَ حُنُوِّهِ
غضبُ السّماءِ على الولدِ انهمرْ
فاستسلَّ خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ
طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ كفَّ يداً ولا
تطعنْ فؤادي مرّتينِ على الأثرْ
القصيدة السادسة
وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِري
فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيلُ
أَرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى
بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه
إِذا قالَ شيئاً أن يكونَ ينيلُ
فإِنّي رأيتُ البخلَ يزري بأهِله
فأكرمْتُ نفسي إن يقالَ بخيلُ
عطائي عطاءُ المكثرين تجمّلاً
ومالي كما قد تعليمنَ قليلُ
القصيدة السابعة
أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ
أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ
مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ ع
َجَبـاً منكَ ألا تشكو الوَهَـنْ؟
أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ
تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ
مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ؟
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ
أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ؟
إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ.
القصيدة الثامنة
قال السّماء كئيبة! وتجهّما
قلت: ابتسم يكفي التجهّم في السّما!
قال: الصبا ولّى! فقلت له: ابتــسم
لن يُرجع الأسف الصّبا المُتصرّما!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جــهنّما
خانت عــــهودي بعدما ملّكـتُها
قلبي، فكيف أطيق أن أتبسّــما !
قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها
لقضيت عمرك كــلّه مُتألّما
قال: الــتّجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الـــظّما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدمٍ، وتنفث كلّما لهثت دما!
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها، فإذا ابتسمت فربّما
أيكون غيرك مجرما وتبيت في
وَجَلٍ كأنك أنت صرت المجرما؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسرُّ والأعداء حولي في الحمى؟
قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمّهم
لو لم تكن منهم أجَلَّ وأعظما!
قال: المواسم قد بدت أعلامها
وتعرّضت لي في الملابس والدُّمى
وعلي للأحباب فرضٌ لازمٌ
لكن كفّي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم، يكفيك أنّك لم تزل
حيّاً ولست من الأحبّة مُعدما
قال: اللّيالي جرّعتني علقما
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مُرنّما
طرح الكآبة جانباً وترنّما
أتُراك تغنم بالتّبرم درهماً
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
يا صاح، لا خطرٌ على شفتيك أن
تتثلّما، والوجه أن يتحطّما
فاضحك فإنّ الشّهب تضحك والدُّجى
متلاطمٌ، ولذا نُحب الأنجُما!
قال: البشاشة ليس تسعد كائناً
يأتي إلى الدّنيا ويذهب مُرغما
قلت ابتسم مادام بينك
والرّدى شبرٌ، فإنّك بعد لن تتبسّما
القصيدة التاسعة
إن مات عمروٌ يا يهوذا
فابتسمْ حتّى يجيئكَ من ضمير الغيبِ
خالدْ
يزهو على فرسِ الحقيقةِ
رافعاً سيف العدالةِ
نافضاً
أوهام حاقدْ
القصيدة العاشرة
إذا ما تبيّنَتِ العبوسةُ في امرئٍ
فلا تلحهُ واسألْ سؤالَ حكيمِ
أَجَلْ سَلْهُ قَبل اللّومِ فيما انقباضُه
وقيم رَمى الدّنيا بطرفِ كظيمِ
لعل طِلابَ الخيرِ سرُّ انقباضِه
وعلّةُ حزنٍ في الفؤادِ مقيمِ
فما تحمدُ العينانِ كل بشاشةٍ
ولا كلُّ وجهٍ عابسٍ بذميمِ
قطوبُ كريمٍ خابَ في النّاسِ سعيُه
أحبَّ من البشرى بفوزِ لئيمِ
القصيدة الحادية عشرة
إِني أحرضُ أهلَ البخلِ كلهمُ
لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي
ما قلَّ مالي إِلا زادني كرماً
حتّى يكونَ برزقِ اللّه تعويضي
والمالُ يرفعُ من لولا دراهمُهُ
أمس يُقَلِّبُ فينا طرفَ مَخْفوضِ
لن تَخْرُجَ البيضُ عفواً من أكفهمُ
إِلا على وَجَعٍ منهم وتمريضِ
كأنّها من جلودِ الباخلين بها
عند النّوائبِ تُحْذى بالمقاريضِ
القصيدة الثانية عشرة
وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِري
فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيلُ
أَرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى
بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه
إِذا قالَ شيئاً أن يكونَ ينيلُ
فإِنّي رأيتُ البخلَ يزري بأهِله
فأكرمْتُ نفسي إن يقالَ بخيلُ
عطائي عطاءُ المكثرين تجمّلاً
ومالي كما قد تعليمنَ قليلُ
القصيدة الثالثة عشرة
أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقودهِ حتّى ينالَ به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى
ولكَ الدّراهمُ والجواهرُ والدُّررْ
فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها
والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ
لكنّهُ من فرطِ دهشتهِ هوى
فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفّرٌ
ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ
فكأَنَّ هذا الصّوتَ رغمَ حُنُوِّهِ
غضبُ السّماءِ على الولدِ انهمرْ
فاستسلَّ خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ
طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
القصيدة الرابعة عشرة
الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها
أعددْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُّ روضٌ إِن تعهَدَه الحيا
بالرِّيِّ أورقَ أيما إِيراقِ
الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الأُلى
شغلتْ مآثرهم مدى الآفاقِ
القصيدة الخامسة عشرة
يا صوتَ البحرِ الحاضر
يا صوتَ البحرِ الهادر
يا الـمُـصّـاعِـدَ من وديانِ الأعماقِ
إلى تيجانِ الآفاقِ
ويا صوتَ البحرِ الهادرَ
خَـلِّ القمصانَ تطيرُ مع الريحِ
القبضاتِ المضمومةَ
والرّاياتِ تطيرُ مع الرّيحِ
القصيدة السادسة عشرة
حَجّبَ ذا البَحرَ بحارٌ دونَهُ
يَذُمّهَا النّاسُ وَيَحْمَدونَهُ
يا مَاءُ هَلْ حَسَدْتَنَا مَعِينَه
أمِ اشْتَهيتَ أنْ تُرَى قَرِينَهُ
أمِ انْتَجَعْتَ للغِنى يَمينَهُ
أمْ زُرْتَهُ مُكَثّراً قَطينَهُ أمْ جِئْتَهُ
مُخَنْدِقاً حُصونَهُ إنّ
الجِيادَ وَالقَنَا يَكْفينَهُ
القصيدة السابعة عشرة
حَجّبَ ذا البَحرَ بحارٌ دونَهُ
يَذُمّهَا النّاسُ وَيَحْمَدونَهُ
يا مَاءُ هَلْ حَسَدْتَنَا مَعِينَه
أمِ اشْتَهيتَ أنْ تُرَى قَرِينَهُ
أمِ انْتَجَعْتَ للغِنى يَمينَهُ
أمْ زُرْتَهُ مُكَثّراً قَطينَهُ
أمْ جِئْتَهُ مُخَنْدِقاً حُصونَهُ
إنّ الجِيادَ وَالقَنَا يَكْفينَهُ
القصيدة الثامنة عشرة
يا بحر من بستانك الصّدفي
امنحني محّارة
مرجانة شيئاً من الأعماق
لوناً غير لؤلؤتي في المحّارة
يا بحر أغرقني وأغرقني
أكن للشّوق شارة
هبني ولو لمحاً من الرّؤيا
خذ كلّ ما أعطتني الدّنيا
اجعله قبراً لي وأسدل
فوقه حبّي ستارة
أمس ارتجيتك أن ترد إلى
تمرّدي اخضراره
أن تغسل الأسماء
تمنحها الحقيقة والنّضارة
يا بحر جئنا مرّةً أخرى
فلا تكن الضّنينا
القصيدة التاسعة عشرة
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيح ما رواه بعضهم عنّي وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوار وبُهتانا وإفكا؟
ضحكت أمواجه مني وقالت:
لست أدري. أيّها البحر، أتدري كم مضت ألفٌ عليكا
وهل الشّاطىء يدري أنّه جاثٍ لديكا
وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا
ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري.
أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
أنت مثلي أيّها الجبّار لا تملك أمرك
أشبَهَت حالك حالي وحكى عذري عذرك
فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟
لست أدري.
القصيدة العشرين
حرٌ ومذهبُ كلِّ حرٍّ مذهبي
ما كنتُ بالغاوي ولا المتعصِّبِ
إِنّي لأغضبُ للكريمِ ينوشهُ
من دوَنه وألومُ من لم يغضَبِ
وأحبُّ كلَّ مهذبٍ ولو أنّه
خَصْمي وأرحمُ كلَّ غيرِ العقربِ
لي أن أردَّ مساءةً بمساءةٍ
لو أنّني أرضى ببرقٍ خلبِ
حسبُ المسيءِ شعورهُ ومَقالهُ
في سِرِّه: يا ليتني لم أذنبِ
القصيدة الواحد والعشرين
حريةُ الفكرِ ما زالتْ مهدّدةً
في الاجتماعِ بجمهورٍ ودَهْماءِ
وبالنّواميسِ ما كانتْ مفسرةً
إِلا لصالحِ هيئاتٍ وأَسماءِ
القصيدة الثانية والعشرين
الحرّية، الحرّية، الحرّية
ولكنّ الحرّية وحدها ترفض تعليبها وصرّها بالشّرائط الحريريّة
الملونة وإهدائها
الحرية لا تُعطى، وعليها أن تنبت على رمال شواطئك
وجبالك ووديانك، فهل سترعاها؟
وما الذي ستهديه لعشّاقك مثلي؟
رصاصة؟
القصيدة الثالثة والعشرين
أتتكَ القوافي ما لها عنكَ مذهب
فأنت بها برٌ وأنت لها أب
وما وجدت مثلي لها اليومَ شاعرا
أياديكَ تمليها عليَّ فأكتب
وهل كلساني إن مدحتك مبدع
وهل كبياني ساحراً حين أنسبُ
دع الشعرَ تقذفه من البحر لجة
إليك ويلقيه من البر سبسب
فإن يمم الغرُّ الميامين مكة
حجيجاً فهذي كعبة الشعرِ يثربُ
طلعت عليها طلعة البدر بعد ما
تجللها من ظلمةِ الظلمِ غيهَبُ
بوجهٍ لو أن الشمس تنظرُ مرةً
إليه لكانت ضحوة الصبح تغرب
فجليتَ عنها ما أدلهمَّ وأبرقت
أسارير كانتْ قبلَ ذلكَ تقطبُ
وهل كنتَ إلّا ابن الذي فاضَ برُهُ
عليها كما انهلَّ الغمام وأعذبُ
فكنْ مثله عدلا وكن مثله تقى
وصن لبنيهِ ما يد الدهرِ تنهبُ
سما بكَ أصلٌ طبق الأفق ذكره
وسارت به الأمثال في الأرضِ تضرب
وقومٌ همُ الغرُّ الكواكب كلما
تغيبَ منهم كوكبٌ لاح كوكبُ
وهم معشر الفاروقِ من كل أغلبٍ
نماه إلى ليث العرينة أغلب
حفظتَ لهم مجدا وكان مضيعا
وأبقيت فخراً كان لولاك يذهب
ونالكَ فضل الله والملكِ الذي
أرى كل ملكٍ دونهُ يتهيبُ
إذا ذكروهُ كبرَ الشرقُ بهجةً
وإن لقبوهُ أكبرَ الشرقِ مغربُ
يصدعُ قلبَ الحاسدينَ وإنهُ
إلى كل قلبٍ في الورى لمحببُ
ويرضي رعاياهُ فيردي عدوهُ
وما زالَ في الحالين يرجى ويُرهبُ
حباكَ بها غراءَ يفترُ ثغرها
وكنتَ لها بعلاً وغيركَ يخطب
وكم أمَلتها أنفسٌ فتحجبت
وبنتُ العلا إلى عن الكفءِ تحجبُ
سموتَ إليها وما ونيتَ وقد أرى
ذوائبَ قومٍ دونها تتذبذبُ
فطر فوقها ما العزّ عنكَ بمبعدٍ
وفضلُ أمير المؤمنينَ مقربُ
كأني بربِّ الروضةِ اليومَ باسماً
وصدِّيقهُ يزهى وجدكَ يعجبُ
ويثرب ممّا أدركت من رجائها
بمقدمك الميمون باتت ترحب
القصيدة الرابعة والعشرين
ألآل إبراهيم بعد محمد
إلا حنين دائم وزفير
ما شك خابر أمرهم من بعده
أن العزاء عليهم محظور
تدمي خدودهم الدموع وتنقَضي
ساعات ليلهم وهن دهور
أبناء عم كل ذنب لامرئ
إلا السعاية بينهم مغفور
طار الوشاة على صفاء ودادهم
وكذا الذباب على الطعام يطير
ولقد منحت أبا الحسين مودة
جودي بها لعدوه تبذير
ملك تكوّن كيف شاء كأنما
يجري بفصل قضائه المقدور
القصيدة الخامسة والعشرين
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء
وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكـون لهـا عطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيـب
يغطيه كمـا قيـل السخاء
ولا ترى للأعادي قـط ذلاً
فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل
فما في النار للظمآن مــاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليـك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع
فأنت ومالك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحتـه المنايـا
فلا أرض تقيه ولا سمــاء
وأرض الله واسعة ولكـن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغـدر كـل حيـن
فما يغني عن الموت الـدواء
القصيدة السادسة والعشرين
الماءُ يعلو ثم يعلو
والموجُ مختال فخورْ
والبحرُ أخرجَ رأسه حتّى يرى ما قد جرى
لا تبتئسْ يا قلب هذي ساعة بَطُلتْ، أسنّتهُا البعادْ
لا تبتئسْ يا قلب واشعلْ
في غياهبها البخورْ
القصيدة السابعة والعشرين
لاتشتكي للنّاس لاضاق صدرك
النّاس ماتملك مسرّة ولا ياس
النّاس مثلك حالهم مثل حالــك
والكلّ من مر اللّيالي شرب كاس
ولا تحسب أنّك بالتّعاسة لحالك
اعرف ترى عايش معك بالشّقا ناس
ارجي السّنين المقبله
تنصف الحال
القصيدة الثامنة والعشرين
عقب السّنين اللّي مضت لي حزينة
مشيت كلّ دروب الأيام رحّـال
طال الشّقا والحزم طالت سنينه
وكل من نشد ويقول وش هي الأحوال
أجامل بالرّد
وأقول زينة.
الأشعار السابقة هي بحق عذبة اللغة والأسلوب، عبّر عنها الشعراء عن المشاعر التي يشعرون بها على الدوام من خلال قوة الأسلوب واللغة، نرجو أن تستمتعوا بها عند قراءتها.
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا