شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Sun 07 Dec 2025 الساعة: 08:51 PM


اخر بحث





- [ وسطاء عقاريين السعودية ] احمد دغيم محسن الحربي ... رياض الخبراء ... منطقة القصيم
- تأخرت علي الدورة الشهرية، وتحاليل الحمل سالبة، فما السبب؟
- [ مؤسسات البحرين ] أراكون للتجارة ... منامة
- تعرٌف على ... راشد مطر سلطان الصيري | مشاهير
- [ مشروبات باردة وساخنة ] كيفية عمل الكابتشينو
- [ تغذية الطفل ] ما هو الطعام الصحي للأطفال
- [ متاجر السعودية ] مؤسسة بيت تسعه للأجهزه المنزليه ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ وزارات وهيئات حكومية السعودية ] الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة - المختبرات
- [ اعلان السعودية ] الشركة المتحدة للإعلان
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] هزاع بن ظافر بن عبدالمحسن القويفل ... الرياض ... منطقة الرياض

[ تعرٌف على ] الحسين بن منصور الحلاج

تم النشر اليوم 07-12-2025 | [ تعرٌف على ] الحسين بن منصور الحلاج
[ تعرٌف على ] الحسين بن منصور الحلاج تم النشر اليوم [dadate] | الحسين بن منصور الحلاج

محاكمته

روى إسماعيل بن علي الخطبيفي «تاريخه» قال: وظهر أمر رجل يعرفبالحلاج يقال له:الحسين بن منصور، وكان في حبس السلطان بسعاية وقعت بهِ، وذلك في وزارة علي بن عيسى الأولى وذكر عنه ضروب من الزندقة ووضع الحيل على تضليل الناس من جهات تشبه الشعوذة وسحر وادعاء النبوة، فكشفهعلي بن عيسى عند قبضه عليه وانتهى خبره إلى السلطان - يعنيالخليفة العباسي المقتدر بالله - فلم يقر بما رمي به من ذلك فعاقبه وصلبه حيًا أيامًا متوالية في رحبة الجسر في كل يوم غدوة وينادى عليه بما ذكر عنه ثم ينزل به ثم يحبس. فأقام في الحبس سنين كثيرة ينقل من حبس إلى حبس حتى سجن في النهاية بدار السلطان، فاستغوى جماعة من غلمان السلطان وموه عليهم واستمالهم بضروب من حيلهِ حتى صاروا يحمونه ويدفعون عنه ويرفهونه، ثم راسل جماعة من الكتاب وغيرهمببغداد وغيرها فاستجابوا لهُ، وتراقى به الأمر حتى ذكر أنه ادعى الربوبية وسعي بجماعة من أصحابه إلى السلطان فقبض عليهم ووجد عند بعضهم كتبا تدل على تصديق ما ذكر عنهُ، وأقر بعضهم بلسانهِ بذلك وانتشر خبره وتكلم الناس في قتلهِ، فأمر أمير المؤمنين بتسليمه إلىحامد بن العباس وأمر أن يكشفه بحضرة القضاة والعلماء ويجمع بينه وبين أصحابه فجرى في ذلك خطوب طوال؛ ثم استيقن السلطان أمره ووقف على ما ذكر له عنه، فأمر بقتله وإحراقه بالنار، فأحضر مجلس الشرطة بالجانب الغربي يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة فضرب بالسياط نحوا من ألف سوط وقطعت يداهورجلاه وضربت عنقه وأحرقت جثته بالنار ونصب رأسه للناس على سور الجسر الجديد وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه، ويذكر مصطفى جواد أنه بعد حرق جثته تم دفن ما تبقى منها في القبر المعروف في بغداد.

منتقدوه

اكتفى بعضهم بتكفيره بالاعتماد على ما قيل على لسانهِ من أقوال أو أشعار، بينما سعى بعضهم إلى تبرئته بالزعم بأن ما قيل على لسانه لا أساس له من الصحة وأنه كلام مدسوس عليه. أما أتباعه فإنهم يقدسون أقواله ويؤكدون نسبتها إليه، ولكنهم يقولون إن لها معاني باطنة غير المعاني الظاهرة، وأن هذه المعاني لا يفهمها سواهم. بينما جنح المستشرقون إلى تفسيرات أخرى وجعلوا منه بطلًا ثوريًا شبيهًا بأساطير الغربيّين. وعند الشيعة: ذكره الطوسي في كتاب الغيبة في المذمومين الذين ادعوا النيابة البابية. وقال ابن تيمية: (مَنِ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنَ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ: أنا الله. وَقَوْلِهِ: إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ...وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنَ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنَ الآلِهَةِ: فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ، وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ)اهـ. وقال أيضًا: (وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَأيِخِ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ).اهـ وقال عنه عبد القادر الجيلاني حين سُئل عن الحلاج قال: عثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده، ولو أدركته لأخذت بيده. وقال عنهُ أبو الحسن الشاذلي: أكره من العلماء تكفير الحلاج، ومن فهم مقاصده فهم مقصدي. قالالخطيب البغدادي:والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفى أن يكونالحلاج منهم وأبى أن يعده فيهم، وقبله من متقدميهمأبو العباس بن عطاء البغداديومحمد بن خفيف الشيرازيوابراهيم بن محمد النصراباذي النيسابوري وصححوا له حاله ودونوا كلامه حتى قالابن خفيف:الحسين بن منصور عالم رباني. قال ابن كثير: لم يزل الناس منذ قتلالحلاج مختلفين في أمره. فأما الفقهاء فحكي عن غير واحد من الأئمة إجماعهم على قتله وأنه كان كافرا ممخرقا مموها مشعبذا، وكذلك قول أكثر الصوفية منهم. ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول فيه وغرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه، وقد كان في ابتداء أمره فيه تعبد وتأله وسلوك، ولكن لم يكن له علم يسلك به في عبادته، فدخل عليه الداخل بسبب ذلك، كما قال بعض السلف: من عبد الله بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه. وعن سفيان بن عيينة أنهقال: من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه منالنصارى. ولهذا دخل علىالحلاج باب الحلول والاتحاد فصار من أهل الانحلال والإلحاد. قالالخطيب: وحدثنيمسعود بن ناصر أنبأناابن باكويه الشيرازي، سمعتأبا زرعة الطبري يقول: الناس فيه - يعنيحسين بن منصور - بين قبول ورد، ولكن سمعتمحمد بن يحيى الرازي، يقول: سمعتعمرو بن عثمان يلعنه ويقول: لو قدرت عليه لقتلته بيدي، فقلت: أيش الذي وجد الشيخ عليه؟ قال: قرأت آية من كتاب الله، فقال: يمكنني أن أؤلف مثله وأتكلم به. قالأبو زرعة الطبري: وسمعتأبا يعقوب الأقطع يقول: زوجت ابنتي من الحسين بن منصور لما رأيت من حسن طريقته واجتهاده، فبان لي بعد مدة يسيرة أنه ساحر محتال خبيث كافر. قال الذهبي: «فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذاب، حتى عند قتله». *** ولا شك في أن ما قاله الحلاج من الحلول كفر وزندقة لا يتفوه به من في قلبه ذرة من إيمان وتعظيم للرب سبحانه، وأنه لم يكن حال السكر والغيبة بواردات الأحوال -كما يسمونها-، بل كان منهجًا مستمرًّا يدعو إليه من استوثق منه، ويبثه في كتبه ورسائله إلى أتباعه. ويكفيك أخي القارئ أن تعلم أنه ما عَذَر الحلاج فيما قاله أحد ممن ينتسب إلى العلم ممن اطلع على كلامه، قال شيخ الإسلام: «وما نعلم أحدًا من أئمة المسلمين ذكر الحلاج بخير لا من العلماء ولا من المشايخ؛ ولكن بعض الناس يقف فيه؛ لأنه لم يعرف أمره». بعض ما رُوِيَ عن حِيَل الحلاج روىالخطيبالبغداديأنالحلاج أنفذ رجلا بين يديه إلى بعض بلاد الجبل، فأقام بتلك البلدة يظهر لهم الصلاح والنسك ويقرأ القرآن، فأقام فيهم مدة علىذلك، ثم أظهر لهم أنه قد عمي، فمكث حينا على ذلك، ثم أظهر أنه قد زمن، وكان أولا يقاد إلى المسجد ثم صار يحمل، فمكث سنة كذلك، ثم قال لهم: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: سيرد على هذه البلدة رجل صالح يكون شفاؤك على يديه، فما كان من قريب حتى كان الوقت الذي واعده فيهالحلاج، ودخلالحلاج البلدة مختفيا وعليه ثياب صوف بيض فلزم سارية من المسجد يتعبد فيه لا يلتفت إلى أحد، فابتدر الناس إلى ذلك المتعامي المتزامن، فقيل له: قدم رجل صالح فهلم إليه، فحملوه حتى وضعوه بين يديه فكلمه فعرفه فقال له: ياأبا عبد الله إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لي كذا وكذا، فعسى أن يكون أنت إياه. فرفع يديه ودعا الله عز وجل، والناس حضور متكاثرون ينظرون ماذا يكون من أمره، ففتح الرجل عينيه وقام قائما على قدميه، فضج الناس وعظمواالحلاج تعظيما زائدا، وليس ذلك بحق، فأقام عندهم مدة ثم خرج من بين أظهرهم، وبقي ذلك الرجل عندهم عدة شهور، ثم قال: إن من نعمة الله علي أن رد علي بصري وشفاني وينبغي أن أجاهد في سبيله بثغرطرسوس؛ فعزم على ذلك فجمعوا له من بينهم مالا جزيلا ألوفا من الذهب والفضة، ثم ودعهم وودعوه، فذهب إلىالحلاج فاقتسما ذلك المال. وروي عن بعضهم قال: كنت أسمع أنالحلاج له أحوال وكرامات فأحببت أن أختبره فجئته فسلمت عليه فقال لي: تشه علي الساعة شيئا، فقلت: أشتهي سمكا طريا، فدخل منزله فغاب ساعة ثم خرج ومعه سمكة تضطربورجلاه عليهما الطين، فقال: دعوت الله فأمرني أن آتي بالبطائح لآتيك بهذه، فخضت الأهواز وهذا الطين منها. فقلت: إن شئت أدخلتني منزلك لأكشف أمرك فإن ظهرت على شيء وإلا آمنت بك، فقال: أدخل، فدخلت فلم أجد في البيت منفذا إلى غيره فتحيرت في أمره ثم نظرت فإذا تأزير فكشفته فإذا من ورائه باب فدخلت فخرجت منه إلى بستان هائل فيه من سائر الثمار الجديدة والمعتقة قد أحسن إبقاؤها وإذا أشياء كثيرة معدة للأكل وإذا هناك بركة كبيرة فيها سمك كثيرة كبار فدخلتها فأخرجت منها واحدة، فنال رجلي من الطين كما نال رجليه وجئت إلى الباب فقلت له: افتح قد آمنت بك، فلما خرجت ورآني على مثل حاله جرى ورائي ليقتلني فضربته بالسمكة في وجهه، وقلت: يا عدو الله أتعبتني في هذا اليوم. ولما خلصت منه لقيني بعد ذلك فضاحكني، وقال: لا تفش هذا لأحد أبعث إليك من يقتلك على فراشك.قال: فلم أحدث به أحدا حتى صلب. وقد قال يوما لرجل: آمن بي حتى أبعث لك بعصفورة تأخذ من ذرقها وزن حبة فتضعه على كذا وكذا رطلا من نحاس، فيصير ذهبا، فقال له الرجل: آمن بي أنت حتى أبعث إليك بفيل إذا استلقى على قفاه بلغت قوائمه السماء وإذا أردت أن تخفيه وضعته في إحدى عينيك. قال: فبهت وسكت. ولما وردبغداد جعل يدعو إلى نفسه ويظهر أشياء من المخاريق وغيرها من الأحوال الشيطانية. وأكثر ما كان يروج علىالرافضة؛ فاستدعى يوما رئيسًا منالرافضة فدعاه إلى الإيمان به، فقال له الرجل: إني رجل أحب النساء وإني أصلع الرأس وقد شبت فإن أنت أذهبت عني هذا وهذا آمنت أنك الإمام المعصوم، وإن شئت قلت أنك نبي وإن شئت قلت أنك أنت الله.قال: فبهتالحلاج ولم يحر إليه جوابا. ولما أقامبالأهواز جعل ينفق من دراهم يخرجها يسميها دراهم القدرة، فسئل الشيخ أبو علي الجبائيعن ذلك، فقال: إن هذا كله مما ينال بالحيلة ولكن أدخلوه بيتا لا منفذ له ثم سلوه أن يخرج لكم جوزتين من شوك. فلما بلغالحلاج كلامأبي علي الجبائيتحول منالأهواز. بعض ما رُوِيَ عن فساد عقيدته قالأبو بكر بن ممشاذ: حضر عندنابالدينور رجل ومعه مخلاة، فما كان يفارقها بالليل ولا بالنهار، ففتشوا المخلاة فوجدوا فيها كتاباللحلاج عنوانه: من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان. فبعث به إلىبغداد فسئلالحلاج عن ذلك فأقر أنه كتبه فقالوا له كنت تدعي النبوة فصرت تدعي الألوهية والربوبية ؟! فقال: لا ولكن هذا عين الجمع عندنا، هل الكاتب إلا الله وأنا واليد آلة؟ فقيل له: معك على ذلك أحد ؟ قال: نعم،ابن عطاءوأبو محمد الجريريوأبو بكر الشبلي،فسئلالجريري عن ذلك، فقال: من يقول بهذا كافر. وسئلالشبلي عن ذلك فقال من يقول بهذا يمنع. وسئلابن عطاء عن ذلك فقال بقولالحلاج في ذلك، فعوقب حتى كان سبب هلاكه. وحكى ابن كثير أنه قد اتفق علماءبغداد على كفر الحلاج وزندقته وأجمعوا على قتله وصلبه. قالأبو بكر الصولي قد رأيتالحلاج وخاطبته فرأيته جاهلا يتعاقلوغبيا يتبالغ وفاجرا يتعبد. فتوى ابن تيمية في الحلاج سُئِلَ ابن تيمية سؤال نصه «ما تقول السادة العلماء رضي الله عنهم في»الحلاج الحسين بن منصور «هل كان صديقا ؟ أو زنديقا ؟ وهل كان وليا لله متقيا له ؟ أم كان له حال رحماني ؟ أو من أهل السحر والخزعبلات ؟ وهل قتل على الزندقة بمحضر من علماء المسلمين ؟ أو قتل مظلوما ؟ أفتونا مأجورين ؟» فأجاب ابن تيمية بالتالي: الحمد لله رب العالمين.الحلاج قتل على الزندقة التي ثبتت عليه بإقراره وبغير إقراره; والأمر الذي ثبت عليه بما يوجب القتل باتفاق المسلمين ومن قال إنه قتل بغير حق فهو إما منافق ملحد وإما جاهل ضال. والذي قتل به ما استفاض عنه من أنواع الكفر وبعضه يوجب قتله; فضلا عن جميعه. ولم يكن من أولياء الله المتقين; بل كان له عبادات ورياضات ومجاهدات: بعضها شيطاني وبعضها نفساني وبعضها موافق للشريعة من وجه دون وجه. فلبس الحق بالباطل. وكان قد ذهب إلى بلادالهند وتعلم أنواعا من السحر وصنف كتابا في السحر معروفا وهو موجود إلى اليوم وكان له أقوال شيطانية ومخاريق بهتانية. وقد جمع العلماء أخباره في كتب كثيرة أرخوها; الذين كانوا في زمنه والذين نقلوا عنهم مثلأبي علي الحطي ذكره في «تاريخ بغداد»والحافظ أبو بكر الخطيب ذكر له ترجمة كبيرة في «تاريخ بغداد»وأبو يوسف القزويني صنف مجلدا في أخباره وأبو الفرج بن الجوزي له فيه مصنف سماه «رفع اللجاج في أخبارالحلاج». وبسط ذكره في تاريخهأبو عبد الرحمن السلميفي «طبقات الصوفية» أن كثيرا من المشايخ ذموه وأنكروا عليه ولم يعدوه من مشايخ الطريق; وأكثرهم حط عليه. وممن ذمه وحط عليهأبو القاسم الجنيد; ولم يقتل في حياةالجنيد; بل قتل بعد موتالجنيد; فإنالجنيد توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين.والحلاج قتل سنة بضع وثلاثمائة وقدموا به إلىبغداد راكبا على جمل ينادى عليه: هذا داعي القرامطة وأقام في الحبس مدة حتى وجد من كلامه الكفر والزندقة واعترف به: مثل أنه ذكر في كتاب له: من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتا ويطوف به كما يطوفبالبيت ويتصدق على ثلاثين يتيما بصدقة ذكرها وقد أجزأه ذلك عن الحج. فقالوا له: أنت قلت هذا ؟ قال نعم. فقالوا له: من أين لك هذا ؟ قال ذكره الحسن البصري في «كتاب الصلاة» فقال لهالقاضي أبو عمر: تكذب يا زنديق أنا قرأت هذا الكتاب وليس هذا فيه فطلب منهم الوزير أن يشهدوا بما سمعوه ويفتوا بما يجب عليه فاتفقوا على وجوب قتله. لكن للعلماء قولان فيالزنديق إذا أظهر التوبة: هل تقبل توبته فلا يقتل؟ أم يقتل لأنه لا يعلم صدقه ؟ فإنه ما زال يظهر ذلك ؟ فأفتى طائفة بأنه يستتاب فلا يقتل، وأفتى الأكثرون بأنه يقتل وإن أظهر التوبة، فإن كان صادقا في توبته نفعه ذلك عند الله وقتل في الدنيا وكان الحد له كما لو تاب الزاني والسارق ونحوهما بعد أن يرفعوا إلى الإمام، فإنه لا بد من إقامة الحد عليهم; فإنهم إن كانوا صادقين كان قتلهم كفارة لهم ومن كان كاذبا في التوبة كان قتله عقوبة له. فإن كان الحلاج وقت قتله تاب في الباطن فإن الله ينفعه بتلك التوبة وإن كان كاذبا فإنه قتل كافرا. ولما قتل لم يظهر له وقت القتل شيء من الكرامات؛ وكل من ذكر أن دمه كتب على الأرض اسم الله وأن رجله انقطع ماؤها أو غير ذلك فإنه كاذب. وهذه الأمور لا يحكيها إلا جاهل أو منافق وإنما وضعها الزنادقة وأعداء الإسلام حتى يقول قائلهم: إن شرعمحمد بن عبد الله يقتل أولياء الله. حتى يسمعوا أمثال هذه الهذيانات وإلا فقد قتل أنبياء كثيرون وقتل من أصحابهم وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم والتابعين وغيرهم من الصالحين من لا يحصي عددهم إلا الله، قتلوا بسيوف الفجار والكفار والظلمة وغيرهم ولم يكتب دم أحدهم اسم الله. والدم أيضا نجسفلا يجوز أن يكتب به اسم الله تعالى. فهلالحلاج خير من هؤلاء ودمه أطهر من دمائهم وقد جزع وقت القتل وأظهر التوبة والسنة فلم يقبل ذلك منه. ولو عاش افتتن به كثير من الجهال لأنه كان صاحب خزعبلات بهتانية وأحوال شيطانية. ولهذا إنما يعظمه من يعظم الأحوال الشيطانية والنفسانية والبهتانية. وأما أولياء الله العالمون بحالالحلاج فليس منهم واحد يعظمه ؛ ولهذا لم يذكرهالقشيري في مشايخ رسالته ؛ وإن كان قد ذكر من كلامه كلمات استحسنها. وكانالشيخ أبو يعقوب النهرجوري قد زوجه بابنته فلما اطلع على زندقته نزعها منه. وكانعمرو بن عثمان يذكر أنه كافر ويقول: كنت معه فسمع قارئا يقرأ القرآن فقال: أقدر أن أصنف مثل هذا القرآن. أو نحو هذا من الكلام. وكان يظهر عند كل قوم ما يستجلبهم به إلى تعظيمه ؛ فيظهر عندأهل السنة أنه سني وعندأهل الشيعة أنه شيعي، ويلبس لباس الزهاد تارة ولباس الأجناد تارة. وكان من «مخاريقه» أنه بعث بعض أصحابه إلى مكان في البرية يخبئ فيه شيئا من الفاكهة والحلوى ثم يجيء بجماعة من أهل الدنيا إلى قريب منذلك المكان فيقول لهم: ما تشتهون أن آتيكم به من هذه البرية ؟ فيشتهي أحدهم فاكهة أو حلاوة فيقول: امكثوا ؛ ثم يذهب إلى ذلك المكان ويأتي بما خبأ أو ببعضه فيظن الحاضرون أن هذه كرامة له. وكان صاحب سيما وشياطين تخدمه أحيانا كانوا معه علىجبل أبي قبيس فطلبوا منه حلاوة فذهب إلى مكان قريب منهم وجاء بصحن حلوى فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوي باليمن حمله شيطان من تلك البقعة. ومثل هذا يحصل كثيرا لغيرالحلاج ممن له حال شيطاني فكل من خرج عن الكتاب والسنة وكان له حال من مكاشفة أو تأثير فإنه صاحب حال نفساني أو شيطاني. وإن لم يكن له حال بل هو يتشبه بأصحاب الأحوال فهو صاحب حال بهتاني. وعامة أصحاب الأحوال الشيطانية يجمعون بين الحال الشيطاني والحال البهتاني كما قال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين} {تنزل على كل أفاك أثيم}. و «الحلاج» كان من أئمة هؤلاء: أهل الحال الشيطاني والحال البهتاني. وهؤلاء طوائف كثيرة؛فأئمة هؤلاء هم شيوخالمشركين الذين يعبدون الأصنام مثل الكهان والسحرة الذين كانواللعرب المشركين، ومثل الكهان الذين هم بأرضالهندوالترك وغيرهم. فالحلاج كان من الدجاجلة بلا ريب; ولكن إذا قيل: هل تاب قبل الموت أم لا ؟ قال الله أعلم; فلا يقول ما ليس له به علم; ولكن ظهر عنه من الأقوال والأعمال ما أوجب كفره وقتله باتفاق المسلمين . والله أعلم به.

فكره

التصوف عند الحلاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه. عن إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال: «سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئًا إلاّ رأيت الله فيه.» . جزء من سلسلة مقالات حولالتصوف المفاهيم الشهادتان الصلاة الصوم الحج الزكاة الطهارة الشعر الصوفي علم النفس الصوفي الأبدال الإحسان الإنسان الكامل اللطائف الستة البقاء الدرويش الذوق السالك السلسلة العرفان العشق الفقير الفلسفة الصوفية القطب القلندر الكرامات الكشف الكون المنازل النور وحدة الوجود الولي اليقين الممارسات الأناشيد الذكر الحضرات المراقبة القوالي السماع الرقص الدائري الزيارات أعلام التصوف قائمة أعلام التصوف جنيد القشيري التستري البصري الكرخي الرفاعي الجيلاني ذو النون البدوي الدسوقي الشاذلي المرسي المحاسبي الغزالي الفقيه المقدم إبن عربي ابن عطاءالله الشعراني الأنصاري التاج السبكي السيوطي السرهندي الحداد البروسوي ابن كيران ابن عجيبة الكوثري عبد الحليم محمود محمد متولي الشعراوي الهرري كتب التصوف إحياء علوم الدين الرسالة القشيرية الفتوحات المكية قواعد التصوف الحكم العطائية قوت القلوب التعرف لمذهب أهل التصوف الجوهرة طرق صوفية الرفاعية القادرية الأحمدية الدسوقية النقشبندية السهروردية الشاذلية العلوية السنوسية المولوية الإدريسية تيجانية البكتاشية العروسية المريدية مصطلحات علم التصوف المحبة المعرفة الفناء البقاء السالك الشيخ الطريقة التجلي وحدة الوجود الزاوية السبحة الضريح التفسير الإشاري تصوفعنت

مرقده في بغداد

بني مرقد لهُ في بغداد في جانب الكرخ من مدينة بغداد في العراق، خلف مبنى مستشفى الكرامة، وتبلغ مساحته 150 متر مربع، أُعيد بناء المرقد وتم تجديده عام 2005م، من قبل ديوان الوقف السني في العراق.

الحلاج في الأدب العربي المعاصر

قناع الحلاج يوظّف بشكل واسع في الشعر العربي المعاصر منذ ستينيات القرن العشرين، مثلا، في أعمال عبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور وأدونيس. ومحمد لطفي جمعة ونجيب سرور. غنى من أشعاره الفنان مارسيل خليفة وكاظم الساهر وبشار زرقان وظافر يوسف. كما كتب عنه الكاتب والمسرحي الكندي كريم الراوي مسرحية مدينة السلام حيث عرض فيها هي قصة حياته وإعدامه بتهمة الزندقة.

حياته

الحسين بن منصور بن محمى الملقب بالحلاج يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه، هناك خلاف في أصله أعربي أم فارسي وترجع بعض المصادر نسبه إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري ، وهو من أهل البيضاء وهناك خلاف حولها هل هي البلدة التي ببلاد فارس، أم البلدة التي في جنوب العراق وهو ما رجحته الدراسات الأكاديمية ، نشأ في مدينة واسط التي تبعد ب180 كيلومترا جنوب بغداد في العراق، وصحب أبا القاسم الجنيد وغيره يقول الدكتور علي ثويني في الأصل العراقي للحلاج: وبالرغم من اقتران اسم الحلاج ببغداد فإنه لم يولد فيها وإنما ولد في أطراف واسط القريبة من جنوبها عام 858م في منطقة (البيضاء) التي يقال لها (الطور) وربما يكون ذلك الموضع يقع في تخوم (أهوار) العراق التي تدعى (البيضاء) حتى يومنا هذا، ويؤكد مسقط رأسه هذا المؤرخ (الاصطخري) الذي عاصره وذكر ذلك ابن الجوزي في (المنتظم) حيث ذكر (الحسين بن منصور المعروف بالحلاج من أهل البيضاء)، وهكذا فإنه عراقي المولد والمنشأ بالرغم من ادعاء البعض بفارسيته والتي لا يؤيدها منهج البحث التاريخي.ثم انتقل إلى البصرة قبل وروده بغداد وهو في الثامنة عشر من عمره. لم ترض فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالبًا محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذًا لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري بعد أن طال محاكمته سبع سنين واستتابه الخليفة فلم يرجع عن قوله. سبب تلقيبه الحلّاج أنه كان حلاج الأسرار، أي يُخبر عن أسرار الناس، وقيل إن السبب أنه ذهب إلى دكان حلاج وأراده أن يعمل له عملاً، فاعتذر الندّاف بأنه يحلج في دكانه، فقال له أبو مغيث الحلاج أنا أبقى في دكانك أحلج وأنت تذهب لقضاء عملي. نشأ الحسين الحلاج في واسط ثم دخل بغداد وتردّد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة، وأظهر للناس تجلدًا وتصبرًا على مكاره النفوس، من الجوع والتعرض للشمس والبرد. وكان الحلاج يظهر للغوغاء متلونًا لا يثبت على حال، إذ يرونه تارة بزي الفقراء والزهاد وتارة بزي الأغنياء والوزراء وتارة بزي الأجناد والعمال، وقد طاف البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعيًا على طريقته، فكان لهُ أتباع في الهند وخراسان، وبغداد والبصرة، وقد اتهمه مؤرخو أهل السنة بأنه كان مخدومًا من الجن والشياطين ولهُ حيل مشهورة في خداع الناس ذكرها ابن الجوزي وغيره، وكانوا يرون أن الحلاج يتلون مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم، وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو شيعة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساقًا.

شرح مبسط

أبو الْمُغِيث الحُسِّين بن مَنْصُور الحَلاَّج (858 - 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي.[4][5][6][7] اشتهر بقوله: «أنا الحق»، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية، بينما فسره آخرون على أنه حالة من إبادة الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم على أثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. على الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله، إلا أن الحلاج أصبح فيما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.[8]

شاركنا رأيك