شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Wed 10 Dec 2025 الساعة: 03:20 PM


اخر بحث





[ ثقافة إسلامية ] ما هو مفهوم الضروريات الخمس.. 5 ضرورات في الدين الإسلامي يمثلون الجوهر

تم النشر اليوم 10-12-2025 | [ ثقافة إسلامية ] ما هو مفهوم الضروريات الخمس.. 5 ضرورات في الدين الإسلامي يمثلون الجوهر
[ ثقافة إسلامية ] ما هو مفهوم الضروريات الخمس.. 5 ضرورات في الدين الإسلامي يمثلون الجوهر تم النشر اليوم [dadate] | ما هو مفهوم الضروريات الخمس.. 5 ضرورات في الدين الإسلامي يمثلون الجوهر

مفهوم الضروريات الخمس

الضروريات الخمس هي الضرورات التي توجد في الشريعة الإسلامية، والتي تعتبر أهمية الدين الإسلامي والجوهر له، وقد اتفق العلماء على أن الشريعة الإسلامية تحقق مصالح العباد في العاجل والآجل وقد اختلف الفقهاء في مسائل العلة والغاية من الأحكام التشريعية وقد ذهب العديد من الفقهاء حول العلة والسبب، وسوف نتعرف على مفهوم الضروريات الخمس في الفقه الإسلامي.

قواعد فقهية تتعلق بالضرورات

هناك بعض القواعد الفقهية التي تتعلق بالضرورات في الإسلام، وهذه القواعد الفقهية تتمثل في: قاعدة الضرورات تُبيح المحظورات من أهم القواعد الفقهية، وهي القاعدة التي تعني: أن كل ما يتم إباحته من المحظورات والمُحرمات مما تدعو إليه الضرورة يكون بالقدر التي تندفع به هه الضرورة، كما لا تحل الزيادة عن القدر المُباح والمُرخص به والاسترسال في المحظور. وقد قال الشافعي رحمه الله في هذا: “كلُّ ما أُحِلّ من مُحرّمٍ في معنى لا يحلّ إلّا في ذلك المعنى خاصّةً، فإذا زال ذلك المعنى عاد إلى أصل التحريم”. وهناك العديد من الأمثلة على هذه القاعدة الفقهية مثل أكل الميتة المقدم على الجوع الشديد الذي قد يكون فيه هلاك وموت للشخص، وبالتالي فإن أكل الميتة في هذه الحالة ليس مترتباً عليه إثم أو معصية لله تعالى. قاعدة الضرورة تُقدر بقدرها هذه القاعدة الفقهية مُتممة لقاعدة الضرورة تُبيح المحظورات وهي تعني أن الإنسان قد يضطر لارتكاب بعض المحظور والمُحرم دون تجاوز الحد فيه، وهذا نجده في قول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. كذلك قال الله تعالى: وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ. وهناك العديد من الأمثلة الهامة حول هذا الموضوع: مثل أكل الإنسان المُنقطع في الصحراء الميتة ولحم الخنزير وهو الأكل المُحرم بقدر ما يسد من الجوع ويُدفع به الموت والهلاك. وكذلك يجب على الإنسان المسلم عدم الزيادة في هذا الأمر حتى لا يترتب عليه شُبهة الإثم والوقوع في المعصية.

ما هي قاعدة درء التعارض بين الضروريات؟

قاعدة درء التعارض بين الضرورات الخمس، قاعدة فقهية تعني تعارض بعض الضرورات الهامة حول حفظ المال والنفس وغيرهما من الضروريات بالكلية، وذلك لارتباط بعضهما ببعض، مثل الدين الذي يحتاج للنفس التي تؤمن به، وكذلك يحتاج للماء الذي يساعد على نشره والدعوة إلى الله، وكذلك حفظ النفس والنسل والمال والعقل. وبالتالي فإن هناك قاعدة لدرء التعارض بين جميع هذه الأمور جميعاً وكذلك يجب تكامل هذه الضرورات مع بعضها البعض، وهذه نظرة جمهور الفقهاء والعلماء حول الضرورات الخمس والتي تعتبر جوهر الشريعة الإسلامية. تعرفنا على كثير من الجوانب المختلفة حول الضرورات الخمس للدين والشريعة الإسلامية، وهي من الأمور الهامة للدين وكيفية التعامل به مع الحياة بشكل عام، فقد أنزل الله الدين لحماية البشر وحماية حياتهم من الخطر، وهذا هو جوهر الضرورات الخمس التي تعرفنا عليها في هذا المقال.

ما هي أهم الضروريات الخمسة في الفقه الإسلامي؟

الضروريات الخمس المقصود بها المقاصد والغايات التي لابد منها، وذلك حتى تحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، وقد عرفها العلماء والفقهاء أنها الضروريات التي تعني المقاصد الحاجية والتحسينية واختلال الأمر الضروري يؤدي إلى اختلال الأمر الحاجي والتحسيني. وقد ذهب مثلاً الإمام الشاطبي وابن حلولو لاعتبار التكاملية في العلاقة بين المقاصد الثلاثة في الحاجيات والتحسينات لإكمال الضروريات وإتمامها. والضروريات تعني تحقيق مصالح العباد وهو جوهر الدين الحنيف، وقد دلل الشرع الحنيف العديد من الآيات القرآنية لمفهوم الضروريات، وهذه الادلة جميعها تركز على أن هذه الضروريات للتركيز على مصالح العباد وتحقيق المصلحة، مثل قول الله سبحانه وتعالى: رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. والآية السابقة ما هي إلا تثبت أن الرسل أرسلهم الله تعالى من أجل الهداية للناس وتكوين مفهوم الضروريات الكلي الذي سنتحدث عنه بالتفصيل. وأيضاً فإن الأدلة تثبت السبب من الحكم المنزل من الله تعالى على المؤمنين، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أي أن الصيام من ضمن الأمور التي تصل بنا للتقوى والعمل الصالح لذلك فهو الحكمة. أما تفصيل الضروريات الخمس والتي نتعرف عليه بعد قليل تدل عليه آية عظيمة كريمة من آيات الله عز وجل يبين فيها الضروريات الخمس وهي حفظ الدين وحفظ النفس والمال والعقل والنسل، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم وَلا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ*وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّـهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ*وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ. وسوف نتعرف بالتفصيل على هذه الضروريات الخمس في النقاط التالية: حفظ الدين والذي يعتبر من أهم الضروريات الخمس، وهو عبارة عن تثبيت أركان الدين والأحكام الحرص على الأداء وعدم التهاون في هذه الأحكام، ولقد شرع الدين العديد من الأعمال مثل النطق بالشهادتين والصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان المبارك وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، هذا إلى جانب الجوانب الحياتية من الدين والعبادات مثل الأذكار ودرء الفساد الواقع والمتوقع وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن صور حفظ الدين أيضاً إمامته ورعايته وحمايته من الفساد ويجب وجود نظام كامل لتنظيم أمور العباد في امور دينهم ودنياهم، وهذه جزء من مصلحة الدين والحفاظ والحماية له. حفظ النفس من الضروريات الهامة، وهو الثاني من الضروريات، حيث تهدف الشريعة الإسلامية في جوهرها تحقق النفس الإنسانية والحياة والكرامة والعزة والسلامة من الأذى علماً بأن حفظ النفس يتم من خلال التشريعات والقوانين المختلفة التي لها وسائل وطرق مختلفة منها ما يتعلق بالعبادات والمعاملات والسلوكيات التي اعتاد المجتمع عليها مثل عادات الأكل والشرب وما يلبي النفس الإنسانية التي تلزمه البقاء على قيد الحياة حيث ينال العبد الأجر والثواب عليها إن قصد بها امتثال أمر الله تعالى بينما يترتب عليه الإثم إن تسبب في هلاك نفسه بترك ما يحفظ حياته. وهناك المعاملات التي يتم وضع الأحكام والتشريعات التي تُنظم علاقات الناس فيما بينهم مثل انتقال الأملاك بمقابل ودون مقابل مثل تشريع العديد من التشريعات التي تحفظ النفس الإنسانية بعد أداء الفعل مثل تحريم الانتحار ومثل النهي عن تعريض النفس لأي أذى ممكن وتحريم قتل النفس دون وجه حق. حفظ العقل يعتبر حفظ العقل من أهم الضرورات التي توجد في جوهر الدين الإسلامي، فإن الدين والشريعة الإسلامية تحافظ على العقل الإنساني من جميع الجوانب، حيث تُحرم الخمر والمُسكرات التي تغيّب العقل عن الوعي. وذلك لأن العقل هو الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات، هذا وقد حث الإسلام العباد على التدبر والتفكر والتامل، وهذا بحفظ العقل وحمايته عن الجهل والخرافة ويمنع العقل من الوقوع فيها، ويدفع عن العقل الموبقات وكل ما يؤذي الفكر الإنساني، وبالتالي فإن ذلك نافعاً للنفس. كما تُحرم الشريعة الإسلامية العديد من الجوانب منها تحريم المخدرات وكل ما يذهب بالعقل ويقلل من نسبة الإدراك والوعي، وكان العقل هو أداة الإدراك والوعي والفهم بشكل عام ولابد من القيام بكافة الجوانب للحفاظ عليه. حفظ النسل حفظ النسل من الضرورات الخمس الهامة للغاية، حيث تقوم الشريعة الإسلامية بحفظ النسل وحفظ النسب وهي رابع الضرورات التي يُقصد بها التناسل الشرعي والتوالد من خلال العلاقة الزوجية الشرعية بين الرجل والمرأة بعيداً عن العلاقة غير الشرعية أو العلاقة المُحرمة وبالتالي فإن من حفظ النسب، الزواج الشرعي والحث عليه والقيام بنفقة المولود وحضانته ورضاعته وحفظ النسل من جانب الترك. هذا إلى جانب ضرورة تحريم الزنا ووجود الحجاب والبعد عن السلوكيات المنهي عنها والتي تجعل المراة عُرضة للقيام بالمحرمات هذا إلى جانب منع المراة من تزويج نفسها بل يجب وجود ولي خاصة إذا كانت بكراً، وكراهة الطلاق والانفصال إلا عند الضرورة واستحالة العشرة بين الطرفين. حفظ المال يُقصد به صيانة المال من التلف والضياع والنُقصان والسعي في نماء المال بالطريقة الشرعية الحلال، والحث على الكسب والسعي فقد قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ. وفي سبيل الحفاظ على المال من جانب الشريعة، فإن الإسلام حث على عدم تبذير المال والإسراف في الإنفاق، وكذلك حفظ المال من الحرام في المعاملات المختلفة مثل البيع والشراء وتحريم الربا والنهي عن غصب المال وسرقته والنهي عن أكل أموال الناس بالباطل.

لماذا الضروريات خمسة؟

الضروريات تنحصر في خمسة كما قلنا في النقاط السابقة، وهذا في راي الفقهاء والعلماء من جميع المذاهب، فعلى سبيل المثال نجد أن العلامة الآمدي قال أن واقع الحال يدل على حصرها على ذلك العدد ولا توجد ضرورة أو مقصد من المقاصد يخرج في العادة عنها. اما العلامة السبكي يرى ضرورة حفظ العرض إلى الضروريات الخمس وحفظ العرض يعني تحقيق معاني الكرامة والشرف والعفاف والرفعة، وقد وافق هذا المعنى العلامة الشوكاني الذي جعل الضرورات على اعتبار السبب والعلة منها بأن الإنسان العاقل لابد أن يبذل نفسه وماله دفاعاً عن العرض مما يدل على أهمية العرض عند الإنسان وضرورته. هذا إلى جانب أن الفرد قد يسامح من اعتدى عليه في المال بينما لا يسمح في العرض مثلاً، وقد وافق هذا الرأي الإمام ابن عاشور الذي الذ مثّل الأمر في البعد الاجتماعي فقد جاءت الشريعة الإسلامية لتمثل البعد الآخر بسلامة الاعتقاد والعمل وصلاح المجتمع كله وصلاح الأفراد وصلاح العمران الذي يتحقق بتنظيم العلاقة بين الجماعة ورعاية المصالح الإسلامية كليةً. وقد اختلف العلماء والفقهاء من ناحية أخرى على ترتيب الضروريات الخمس، فعلى سبيل المثال نرى العلامة الإمام الغزالي يذكر الترتيب أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. بينما نجد أن الآمدي وابن حاجب وغيرهما يرون أن العقل تابع لأصل النفس وبالتالي المحافظة على الأصل أولى من المحافظة على التبع وبالتالي فإن الآمدي يرى بتقديم حفظ النفس على حفظ الدين، وذلك لأن الدين المقصود به نيل السعادة الأبدية في الدار الآخرة وهي أن المقاصد الضرورية مُقدمة على المقاصد الحاجية وهي المُقدمة على التحسينية.

شاركنا رأيك