[ رسل وأنبياء ] قصة النبي يونس والسبب في ابتلاع الحوت له

تم النشر اليوم 11-12-2025 | [ رسل وأنبياء ] قصة النبي يونس والسبب في ابتلاع الحوت له
تم النشر اليوم [dadate] | قصة النبي يونس والسبب في ابتلاع الحوت له

رسالة يونس

يونس هو رسول من رسل الله الذين بعث بهم برسالة للهداية الى الناس أجمعين. وفي الآية القرآنية: (وإن يونس لمن المرسلين) ان يونس هو بن متى أي نسبه يعود الى أمه متى وقد كان هو والنبي عيسى قد تم نسبهما الى الأم حيث ان عيسى بن مريم ويونس بن متى. واليونان يسمونهم يونان بن أمتاي.أرسل الله رسوله يونس الى أهل نينوى هذه المدينة الضخمة في العراق تقع على نهر دجلة وقريبة من مدينة الموصل وفي وقتها كان عدد سكان نينوى في العراق يبلغ حوالي 100 ألف ويزيد، ويقال بأن رسالة النبي يونس عليه السلام كانت خلال القرن الثامن وذلك قبل الميلاد.جاء أمر الله الى يونس حيث أمره بالذهاب الى نينوى ليهديهم الى عبادة الله الواحد حيث كانت هذه المدينة قد انتشر فيها عبادة الأوثان. وفي مدينة نينوى كان سكانها يعبدون الأصنام ويعبدون صنما كبيرا اسمه عشتار وكانوا أيضا يعبدون الثور وهذا الثور مجنح في شكله المخترع من قبل الاهالي رأس لانسان وجسمه جسم ثور ولكن له خمسة أرجل. وهذا المجسم للثور تم العثور عليه من لجنة الآثار قرب قبر النبي يونس وهذا اكبر دليل على انهم كانوا يعبدون هذا الثور قبل ان يؤمنوا بعبادة الله الواحد. ولكن أهل نينوى لم يستسلموا سريعا للدعوة التي كان يقوم بها النبي يونس بل رفضوها وبقيوا على كفرهم وعبادة التماثيل وظلوا يعاندون الرسول ويرفضون الاذعان وتصديق الدعوة. خروج النبي يونس من نينوى ربما كانت معاناة النبي يونس كبيرة في محاولاته الدائمة التي تدعو الناس الى الايمان والى ترك عبادة الاصنام، وربما كانت هذه المعاناة هي المحنة التي بعثها الله لنبيه ليختبرصبره وقدرته على تحمل المصاعب من أجل الرسالة والدعوة ومن اجل نجاح هذه الدعوة، فلما طفح الكيل وبلغت حدود الصبر لدى نبي الله ولم يستطع الكتمان والتحمل أكثر لجأ الى التخلي وترك القوم بل وتمنى ان يحل بهم العذاب حيث كان قد بلغ الذروة في مناشدته اياهم للعزول عن عبادة الاصنام واللجوء الى الايمان بالله دون سواه. ثم كان العذاب الذي ألم بقوم يونس على فور تخليه ورحيله، وما لبثوا ان ندموا وبدأوا بالتضرع لله تعالى وأصبحوا يصرخون ويطالبون بالعون وبكى الرجال والنساء.عن ابن مسعود، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة وغيرهم أيضا أكدوا الحديث: فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات والأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي، فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب، الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم.ان دعاء يونس على قومه من شدة غضبه واستجابة الدعاء لما انزل العذاب بقوم يونس وعانوا من شدته سواء البشر او الدواب وكل الأجناس من النساء والرجال والامهات والاطفال والشيوخ، حتى طلبوا العون والمغفرة ورفع الضر من الله عز وجل، ربما يونس سارع الى الدعاء على قومه، ربما غضبه كان جامحا ولكن في النهاية الله أشد رأفة من العبد بملايين المرات حيث أن الله انزل لطفه بهم وقد يكون لاحقا بعدما قام الحوت بإذن الله تعالى بابتلاع يونس هو آية اخرى لنبيه نتيجة تخليه عن قومه.ثم لجوء يونس بدوره الى ربه واستغفاره طلبا لمسامحته وعونه وهو في جوف الحوت ينادي ربه ويواظب على قول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. اذ ان يونس ترك قومه وخرج منهم وهو لا يريد البقاء مع قوم يجلون ويصرون على الجهالة وعدم الانصياع لعبادة الله الواحد ، فرسالته هي العدالة وهي جعل الايمان بالله هو راية القوم.يقول تعالى في كتابه الكريم: {فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، هنا كان يونس منقطعا الى الله تعالى في طلمات البحر والظلمة الشديدة المفزعة في الليالي القاحلة كان يونس يدعو ربه وفي قلبه توبة كبيرة بينما الله يمتحن نبيه ويعطيه درسا هاما في كيفية المحافظة على رباطة الجأش والصبر، لا سيما ان يونس انقطع عن العالم ككل عن قومه وعن العالم الخارجي واصبح اسيرا في جوف الحوت يناشد فقط ربه ويطلب منه المغفرة وكشف الظلام.

عودة يونس الى قومه

وعندما كشف الله ذلك الغم عن يونس وغفر له، واستجاب لدعائه المتواصل لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، تمكن يونس بقدرة الله تعالى من الخروج من جوف الحوت وسار الى قومه ليجدهم قد آمنوا بالله تعالى وكانوا أيضا في وضعية الانتظار لعودة نبيهم اليه وطلب السماح منه والاذعان اليه والرضوخ بكل محبة الى طلبه في الايمان بالله نتيجة تجربتهم الشخصية التي علمتهم الكثير في غياب نبيهم الذي ما فتىء يسعى لهدايتهم ونشر النور والايمان في قلوبهم وتعليمهم كل ما يقربهم اكثر من الله. وأتمر القوم بأمر يونس واتبعوه وتمكنوا من الشعور بالراحة والاطمئنان نتيجة عودة يونس اليهم واقامته معهم آمنين برجوعه بآمان واستكمال رسالته التي وهبها الله اليه. وذكر القرآن الكريم حياة يونس في اكثر من سورة حيث ان القرآن الكريم يثبت نبوة يونس ويثبت ان نبي الله كان غاضبا وقد رحل عن قومه بهذه الحالة وهو يآسان منهم ومن كفرهم واستمرارهم بتكذيبهم وعدم تصديقه، وان النبي عندما غادر قومه ظن ان الله لن يضيق عليه برحيله هذا عن قومه، كما ان القرآن الكريم يثبت بقاء يونس في الفلك المشحون والتهمه الحوت وكان من المدحضين اي من اهل الزلل، كما ان هناك اثبات انه كان من المسبحين الذين يناشدون ربهم في الظلمات عندما نادى ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وان الله قد استجاب له فنجاه من بطن الحوت ومن الغم الى يوم يبعثون ثم اثبات القرآن انه خرج من بطن الحوت ونبذ في العراء وهو سقيم.