شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Fri 12 Dec 2025 الساعة: 04:59 AM


اخر بحث





[ تاريخ ] لمحة عن العصر العباسي .. 8 حقائق تاريخية عن أزهى عصور الإسلام

تم النشر اليوم 12-12-2025 | [ تاريخ ] لمحة عن العصر العباسي .. 8 حقائق تاريخية عن أزهى عصور الإسلام
[ تاريخ ] لمحة عن العصر العباسي .. 8 حقائق تاريخية عن أزهى عصور الإسلام تم النشر اليوم [dadate] | لمحة عن العصر العباسي .. 8 حقائق تاريخية عن أزهى عصور الإسلام

الفرس والترك وعلوهم على حساب العرب

الحقيقة الثالثة في هذا المقال، والتي امتاز بها العصر العباسي هي أن الفرس أصبحوا في بداية الدولة هم المسيطرين على مقاليد الأمور، ولم يكن للعرب سوى الحكم باسم الخلافة فقط، فالفرع العباسي هو من العرب، ولكن بقيت مناصب الوزارة في يد الفرس، مثل عائلة البرامكة ذات النفوذ القوي، ولكن لماذا الفرس بالتحديد؟ لقد كانت نشأة الثورة العباسية المسلحة ضد الأمويين بين أحضان الفرس، حيث ساعدوا العباسيين في الوصول إلى جميع أهدافهم، ثم زاحمهم فيما بعد الترك والذين سيطروا على مقاليد الأمور في الدولة، خاصة في الجيش، حيث أصبحوا الحرس الخاص للخلافة وجميع عناصر الجيش من الترك، وأصبح العصر العباسي الثاني هو العصر التركي بامتياز، وأدى هذا إلى العديد من النتائج السيئة على الدولة العباسية والتي شهدت أحداثاً جساماً كان من بينها اعتقال بعض الخلفاء وقتلهم وسمل أعينهم، وبدا للجميع أن الأتراك سيطروا على الخلافة وحجروا عليها وكان ذلك طوال سنوات طويلة للغاية حتى انتهاء العصر العباسي الأخير تقريباً.

أهم علماء العصر العباسي كان لهم الفضل في تطوّر العلم

علماء العصر العباسي كان لهم الفضل في نقل الحضارة الإسلامية إلى مصاف الحضارات العالمية، بل كانت الحضارة المهيمنة لمدة ما يقرب من ألف عام، كان أكثرها في العصور العباسية. ونذكر من أهم هؤلاء العلماء: الشيخ الرئيس ابن سينا في الطب، والبيروني في مجال الصيدلة، وجابر بن حيان في الكيمياء، والحسن بن الهيثم في علم الفيزياء والرياضيات، والفارابي في الفلسفة والمنطق، عبد الله بن المقفع في الأدب، والخوارزمي في الرياضيات وعلم الجبر، والجزري في الهندسة، و المتنبي في الشعر. وهذا نذر يسير من بحر العلماء خلال العصر العباسي.

لمحة عن العصر العباسي

الدولة العباسية أو العصر العباسي يعتبر من أهم العصور التي مرت في تاريخ المسلمين، وذلك لأنه أزهى هذه العصور، من حيث الناحية العسكرية والاقتصادية والأدبية والفنية والعلمية، فما هي ملامح العصر العباسي؟ في هذا المقال نعيش جولة تاريخية عبر بعض الدقائق، حيث نتعرف على لمحة عن العصر العباسي من جميع الجوانب، فهيا بنا نتعرف أكثر على هذا العصر.

العصور العباسي عبارة عن أربعة عصور متصلة

العصر العباسي ما هو إلا 4 مراحل منفصلة، ولكل منها خصائص سياسية مميزة، فعلى سبيل المثال فالعصر العباسي الأول هو عصر القوة والازدهار، وسيطر عليه خلفاء عظام مثل أبي جعفر المنصور والمهدي وهارون الرشيد والمأمون والمعتصم. بينما العصر العباسي الثاني، هو العصر التركي، وسمي بهذا الاسم لأن الأتراك سيطروا على مقاليد الأمور، بل وتحكموا وحجروا على الخلفاء وعلى السياسة العباسية. بينما العصر الثالث سمي بالعصر البويهي، وذلك لسيطرة عائلة بني بويه الأتراك الشيعة على الخلافة العباسية، وكان عصر مليء بالصراعات السياسية والدينية. أما العصر العباسي الرابع والأخير كان عصر السلاجقة، وهم أتراك على المذهب السني، وقد استقرت البلاد في عهدهم، وبنوا إمبراطورية عظمى امتدت من وسط آسيا إلى الأناضول، ولكن كانت الخلافة مجرد شكل ورسم واسم فقط، وبعد انهيار دولة السلاجقة وانقسامها، كانت هناك محاولات لصحوة العباسيين، وبالفعل بدأت الدولة تستعيد جزء يسير من مجدها على يد خلفاء كان لهم دور عظيم في ذلك مثل الخليفة الناصر، ولكن الخلافة سقطت فريسة الضعف في النهاية.

انتهاء الخلافة العباسية على يد قوة عظمى

كانت قوة المغول وظهورها في آسيا، بداية النهاية للعباسيين، فقد احتاج جنكيز خان ثم خلفائه من بعده البلاد ودمروا العديد من المناطق مثل الصين وكوريا والدولة الخوارزمية وشمال الهند والقضاء على الحشاشين الإسماعيلية وغزوهم لشرق أوروبا ثم احتكوا بالخلافة العباسية، حيث دخلوا بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم بالله العباسي والذي كان يعتبر آخر خلفاء بغداد العباسيين في عام 1258م وذلك على يد هولاكو حفيد جنكيز خان والذي كان قائداً للجيش المغولي. الخلافة العباسية عمّرت طويلاً، وشهد المسلمين في عهدها العديد من الأحداث والجوانب الحضارية، وقد حاولنا اختصار هذه العصور من خلال لمحة كتبناها عن العصر العباسي.

أبو جعفر المنصور .. الباني الحقيقي والقوي للدولة العباسية

الحقيقة الثانية في مقالنا عن الدولة العباسية، هي هذا الرجل وهو أبو جعفر المنصور، صحيح ان هذا الخليفة حكم من عام 136هـ حتى 158 هـ وكان الخليفة الثاني وليس الأول، ولكنه هو الباني الحقيقي لهذه الدولة، فقد حكم قبله أبي العباس السفاح وكان أخيه الأكبر، ولكنه كان معتل الصحة لا يقوى على الحكم، وسرعان ما مات بعد أربع سنوات من قيام الدولة. أما أبو جعفر المنصور، فقد كان الباني الحقيقي لهذه الدولة، وهذا يجعلنا نتسائل لماذا هو الباني الحقيقي؟ أولاً: لأنه نقل عاصمة البلاد من الأنبار العراقية، إلى دار الخلافة في المدينة الجديدة التي بناها بغداد، والتي صارت هي العاصمة بعد ذلك، بل عاصمة الدنيا بأسرها في عهود الخلفاء من بني العباس. ثانياً: كان الرجل قوياً حيث قضى على الثورات التي واجهها بقوة وحكمة وشدة في نفس الوقت، ومن هذه الثورات ثورة عمه عبد الله، وكذلك قضى على أبو مسلم الخراساني والذي شكل قوة لا يستهان بها تهدد حكمه، وكذلك ثورة محمد النفس الذكية. ثالثاً: استقرت البلاد، ودانت جميع النواحي من مشرق الأرض حتى المغرب، عدا الأندلس التي دانت لحكم الأمويون الهاربون من بطش وقوة الدولة العباسية.

الدولة العباسية جاءت على أنقاض أخرى قوية وعظيمة

في العام 41 هــــ ومع تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عن الحكم، صار معاوية هو الخليفة الرسمي بعد سنوات من الاضطرابات والحروب الأهلية، فاستقرت الأحوال وبدأت البلاد تشهد حركة فتوح عظيمة في مشارق الأرض ومغاربها، وهنا بدأت مسيرة الدولة الأموية في التاريخ. هذه الدولة التي واجهت العديد من الصعوبات والتحديات منها على سبيل المثال الثورات الداخلية، وسياسات الولاة التي كانت تتسم بالقوة في كثير من الاحيان، وغيرها من الأخطاء التي جعلت الدولة الأموية في نهاية الأمر في مهب الريح. وكانت من ضمن هذه المصاعب القوية التي واجهت الأمويين الثورة العباسية، والتي قام بها العباسيون وهم الفرع القوي الآخر من قريش، والتي كانت عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج منها الأمويين من قبل، وكذلك العلويين أنصار علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أما الحزب العباسي، فهو الفرع الثالث الذي حمل على عاتقه الثورة ضد سياسات الأمويين، وبالفعل قامت الثورة العباسية أولاً في السر في نواحي الشام، ثم انطلقت الثورة المسلحة في خراسان على يد القائد أبو مسلم الخراساني وعدد من دعاة العباسيين الذين كانوا ينادون في الحكم، وانتهت هذه الثورة بانتصار الدعوة التي أطلقها الفرع العباسي وهم أحفاد العباس بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام. انتصرت الدعوة العباسية بقيام الدولة على أنقاض الدولة الأموية التي انتهت رسمياً في العام 132هـ بعد مقتل مروان بن محمد الخليفة الأخير في عهد الأمويين، وانتقلت العاصمة من دمشق الشامية، إلى الأنبار العراقية.

المذاهب الفقهية وظهورها في العصر العباسي

من مزايا العصر العباسي ظهور المدارس الفقهية والتي كان لها تأثير كبير في القوانين الإسلامية اليومية التي سيرت حاجة الناس، وكان لها تأثير في تجديد الأفكار الدينية الإسلامية، وهو ما ظهر جلياً منذ بداية ظهور هذه المدارس المختلفة. وكانت المدرسة الأولى في الفقه خلال العصر العباسي؛ مدرسة أبي حنيفة النعمان وتلاميذه الذين كانوا لهم تأثير في الأوساط الرسمية العباسية، فالفقيه أبي يوسف صاحب كتاب الخراج، كان قاضي القضاة في عهد هارون الرشيد، وكان له أثر في توجيه سياسات هارون الرشيد، وفي القوانين الشرعية خاصة في المعاملات الاقتصادية للدولة وكذلك المعاملات بين أفراد المجتمع. أما المدرسة الثانية؛ كانت مدرسة المدينة والتي تزعمها الإمام الكبير مالك بن أنس بما يعرف بالمالكية والذي كان مذهب عظيم جعل الحديث هو القدوة الأولى والأخيرة للافكار الإسلامية، وقد انتشرت المالكية في بلدان المغرب الإسلامي الكبير والأندلس، أما المدرسة الثالثة وهي مدرسة الوسطية بقيادة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، والذي جمع بين الاجتهاد العقلي الذي تميزت به الحنفية وبين النقل من القرآن والحديث والذي تميزت به المالكية. وكانت المدرسة الأخيرة، هي مدرسة الحنابلة والتي كانت بقيادة الإمام أحمد بن حنبل، والذي تصدى للعديد من محاولات الجور والظلم، وكذلك محاولات التطاول على بعض الأفكار الإسلامية الرصينة، وكان يعتمد على القرآن والسنة قبل الاجتهاد. وهذه الاختلافات الفقهية أثرت الحياة في العصر العباسية وأسست العديد من الأفكار الإسلامية والتي تعيش من بيننا حتى يومنا هذا.

الحركة العلمية كانت في أوجها خلال عصر بني العباس

إنها الحقيقة الدامغة والتي نذكرها من ضمن الحقائق عن الدولة العباسية، حيث كانت الحركة العلمية على أشدها في هذا العصر، حيث ساعد الخلفاء على رواجها، حيث تبنوا حركة العلم والترجمة، وظهرت العديد من العلوم وازدهرت العديد من المجالات العلمية مثل علم الفقه والحديث والعلوم الشرعية، وعلوم العربية. كذلك ظهرت حركة كبيرة للعلوم مثل الكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء والهندسة والفلك والطب والفلسفة والمنطق وعلم التاريخ وعلم الكلام والموسيقى والبناء والعمران. كما شهد العصر العباسي ثورة كبيرة في الأدب والشعر، بل كان الشعراء لهم مكانة قريبة من الخلفاء، وتشجعوا في كتابة العديد من القصائد والدواوين التي تبنت مواضيع جيدة وغريبة على العربية، أما الأدب والنثر فقد شهد عصره الذهبي في العصر العباسي، وذلك بفضل حركة الترجمة من العصور القديمة، وهو ما أثرى الأدب العربي.

شاركنا رأيك