[ حكم المشاهير ] حكم المتنبي
تم النشر اليوم [dadate] | حكم المتنبي
حكم المتنبي في العلم والعمل
امتاز المتنبي بأسلوبه الشعري الفريد، وحكم المتنبي في العلم والعمل فيما يأتي:
وإذا كانت النّفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام
ولست أبالي بعد إدراكي العلا ** أكان تراثُا ما تناولت أم كسبا
ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
أعزّ مكان في الدّنى سرجٌ سابح ** وخير جليس في الزّمان كتاب
يهون علينا أن تصاب جسومنا ** وتسلم أعراض لنا وعقول
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ** مخافة فقر فالّذي يفعل الفقر
بكتب الأنام كتاب ورد ** فدت يد كاتبه كل يد
حكم المتنبي في الحياة
هناك العديد من الأبيات الشعريّة الّتي قالها المتنبّي تحتوي على حكمٍ فاقت العديد من الكتب، وحكم المتنبي في الحياة فيما يأتي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
أبيني أبينًا نحن أهل منازل ** أبدًا غراب البين فيها ينعق
ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه ** تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن
ومن صحب الدّنيا طويلًا تقلّبت ** على عينه حتّى يرى صدقها كذبا
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ** وفي البداوة حسن غير مجلوب
وأتعب خلق الله من زاد همّه ** وقصّر عما تشتهي النفس وجدّه ودّه
ومن يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرحٍ بميت إيلام
فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي ** والبرّ أوسع والدّنيا لمن غلبا
كثير حياة المرء مثل قليلها ** يزول وباقي عيشه مثل ذاهب
وكلّ امرئ يولي الجميل محبّب ** وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب
وأظلم أهل الظلم من بات حاسد ** لمن بات في نعمائه يتقلّب
وما انتفاع أخي الدّنيا بناظره ** إذا استوت عنده الأنوار والظلم
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم
مصائب قوم عند قوم فوائد ** أنا الغريق فما خوفي من البلل
عش عزيزًا أو مت وأنت كريم ** بين طعن القنا وخفق البنود
لا خيل عندك تهديها ولا مال ** فليسعد المنطق إن لم يسعد الحال
وإنّي من قوم كأنّ نفوسهم ** بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
وما التأنيث لاسم الشّمس عيب ** ولا التّذكير فخرٌ للهلال
لا يخدعنّك من عدوٍّ دمعه ** وارحم شبابك من عدوٍّ ترحم
وإذا أتتك مذمّتي من ناقص ** فهي الشّهادة لي بأنّي كامل
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذ ** حتى يراق على جوانبه الدم
إذا رأيت نيوب الليث بارزة ** فلا تظنّ بأنّ الليث يبتسم
ولم أر عيوب الناس عيبًا ** كنقص القادرين على الكمال
ذلّ من يغبط الذليل بعيش ** ربّ عيش أخف منه الحمام
كلّ حلم أتى بغير اقتدار ** حجّة لا جيء إليها اللئام
إذا غامرت في شرفٍ مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمرٍ صغير ** كطعم الموت في أمرٍ عظيم
وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا ** وافته من الفهم السقيم
والهمّ يخترم الجسيم نحافة ** ويشيب ناصية الصبيّ ويهرم
ومن جهلت نفسه قدره ** رأى غيره منه ما لا يرى
فاطلب العزّ في لظى ودع الذلّ ** ولو كان في جنان الخلود
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ** وبنفسي فخرت لا بجود ودّي
صغرت عن المديح فقلت أهجي ** كأنّك ما صغرت عن الهجاء
أظمتني الدنيا فلما جئتها ** مستسقيًا مطرت عليّ مصائبا
وقد فارق النّاس الأحبّة قبلنا ** وأعيا دواء الموت كلّ طبيب
وما الصارم الهندي لا كغيره ** إذا لم يفارقه النّجاد وغمده
وإذا الحلم لم يكن طباع ** لم يكن عن تقادم الميلاد
وكاتم الحبّ يوم البين منهتك ** وصاحب الدّمع لا تخفى سرائره
إنّي لأعلم واللبيب خبير** أنّ الحياة وإن حرصت غرور
وقنعت باللقيا وأوّل نظرة ** إنّ القليل من الحبيب كثير
إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقص ** على هبة فالفضل فيمن له الشكر
وإنّي رأيت الضرّ أحسن منظرا ** وأهون من مرأى صغير به كبر
وما في سطوة الأرباب عيب ** ولا في ذلّة العبدان عار
وقد يتزيّا بالهوى غير أهله ** ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
وما كلّ بمعذور ببخل ** ولا كلّ على بخل يلام
وفي تعب من يحسد الشّمس نورها ** ويجهد أن يأتي لها بضريب
وكم ذنب مولده دلال ** وكم بعد مولده اقتراب
حكم المتنبي في الصداقة
المتنبي من أكثر الشعراء الموهوبين، وحكم المتنبي في الصداقة فيما يأتي:
شرّ البلاد مكانٌ لا صديق به ** وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
ما الخلّ إلّا من أودّ بقلبه ** وأرى بطرف لا يرى بسوانه
وما الخيل إلّا كالصديق قليلة ** وإن كثرت في عين من لا يجرّب
ما الخلّ إلّا من أود بقلبه ** وأرى بطرف لا يرى بسوائه
ويزيدني غضب الأعادي قسوة ** ويلم بي عتب الصديق فأجزع
منه تعلم عبد شق هامته ** خون الصديق ودس الغدر في الملق