شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Tue 16 Dec 2025 الساعة: 02:13 AM


اخر بحث





- [ شركات طبية السعودية ] مؤسسة ركن لين التجارية ... الرياض
- اعاني من مغص شديد و عند الذهاب للحمام اصاب بتعرق شديد و شعور بالاستفراغ و دوخه و الم المغص شديد | الموسوعة الطبية
- [ مطاعم السعودية ] ساندويتشات صلاح و محمود
- [ دليل أبوظبي الامارات ] محطة بوقبي للخدمات ... أبوظبي
- [ صناعةوصناعة الثلج قطر ] مصنع سيلين للثلج
- [ مؤسسات البحرين ] قرمزي للمواد الغذائية ... منامة
- [ تعرٌف على ] فرونتينهاوزن
- [ أزياء وموضة ] 3 أنواع لفساتين سهرة حسب شكل جسمك
- عندي بنت عمرها سنتين وتعاني من امساك وصارلها ثمان اشهر هي تعاني وديتها طبيب يقولون فيها كسل بقولون وعطوني ادويه واستمريت معهم 3 اشهر وللاسف ماجاب نتيج | الموسوعة الطبية
- [ مواد البناء و التجارة قطر ] مؤسسة دهشور للتجارة والمقاولات

[ تعرٌف على ] تقي الدين السبكي

تم النشر اليوم 16-12-2025 | [ تعرٌف على ] تقي الدين السبكي
[ تعرٌف على ] تقي الدين السبكي تم النشر اليوم [dadate] | تقي الدين السبكي

مؤلفاته

كتاب الدرة المضية في الرد على ابن تيمية للإمام تقي الدين السبكي، عن نسخ الأستاذ الشيخ محمد زاهد الكوثري. ترك عدداً كبيراً من المؤلفات، بلغت نحو (211) مؤلفاً في كل فن من العلوم الشريعة، منه المطبوع ومنه ما زال مخطوطاً، ومن أهم مؤلفاته: السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن القيم). الدرة المضية في الرد على ابن تيمية. الاعتبار ببقاء الجنة والنار في الرد على ابن تيمية وابن القيم القائلين بفناء النار. نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الأيمان والطلاق. النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق. رفع الشقاق في مسألة الطلاق شفاء السقام في زيارة خير الأنام. السيف المسلول على من سب الرسول. إبراز الحكم من حديث رفع القلم. أحكام كل ما عليه تدل. الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول للقاضي ناصر الدين البيضاوي. المجموع شرح المهذب، والابتهاج في شرح المنهاج للإمام محيي الدين النووي. غيرة الإيمان الجلي لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي. سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف. ثلاثيات مسند الدارمي. بيان الأدلة في إثبات الأهلة. الاعتصام بالواحد الأحد من إقامة الجمعتين في البلد. أجوبة أهل مصر حول «تهذيب الكمال» للحافظ المزي. تعدد الجمعة وهل فيه متسع. تقييد التراجيح في صلاة التراويح. ضوء المصابيح في صلاة التراويح فتاوى السبكي. فتوى أهل الإسكندرية. فتوى العراقية. الرسالة العلائية. إحياء النفوس في حكمة وضع الدروس. كشف القناع في إفادة لو الامتناع. التحبير المذهب في تحرير المذهب. القول المُوعَب في القول الموجَب. لمعة الإشراق في أمثلة الاشتقاق. مُنية المباحث في حكم دين الوارث. الرياض الأنيقة في قسم الحديقة.

تلاميذه

جلس للتدريس وتتلمذ على يديه عدد كبير من الطلاب من أبرزهم: جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي. وسراج الدين عمر بن رسْلان البُلقيني. ومجد الدين الفيروزآبادي مؤلف (القاموس المحيط). والحافظ عبد الرحيم العراقي. والحافظ جمال الدين المزي. والحافظ علم الدين البرزالي. والقاضي صلاح الدين الصفدي. وشمس الدين محمد بن عبد الخالق المقدسي. والمؤرخ شمس الدين الذهبي. وأبو المعالي ابن رافع. والرحالة خالد بن أحمد البلوي.

أهم إنجازاته

إعلاء شأن المذهب الشافعي. تأليف عدد كبير من المؤلفات العلمية المهمة في مختلف العلوم. قال ابن الرفعة: إمام الفقهاء ومصنفاته تزيد على المائة والخمسين. وقال عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين: «في مفتاح السعادة: أما مصنفاته فجملتها من الكتب والرسائل مائة ونيف وعشرون وفي شذرات الذهب: صنف نحو مائة وخمسين كتابا». تتلمذ على يديه عدد كبير من التلاميذ. أكد استقلال القضاء عن السلطة الحاكمة.

أقوال العلماء فيه

قال عنه شمس الدين الداودي في طبقات المفسرين: «تقي الدين أبو الحسن الفقيه الشافعي المفسر الحافظ الأصولي النحوي اللغوي المقرئ البياني الجدلي الخلافي النظار البارع، شيخ الإسلام أوحد المجتهدين.» وقال عنه زين الدين العراقي: «تفقه به جماعة من الأئمة وانتشر صيته وتواليفه ولم يخلف بعده مثله.» وقال عنه الإسنوي في طبقاته: «كان أنظر من رأيناه من أهل العلم، ومن أجمعهم للعلوم، وأحسنهم كلاماً في الأشياء الدقيقة، وأجلدهم على ذلك، إن هطل در المقال فهو سحابه، أو اضطرم نار الجدال فهو شهابه، وكان شاعراً أديباً، حسن الحظ، وفي غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان آحاد المستفيدين منه، خيّراً، مواظبا على وظائف العبادات، كثير المروءة، مراعياً لأرباب البيوت، محافظاً على ترتيب الأيتام في وظائف آبائهم.» وقال عنه خير الدين الزركلي في الأعلام: «علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن، تقيّ الدين: شيخ الإسلام في عصره، وأحد الحفاظ المفسرين المناظرين. وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات. ولد في سبك (من أعمال المنوفية بمصر) وانتقل إلى القاهرة ثم إلى الشام. وولي قضاء الشام سنة 739 هـ واعتل فعاد إلى القاهرة، فتوفي فيها، من كتبه "الدر النظيم" في التفسير، لم يكمله، و "مختصر طبقات الفقهاء" و "إحياء بالنقوس في صنعة إلقاء الدروس" و "الإغريض، في الحقيقة والمجاز والكنية والتعريض" و "التمهيد فيما يجب فيه التحديد - ط" في المبايعات والمقاسمات والتمليكات وغيرها، و "السيف الصقيل - ط" رأيته بخطه في 25 ورقة في المكتبة الخالدية بالقدس، في الرد على قصيدة نونية تسمى "الكافية" في الاعتقاد، منسوبة إلى ابن القيم، و "المسائل الحلبية وأجوبتها - خ" في فقه الشافعية، و "السيف المسلول على من سب الرسول - خ" و "مجموعة فتاوى - ط" و "شفاء السقام في زيارة خير الأنام - ط" و "الابتهاج في شرح المنهاج - خ" فقه. ورأيت "مجموعة - خ" بخطه في مجلد ضخم، تشتمل على رسائل كثيرة له، منها "الأدلة في إثبات أهلة" و "الاعتبار ببقاء الجنة والنار" وفتاوى، وغير ذلك. ورأيت مجموعة أخرى كلها بخطه (في الرباط 306 أوقاف) تشتمل على تسع رسائل، منها "المخاورة والنشاط، في المجاورة الرباط" و "مصمي الرماة من وقف حماة" إلخ. واستوفى ابنه "تاج الدين" أسماء كتبه، وأورد ما قاله العلماء في وصف أخلاقه وسعة علمه.» وقال عنه عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين: «علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الانصاري، الخزرجي السبكي، الشافعي، (تقي الدين، أبو الحسن) عالم مشارك في الفقه والتفسير والأصلين والمنطق والقراءات والحديث والخلاف والأدب والنحو واللغة والحكمة. ولد بسبك العبيد من أعمال المنوفية بمصر في صفر، وتفقه على والده، ودخل القاهرة، وولي قضاء الشام، وتوفي في جمادى الآخرة بظاهر القاهرة، ودفن بمقابر الصوفية. من تصانيفه الكثيرة: الابتهاج في شرح المنهاج للنووي، الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، الطوالع المشرقة في الوقف على طبقة بعد طبقة، المواهب الصمدية.» وقال عنه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: «وفيها قدم القاضي تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي من الديار المصرية حاكما على دمشق وأعمالها، وفرح الناس به، ودخل الناس يسلمون عليه لعلمه وديانته وأمانته، ونزل بالعادلية الكبيرة على عادة من تقدمه، ودرس بالغزالية والأتابكية، واستناب ابن عمه القاضي بهاء الدين أبو البقاء، ثم استناب ابن عمه أبا الفتح، وكانت ولايته الشام بعد وفاة قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحيم القزويني الشافعي، على ما سيأتي بيانه في الوفيات من هذه السنة.» وقال عنه أيضاً في نفس الكتاب: «قال البرزالي - ومن خطه نقلت -: وفي يوم الأحد سادس عشر شوال ذكر الدرس الإمام العلامة تقي الدين السبكي، المحدث بالمدرسة الكهارية عوضا عن ابن الأنصاري أيضا...» وقال عنه اليافعي في مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان: «وفي الشهر المذكور قدم الإمام العلامة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي متوليا قضاء القضاة في البلاد الشامية، وفرح العالم به لدينه وعفته وعلومه الباهرة، وأوصافه الجميلة.» وقال عنه ابن حجر الهيتمي في كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم: «...شيخ الإسلام، وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته: التقي السبكي قدس الله روحه ونور ضريحه...» وقال عنه في كتابه الفتاوى الحديثية: «...الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن السبكي...» وقال عنه الحافظ أبو المحاسن الحسيني: «عني بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئاً كثيراً من سائر علوم الإسلام، وهو ممن طبق الممالك ذكره ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره، وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان في أقطار البلدان، وكان ممن جمع فنون العلم .. مع الزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه.» وقال عنه ابن عابدين: «...بل يكفي في ذلك الإمام السبكي وحده، فقد قيل في حقه: لو درست المذاهب الأربعة لأملاها من صدره.» وقال عنه الحافظ الذهبي: . الآية، كشف الدسائس في هدم الكنائس، تنزيل السكينة على قناديل المدينة، الطريقة النافعة في المساقاة والمخابرة والمزارعة، من أقسطوا ومن غَلَوا في حكم من يقول لو، نيل العلا في العطف بلا، حفظ الصيام عن فوت التمام، معنى قول الإمام المطلبي: إذا صح الحديث فهو مذهبي. القول المختطف في أدلة «كان إذا اعتكف»، كشف اللبس عن المسائل الخمس، غيرة الإيمان الجلي لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، بيع المرهون في غيبة المديون، الاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص، تسريح الناظر في انعزال الناظر، جزء في تعدد الجمعة؛ وغير ذلك. وله فتاوى كثيرة جمعها ولده في ثلاثة مجلدات. توفي بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، يوم الاثنين رابع جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة.» ورثاه شاعر العصر الأديب جمال الدين بن نباتة بقوله: نعاه للفضل والعلياء والنسبناعيه للأرض والأفلاك والشهب ندب رأيناه وجوب الندب حين مضىفأي حزن وقلب فيه لم يجب نعم إلى الأرض ينعى والسماء علافقيدكم يا سراة المجد والحسب بالعلم والعمل المبرور قد ملئتأرض بكم وسماء عن أب فأب مقدم ذكر ماضيكم ووارثهفي الوقت تقديم بسم الله في الكتب آها لمجتهد في العلم يندبهمن بات مجتهدا في الحزن والحرب بينا وفود العلا والعلم ينزلهمإذ نازلتنا الليالي فيه عن كثب وأقبلت نوب الأيام ثائرةإذ كان عونا على الأيام والنوب ففاجأتنا يد التفريق مسفرةعن سفرة طال فيها شجو مرتقب وجاء من نحو مصر مبتدا خبرلكن به السمع منصوب على النصب قالت دمشق بدمع النهر واخبرافزعت فيه بآمالي إلى الكذب حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاشرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي وكلمتنا سيوف الكتب قائلةالسيف أصدق إنباء من الكتب وقال موت فتى الأنصار مغتبطاالله أكبر كل الحسن في العرب لقد طوى الموت من ذاك الفريد حلىكانت جلا الدين والأحكام والريب وخص مغنى دمشق الحزن متصلابفرقتين أبانتها على وصب بين وموت يئوب الغائبون ومنيجمع له مقسما بالله لم يؤب كادت رياح الأسى والشجو يعكسهاحتى الغصون بها معكوسة العذب والجامع الرحب أضحى صدره حرجاوالنسر ضم جناحيه من الرهب وللمدارس هم كاد يدرسهالولا تدارك أبناء له نجب من للهدى والندى لولا بنوه ومنللفضل يسحب أذيالا على السحب من للفتوة والفتوى يجالسهفي الضيعتين وللآداب والأدب من للتواضع حيث القدر في صعدعلى النجوم وحيث الحكم في صبب أمضى من النصل في نصر الهدى فإذاسلت نصال العدى أوفى من النكب من للتصانيف فيها رتبة وهدىورجم باغ فيا لله من شهب من للفضائل والإفضال قد جمعتمتن السراة إلى دان بها درب ذو همة في العلا والعلم قد بلغتشأو السماك وما ينفك في دأب من للتهجد أو من للدعا بسطتبه الوجود فينا راحتا تعب حتى رأى العلم شفع الشافعي بهفقال من ذا وذا أدركت مطلبي من للمدائح فيه قد جلت وصفتكأنما افتر منها الطرس عن شنب من للمدائح قد قامت خطابتهاعلى معاليه في قاص ومقترب لهفي وقد لبست حزنا لفرقتهمدادها أسطر الأشعار والخطب لهفي لمظلم مدح فكر أجمعهمبالهم لا بالذكا أمسى أبا لهب كأن أيدي الورى تبت وقد قعدتمن عي أقلامها حمالة الحطب لهفي على الظهر في عرض وفي سعةوفي لسان وفي حلم وفي غضب واقي الشريعة من تخليط من جهلوافما يخوضون في جد ولا لعب محجب غير ممنوع اللقا بسناعليائه ومهيب غير محتجب أضحى لسبك فخار من مناقبهعلى العراق فخار غير منتقب لهفي لعلمين: مروي ومجتهدلهفي لفضلين: موروث ومكتسب آها لمرتحل عنا وأنعمهمثل الحقائب والطلاب والحقب إيمان حب على الأوطان حركهحتى قضى نحبه يا طول منتحب لهفي لكل وقور من بنيه بكىوهو الصواب بصوب واكف السرب وكل نادبة للحجب قلن لهايا أخت خير أخ يا بنت خير أب إلى الحسين انتهى مسرى علي فلامنيت يا خارجي الهم بالغلب يا ثاويا والثنا والمجد ينثرهبقيت أنت وأفنتنا يد الكرب نم في مقام نعيم غير منقطعونحن في نار حزن غير متئب سهام حزن قسمناها عليك فإنتقسم برق وإن ترم الحشا تصب ما أعجب الحال لي قلب بمصروفيدمشق جسم ودمع العين في حلب من لي بمصر التي ضمتك تجمعناولو بطون الثرى فيها فيا طربي بالرغم منا رثاء بعد مدحك لايسلي ونحن مع الأيام في لجب ما بين أكبادنا والهم فاصلةولا نرى لصنيع الشعر من سبب أما القريض فلولا نسلكم كسدتأسواقه وعدت مقطوعة الجلب قاضي القضاة عزاء عن إمام تقيبالفضل أوصى وصاة المرء بالعقب فأنت في رتبة عليا وما وسقتبحر يحدث عنه البحر بالعجب ما غاب عنا سوى شخص لوالدكموعلمه والتقى والجود لم يغب جادت ثراك أبا السادات سحب رضاتزهى بذيل على مثواك منسحب وسار نحوك منا كل شارقةسلام كل شجي القلب مكتئب تحية الله نهديها ونتبعهافبعد فقدك ما في العيش من أرب وخفف الحزن أنا لاحقون بمنمضى فامضي شباة الحارب الدرب إن لم يسر نحونا سرنا إليه علىأيامنا والليالي الدهم والشهب إنا من الترب أشباح مخلقةفلا عجيب مآل الترب للترب ورثاه الصلاح الصفدي بقوله: وقال عنه ابنه تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: «علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام ابن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار ابن سليم السبكي، الشيخ الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر المقرئ الأصولي المتكلم النحوي اللغوي، الأديب الحكيم المنطقي الجدلي الخلافي النظار، شيخ الإسلام قاضي القضاة، تقي الدين أبو الحسن:» أي طود من الشريعة مالازعزعت ركنه المنون فمالا أي ظل قد قلصته المناياحين أعيا على الملوك انتقالا أي بحركم فاض بالعلم حتىكان منه بحر البسيطة آلآ أي حبر مضى وقد كان بحرافاض للواردين عذبا زلالا أي شمس قد كورت في ضريحثم أبقت يضي وهلالا مات قاضي القضاة من كان يرقىرتب الاجتهاد حالا فحالا مات من فضل علمه طبق الأرض مسيرا وما تشكى كلالا كان كالشمس في العلوم إذا ماأشرقت أصبح الأنام ذبالا كان كل الأنام من قبل ذا العصر عليه في كل علم عيالا كان فرد الوجود في الدهر يزهىبمعالي أهل العلوم جمالا فمضوا قبله وكان ختامابعدهم فاعتدى الزمان وصالا كملت ذاته بأوصاف علمعلم البدر في الدياجي الكمالا وأنام الأنام في مهد عدلشمل الخلق يمنة وشمالا فلمن بعده نسد رحاباولمن بعده نشد رحالا وهو إن رمت مثله في علاهلم تجد في السؤال عنه سوى لا أحسن الله للأنام عزاهمفهمو بالمصاب فيه ثكالى ومصاب السبكي قد سبك القلــب وأودى منا الجلود انتحالا خزرجي الأصول لو فاخر النجــم علا مجده عليه وطالا خلق كالنسيم مر على الروض سحيرا وعرفه قد توالى ويد جودها يفوق الغواديتلك ما أنعمت ودامت نوالا أيها الذاهب الذي حين ولىصار منه عز الدموع مذالا لو أفاد الفداء شخصا لجدنابنفوس على الفدا لا تغالى نفس طال ما تنفس عنهامنك كرب يكظها واستحالا أنت بلغتها المنى في أمانفاستفادت عزا وعزت منالا من لنا إن درجت شجوا شكونامن أذاها في الدهر داء عضالا كنت تجلو ظلامها ببيانحل من عقلنا الأسير عقالا من يعيد الفتوى إلى كل قطرمنه جاءت جوابها يتلالا قد أصبت الصواب فيها وأهديــت هداها وقد محوت الضلالا فيقول الورى إذا ما رأوهاهكذا هكذا وإلا فلالا فليقل ما يشا أما جاء أن الموت أردى الغضنفر الرئبالا وإذا ما خلا الجبان بأرضطلب الموت وحده والنزالا قد تقضي قاضي القضاة تقي الدين سبحان من يزيل الجبالا فالدراري من بعده كاسفاتوإذا ما بدا نراها خجالى كان طودا في علمه مشمخرامد في الناس من بنيه ظلالا فبه عزها ونعمة تاجفوق فرق العلاء رف اعتدالا هو قاضي القضاة صان حماهمن عوادي الزمان ربى تعالى وهداه للحكم في كل يومفيه يرعى الأيتام والأطفالا وحباه الصبر الجميل ووفاهـ ثوابا يزجي سحابا ثقالا ليفيد العدا جلادا ويعدوفيعيد الندى ويبدي الجدالا إمام الناس جامع كل علمفريد الدهر أسمى من تسامى له التفسير للقرآن ألقتإليه معادن العلم الزماما وفي فن الحديث إليه تنضىركائب من يه طلب القياما وفي فن الأصول له سمووفي نوع الفروع غدا الهماما وفي العربية الأمثال سارتبها في الخافقين له دواما حوى لغة وتصريفا ونحواوأبياتا به تسمو نظاما وأنسابا وتاريخا مبينالأحوال الذين غدوا عظاما بديع بيان أسلوب المعانيإذا شرح اسمها للمرء هاما وفي علم العروض وفي القوافيوالاستدلال لم يأل اهتماما وفي علم الكلام وكل بحثغدا الحبر المقدم والإماما شيخ المسلمين في زمانه، والداعي إلى الله في سره وإعلانه، والمناضل عن الدين الحنيفي بقلمه ولسانه، أستاذ الأستاذين، وأحد المجتهدين، وخصم المناظرين، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، والمشمر في رضا الحق وقد أضاءت النجوم، شافعي الزمان، وحجة الإسلام المنصوب من طرق الجنان، والمرجع إذا دجت مشكلة وغابت عن العيان، عباب لا تكدره الدلاء، وسحاب تتقاصر عنه الأنواء، وباب للعلم في عصره، وكيف لا وهو علي الذي تمت به النعماء: وكان من العلوم بحيث يقضىله من كل علم بالجميع وكان من الورع والدين، وسلوك سبيل الأقدمين على سنن ويقين، إن الله مع المتقين، صادع بالحق لا يخاف لومة لائم، صادق في النية لا يختشي بطشة ظالم، صابر وإن ازدحمت الضراغم، منوط به أمر المشكلات في دياجيها، محطوط عن قدره السماء ودراريها، مبسوط قلمه ولسانه في الأمة وفتاويها، شيخ الوقف حالا وعلما، وإمام التحقيق حقيقة ورسما، وعلم الأعلام فعلا واسما إذا تغلغل فكر المرء في طرفمن مجده غرقت فيه خواطره لا يرى الدنيا إلا هباء منثورا، ولا يدري كيف يجلب الدرهم فرحا والدينار سرورا، ولا ينفك يتلو القرآن قائما وقاعدا راكبا وماشيا ولو كان مريضا معذورا، وكان دعواته تخترق السبع الطباق، وتفترق بركاتها فتملأ الأفاق، وتسترق خبر السماء، وكيف لا وقد رفعت على يد ولي الله تفتح له أبوابها ذوات الإغلاق، وكانت يداه بالكرم مبسوطتين، لا يقاس إلا بحاتم، ولا ينشد إلا: ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** ) ولا يعرف إلا العطاء الجزل ( وتأتي على قدر الكرام المكارم *** ) يد تلوح لأفواه تقبلهافتستقل الثريا أن تكون فما وللمعاني الحسان الغر تكتبهابأحسن الخط لما تمسك القلما وللعفاة لتوليهم عوائدهافلا يرى الغيث شيئا لو وفى وهمى وللدعائي طول الليل يرفعهاإلى الإله ليولين به النعما أعظم بها نعما كالبحر ملتطماوالغيث منسجما والجود منقسما يواظب على القرآن سرا وجهرا لا يقرن ختام ختمة إلا بالشروع في أخرى، ولا يفتتح بعد الفاتحة إلا سورة تترى، مع تقشف لا يتردع معه غير ثوب العفاف، ولا يتطلع إلى ما فوق مقدار الكفاف، ولا يتنوع إلا في أصناف هذه الأوصاف، يقطع الليل تسبيحا وقرآنا، وقياما لله لا يفارقه أحيانا، وبكاء يفيض من خشية الله ألوانا، أقسم بالله أنه لفوق ما وصفته، وإني لناطق بها وغالب ظني أني ما أنصفته، وإن الغبي سيظن في أمرا ما تصورته: وما علي إذا ما قلت معتقديدع الحسود يظن السوء عدوانا هذا الذي تعرف الأملاك سيرتهإذا ادلهم دجى لم يبق سهرانا هذا الذي يسمع الرحمن صائحهإذا بكى وأفاض الدمع ألوانا هذا الذي يسمع الرحمن دعوتهإذا تقارب وقت الفجر أو حانا هذا الذي تعرف الغبراء جبهتهمن السجود طوال الليل عرفانا هذا الذي لم يغادر سيل مدمعهأركان شبيبته البيضاء أحيانا والله والله والله العظيم ومنأقامه حجة في العصر برهانا وحافظا لنظام الشرع ينصرهنصرا يلقيه من ذي العرش غفرانا كل الذي قلت بعض من مناقبهما زدت إلا لعلي زدت نقصانا وما زال في علم يرفعه، وتصنيف يضعه، وشتات تحقيق يجمعه، إلى أن سار إلى دار القرار، وما ساد أحد ناواه ولا كان ذا استبصار، ولا ساء من والاه بل عمه بالفضل المدرار، ولا ساغ بسوى طريقه الاهتداء والاعتبار، ولا ساح بغير ناديه نيل يخجل وابل الأمطار، ولا ساخ قدم فتى قام بنصرته وقال أنصر بقية الأنصار، ولا سال إلا ويداه مبسوطتان وابل كرم في هذه الديار، ولا سامة أحد بسوء إلا وكانت عليه دائرة الفلك الدوار، ولا ساقه الله حين قبضه إلا إلى جنة عدن أعدت لأمثاله من المتقين الأبرار «ولد في ثالث صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة..... ثم إنه دخل القاهرة مع والده، وعرض محافيظ حفظها: التنبيه، وغيره، على ابْن بنت الأعز، وغيره، وقيل: إن والده دخل به إلى شيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد، عرض عليه التنبيه، وإن الشيخ تقي الدين، قال لوالده: رد به إلى البر إلى أن يصير فاضلا عد به إلى القاهرة، فرد به إلى البر. قال الوالد : فلم أعد إلا بعد وفاة الشيخ تقي الدين ففاتتني مجالسته في العلم، وسمعت الوالد يقول: أنا ما أتحقق الشيخ تقي الدين، ولكني أذكر أني دخلت دار الحديث الكاملية بالقاهرة، ورأيت شيخا هيئته كهيئة الشيخ تقي الدين الموصوفة لنا، لعله هو، وسمعت الحافظ تقي الدين أَبَا الفتح ابْن العم رحمه اللَّه، يقول: هو الشيخ تقي الدين، ولكن الشيخ الإمام لورعه لا يجزم مع أدنى احتمال، ثم لما دخل القاهرة بعد أن صار فاضلا تفقه على شافعي الزمان الفقيه نجم الدين بْن الرفعة، وقرأ الأصلين، وسائر المعقولات على الإمام النظار علاء الدين الباجي، والمنطق، والخلاف على سيف الدين البغدادي، والتفسير على الشيخ علم الدين العراقي، والقراءات على الشيخ تقي الدين بْن الصائغ، والفرائض على الشيخ عَبْد اللَّه الغماري المالكي، وأخذ الحديث عن الحافظ شرف الدين الدمياطي، ولازمه كثيرا، ثم لازم بعده وهو كبير إمام الفن الحافظ سعد الدين الحارثي، وأخذ النحو عن الشيخ أَبِي حيان، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بْن عطاء اللَّه، وسمع بالإسكندرية من أَبِي الْحُسَيْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن الصواف، وعبد الرحمن بْن مخلوف بْن جماعة، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام. وبالقاهرة من علي بْن نصر بْن الصواف، وعلي بْن عيسى بْن القيم، وعلي بْن مُحَمَّد بْن هارون الثعلبي، والحافظ أَبِي مُحَمَّد عَبْد المؤمن بْن خلف الدمياطي، وشهاب بْن علي المحسني، والحسن بْن عَبْد الكريم، سبط زيادة، وموسى بْن علي بْن أَبِي طالب، ومحمد بْن عَبْد العظيم بْن السقطي، ومحمد بْن المكرم الأنصاري، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن عيسى الصوفي، ومحمد بْن نصير بْن أمين الدولة، ويوسف بْن أَحْمَد المشهدي، وعمر بْن عَبْد العزيز بْن الْحُسَيْن بْن رشيق، وشهدة بنت عمر بْن العديم. وبدمشق من ابن الموازيني، وابن مشرف، وأبي بكر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الدائم، وأحمد بْن موسى الدشتي، وعيسى المطعم، وإسحاق بْن أَبِي بكر بْن النحاس، وسليمان بْن حمزة القاضي، وخلق. وأجاز له من بغداد الرشيد بْن أَبِي القاسم، وإسماعيل بْن الطبال، وغيرهما، وجمع معجمه الجم الغفير، والعدد الكثير، وكتب بخطه، وقرأ الكثير بنفسه، وحصل الأجزاء الأصول والفروع، وسمع الكتب والمسانيد، وخرج، وانتقى على كثير من شيوخه، وحدث بالقاهرة، ودمشق. سمع منه الحفاظ: أَبُو الحجاج المزي، وأبو عَبْد اللَّه الذهبي، وأبو مُحَمَّد البرزالي، وغيرهم. ذكره الذهبي في المعجم المختص فقال: القاضي الإمام العلامة الفقيه المحدث الحافظ فخر العلماء تقي الدين أَبُو الْحَسَن السبكي، ثم المصري الشافعي، ولد القاضي الكبير زين الدين، مولده سنة ثلاث وثمانين وست مائة. سمع من الدمياطي، وطبقته، وبالثغر من شيخنا يحيى الصواب، لحقه بآخر رمق، وبدمشق من ابن الموازيني، وابن مشرف، وبالحرمين. وكان صادقا متثبتا خيرا دينا متواضعا، حسن السمت، من أوعية العلم، يدري الفقه ويقرره، وعلم الحديث ويحرره، والأصول ويقرئها، والعربية ويحققها، ثم قرأ بالروايات على تقي الدين بْن الصائغ، وصنف التصانيف المتقنة، وقد بقي في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل. سمعت منه، وسمع مني، وحكم بالشام، وحمدت أحكامه فالله يؤيده ويسدده، سمعنا معجمه بالكلاسة، انتهى. وذكره أيضا في معجم شيوخه، وفي تذكرة الحفاظ، وغيرهما من كتبه، وذكره الفاضل الأديب أَبُو العباس أَحْمَد بْن يحيى بْن فضل اللَّه العمري في كتاب مسالك الأبصار، فقال بعد ذكر نسبه: حجة المذاهب، مفتي الفرق، قدوة الحفاظ، آخر المجتهدين، قاضي القضاة تقي الدين أَبُو الْحَسَن، صاحب التصانيف، التقي البر العلي القدر.»

حياته

ولد في غرة صفر سنة 683 هـ في قرية سبك الأحد (سبك العبيد) ـ إحدى قرى محافظة المنوفية حالياً ـ وتعلم في صغره على والده الذي هيأ له الجو المناسب لتحصيل العلم؛ وانتقل مع أبيه إلى القاهرة حيث تتلمذ على عدد من أعيان عصره، وعلى رأسهم أبوه الشيخ عبد الكافي السبكي، وكان من نواب شيخ الإسلام ابن دقيق العيد في القضاء، وقد اعتنى به كثيراً ليتفرغ لطلب العلم، حتى صار من أعلام الشافعية وعلمائها المعدودين، وجلس للتدريس في مصر والشام، ولقب بآخر المجتهدين، وقد اشتهر بقوة الذاكرة وسعة الحافظة حتى أنه كان يحفظ كل ما يطالعه ولا ينساه، حتى صار أعجوبة عصره. وكان كثير التعظيم للصوفية والمحبة لهم، يقول: «طريق الصوفي إذا صحت هي طريقة الرشاد التي كان السلف عليها»، وقد نال حظوة كبيرة عند الناصر محمد بن قلاوون وكبار رجال الدولة المملوكية المعاصرين حتى جرى في مصالح الناس، وقد عرف عن الشيخ تقشفه في شتى جوانب الحياة، وقد تولى عددا من الوظائف في مصر مثل التدريس في المدرسة المنصورية والهكارية وجامع الحاكم وخطب في جامع أحمد بن طولون، ثم سافر ليتولى القضاء بدمشق عام 739 هـ / 1339 م بعد إلحاح من الناصر محمد بن قلاوون، وقد ضرب أروع الأمثلة في ولايته على هذه الوظيفة للحيدة والنزاهة والتمسك بالحق، وكف الظلم حتى قال عنه صلاح الدين بن أيبك الصفدي: «باشر قضاءها بصلف زائد وسلوك ما حال عن جادة الحق ولا حاد، منزه النفس عن الحطام منقادا إلى الزهد الصادق بخطام، مقبلا على شأنه في العمل، منصرفاً إلى تحصيل السعادة الأبدية فماله في غيرها أمل، ناهيك به من قاض، حكمه في هذا الإقليم متصرف الأوامر، وحديثه في العفة عن الأموال عُلالة المسامر، ليس ببابه من يقول لخصم هات، ولا من يجمجم الحق، أو يموع الترهات». وفي دمشق تولى عدداً من الوظائف مثل رواية الحديث، والتدريس بالمدرسة المسرورية، ومشيخة المدرسة الأشرفية إلى جانب القضاء، والخطابة بالجامع الأموي، ثم تنازل عن القضاء لولده تاج الدين عبد الوهاب السبكي، وعاد للقاهرة وتوفي بها في الثالث من جمادى الثانية سنة 756 هـ، ودفن بمقبرة سعيد السعداء بالقاهرة، ورثاه صلاح الدين الصفدي بقصيدة طويلة. وكانت ولايته لقضاء دمشق سبباً لصدامه مع السلطات الحاكمة بسبب صلابته في الحق حيث أنه كان لا يخشى في الله لومة لائم، فلا يقضي إلا بما استراح إليه ضميره على أساس من الشرع، حتى قال أحد كبار الأمراء المماليك وكان يدعى بدر الدين بن جنكلي بن البابا: «نحن مع هذا السبكي في صداع» كذلك وقف في وجه أرغون شاه نائب الشام واحتد الموقف بينهما ذات مرة حتى قال له: «يا أمير أنا أموت وأنت تموت».

وفاته

استبد بتقي الدين السّبكي المرض وبدأ فيه الضعف في سنة 755 هـ، واستمر به الحال على مرضه في دمشق إلى أن ولي ابنه الإمام تاج الدين عبد الوهّاب بن علي السبكي، فمكث في دمشق عدة شهور ثم سافر تقي الدين علي السبكي إلى مصر، فودعه الناس والقلوب متلهفة من حوله تخشى عليه وعثاء السفر مع الكبر والضعف والمرض. فوصل إلى مصر وأقام بها دون عشرين يومًا ففي ليلة الاثنين الثالث من جمادى الآخرة سنة 756 هـ فاضت روح الشيخ تقي الدين السبكي عن عمر 73 سنة. فنادي منادٍ في المدينة أن قد مات آخر المجتهدين، مات عالم الزمان، ثم حمل العلماء نعشه، فازدحم الخلق وسار به السائرون حتى دفن بمقبرة سعيد السُّعداء خارج باب النصر.

صفته

كان تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي جميل الصورة، بهي الطلعة، عليه جلالٌ ووقار، ومهابةٌ وافرةٌ، قال تلميذه الصفدي: «فمٌ بسامٌ، ووجهٌ بينَ الجمالِ والجلال قسّام»، وقال ابن فضل الله: «جبينٌ كالهلال، ووقارٌ عليه سِيما الجلال». وكان من الدين والتقوى والورع والعبادة وسلوك سبيل الأقدمين على قدم عظيمة، مع غاية الكرم والسخاء والحِلم، فلم ينتقم لنفسه قط، بل يصفح ويعفو، شديد الحياء متواضعًا، في غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان أحدِ المستفيدين منه، ولم يُسمَعْ يَغتابُ أحدًا قط، من الأعداء ولا من غيرهم. وكان زاهدًا في الدنيا لا يستكثر على أحد منها شيئا مُقْبلا بكُلِّيته على الآخرة، قليلَ الطعام والمنام، زهيدَ الملبس، مُعرضًا عن الخلق، متوجهًا إلى الحق، دائم التلاوة والذكر والتهجّد، كثيرَ المراقبة لدخائل النفس، منتصرًا للحق لا يحابي فيه أحدًا، وقد لقي بسبب ذلك شدائد كثيرة. وكان كثير المحبة للصالحين والأولياء، متأدبًا مع العلماء، المتقدمين منهم والمتأخرى ن، كثير التعظيم للصوفية والمحبة لهم، ويقول: «طريق الصوفي إذا صحت هي طريقة الرشاد التي كان السَّلفُ عليها». وكان الشيخ نادرةَ العصر في الإحاطة بفنون العلم وسَعةِ الإطلاع، ضاربًا بسهمه في مختلف العلوم الشرعية وكذلك العلوم الأخرى كالأدب واللغة والتاريخ والحساب وغيرها، مع البراعة والتحقيق، أما في البحثُ والتحقيقُ وحسنُ المناظرة فقد كان أستاذَ زمانه، وفارسَ ميدانه ولا يختلف عليه اثنان في أنه البحر الذي لا يُساجلُ في ذلك، وكان من كبار أعلام المذهب معرفةً واطلاعًا وتحريرًا وتدقيقًا، حيث شرح المنهاج وكمّل كتاب «المجموع في شرح المهذب» وتخرّج على يديه من كبار الأئمة في المذهب كالإسنوي والبلقيني وابن النقيب المصري وابن الملقن وغيرهم. حتى أن له معرفة بجميع المذاهب الأخرى إلى أن أصبح إمامًا مجتهدًا، وكان آيةً في استحضار التفسير، ومتون الأحاديث وعزوها، ومعرفة العِللِ وأسماء الرجالِ، وتراجمِهم، ووفياتهم، ومعرفةِ العالي والنازل، والصحيح والسقيم، وعجيب الاستحضار وللمغازي والسِّيَر والأنساب، والجرح والتعديل، آيةً في استحضار مذهبِ الصحابةِ والتابعينَ وفِرَق العلماء.

نسبه

أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار بن سليم السبكي، الخزرجي، الأنصاري.

شيوخه

حرص والده على أن يتفرغ للعلم ومن ثم وفر له جوا مناسبا لتحصيل أكبر قدر من العلوم حيث تتلمذ على عدد من أعيان علماء عصره، ومنهم: الشيخ شمس الدين بن الجزري الذي تلقى على يديه علم الكلام. والشيخ نجم الدين بن الرفعة شيخ الشافعية في زمانه والذي أخذ عنه الفقه الشافعي. والحافظ شرف الدين الدمياطي وقد أخذ عنه الحديث. كما تتلمذ على يد الحافظ سعد الدين الحارثي الحنبلي، وشيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد، وجلس إلى أبي حيان الأندلسي وأخذ عنه النحو، وأخذ التصوف عن ابن عطاء الله السكندري، كما قرأ الأصلين (أصول الدين وأصول الفقه) وسائر المعقولات على الإمام علاء الدين الباجي، وأخذ المنطق عن سيف الدين البغدادي، وجلس إلى الشيخ علم الدين العراقي وأخذ عنه التفسير، كما جلس للشيخ عبد الله الغماري المالكي. كما تلقى العلم على عدد من علماء الإسكندرية، ومنهم: أبو الحسين الصواف. وعبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة. ويحي ابن محمد بن عبد السلام. وسمع بالقاهرة من كل من: على بن نصر الصواف. وعلي بن عيسى القيم. وعلى بن محمد بن هارون الثعلبي. وعمر بن عبد العزيز بن الحسين بن رشيق. وشهدة بنت عمر بن العديم. كما تلقى العلم بدمشق من: ابن الموازيني. وابن مشرف. وأبي بكر عبد الدائم. وأحمد بن موسى الدشتي. وعيسي المطعم. وإسحاق بن أبي بكر النحاس. وسليمان حمزة القاضي. وفي بغداد أجاز له «الرشيد بن أبي القاسم» و«إسماعيل بن الطبال» وفي الحجاز حيث تتلمذ على يد شيخ الحرم النبوي رضي الدين إبراهيم بن محمد.

شرح مبسط

تقي الدين السبكي (683 - 756 هـ/ 1284 - 1355 م) الفقيه الشافعي الصوفي المحدث الحافظ المفسر المقرئ الأصولي المتكلم النحوي اللغوي الأديب الحكيم المنطقي الجدلي الخلافي النظار، يلقب «بشيخ الإسلام وقاضي القضاة». وهو والد الفقيه تاج الدين السبكي.

شاركنا رأيك