شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Fri 12 Dec 2025 الساعة: 07:58 AM


اخر بحث





- [ متاجر السعودية ] سكارفيس ... الطائف ... منطقة مكة المكرمة
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] طلال بن مرزوق بن عوده المجنوني ... مكه المكرمه ... منطقة مكة المكرمة
- [ مؤسسات البحرين ] الطير الذهبي لإدارة العقارات ذ.م.م ... المحرق
- [ مقاولون الامارات ] ايه بي بي ترانسمشن اند دستربيوشن ليمتد
- شركة النوير الذهبية للتجارة والمقاولات
- [ أطباق اللحوم ] وصفات ستيك لحم
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] محمد هيف علي القحطاني ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ دليل الشارقة الامارات ] مجوهرات خالد علي ... الشارقة
- | الموسوعة الطبية
- اعاني منها لأكثر من شهرين وما يزيد .. ولدي اسهال و دم مع البراز | الموسوعة الطبية

[ السيرة النبوية ] قصة نبينا محمد من البداية للنهاية .. 13 مشهد لحياة رسولنا الكريم من ميلاده حتى وفاته

تم النشر اليوم 12-12-2025 | [ السيرة النبوية ] قصة نبينا محمد من البداية للنهاية .. 13 مشهد لحياة رسولنا الكريم من ميلاده حتى وفاته
[ السيرة النبوية ] قصة نبينا محمد من البداية للنهاية .. 13 مشهد لحياة رسولنا الكريم من ميلاده حتى وفاته تم النشر اليوم [dadate] | قصة نبينا محمد من البداية للنهاية .. 13 مشهد لحياة رسولنا الكريم من ميلاده حتى وفاته

محمد وقريش .. الصادق الأمين

كانت قبيلة قريش المتحكمة في مكة وتجارتها من أكبر قبائل العرب على الإطلاق، وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة النبوية الشريفة معروفاً بينهم بالصادق الأمين نظراً لأمانته ونزاهته وصدقه مع الجميع مما أكسبه سمعة طيبة جعلته من أفضل الشخصيات في مكة كلها. وقد تجلت حنكته وحكمته بين القوم عند حادثة هدم الكعبة المشرفة، وذلك لأن أهل مكة وجدوا فرصة لهدم الكعبة وذلك لحمايتها من السيول، وقد أتفق سادات مكة ان يتم الهدم ثم البناء ولكن بأموال طيبة لم يدخلها الحرام ولا الربا، وبالفعل قام الوليد بن المغيرة بالهدم، ثم بنوا الكعبة شيئاً فشيئاً، حتى وصلوا إلى موضع الحجر الأسود وهنا تنازعت قريش فيما بينها من يقوم بوضع الحجر الأسود ويتشرف بهذا الشرف العظيم، وكاد النزاع يستمر، لولاد تدخل محمد صلى الله عليه وسلم الذي اقترح ان يوضح الحجر الأسود في ثوب ويمسكه كل واحد من قبيلة مختلفة ليشتركا جميعاً في هذا الشرف العظيم، وقد استحسن الجميع الرأي ووجدوا فيه حنكة وحكمة عظيمة من محمد، والذي عظم بينهم أكثر وأكثر.

أسس دولة الإسلام .. الرسول قائداً

لقد كان رسول الله نبياً مرسلاً وكذلك رئيسياً وقائداً لجماعة المسلمين، وقد امره الله بهذا ليكون قدوة لمن يأتي بعده من المسلمين، وقد كان رسول الله الذي هاجر من مكة إلى المدينة، قائداً لهذه المدينة التي نصره أهلها، في سبيل دعوة الله ولتكون عضداً للدين الجديد الذي يجب أن ينتشر ويتم الدفاع عنه من المشركين في مكة وغيرها من قبائل العرب التي تتربص به، وهنا نجد أن رسول الله يقوم ببعض الأسس في المدينة المنوّرة، وهذه الأسس هي: بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جعل المسجد هو اللبنة الأولى من بناء دولة المدينة المنورة، وقد بني المسجد على أرض كان يملكها غلامين يتيمين، وقد اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ ببناء المسجد مع أصحابه، وكان في البداية القبلة نحو بيت المقدس وقد كان دور المسجد كبيراً في الدولة الوليدة، فقد كان رسول الله يجتمع بالمسلمين فيه يعلمهم أمور دينهم وتخرج منه الغزوات، ويلتقي فيه الرسول بالوفود والعديد من الأمور الضرورية التي تخص المدينة المنورة وأمور الدنيا والدين.المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والمهاجرين هم أهل مكة من الصحابة الكرام الذين هاجروا من مكة إلى المدينة المنورة، وهم من الأوائل الذين دخلوا الإسلام ولاقوا التعذيب والتنكيل على يد قريش، ومنهم من هاجر إلى الحبشة، ومنهم من لاقى العذاب في صحراء مكة الحامية، أما الأنصار هم أهم المدينة الكرام الذين بايعوا رسول الله على النصرة وعلى الموت في سبيل الإسلام، وقد أخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وجعلهم إخوة في دين الله وهذه المؤاخاة جعلت الطرفين على قدر كبير من المسؤولية والواجبات والحقوق بين الطرفين، فهم امة واحدة في الإسلام بغض النظر عن القبائل المختلفة بين الطرفين، فالإسلام هو الأولى في حياتهم الاجتماعية في البداية والنهاية.وثيقة المدينة التي كانت بمثابة دستور المدينة الوليدة، وهذا الدستور، كان يحمل العديد من النقاط بما يخص المهاجرين والأنصار واليهود من أهل المدينة، بحيث يوزع المسؤولية والواجبات وفقاً للشريعة الإسلامية، حيث نجد أن ملامح دستور المدينة يعمل على وحدة المسلمين وتماسكهم وقوتهم، والتكافل والتضامن فيما بينهم، والعدالة بين الجميع التي لابد ان تكون مفصلة ودقيقة، وأن يكون مرد المسلمين دائماً كما هو مبين في القرآن الكريم والاحكام والتشريعات التي يقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك ترك حرية العقيدة لليهود ولكنهم عليهم أن يكونوا على مسؤولية وواجبات عليهم تجاه سلطة المدينة والمسلمين.

قصة النبي محمد

قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم قصة لمخلوق بشري خلقه الله من لدن آدم حتى قيام الساعة، فهو خير ولد آدم، أعظم البشر، بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، جعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين، في هذا العرض الشامل ومن خلال سطور المقال التالي نتعرف سوياً على قصة نبينا محمد، من الميلاد حتى الوفاة من خلال 10 مشاهد تعرض حياته وكل ما حدث في سيرته العطرة مختصراً، فإلى كل المسلمين نقدم لكم السيرة مبسطة لكي تتعرفوا أكثر على النبي الكريم.

حجة الوداع .. مشهد مهيب لوداع المسلمين

أبدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة أن يذهب لحج بيت الله، وقد جعلى على المدينة المنورة أبو دجانة والياً عليها، ثم ذهب إلى مكة حاجاً وقد حج معه قرابة مائة ألف من المسلمين من شتى ربوع الجزيرة العربية، وقد خطبهم خطبة كانت بمثابة وضع أسس الأخلاق والدين فيما بينهم، حيث مرهم الأخلاق وينهاهم عن المنكر وكافة الرذائل، وقد كانت بمثابة وداع رسول الله للمسلمين، لأنه توفي بعد رجوعه للمدينة ومكوثه حوالي ثلاث أشهر فقط من رجوعه.

مكاتبة الملوك والأمراء

لقد نجح رسول الله صلى الله عليه وسلم في تثبيت الإسلام في الجزيرة العربية، لذلك وجدها فرصة لك يدعوا الملوك والأمراء في البلدان المجاورة من أجل التعريف بدين الإسلام والدخول فيه، وبالفعل بعث برسائل لبعضهم مثل: النجاشي ملك الحبشة والذي بعث إليه عمرو بن أمية الضمري.المقوقس أمير مصر والذي بعث إليه حاطب بن أبي بلتعة.كسرى ملك فارس وبعث إليه عبد الله بن حذافة السهمي.قيصر ملك الروم والذي بعث إليه دحية بن خليفة الكلبي.المنذر بن ساوي ملك البحرين والذي بعث إليه العلاء بن الحضرمي.هوذة بن علي صاحب اليمامة والذي بعث إليه سليط بن عمرو العامري.الحارث بن أبي شمر الغساني ملك دمشق وبعث إليه شجاع بن وهب.ملك عُمان والذي بعث إليه بعمرو بن العاص. وفي تلك الأثناء جاء إليه العديد من وفود القبائل العربية تبايع الرسول صلى الله عليه وسلم وتدخل إلى دين الله أفواجاً، مثل وفد عبد القيس ودوس وصداء والجذامي وكعب بن زهير بن أبي سلمى وقومه وعذرة وثقيف وغيرهم وقد دخلوا في دين الله. كما قام رسول الله بإرسال بعض الصحابة لتعليم العرب أمور دينهم مثل خالد بن الوليد الذي أرسله رسول الله إلى نجران، وكذلك معاذ بن جبل الذي ذهب إلى اليمن ليدعوا أهلها إلى الإسلام.

محاربة قريش للدعوة

انقلبت الأمور عندما قررت قريش أن تحارب دعوة الله وتقضي عليها منذ البداية فأخذوا يضايقون رسول الله وأصحابه بالقول ثم بالفعل بعد ذلك، فقد كان صناديد الكفر في قريش يعذبون المسلمين وينكلون بهم في صحراء مكة وفي الحر الشديد لعلهم يرجعون عن الإسلام، وبدأت التهديدات تنال رسول الله من كل جانب حتى يتخلى عن هذا الأمر. ولم يستمر الأمر عند هذا وفقط، ولكنهم قاموا بمقاطعة المسلمين والتضييق عليهم، حيث حاصروا الجميع في شعب بني هاشم وكتبوا صحيفة المقاطعة على باب الكعبة وضيقوا عليهم في كل شىء بداية من البيع والشراء ونهاية بالزواج منهم لعلهم يرجعون عن هذا الامر، وكانت المقاطعة شديدة للغاية واستمرت نحو ثلاث سنوات ولكنها انتهت بمعجزة من الله عندما وجدوا ان الصحيفة أكلتها الأرضة وهي في الكعبة ولم يترك فيها إلا بدايتها وكلمة اسمك اللهم، وبذلك انتهى الحصار تماماً. استمرت دعوة رسول الله سارية وتنتصر كل يوم في مكة، وفي مقابل هذا الانتشار يزداد التنكيل والتعذيب والتجويع على المسلمين، حتى أشار الرسول الكريم على أصحابه بأن يهاجروا غلى الحبشة بعيداً عن مكة. وبالفعل هاجر عدد من الصحابة الكرام إلى الحبشة خوفاً من قريش، وقد فشلت جميع المحاولات التي تسعى لإرجاعهم بفضل النجاشي ملك الحبشة الذي كان مناصراً لهؤلاء القوم ولا يريد أن يخذلهم، وهنا صدقت رؤية النبي في النجاشي أنه ملكاً لا يظلم عنده احد، وقد كانت هذه المساعي من رجال مكة، الذي أرسلوا اثنين من اهم رجالات وهما عبد الله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص وقد ذهبوا بالهدايا والعطايا إلى النجاشي من اجل أن يرجع هؤلاء إلى مكة مرة أخرى، ولكن بعد نقاش وأخذ ورد رفض المجاشي هذه المساعي وقال لهم أنه لن يرجعهم وأنهم سيعيشون آمنين مطمئنين في مملكته حتى يحين وقت العودة إذا أرادوا.

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

توفي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مرض شديد ألم به في يوم الأثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة النبوية الشريفة، وقد كان في هذا المرض في الشهر الأخير قبل وفاته، حيث طلب من زوجاته أن يمكث في بيت عائشة رضي الله عنها لتقوم بتمريضه، وكانت تزوره ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنه وقد كانت آخر أولاده على قيد الحياة، وقبل موته تحدث إليها سراً فبكت في الأولى وفي الثانية ضحكت مستبشرة، وقد قالت لعائشة انه قال لها في الأولى أن روحه ستقبض إلى الله عز وجل أما الثانية فبشرها بأنها ستكون أولى أهل بيته في اللحاق به. وفي أثناء مرض الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد أمر أبي بكر بإمامة الناس في الصلاة، وقد رأى المسلمين وهم يصلون فابتسم رسول الله لأبي بكر وأشار إليه قبل موته بأن يستمر في صلاتهم. وقد توفي رسول الله وحفر له قبره الشريف في المكان الذي مات فيه، وقد كفنه علي بن أبي طالب وجمع من الصحابة من أهل بيته وصلى عليه المسلمين وهم يبكون بسبب صدمة وفاته عليه الصلاة والسلام. لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين، ولا تفي الكلمات بحقه ولا المقالات في وصفه، ولا في سرد سيرته الطيبة العطرة في بيان عظمته وأخلاقه، فقد كان خير البشر، وخير وطئت قدماه الأرض، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ووضع الحجة على الأمة، وبيّن لها صراطها المستقيم حتى قيام الساعة، لذلك علينا نحن المسلمين الاقتداء به وبأخلاقه الشريفة الطاهرة، وأن نأتمر بما أمر وننتهي فيما نهى، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار إلى قيام الساعة. في هذا المقال الشامل حاولنا سرد أهم ما جاء في سيرة الرسول وقصته الحياتية، ولعلنا نكون قد وفينا الغرض منه، لذلك عليك أخي القارئ أن تقرأ وتستزيد بسيرته الطيبة العطرة وجعلها قدوة في حياتك.

عمله بالرعي والتجارة في شبابه ولقائه بخديجة

هنا نصل إلى مرحلة شباب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعمل بالرعي في بادية مكة، يرعى أغنام أهل مكة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ -جزء من الدينار والدرهم- لأهْلِ مَكَّة. وقد اشتغل أيضاً بالتجارة مثله مثل الرجال في مكة ونبغ في ذلك بسبب أمانته ونزاهته مع الجميع، وظهرت أخلاقه الكريمة في العمل التجاري في مكة حتى ذاع صيته في وسط الأعمال التجارية، ووصلت هذه السمعة إلى مسامع خديجة بنت خويلد التي كانت تبحث عن شاب يعمل لديها في تجارتها ويكون ذو سمعة طيبة ونزاهة وأمانة، ولم تجد خير من محمد حتى يعمل لديها في هذه التجارة، وبالفعل عمل رسول الله في تجارتها. وفي أحد الأيام وبينما كان رسول الله في قافلة تجارية مع ميسرة مولى خديجة رأه راهب يدعى ميسرة، وقد قال الراهب لميسرة ما أرى هذا الشاب إلا النبي القادم الذي سيظهر في بلاد العرب وهذا هو زمنه، وقد حكى ميسرة هذا القول، وكان هذا السبب أنها طلبت الزواج من رسول الله وبعثت إليه من يقول له هذا القول وبالفعل تزوج محمد من خديجة وأنجب منها 6 من الأولاد والبنات.

المشهد الأول .. طفولة يتيمة

بعد ميلاد رسولنا الكريم، كان من عادة العرب أن يذهب الصغير إلى قبيلة في البادية يعيش فيها في الصحراء ويتلقى خطواته الأولى في نشأة غير نشأة مكة، وبالفعل رضع رسول الله من حليمة السعدية، وقد نالت هذه البركة بفضل من الله بعد رفض نساء بني سعد لإرضاعه ظناً منهم أنهم لن يناله الأجر بسبب وفاة والده، ولكنها قبلت ونالت الخير والبركة، وقد نشأ الطفل الصغير بقوة واشتد عوده بعد عامين فأرجعته حليمة إلى أمه، ولكن خافت عليه من الأمراض في مكة، فرجع مرة أخرى إلى البادية مع حليمة مرة أخرى. بعد فترة، حدثت حادثة شرق الصدر، وقد أتاه رجلان ذوي ثياب بيضاء وشقا صدره واستخرجا منه علقة سوداء وكانت هذه حادثة شق الصدر التي كان الله سبحانه وتعالى يهيئ بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهي إحدى المعجزات التي لا تحدث إلا لأنبياء الله تعالى وليس للبشر العاديين، وقد حكى عنها رسول الله في حديث مشهور وصحيح موجود في كتب السيرة والحديث الصحيحة. توفيت والدته آمنة بنت وهب وهو في سن ست سنوات، وكانت في زيارة إلى أخواله في منطقة الابواء، فصار يتيم الأب والأم، فكفله جده عبد المطلب وعاش في كفالته عامين كان يعتني به ويهتم لشأنه بل كان يخرجه معه في الرحلات التجارية، وفي إحدى الرحلات مر عبد المطلب على صومعة راهب، وقد رأى الراهب الطفل الصغير وأوقف عبد المطلب وقال إن هذا الطفل سيكون له شأن عظيم، وقد ايقن عبد المطلب ذلك وكان يشعر أن حفيده هذا له بالفعل شأن عظيم في المستقبل. توفي عبد المطلب، وأصبح محمداً ذو الثمانية أعوام في كفالة عمه أبي طالب الذي أحسن إليه كثيراً وجعله ضمن أولاده، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ له هذا الجميل.

مشهد الهجرة إلى المدينة .. بداية جديدة للدعوة

إنه المشهد الفاصل بين عهدين للعدوة.. دعوة مكة التي لاقى فيها النبي صلى الله عليه وسلم التنكيل و التعذيب والتكذيب من قريش، والعهد الذي ينصر فيه رسول الله ودعوته الكريمة، وبداية حقيقية لانتشار الدعوة الإسلامية في ربوع الجزيرة العربية. ولم تأتي الهجرة النبوية فجأة، بل كان هناك تمهيداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعرف في السيرة النبوية ببيعة العقبة الأولى والثانية، حيث كان رسول الله يذهب في موسم الحج في مكة للقبائل العربية ليدعو للإسلام بينها، حتى استجاب نفراً من أهل يثرب للإسلام ودخلوا في دين الله وبعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ليعلمهم الدين والصلاة وكافة شعائر الإسلام، على أن يأتوا في العام الذي يليه إلى مكة، وبالفعل حدث هذا الاتفاق بنا عرف ببيعة العقبة الاولى، ثم أتى المسلمين من أهل المدينة مرة أخرى في العام التالي وهم أكثر عدداً، ويقال أنهم كانوا 70 رجلاً وامرأتين، وقد بايعوا رسول الله على النصرة وهذه هي بيعة العقبة الثانية والتي كانت تمهيداً للجرة من مكة إلى المدينة. بدأ المسلمون أولاً من ضعفاء مكة ومن الصحابة الكرام يهاجرون إلى المدينة المنورة قبل رسول الله إما سراً أو جهراً خوفاً من قريش، ونرى العديد من المشاهد التي لا حد لها في الشجاعة وترك الدنيا من أجل الله، فها هو صهيب الرومي أحد الصحابة الكرام ترك جميع ما يملك من تجارة وأموال وذهب للمدينة، بعدما اصرت قريش أن يترك جميع أمواله في مقابل السماح له بالخروج، فترك كل شىء وهاجر لله. وها هو عمر ابن الخطاب يهاجر جهراً أمام أعين الجميع ولا أحد يمنعه لأنه كان قوياً على الكفار فيستغل الضعفاء من المسلمين الهجرة معه لحمايتهم من قريش التي كانت تتربص بهم، أما رسول الله فقد هاجر في النهاية هو وصديقه أبي بكر الصديق الذي كان مهاجراً معه بعدما أمره الله بالهجرة، وقد ترك رسول الله علي بن أبي طالب لكي يرد الأمانات في مكة إلى أصحابها قبل أن يهاجر هو الآخر إلى المدينة المنورة. أما قصة الهجرة فقد خرج رسول الله بعدما اجتمعت قريش وأكدت على منع محمد صلى الله عليه وسلم من الهجرة، فقد اجتمعوا وقرروا قتله، ولكن الله تعالى حماه من أعينهم، وأغشى أبصارهم بعدما حاصروه في البيت، في معجزة من معجزات الله تعالى الأخرى لنبيه الكريم، وقد هاجر رسول الله من مكة واتخذ طريقاً غير الطريق الأصلي حتى وصل إلى قرب المدينة وأقام عند عمرو بن عوف، وفد أسس مسجد قباء وهو أول مسجد بني في الإسلام ثم دخل المدينة بعد ذلك.

الغزوات .. الدفاع عن الدين

إن الغرض من الغزوات هي الدفاع عن دين الله عز وجل وعن مجتمع المسلمين في المدينة المنورة وهي الدولة الوليدة بقيادة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولقد تربص المشركين منذ اللحظة الاولى بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث بدأوا في التخطيط للتخلص من الإسلام والمسلمين في المدينة، لذلك كان رد فعل المسلمين طبيعي في الدفاع عن أنفسهم، خاصة بعدما أمرهم الله تعالى بذلك في سورة الحج، حيث أنزل الله آيات ذكر فيه القتال والجهاد في سبيله وللدفاع عن أنفسهم، وهم المطاردون من مكة، والمهاجرين إلى أرض أخرى غير أرضهم، وبالتالي كانت الغزوات التي شارك فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين وسنتعرف عليها في النقاط التالية: غزوة بدر الكبرى: أو غزوة الفرقان وكانت في السنة الثانية من الهجرة وسببها هو اعتراض المسلمين لقافلة قريش التي كانت بقيادة أبي سفيان وكانت تتجه إلى الشام وتتاجر بأموال المسلمين المسلوبة في مكة، وقد ألتقى الفريقين في ميدان بدر بالقرب من البئر الذي يحمل ذات الاسم بين مكة والمدينة، وبالرغم من قلة العدد انتصر المسلمون على المشركين وقتل فيها أبو جهل وعدد من صناديد الكفر، وكانت بداية لقوة المسلمين.غزوة أحد: وقد كانت الغزوة تلك بين المسلمين والمشركين بالقرب من جبل أحد وهو أحد الجبال خارج المدينة المنورة، وقد انتشر فيها المشركين على المسلمين واستشهد فيها عدد من المسلمين منهم حمزة بن عبد المطلب، وغيرهم الكثير، وقد أصيب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بجروح في وجهه، وكان سبب هزيمة المسلمين هي مخالفة الرماة لأوامر رسول الله بأنهم نزلوا من على الجبل الذي كان يحمي المسلمين من خلفهم، فاستغل خالد بن الوليد وكان على شركه هذه الثغرة الدفاعية وحارب المسلمين وانتصر عليهم، وبالتالي كانت تلك كسرة لهم في هذه المعركة، وأخذ المشركين بالثأر من هزيمة بدر.غزوة بني النضير: وبني النضير هم قوم من أقوام المدينة من اليهود، وقد نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اتفقوا مع قائد المنافقين في المدينة ان يبقوا في أماكنهم ولا يقدموا الدعم العسكري للمسلمين مقابل أن يتم تزويدهم بالمقاتلين ضد رسول الله والمسلمين، وقد أمر الرسول بابعادهم تماماً من المدينة لأنهم خانوا العهد الذي بينهم وبينه.غزوة الأحزاب أو الخندق: وقد وقعت هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة النبوية الشريفة، وقد كانت سببها هو تحريض بنو النضير قريش وقبائل العرب ضد رسول الله والمسلمين في المدينة، وقد كونوا جيشاً كبيراً استعداداً للغزو، ولكن فكرة سلمان الفارسي ببناء خندق حول المدينة حال بين الجيش ودخولهم إلى المدينة وبالتالي مكثوا أياماً دون الدخول فأنهوا الحصار وبهذا انتصر المسلمون في هذه الغزوة.غزوة بني قريظة: وحدثت في نفس عام غزوة الأحزاب، وذلك بسبب نقض عهد بني قريظة وهم من يهود المدينة، حيث كانوا قد نقضوا عهد رسول الله أثناء غزوة الأحزاب ودخلوا في حلف قريش وبني قريظة والجيش المقاتل المحاصر للمدينة، وبعد انتهاء غزوة الأحزاب، حاصرهم رسول الله مع 3 آلاف من المقاتلين حتى ضاقت عليهم الارض وخرجوا من المدينة صاغرين لقاء خيانتهم.غزوة الحديبية: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا أنه ذاهب هو وجمع من صحابته الكرام معتمرين إلى البيت الحرام في مكة المكرمة، ومن المعروف أن رؤيا الأنبياء حق، ولابد من تحقيقها، لذلك قام رسول الله وأمر المسلمين بالتجهيز للعمرة وبالفعل خرج هو وجمع من الصحابة حتى وصلوا إلى منطقة الحديبية خارج مكة، إلا ان قريش منعتهم من الدخول إلى مكة معتمرين، فأرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه ليكون مفاوضاً من أجل الدخول وقد أشيع أنه قتل بعد دخوله إلى مكة فأعد رسول الله المسلمين للقتال، ولكن اتضح أنها مجرد إشاعة وقد أرسلت قريش سهيل بن عمرو، ليفاوض الرسول عليه الصلاة والسلام، وبالفعل انتهت المفاوضات بعقد هدنة مدتها 10 سنوات وهو ما عرف في السيرة والتاريخ بهدنة أو صلح الحديبية.غزوة خيبر: وقد وقعت هذه الغزوة في السنة السابعة من الهجرة، وخيبر هي مدينة في شمال المدينة وقد عاش فيها اليهود الذين خرجوا من المدينة المنورة وشكلوا خطراً على المسلمين في المدينة، وقد رأى رسول الله أن يهاجمهم ويقضي على هذا الخطر وبالفعل حاربهم في هذه الغزوة التي انتهت بانتصار المسلمين، ثم عقد الصلح.غزوة مؤتة: وكانت في السنة الثامنة من الهجرة النبوية، وقد كان السبب فيها مقتل الحارث بن عمير الأزدي ثم أرسل الرسول جيشاً من المدينة بقيادة زيد بن حارثة، وأوصى بالراية إلى جعفر بن أبي طالب، ومن بعده عبد الله بن رواحة وكانت معركة شديدة على المسلمين استشهد فيها زيد ثم جعفر ثم عبد الله بن رواحة واستلم الراية خالد بن الوليد الذي كان له الفضل في خروج المعركة بأحسن النتائج ثم انسحب بعد تحقيق هدف الغزوة، ورجع إلى المدينة، وقد أثنى عليه رسول الله وأطلق عليه سيف الله المسلول، ومن بعدها كان من قواد المسلمين العظماء في السنوات التالية.غزوة الفتح: وقد وقعت في السنة الثامنة من الهجرة، في شهر رمضان، حيث من الله على المسلمين بفتح مكة وجعلها في حوزة المسلمين، وكان سببها هو اعتداء بني بكر وهم حلفاء قريش على بني خزاعة وهم من حلفاء رسول الله في مكة، وقد قتل بني بكر بعض من بني خزاعة داخل البيت الحرام، مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر الذهاب إلى مكة فاتحاً وقد حاصر الرسول مكة في عشرة آلاف من المقاتلين ودخلها بدون قتال بعد إسلام أبي سفيان وقد قدر الرسول هذا الأمر ودخل الكعبة وتخلص من الأصنام والأوثان وعفا عن قريش فدخلوا جميعاً في دين الله أفواجاً.غزوة حُنين: بعد فتح مكة مباشرة توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، بعدما سمع ان قبيلتي هوازن وثقيف يستعدان لقتال المسلمين، وقد خرج لهم رسول الله في شوال من السنة الثامنة أي بعد أيام قلائل من فتح مكة، وقد كانت معركة شديدة، كان النصر فيها بدايةً قبيلتي هوازن وثقيف ثم تحولت الدفة لرسول الله والمسلمين بعد ثباتهم وانتصروا في نهاية الأمر ودخلت الطائف في الإسلام.غزوة تبوك: وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وكان سببها قيام الروم بمهاجمة الدولة الإسلامية في المدينة لذلك خرج المسلمون بقيادة رسول الله إلى تبوك وأقاموا فيها عشرين ليلة قبل رجوعهم إلى المدينة دون قتال.

مشهد حزين وثقيل على قلب رسول الله

إنه عام الحزن، حيث توفيت السيدة خديجة رضي الله عنه والتي كانت تساند رسول الله، ثم في هذا العام مرض أبي طالب وتوفي هو الآخر بعد قليل، وقد فقد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم السند والدعم المعنوي الذي كان تمثله خديجة في بيتها مع رسول الله، وفي أبي طالب الذي منع قريش من الإيذاء المباشر لرسول الله. وقد سمي هذا العام بعام الحزن، نظراً لأن رسول الله عانى من الحزن الشديد والثقيل على قلبه الشريف، وفقد الحماية والدعم له وأصبح في مواجهة مباشرة في مكة، مما جعله يفكر بالدعوة خارج مكة، فخرج في هذا العام إلى الطائف وهي مدينة قريبة من مكة لعله يجد هناك ملاذاً ودعوة له وطالباً من ثقيف وهي القبيلة المتحكمة في مدينة الطائف للدخول في الإسلام والإيمان بالله ويطلب منهم الدعم والحماية من قريش، ولكنه لاقى الاستهزاء والسخرية من أهل الطائف، ولم يستجيبوا له أبداً وأخرجوه من المدينة فعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة حزيناً. في هذا العام أيضاً حدثت حادثة الإسراء والمعراج، وهي في أغلب روايات السيرة كانت في عام الحزن وهو العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنوات، حيث أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء السابعة، وهي الحادثة التي كانت تشكل معجزة من معجزات النبوة له صلى الله عليه وسلم، وهو أنه اسري به بجزء من الليل إلى بيت المقدس ورأى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماء فالتقى أنبياء الله فيها مثل آدم وعيسى ويوسف وإدريس وهارون وموسى بن عمران وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام أجمعين، ثم رفع به إلى سدرة المنتهى وقد فرض الله عليه وعلى المسلمين في هذه الحادثة الصلوات الخمس.

مشهد البعثة .. بداية النبوة

في سن الأربعين من عمره بدأت ملامح النبوة تظهر عليه، فقد حبب إليه الخلاء، وهو أن يختلي بنفسه، فقد كان يترك بيته ويذهب إلى غار حراء خاصة في شهر رمضان ويترك من حوله ويتأمل في خلق الله، حتى جاء اليوم الموعود عندما أمر الله تعالى جبريل أمين الوحي أن ينزل من السماء بالوحي على محمد ليكون نبياً مرسلاً من الله إلى الناس أجمعين. وقد كان رسول الله لديه علامات في البداية، وهي علامات النبوة قبل أن يجىء له أمين الوحي، وتحكي أم المؤمنين عائشة في هذا المشهد، فتقول: أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} – حتَّى بَلَغَ – {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}. وبعدما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل أرتعد كثيراً حتى نزل من الجبل وذهب إلى خديجة مسرعاً، فطمأنته وأخذته غلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان شيخاً كبيراً في السن يكتب الإنجيل وله خبر وعلم بالأديان السابقة، وكان يعلم بأن النبي العربي ونبي آخر الزمان على اقتراب موعده كغيره من اليهود والحنيفية الذين كانوا على علم بهذا الزمن حينها، وقد قال ورقة عندما أخبره رسول الله وخديجة بأمر الوحي: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. بعد هذا اليوم العظيم انقطع الوحي عن رسول الله لأيام كان يذهب فيها كل يوم إلى غار حراء حتى جاء صوت من السماء وهو صوت جبريل يتلو قول الله تعالى لنبيه الكريم: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).

من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟

قبل أن نبدأ في السيرة العطرة وفي المشاهد التي نقدمها لكم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، نتعرف على نسب النبي الكريم، ومن هو نبينا واسمه بالكامل ونسبه من قبيلة قريش حتى نصل إلى الجد الاكبر سيدنا إبراهيم عليه السلام، فمن هو محمد صلى الله عليه وسلم؟ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويمتد النسب الشريف إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام. وقد تزوج والد النبي عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب، وقد توفي قبل ميلاد النبي الكريم في عام الفيل، وهو العام الذي شهد فيه محاولة لهدم الكعبة على يد أبرهة الحبشي الذي كان يريد أن يهدم الكعبة، ولكن الله برحمته وفضله قضى على جيش أبرهة وجعلهم كعصف مأكول في معجزة من معجزات الله تعالى حيث أرسل عليهم طيراً أبابيل تقضي عليهم، وقد ولد رسول الله في هذا العام.

الدعوة السرية .. بداية الدعوة في العهد المكي

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن نبياً وكان عليه أن يدعو لعبادة الله وحده، وكان من الصعب أن يكون في البداية جهراً وذلك بسبب انتشار الأصنام وعبادة الأوثان في مكة وتغلغلها في جميع مظاهر الحياة، لذلك دعا في السر أهل بيته أولاً الذين دخلوا في دين الله ثم دائرة أصحابه المقربين، حتى ىمن به أبو بكر الصديق والذي كان صديقه، وقد ساند أبو بكر رسول الله في الدعوة حتى أسلم عليه يديه جمهرة من الصحابة مثل عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وغيرهم الكثير من صحابة رسول الله، ورضي الله عنهم أجمعين. وهنا وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمر مهيئاً، بعد دخول عدد من الناس في الإسلام سراً، وبعدما أمره الله تعالى بأن يجهر بدعوة الله تعالى في مكة، وبالفعل صعد رسول الله يوماً من الأيام على جبل الصفا ودعا جميع قريش لدخول الإسلام وتوحيد الله عز وجل، ولكنهم استهزئوا به وبدأ وفي مضايقته، حتى طلب حماية أبي طالب عمه وبدأ يحميه من قولهم.

شاركنا رأيك