[ حياة الرسول والصحابة ] 5 معلومات عن خمس من الصحابيات وصفاتهم

تم النشر اليوم 06-12-2025 | [ حياة الرسول والصحابة ] 5 معلومات عن خمس من الصحابيات وصفاتهم
تم النشر اليوم [dadate] | 5 معلومات عن خمس من الصحابيات وصفاتهم

السيدة أم حرام

هي السيدة أم حرام بنت ملحان النجار الأنصارية وهي زوجة التقي الورع عبادة بن الصامت، وهي واحدة من السيدات التي بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، عرف عن أم حرام أنها خرجت مع زوجها عبادة بن الصامت أنها طلبت من رسول الله أن يدعو لها بالشهادة وقد نالت ما طلبت عندما كانت في غزوة بحرية مع زوجها ولما وصلت إلى قبرص ذهبت إلى دابة لتركبها لكنه صرعها واستشهدت السيدة أم حرام كما طلبت. كذلك عرف عن السيدة أم حرام أنها كانت ذات علم ومعرفة وذكاء شديد وكان رسول الله يحب إكرامها وكثيرا ما ذهب يصلي في بيتها حتى يكرمها ويشرفها.

الصحابية سمية بنت الخياط

الصحابية سمية بنت الخياط هي واحدة من الصحابيات الاتي ضربن مثلا لا يمكن أن ننساه في القوة والشجاعة، وسمية بنت الخياط لم تكن من النساء الحرائر أو ذوات الجاه والنسب والقوة لكن كانت من العبيد حيث وقعت في الأسر والعبودية وأتت هي وزوجها إلى مكة لكي يتحرروا من ظلم العبودية الذي نال الكثير من الناس أعزائهم أذلة. عندما علم عمار ابنها بالإسلام اعتنقه على الفور وظل مع المسلمين الذين كانوا يتعبدون سرا في دار الأرقم يتعلمون شئون دينهم حتى يأذن الله لهم بالدعوة بالجهر إلى دينه، وعندما دخل الإسلام قلب عمار ذهب إلى أمه وتلى عليها تلك الآيات “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.. هنا دخل نور الإسلام إلى قلب سمية ولم تفكر ثانية وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت سمية وزوجها وابنها أول من اعتنقوا الإسلام من الفقراء والعبيد، ولا شك أن كل ضعيف كان يجد في الإسلام قوته وعزته ووجد فيه الفرصة التي ترفع عنه ذل العبودية. وعندما علمت قريش بخبر انتشار الدعوة بينها قاموا بتعذيب الأضعف فيها وكان منهم أسرة السيدة سمية بنت الخياط وابنها وزوجها، قيدوهم وعذبوهم سوء العذاب حتى يسبوا محمدا ويتراجعون عن دينهم إلا أنهم ثبتوا للنهاية. وكان من أروع مشاهد السيدة سمية ثباتها في وجه التعذيب ولما رآها من يعذبها تبكي ظن أنها سوف تستسلم إلا أنها كانت تبكي من أجل ابنها وتقول “إياك والكفر يا عمار”.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبرهم ويقول “صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”. ولما يئس الكفار من السيدة سمية وبأسها الشديد طعنها أبو جهل والذي كان يعذبها بنفسه حتى ترتقي روحها إلى السماء وتكون أول شهيدة في الإسلام.

السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

من الصعب للغاية أن تكفي بضع سطور قليلة الحديث عن السيدة خديجة بنت خويلد، فهنا الحديث سوف يطول عن حبيبته وزوجته وأم أولاده وحاميته ومصدقته وناصحته، فكيف لنا أن نصف حب رجل لزوجته كما نصف حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها. السيدة خديجة بنت خويلد كانت هي أول من اعتنق الإسلام من السيدات فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء ولما نزل عليه الوحي ذهب إلى السيدة خديجة مرتعدا وخائفا وحدثها بما رأي فكانت تؤمن أن هذه هي علامات النبوة وكانت تعرف أن زوجها الصادق الأمين لا يمسه الشيطان أبدا فقالت له “فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرّحم، وتَصدُق الحديث، وتَحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.. وقتها ذهبت السيدة خديجة إلى ابن خالها ورقة بن نوفل لكي تسأله فيما حدث لزوجها وهنا أكد لها أن هذه هي علامات الوحي والنبوة. تزوج رسول الله من السيدة خديجة قبل نزول الإسلام وكانت تكبره بخمسة عشر عاما، وكانت تنتمي إلى واحد من أكثر البيوت في قريش عزة ونسبا، وكانت تشتهر في مكة كلها بالأخلاق الحميدة والسمعة الشريفة والحزم والعقل. وكان للسيدة خديجة مال كثير تعمل فيه في التجارة فكانت تستأجر الرجال حتى يأخذوا تجارتها إلى بلاد الشام، ولما طلب أحدهم في يوم فدلوها على الصادق الأمين وعرفت عنه السمعة الطيبة والصدق والأمانة، عرضت عليه السيدة خديجة أن يتولى تجارتها وأعجبها فيه أمانته وتحليه بالأخلاق الحميدة، بعدها تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها. وأنجبيت منه ابنائه القاسم، وعبدالله، وزينب، ورقيّة، وأم كلثوم، وفاطمة، وجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينجب من زوجاته الأخريات إلا من السيدة ماريا القبطية حيث أنجب منها ولده إبراهيم، وكذلك من المهم أن نقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج أي من النساء في حياة خديجة رضي الله عنها، وحتى بعد وفاتها كان يطيب قلبه لذكرها وكان لم تمت أو تغادر عالمه أبدا، حتى أن زوجاته كانت تغير من حبه لها حتى بعد موتها، وقد جاء في الحديث الشريف الكثير عن السيدة خديجة ومنها (عن عائشة أيضاً قالت ما غِرت على نساء النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) إلا على خديجة واني لم أدركها ( قالت ) : وكان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إذا ذبح الشاة فيقول : أرسلوا بها إلى اصدقاء خديجة قالت : أي عائشة فاغضبتُه يوماً فقلت : خديجة!! فقال رسول اللّه (صـلى الله عليه وآله) : إني قد رزقت حبّها. أما دور السيدة خديجة في حماية الإسلام فلقد كان عظيما جدا تحملت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عب العزلة في شعاب مكة ثلاثة سنوات، وعن أنس بن مالك قال “النّبي عليه السلام قال: (حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون).

الصحابيات

لا شك أن دور الصحابيات في الإسلام لم يكن يقل أيضا عند دور الصحابة، وفي مقالنا التالي سوف نتناول معلومات عن خمس صحابيات وصفاتهم وأهم الأدوار التي لعبوها في الدعوة الإسلامية.

السيدة أم روقة

هي واحدة من أعظم النساء في تاريخ الإسلام، وهي السيدة ابنة عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصاري، والتي لقبت بأم ورقة بنت عبد الله وفي بعض الأقاويل أم نوفل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنها الشهيدة وكان يقول لأصحابه قوموا بنا نزور الشهيدة، وعندما قامت غزوة بدر طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج معهم وقالت له “ائذن لي أن اخرج معكم، أداوي جراحكم، وأُمرّض مرضاكم، فلعل الله يهدي بي إلى الشهادة)، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ الله يهديك الشهادة، وقرّي في بيتك فإنّك شهيدة”.. وقد كتب الله لها الشهادة حيث قتلت على يد جارية وخادم لها. واشتهر عن أم نوفل أنها كانت ممن يجمعون القرآن الكريم ولما ماتت افتقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرائتها فذهب إلى بيتها فوجدها ميتة فأنزل العقاب بقاتليها، ومن الحكايات المعروفة عنها أنها طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضر لها مؤذنا يؤذن في بيتها.

السيدة أسماء بنت أبي بكر

السيدة أسماء بنت أبي بكر هي ابنة أبي بكر الصديق وهي زوجة الزبير بن العوام ووالدة الشهيد عبد الله بن العوام، وقد عاشت السيدة أسماء طويلا بعد وفاة رسول الله عليه وسلم وشهدت أحداث الفتنة الكبرى واستشهد ابنها على يد الحجاج بن يوسف الثقفي، وتوفيت بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها. لقب الرسول السيدة أسماء بذات النطاقين لأنها عندنا خرج رسول الله صلى الله إلى المدينة كانت هي من تنقل الزاد إليه وإلى صاحبه أبي بكر وعندما لم تجد أسماء ما تربط به الزاد قامت بشق نطاقها نصفين.

الصحابة والصحابيات في حياة رسول الله

السيرة النبوية تحكي دائما مواقف دارت بين الصحابة والصحابيات ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن هذه المواقف هي التي وضحت لنا الكثير من الأحكام المتعلقة بالإسلام، فلقد كان لهم العديد من الأسئلة حول كل من الدين والدنيا وتسجيل هذه المواقف كان بمثابة الطريق الذي اهتدى به المسلمين من بعدهم. ومن الممكن أن نقول أن دور الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كبيرا للغاية، فهم الذين صدقوه وساندوه ونصروا دعوته، فعندما نتحدث عن أبي بكر فنحن نتحدث عن صديقه وعن الرجل الذي ترك كل شيء ورائه حتى يكون في صحبة رسول الله في رحلة الهجرة المباركة، وعندما نتحدث عن علي بن أبي طالب فنحن نتحدث عن أول من أسلم من الصبية، وهو الذي كاد أن يضحي بحياته عندما نام في فراش رسول الله وعرض نفسه للموت بسيوف قريش. وعمر بن الخطاب الرجل القوي الذي دعى رسول الله لكي يقوي الله الإسلام به، فكان قويا على الكفار ضعيفا أمام الله ورسوله، متجبرا على كل ظالم وخائفا من أن يكون نفسه على ظلم. ولو تحدثنا عن عثمان بن عفان فسوف نحكي عن الرجل الذي جاد بماله من أجل جاد بماله من أجل نصرة الإسلام، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه “خَيرُ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ثلاثًا ثمَّ يجيءُ قُومٌ مِن بعدِهِم يتسَمَّنونَ ويحبُّونَ السِّمنَ يعطونَ الشَّهادةَ قبلَ أن يُسْألوها”. أما النساء من الصحابيات فلم يكن دورهم ليقل أبدا عن دور الرجال، فهم الذين حملوا على عاتقهم الدعوة أيضا وتحملوا في سبيلها الكثير، ولقد كانت أم عمار أول شهيدة في الإسلام التي قتلت بعد تعذيب قريش لها لكنها لم تتراجع للوراء خطوة واحدة في سبيل إسلامها. وكانت الصحابيات تتلقى أوامر الله ورسول وتطبقها وتعمل على نشرها، فكانوا هم حصن الدين والمدافعين عنه والمصدقين له. ولكن هل اقتصر دور الصحابة على معرفة علوم الدين ونشرها فقط؟ بالطبع لا.. وذلك لأن الدين الإسلامي أعاد للمرأة قيمتها التي سلبتها لها الجاهلية، وجعل النساء ممتلكات أمرهم ولهم حقوق وواجبات. هنا نجد أن الصحابيات مثلا كان لهم دورا كبيرا في الغزوات التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يعملون في التمريض ورعاية الجرحى وتحضير الجيش، وكانت النساء هي التي تشجع أزواجهن على الجهاد، وتربي أولادهن على القوة والشجاعة والدفاع عن دين الله ورسوله.