شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Thu 11 Dec 2025 الساعة: 11:07 PM


اخر بحث





[ تعرٌف على ] هيثانية

تم النشر اليوم 11-12-2025 | [ تعرٌف على ] هيثانية
[ تعرٌف على ] هيثانية تم النشر اليوم [dadate] | هيثانية

التعريف

يصنف باحثوا الدراسات الدينية الهيثانية كحركة دينية جديدة، وبشكلٍ أكثر تحديداً كنوعٍ من إعادة الإعمار للحركة الوثنية الحديثة. تم تعريف الهيثانية على أنها «حركة دينية وثنية جديدة واسعة ومعاصرة مستوحاة بوعي من المجتمعات الجرمانية لغوياً وثقافياً (وفي بعض التعريفات) عرقياً من العصر الحديدي والعصور الوسطى المبكرة لأوروبا كما كانت موجودة قبل التنصير،» ويتم تعريف الهيثانية أيضاً «كحركة لإحياء و/أو إعادة تفسير الممارسات ووجهات النظر العالمية السابقة لظهور الثقافات المسيحية في شمال أوروبا (أو بشكلٍ خاص الثقافات الناطقة باللغات الجرمانية).» يسعى الممارسون إلى إحياء أنظمة المعتقدات السابقة عن طريق استخدام المصادر التاريخية المتبقية. تضم المصادر التاريخية المستخدمة النصوص الإسكندنافية القديمة المُرتبطة بأيسلندا مثل إيدا النثرية وإيدا الشعرية، والنصوص الإنجليزية القديمة مثل قصيدة بيوولف، والنصوص الألمانية الوسطى العليا مثل قصيدة نيبلونجنليد. يتبنى بعض الهيثانيون أيضاً أفكاراً من الأدلة الأثرية لأوروبا الشمالية السابقة للمسيحية والفولكلور النابع من فترات لاحقة من التاريخ الأوروبي. يُشير العديد من الهيثانيين إلى هذه المصادر باسم «المعرفة التقليدية» وتُعتبر دراستها جزءً مهماً من دينهم. ومع ذلك، ما زالت بعض المصادر النصية تُثير المشاكل كوسيلةٍ «لإعادة بناء» أنظمة المعتقدات السابقة للمسيحية، لأنها كُتبت من قبل المسيحيين ولا تُناقش سوى الدين السابق للمسيحية بطريقة مجزأة ومنحازة. تصف عالمة الأنثروبولوجيا جيني بلاين الهيثانية بأنها «دينٌ مبنيٌ من أسسٍ مُجزأة،» بينما يصف باحث الدراسات الدينية مايكل سترميسكا معتقداتها بأنها «مليئة بالشكوك والارتباك التاريخي،» وبالتالي بصفها بأنها حركة خاصة بمرحلة ما بعد الحداثة. تختلف الطرق التي يستخدم فيها الهيثانيون المصادر التاريخية والأثرية؛ يسعى البعض إلى إعادة بناء المعتقدات والممارسات السابقة بأكبر قدرٍ ممكن من الدقّة، في حين أنّ البعض الآخر يختبر هذه المصادر بانفتاحٍ ويحتضن الابتكارات الجديدة. على سبيل المثال، يقوم البعض بتكييف ممارساتهم وفقاً لـ «معارف روحية شخصية غير مُثبتة» اكتسبوها من خلال التجارب الروحية. يتبنى آخرون مفاهيم مُستوحاةٍ من الديانات الإثنية المُتبقية حول العالم، فضلاً عن تقاليد تعدد الآلهة الحديثة مثل الديانة الهندوسية والإفريقية الأمريكية، حيث يعتقدون أنّ ذلك يُساعد في بناء وجهات نظرٍ روحية عالمية قريبة من تلك التي كانت موجودة في أوروبا السابقة للتنصير. ينتقد بعض الممارسين، الذين يُؤكدون على النهج الذي يعتمد حصرياً على المصادر التاريخية والأثرية، هذه الممارسات، ويُشوهون سمعة من يمارسونها عن طريق وصفهم بمصطلح «الهيثانيون الجدد» التحقيري. يبحث بعض الهيثانيون عن العناصر المشتركة الموجودة في جميع أنحاء أوروبا الجرمانية خلال العصر الحديدي والعصور الوسطى المبكرة، عن طريق استخدام تلك العناصر كأساسٍ لمعتقداتهم وممارساتهم المعاصرة. بالمقابل، يستلهم آخرون أفكارهم من المعتقدات والممارسات الخاصة بمناطق جغرافية محددة والفترات المتسلسلة زمنياً داخل أوروبا الجرمانية، مثل إنجلترا الأنجلوسكسونية أو أيسلندا خلال عصر الفايكنغ. يتمتع بعض الأتباع بمعرفةٍ عميقةٍ بخصوصيات المجتمع الأوروبي الشمالي في العصر الحديدي وفترات العصور الوسطى المبكرة، على الرغم من أنّ معظم الممارسين يكتسبون معلوماتهم عن الماضي السابق للمسيحية بشكلٍ أساسيٍ من الأدب الخيالي والروايات الشعبية عن الأساطير الإسكندنافية. يتمتع الكثيرون بوجهة نظرٍ رومانسية عن هذا الماضي، وأحياناً يُساهمون في ترسيخ المفاهيم الخاطئة حوله. تُشير عالمة الاجتماع الديني جينيفر سنوك إلى أنّ العديد من الممارسين «يسترجعون عصراً أكثر ملحمية، عفا عليه الزمن، من الأسلاف والأبطال.» يقترح عالم الأنثروبولوجيا مورفي بيتزا امكانية فهم الهيثانية على أنها «تقليدٌ مبتكر.» وكما يقول الباحث في الدراسات الدينية فريدريك غريغوريوس، وعلى الرغم من حقيقة «عدم وجود استمرارية حقيقية» بين الهيثانية وأنظمة المعتقدات السابقة للمسيحية في أوروبا الجرمانية، فغالباً ما يكره الممارسون الهيثانيون أن يتم اعتبارهم أتباع «دينٍ جديد» أو «ابتكارٍ حديث» وبالتالي يُفضلون تصوير دينهم على أنه «إيمانٍ تقليدي.» يتجنب العديد من الممارسين استخدام مُصطلح «إعادة الإعمار» العلمي وغير الوظيفي لوصف ممارساتهم، ويُفضلون وصفها بأنها «ديانةٌ أصلية» مع وجود شبهٍ مع أنظمة المعتقدات التقليدية للشعوب الأصلية حول العالم. لإضفاء طابعٍ من الأصالة، يحاول بعض الهيثانيون –وخاصة في الولايات المتحدة– الترويج لأنفسهم كضحايا للاستعمار المسيحي في العصور الوسطى والإمبريالية. وجد مسحٌ أجري عام 2015 للمجتمع الهيثاني أنّ عدد الممارسين (36٪) الذين ينظرون لدينهم كإعادة إعمار يُعادل عدد أولئك الذين اعتبروه استمراراً مباشراً لنظم المعتقدات القديمة؛ بينما اعترف 22 ٪ فقط أنه دينٌ حديث ولكنه مستوحى من التاريخ، على الرغم من أنّ هذا كان التفسير السائد بين الممارسين في بلدان الشمال الأوروبي.

شرح مبسط

الهيثانية، المعروفة أيضاً باسم الوثنية الجرمانية المعاصرة، أو الوثنية الجرمانية الجديدة، هي ديانة وثنية حديثة. يُصنفها علماء الدراسات الدينية على أنها حركة دينية جديدة. ظهرت الهيثانية في أوروبا خلال أوائل القرن العشرين، يقتدي ممارسوها بأنظمة المعتقدات السابقة للمسيحية التي تخص الشعوب الجرمانية من العصر الحديدي والعصور الوسطى المبكرة. في محاولة لإعادة بناء أنظمة المعتقدات السابقة هذه، تستخدم الهيثانية الأدلة التاريخية والأثرية والفولكلورية الباقية كأساس لذلك، على الرغم من أنّ النهج المُتبع في هذا الصدد يختلف اختلافاً كبيراً.

شاركنا رأيك