تم النشر اليوم [dadate] | كيفية وخطوات الوضوء الصحيح .. 9 معلومات فقهية شاملة عن الوضوء نواقض الصلاة هناك بعض الأمور الهامة التي تدخل في نواقض الوضوء، أي يجب على المسلم أن يقوم بالوضوء مرة أخرى بعد فعلها، ومن هذه النواقض؛ خروج البول من القبل وخروج الريح أو الغائط من الدبر، فيجب التطهر تماماً ثم القيام بالوضوء، وهذا ما يسمى بالحدث الأصغر وهو من نواقض الوضوء. أما الحدث الأكبر وهو من النواقض أيضاً، وهو خروج المني من الرجل إما من خلال الاستمناء والاحتلام، وكذلك بعد العلاقة الحميمة مع زوجته، بل والإيلاج في المهبل دون نزول المني يوجب الغسل أولاً من الجنابة ثم الوضوء للصلاة. ومن الحدث الأكبر عند النساء هو التطهر كغسل الجنابة من الحيض وهي الدورة الشهرية، وكذلك دم النفاس، فبعد انقطاع الدم يجب التطهر منه ثم القيام بالوضوء من أجل الصلاة، ومن نواقض الوضوء أيضاً مس القبل بباطن اليد، والمقصود مس العضو الذكر عند الرجل أو الفرج عند الأنثى. ومن الأمور التي قال عنها العلماء والتي تعد من نواقض الوضوء أيضاً زوال العقل وغياب الوعي، وهو زوال لشرط من شروط الوضوء وهو العقل والتمييز، لذلك يجب عند رجوع العقل والوعي الوضوء مرة أخرى من أجل الصلاة، وكذلك القىء والقهقهة من نواقض الصلاة عند المذهب الحنفي، كما أكد السادة من الفقهاء الحنفية أن من يقوم بغسل الميت عليه أن يتوضأ إذا جائت الصلاة. ما هي سنن الوضوء؟ كما تحدثنا قبل قليل أن الوضوء له سنن كان يفعلها رسول الله عليه وسلم، ويمكن للمسلم عند كل وضوء القيام بها لزيادة الأجر والثواب من عند الله واقتداءً لرسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن هذه السنن ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية: التسوّك: والمقصود استعمال السوّاك قبل الشروع في الصلاة، وذلك مطهرة للفم، ولأن الرسولصلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك دائماً قبل الصلاة.التسمية: إن التسمية قبل الوضوء من السنن التي كان يفعلها رسول الله والتسمية المقصود بها هذه الصيغة التي كان يقولها الرسول الكريم وهي بسم الله و بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا نسى المسلم التسمية في أول الوضوء يمكنه التسمية في أثناء الوضوء ويقول بسم الله أوله وآخره. وهناك سنن أخرى كثيرة مثل مسح الرأس بالكلية، أو المضمضة والاستنشاق والمبالغة فيهما وذلك لغير الصائم، فيكره للصائم المبالغة في المضمضة والاستنشاق أثناء الصيام، وتخليل الأصابع بالماء سواء أصابع القدمين أو اليدين عند الوضوء من السنن أيضاً. كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعض الأدعية والأذكار عند الوضوء وهي غير مطلوبة من المسلم ولكن من الأفضل قولها تأسياً برسول الله وزيادة الأجر والثواب ومن الأدعية مثلاً ما كان يقوله رسول الله في كل وضوء وهو: أشهد أن لا إلهَ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المُتطهِّرين. وذلك استناداً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ. ومن السنن أيضاً هي صلاة ركعتين بعد كل وضوء وهي سنة الوضوء من قبل أن يدخل في صلاة الجماعة إذا تسنى للمسلم أن يفعل ذلك فهو الأفضل لزيادة الأجر والثواب بالطبع. 6 أركان للوضوء لا يمكن الاستغناء عنها من أجل وضوء صحيح كصفة وضوء رسول الله، وكما أمر الله تعالى في آية الوضوء، فإن العلماء أكدوا على وجود 6 أركان للوضوء وهذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية: النية: فلا عمل عمل بدون النية وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات، وبالرغم من أن الحنفية خالفت جمهور العلماء باعتبار أن سنة من السنن إلا أن جمهور العلماء أكدوا على أن النية واجبة وركن من أركان الوضوء.غسل الوجه: وهو غسل الوجه من منابت شعر الرأس وحتى أسفل الذقن أو اللحية فهو من أركان الوضوء الواجبة التي لا غنى عليها وذلك بنص آية الوضوء.غسل اليدين مع المرفقين: وهو غسل رؤوس الأصابع وتخليل الماء ما بينها ووصول الماء إلى المرفقين في الذراع اليمنى واليسرى، وهذه من الأركان الواجبة بنص آية الوضوء.مسح شىء من الرأس: وهو تبليل الرأس بالماء سواء كان البلل لبشرة الرأي أو الفروة أو الشعر فقط، فهذه من الأركان الواجبة أيضاً.غسل الرجلين مع الكعبين: وهو غسل ما عليهما من الشعر سواء كان طويلاً أو كثيفاً.الترتيب: والمقصود أن لا يتم تقديم غسل عضو عن عضو آخر، وهذه من الأركان الواجبة عند المذاهب المختلفة مثل الحنفية والمالكية التي أكدت على الترتيب. وهناك ما يعرف بإسباغ الوضوء وهو أن يكون بصفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لن يأتي إلا بالسنن التي كان رسول الله عليه وسلم يفعلها عند كل وضوء وعند كل صلاة، وهذه السنن تزيد من الحسنات والأجر عند الله، كما أنها قدوة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا ما نتعرف عليه بعد قليل. للوضوء شروط هامة .. تعرف عليها الوضوء في الإسلام له العديد من الشروط الواجبة وهذا بخلاف الأركان والسنن التي تناولناها من خلال السطور السابقة، والمقصود بالشروط، هي صحة الوضوء نفسه بوجود شروط في الشخص الذي يقوم بالوضوء، وهي شروط لابد أن تتوافر في كل مسلم، وهذا ما نتعرف عليه في النقاط التالية: الإسلام: وهي أن يكون هذا الشخص الذي يبدأ في الوضوء مسلماً.التمييز: ومعنى ذلك فقهياً أنه لا يصح للوضوء أن يكون الشخص غائباً عن الوعي أو مجنون أو الصبي غير المميز، فلا وضوء لهؤلاء، لكن بالنسبة للصبي فمن الأفضل أن يتعلم الوضوء منذ صغره حتى إذا كتبت عليه الصلاة وجد الوضوء سهلاً بالنسبة له.الطهارة: ومعنى الطهارة هي الطهارة بالماء في الجسم كله بعد نزول دم الحيض والنفاس مثلاً بالنسبة للنساء، أو الطهارة من الجنب عند الرجال والنساء سوياً، وهي الطهارة من الحدث الأكبر كما يقول العلماء والفقهاء.الماء الطهور: يجب أن يكون ماء الوضوء طاهراً صحيحاً لا شائبة فيه مثل الصابون أو غيرها من الإضافات.عدم وجود موانع للماء للوصول إلى البشرة: حيث لابد أن يكون الجسم لا يوجد به موانع ليصل الماء إلى جميع الأعضاء التي يجب أن يصل إليها الماء، مثل الأشياء التي تشكل طبقات أو وجود أوساخ تحت الأظافر فإن الوضوء يعد غير صحيح، ولكن هناك أشياء اخرى لا تمنع مثل الحناء لأنها لا تمنع وصول الماء إلى الجلد.جريان الماء على الأعضاء: وهي أن يصل الماء أثناء الوضوء على العضو الظاهر جيداً دون موانع تمنعه من ذلك.النية: وهذا في المذهب الحنبلي الذي اشترط وجود النية من شروط الوضوء التي لابد أن تكون موجودة لكي يكون الوضوء صحيحاً.دخول الوقت: وهو وقت الصلاة، حيث يتم الوضوء بشرط دخول الوقت للصلاة المكتوبة، ولكن لا يمنع ذلك الوضوء بغير الوقت، مثل الوضوء لصلاة قيام الليل أو صلاة الضحى وغيرهما.الموالاة: والمقصود بها التتابع في القيام بالوضوء ووصول الماء إلى الأعضاء الظاهرة. كيفية وخطوات الوضوء إن الوضوء فرض على المسلم الذي يبدأ في الصلاة، فلاة صلاة بغير وضوء، لذلك فإن خطوات الوضوء أوضحها العلماء والفقهاء في جميع الكتب والمذاهب الفقهية، وهذه الخطوات منها الفروض اللازمة من أجل أن يكون هذا الوضوء صحيحاً ومنها السنن التي نتحدث عنها بعد قليل، ولكن تعالوا بنا نتعرف عن خطوات الوضوء الصحيحة الأول: النية: لا وضوء صحيح بغير النية في البداية وهي ان ينوي المسلم أن يتوضأ من أجل الصلاة.التسمية: وهي أن يسمي المسلم قبل البدء في الوضوء.البدء في غسل الكفين ثلاث مرات: وذلك استناداً إلى حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال عن صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث قال: (دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كَفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ). كما أن الله تعالى قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.المضمضة والاستنشاق: يقوم المسلم بعد غسل الكفين المضمضة وهي إدخال الماء غلى الفم ثلاث مرات، ثم الاستنشاق أي إدخال الماء في الأنف ثلاث مرات، أو اجتذاب الماء إلى الأنف لإخراج ما بها من مخاط. وهذا استناداً إلى رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه في حديثه عن صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال: فمضمض واستنثر، ثمّ غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ.غسل الوجه: وهو غسل الوجه من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحية طولاً ومن الأذن إلى الأذن عرضاً ويستحب غسله ثلاث مرات وذلك لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن صفة حديث رسول الله عليه وسلم السابق.غسل المسلم يديه إلى المرفقين: وهي أن يتخلل الماء بين أصابع الكف الواحد ثم وصول الماء إلى المفصلين أو المرفقين ثلاث مرات في كل ذراع، وذلك استناداً غلى حديث صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال عثمان رضي الله عنه: ثم غسل يدَه اليُمْنَى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل يدَه اليُسْرَى مِثْلَ ذلك.مسح الرأس: يمسح المسلم مرة واحدة بالماء من منابت الشعر في الجبهة حتى منابته أسفل الرأس، ويستحب ان يكون ثلاث مرات.مسح الأذنين بالماء: وهو المسح الخفيف لصنوان الأذن من الخارج بعد مسح الرأس ويمكن أن تكون في خطوة واحدة عند بعض الفقهاء والعلماء، ويمكن أن تكون مرة واحدة أو ثلاث مرات.غسل الرجلين: يتم غسل الرجلين ثلاث مرات ويتخلل الماء بين أصابع القدمين، وذلك ثلاث مرات، حيث قال عثمان رضي الله عنه عن صفة وضوء رسول الله: ثم غسل رجلَه اليُمنَى إلى الكعبين ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل اليُسرَى مِثْلَ ذلك. ومع ذلك فإن الخطوات السابقة بها أركان لا يجب الاهمال فيها، وبها السنن، أما أركان الوضوء فهم ستة أركان وهو ما نتعرف عليه خلال السطور القليلة القادمة. فضائل الوضوء في الإسلام الوضوء له فضائل ومزايا كبيرة للمسلم وتتمثل في: نيل محبة الله تعالى: وذلك امتثالاً لقوله تعالى في القرآن الكريم: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ.سبب دخول الجنة: وقد أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: كانَتْ عليْنا رِعايَةُ الإبِلِ فَجاءَتْ نَوْبَتي فَرَوَّحْتُها بعَشِيٍّ فأدْرَكْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فأدْرَكْتُ مِن قَوْلِهِ: ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ قالَ: فَقُلتُ: ما أجْوَدَ هذِه! فإذا قائِلٌ بيْنَ يَدَيَّ يقولُ: الَّتي قَبْلَها أجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فإذا عُمَرُ، قالَ: إنِّي قدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ. وفي رواية: فَذَكَرَ مِثْلَهُ غيرَ أنَّه قالَ: مَن تَوَضَّأَ فقالَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ.رفع الدرجات في الآخرة: حيث أو الوضوء من أسباب رفع الدرجات ومحو الخطايا والذنوب وهذا ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وكذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً. ورود حوض النبي في الآخرة: وذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ.النوم على وضوء من أسباب الموت على الفطرة: وذلك امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ.الوضوء قبل النوم سبب من أسباب إجابة الدعاء: حيث روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ما من مسلمٍ يَبِيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا فيَتعارَّ من الليلِ فيسألُ اللهَ خيرًا من الدنيا والآخرةِ إلا أعطاه إياه. الوضوء من الأمور الضرورية من أجل معرفتها عند المسلمين، وذلك لأن الوضوء شرط من شروط الصلاة، وبلا تتم الصلاة إلا به، لذلك كان هذا المقال الذي عرفنا من خلاله خطوات وسنن ونواقض وشروط الوضوء والفضائل الكبيرة التي يمكن الحصول عليها من هذه الفريضة العظيمة التي فرضها الله علينا. الماء وسيلة الوضوء الأساسية يجب أن يكون طاهراً في نفسه من الشروط الفقهية للوضوء أن يكون الماء طاهراً في نفسه، وذلك لأنه الوسيلة الأساسية للطهارة والوضوء، وهذا جعل الفقهاء يتحدثون عن الماء وجعله باباً في الحديث عن فقه الوضوء، ويجب عند الفقهاء مثلاً أن يكون الماء طهوراً وهو الماء المطلق غير المقيد بوصف أو يكون طاهراً في نفسه بدون وجود مضيفات تمنع عنه هذه الصفة. وهناك العديد من أنواع الماء الطاهر في نفسه مثل ماء النهر وماء المطر وماء البحر والبرد والثلج وماء العين والبئر. أما الماء المخالط أو المضاف إليه بعض الإضافات الأخرى لا ينفع للوضوء مثل الماء المختلط بالصابون أو الزعفران. خطوات الوضوء الوضوء في اللغة هو الوضاءة والحسن والنظافة والتطهّر وهو غسل أعضاء الجسم الظاهرة بخطوات وكيفية مخصوصة من أجل الاستعداد للصلاة والشروع بها، فإن الوضوء الصحيح شرط من شروط الدخول والشروع في الصلاة لذلك من الحري ان نفهم كيفية خطوات الوضوء الصحيح وما هي السنن الواجبة ونواقض الوضوء وغيرها من المعلومات الشاملة عن هذا الركن الهام من أركان الصلاة الصحيحة في الإسلام، فتعالوا بنا في السطور القليلة القادمة نتعلم ركن من أركان ديننا الحنيف. تجديد الوضوء يفضل أن يقوم المسلم بتجديد الوضوء، فلا يشترط مثلاً أن يبقى المسلم بدون وضوء حتى لو انتهت الصلوات المكتوبات، فمن الأفضل ان يتم تجديد الوضوء بل ينام المسلم على وضوء، وذلك استناداً لبعض الأحاديث في هذا الصدد. فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلتُ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قالَ: يُجْزِئُ أحَدَنَا الوُضُوءُ ما لَمْ يُحْدِثْ. كما روي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه حيث قال: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الصَّلَواتِ يَومَ الفَتْحِ بوُضُوءٍ واحِدٍ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ فقالَ له عُمَرُ: لقَدْ صَنَعْتَ اليومَ شيئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، قالَ: عَمْدًا صَنَعْتُهُ يا عُمَرُ. وقد قال العلماء في العديد من المذاهب المذاهب الفقهية على استحباب الوضوء وعدم إبقاء المسلم من غير وضوء، فالاستحباب مطلقاً من غير الوقت عند الحنفية، أما المالكية فيستحب الوضوء عند كل صلاة حتى في عدم وجود نواقض للوضوء وعند الصلاة النافلة مثل قيام الليل والضحى. وكذلك بعض العلماء جعلوا الاستحباب عند قراءة القرآن مثل الإمام الجوني وكذلك عند سجدة الشكر أو التلاوة. مشروعية الوضوء في القرآن الكريم الوضوء والطهارة أو الغسل للصلاة وغيرها من العبادات من الأمور الواجبة والتي جعلها الله وبيّنها وفرضها في كتابه العزيز، حيث قال الله تعالى عن الطهارة والوضوء من أجل الصلاة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. وقال تعالى أيضاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ.

اسمك الكريم

شكوى او ملاحظاتك للمشرف

اكتب الارقام الموجوده بالصورة بالفراغ تحتها

تم النشر اليوم 06-12-2025 | [ وضوء وطهارة ] كيفية وخطوات الوضوء الصحيح .. 9 معلومات فقهية شاملة عن الوضوء
[ وضوء وطهارة ] كيفية وخطوات الوضوء الصحيح .. 9 معلومات فقهية شاملة عن الوضوء تم النشر اليوم [dadate] | كيفية وخطوات الوضوء الصحيح .. 9 معلومات فقهية شاملة عن الوضوء

نواقض الصلاة

هناك بعض الأمور الهامة التي تدخل في نواقض الوضوء، أي يجب على المسلم أن يقوم بالوضوء مرة أخرى بعد فعلها، ومن هذه النواقض؛ خروج البول من القبل وخروج الريح أو الغائط من الدبر، فيجب التطهر تماماً ثم القيام بالوضوء، وهذا ما يسمى بالحدث الأصغر وهو من نواقض الوضوء. أما الحدث الأكبر وهو من النواقض أيضاً، وهو خروج المني من الرجل إما من خلال الاستمناء والاحتلام، وكذلك بعد العلاقة الحميمة مع زوجته، بل والإيلاج في المهبل دون نزول المني يوجب الغسل أولاً من الجنابة ثم الوضوء للصلاة. ومن الحدث الأكبر عند النساء هو التطهر كغسل الجنابة من الحيض وهي الدورة الشهرية، وكذلك دم النفاس، فبعد انقطاع الدم يجب التطهر منه ثم القيام بالوضوء من أجل الصلاة، ومن نواقض الوضوء أيضاً مس القبل بباطن اليد، والمقصود مس العضو الذكر عند الرجل أو الفرج عند الأنثى. ومن الأمور التي قال عنها العلماء والتي تعد من نواقض الوضوء أيضاً زوال العقل وغياب الوعي، وهو زوال لشرط من شروط الوضوء وهو العقل والتمييز، لذلك يجب عند رجوع العقل والوعي الوضوء مرة أخرى من أجل الصلاة، وكذلك القىء والقهقهة من نواقض الصلاة عند المذهب الحنفي، كما أكد السادة من الفقهاء الحنفية أن من يقوم بغسل الميت عليه أن يتوضأ إذا جائت الصلاة.

ما هي سنن الوضوء؟

كما تحدثنا قبل قليل أن الوضوء له سنن كان يفعلها رسول الله عليه وسلم، ويمكن للمسلم عند كل وضوء القيام بها لزيادة الأجر والثواب من عند الله واقتداءً لرسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن هذه السنن ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية: التسوّك: والمقصود استعمال السوّاك قبل الشروع في الصلاة، وذلك مطهرة للفم، ولأن الرسولصلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك دائماً قبل الصلاة.التسمية: إن التسمية قبل الوضوء من السنن التي كان يفعلها رسول الله والتسمية المقصود بها هذه الصيغة التي كان يقولها الرسول الكريم وهي بسم الله و بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا نسى المسلم التسمية في أول الوضوء يمكنه التسمية في أثناء الوضوء ويقول بسم الله أوله وآخره. وهناك سنن أخرى كثيرة مثل مسح الرأس بالكلية، أو المضمضة والاستنشاق والمبالغة فيهما وذلك لغير الصائم، فيكره للصائم المبالغة في المضمضة والاستنشاق أثناء الصيام، وتخليل الأصابع بالماء سواء أصابع القدمين أو اليدين عند الوضوء من السنن أيضاً. كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعض الأدعية والأذكار عند الوضوء وهي غير مطلوبة من المسلم ولكن من الأفضل قولها تأسياً برسول الله وزيادة الأجر والثواب ومن الأدعية مثلاً ما كان يقوله رسول الله في كل وضوء وهو: أشهد أن لا إلهَ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المُتطهِّرين. وذلك استناداً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ. ومن السنن أيضاً هي صلاة ركعتين بعد كل وضوء وهي سنة الوضوء من قبل أن يدخل في صلاة الجماعة إذا تسنى للمسلم أن يفعل ذلك فهو الأفضل لزيادة الأجر والثواب بالطبع.

6 أركان للوضوء لا يمكن الاستغناء عنها

من أجل وضوء صحيح كصفة وضوء رسول الله، وكما أمر الله تعالى في آية الوضوء، فإن العلماء أكدوا على وجود 6 أركان للوضوء وهذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية: النية: فلا عمل عمل بدون النية وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات، وبالرغم من أن الحنفية خالفت جمهور العلماء باعتبار أن سنة من السنن إلا أن جمهور العلماء أكدوا على أن النية واجبة وركن من أركان الوضوء.غسل الوجه: وهو غسل الوجه من منابت شعر الرأس وحتى أسفل الذقن أو اللحية فهو من أركان الوضوء الواجبة التي لا غنى عليها وذلك بنص آية الوضوء.غسل اليدين مع المرفقين: وهو غسل رؤوس الأصابع وتخليل الماء ما بينها ووصول الماء إلى المرفقين في الذراع اليمنى واليسرى، وهذه من الأركان الواجبة بنص آية الوضوء.مسح شىء من الرأس: وهو تبليل الرأس بالماء سواء كان البلل لبشرة الرأي أو الفروة أو الشعر فقط، فهذه من الأركان الواجبة أيضاً.غسل الرجلين مع الكعبين: وهو غسل ما عليهما من الشعر سواء كان طويلاً أو كثيفاً.الترتيب: والمقصود أن لا يتم تقديم غسل عضو عن عضو آخر، وهذه من الأركان الواجبة عند المذاهب المختلفة مثل الحنفية والمالكية التي أكدت على الترتيب. وهناك ما يعرف بإسباغ الوضوء وهو أن يكون بصفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لن يأتي إلا بالسنن التي كان رسول الله عليه وسلم يفعلها عند كل وضوء وعند كل صلاة، وهذه السنن تزيد من الحسنات والأجر عند الله، كما أنها قدوة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا ما نتعرف عليه بعد قليل.

للوضوء شروط هامة .. تعرف عليها

الوضوء في الإسلام له العديد من الشروط الواجبة وهذا بخلاف الأركان والسنن التي تناولناها من خلال السطور السابقة، والمقصود بالشروط، هي صحة الوضوء نفسه بوجود شروط في الشخص الذي يقوم بالوضوء، وهي شروط لابد أن تتوافر في كل مسلم، وهذا ما نتعرف عليه في النقاط التالية: الإسلام: وهي أن يكون هذا الشخص الذي يبدأ في الوضوء مسلماً.التمييز: ومعنى ذلك فقهياً أنه لا يصح للوضوء أن يكون الشخص غائباً عن الوعي أو مجنون أو الصبي غير المميز، فلا وضوء لهؤلاء، لكن بالنسبة للصبي فمن الأفضل أن يتعلم الوضوء منذ صغره حتى إذا كتبت عليه الصلاة وجد الوضوء سهلاً بالنسبة له.الطهارة: ومعنى الطهارة هي الطهارة بالماء في الجسم كله بعد نزول دم الحيض والنفاس مثلاً بالنسبة للنساء، أو الطهارة من الجنب عند الرجال والنساء سوياً، وهي الطهارة من الحدث الأكبر كما يقول العلماء والفقهاء.الماء الطهور: يجب أن يكون ماء الوضوء طاهراً صحيحاً لا شائبة فيه مثل الصابون أو غيرها من الإضافات.عدم وجود موانع للماء للوصول إلى البشرة: حيث لابد أن يكون الجسم لا يوجد به موانع ليصل الماء إلى جميع الأعضاء التي يجب أن يصل إليها الماء، مثل الأشياء التي تشكل طبقات أو وجود أوساخ تحت الأظافر فإن الوضوء يعد غير صحيح، ولكن هناك أشياء اخرى لا تمنع مثل الحناء لأنها لا تمنع وصول الماء إلى الجلد.جريان الماء على الأعضاء: وهي أن يصل الماء أثناء الوضوء على العضو الظاهر جيداً دون موانع تمنعه من ذلك.النية: وهذا في المذهب الحنبلي الذي اشترط وجود النية من شروط الوضوء التي لابد أن تكون موجودة لكي يكون الوضوء صحيحاً.دخول الوقت: وهو وقت الصلاة، حيث يتم الوضوء بشرط دخول الوقت للصلاة المكتوبة، ولكن لا يمنع ذلك الوضوء بغير الوقت، مثل الوضوء لصلاة قيام الليل أو صلاة الضحى وغيرهما.الموالاة: والمقصود بها التتابع في القيام بالوضوء ووصول الماء إلى الأعضاء الظاهرة.

كيفية وخطوات الوضوء

إن الوضوء فرض على المسلم الذي يبدأ في الصلاة، فلاة صلاة بغير وضوء، لذلك فإن خطوات الوضوء أوضحها العلماء والفقهاء في جميع الكتب والمذاهب الفقهية، وهذه الخطوات منها الفروض اللازمة من أجل أن يكون هذا الوضوء صحيحاً ومنها السنن التي نتحدث عنها بعد قليل، ولكن تعالوا بنا نتعرف عن خطوات الوضوء الصحيحة الأول: النية: لا وضوء صحيح بغير النية في البداية وهي ان ينوي المسلم أن يتوضأ من أجل الصلاة.التسمية: وهي أن يسمي المسلم قبل البدء في الوضوء.البدء في غسل الكفين ثلاث مرات: وذلك استناداً إلى حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال عن صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث قال: (دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كَفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ). كما أن الله تعالى قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.المضمضة والاستنشاق: يقوم المسلم بعد غسل الكفين المضمضة وهي إدخال الماء غلى الفم ثلاث مرات، ثم الاستنشاق أي إدخال الماء في الأنف ثلاث مرات، أو اجتذاب الماء إلى الأنف لإخراج ما بها من مخاط. وهذا استناداً إلى رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه في حديثه عن صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال: فمضمض واستنثر، ثمّ غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ.غسل الوجه: وهو غسل الوجه من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحية طولاً ومن الأذن إلى الأذن عرضاً ويستحب غسله ثلاث مرات وذلك لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن صفة حديث رسول الله عليه وسلم السابق.غسل المسلم يديه إلى المرفقين: وهي أن يتخلل الماء بين أصابع الكف الواحد ثم وصول الماء إلى المفصلين أو المرفقين ثلاث مرات في كل ذراع، وذلك استناداً غلى حديث صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال عثمان رضي الله عنه: ثم غسل يدَه اليُمْنَى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل يدَه اليُسْرَى مِثْلَ ذلك.مسح الرأس: يمسح المسلم مرة واحدة بالماء من منابت الشعر في الجبهة حتى منابته أسفل الرأس، ويستحب ان يكون ثلاث مرات.مسح الأذنين بالماء: وهو المسح الخفيف لصنوان الأذن من الخارج بعد مسح الرأس ويمكن أن تكون في خطوة واحدة عند بعض الفقهاء والعلماء، ويمكن أن تكون مرة واحدة أو ثلاث مرات.غسل الرجلين: يتم غسل الرجلين ثلاث مرات ويتخلل الماء بين أصابع القدمين، وذلك ثلاث مرات، حيث قال عثمان رضي الله عنه عن صفة وضوء رسول الله: ثم غسل رجلَه اليُمنَى إلى الكعبين ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل اليُسرَى مِثْلَ ذلك. ومع ذلك فإن الخطوات السابقة بها أركان لا يجب الاهمال فيها، وبها السنن، أما أركان الوضوء فهم ستة أركان وهو ما نتعرف عليه خلال السطور القليلة القادمة.

فضائل الوضوء في الإسلام

الوضوء له فضائل ومزايا كبيرة للمسلم وتتمثل في: نيل محبة الله تعالى: وذلك امتثالاً لقوله تعالى في القرآن الكريم: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ.سبب دخول الجنة: وقد أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: كانَتْ عليْنا رِعايَةُ الإبِلِ فَجاءَتْ نَوْبَتي فَرَوَّحْتُها بعَشِيٍّ فأدْرَكْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فأدْرَكْتُ مِن قَوْلِهِ: ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ قالَ: فَقُلتُ: ما أجْوَدَ هذِه! فإذا قائِلٌ بيْنَ يَدَيَّ يقولُ: الَّتي قَبْلَها أجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فإذا عُمَرُ، قالَ: إنِّي قدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ. وفي رواية: فَذَكَرَ مِثْلَهُ غيرَ أنَّه قالَ: مَن تَوَضَّأَ فقالَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ.رفع الدرجات في الآخرة: حيث أو الوضوء من أسباب رفع الدرجات ومحو الخطايا والذنوب وهذا ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وكذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً. ورود حوض النبي في الآخرة: وذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ.النوم على وضوء من أسباب الموت على الفطرة: وذلك امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ.الوضوء قبل النوم سبب من أسباب إجابة الدعاء: حيث روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ما من مسلمٍ يَبِيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا فيَتعارَّ من الليلِ فيسألُ اللهَ خيرًا من الدنيا والآخرةِ إلا أعطاه إياه. الوضوء من الأمور الضرورية من أجل معرفتها عند المسلمين، وذلك لأن الوضوء شرط من شروط الصلاة، وبلا تتم الصلاة إلا به، لذلك كان هذا المقال الذي عرفنا من خلاله خطوات وسنن ونواقض وشروط الوضوء والفضائل الكبيرة التي يمكن الحصول عليها من هذه الفريضة العظيمة التي فرضها الله علينا.

الماء وسيلة الوضوء الأساسية يجب أن يكون طاهراً في نفسه

من الشروط الفقهية للوضوء أن يكون الماء طاهراً في نفسه، وذلك لأنه الوسيلة الأساسية للطهارة والوضوء، وهذا جعل الفقهاء يتحدثون عن الماء وجعله باباً في الحديث عن فقه الوضوء، ويجب عند الفقهاء مثلاً أن يكون الماء طهوراً وهو الماء المطلق غير المقيد بوصف أو يكون طاهراً في نفسه بدون وجود مضيفات تمنع عنه هذه الصفة. وهناك العديد من أنواع الماء الطاهر في نفسه مثل ماء النهر وماء المطر وماء البحر والبرد والثلج وماء العين والبئر. أما الماء المخالط أو المضاف إليه بعض الإضافات الأخرى لا ينفع للوضوء مثل الماء المختلط بالصابون أو الزعفران.

خطوات الوضوء

الوضوء في اللغة هو الوضاءة والحسن والنظافة والتطهّر وهو غسل أعضاء الجسم الظاهرة بخطوات وكيفية مخصوصة من أجل الاستعداد للصلاة والشروع بها، فإن الوضوء الصحيح شرط من شروط الدخول والشروع في الصلاة لذلك من الحري ان نفهم كيفية خطوات الوضوء الصحيح وما هي السنن الواجبة ونواقض الوضوء وغيرها من المعلومات الشاملة عن هذا الركن الهام من أركان الصلاة الصحيحة في الإسلام، فتعالوا بنا في السطور القليلة القادمة نتعلم ركن من أركان ديننا الحنيف.

تجديد الوضوء

يفضل أن يقوم المسلم بتجديد الوضوء، فلا يشترط مثلاً أن يبقى المسلم بدون وضوء حتى لو انتهت الصلوات المكتوبات، فمن الأفضل ان يتم تجديد الوضوء بل ينام المسلم على وضوء، وذلك استناداً لبعض الأحاديث في هذا الصدد. فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلتُ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قالَ: يُجْزِئُ أحَدَنَا الوُضُوءُ ما لَمْ يُحْدِثْ. كما روي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه حيث قال: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الصَّلَواتِ يَومَ الفَتْحِ بوُضُوءٍ واحِدٍ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ فقالَ له عُمَرُ: لقَدْ صَنَعْتَ اليومَ شيئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، قالَ: عَمْدًا صَنَعْتُهُ يا عُمَرُ. وقد قال العلماء في العديد من المذاهب المذاهب الفقهية على استحباب الوضوء وعدم إبقاء المسلم من غير وضوء، فالاستحباب مطلقاً من غير الوقت عند الحنفية، أما المالكية فيستحب الوضوء عند كل صلاة حتى في عدم وجود نواقض للوضوء وعند الصلاة النافلة مثل قيام الليل والضحى. وكذلك بعض العلماء جعلوا الاستحباب عند قراءة القرآن مثل الإمام الجوني وكذلك عند سجدة الشكر أو التلاوة.

مشروعية الوضوء في القرآن الكريم

الوضوء والطهارة أو الغسل للصلاة وغيرها من العبادات من الأمور الواجبة والتي جعلها الله وبيّنها وفرضها في كتابه العزيز، حيث قال الله تعالى عن الطهارة والوضوء من أجل الصلاة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. وقال تعالى أيضاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ.

شاركنا رأيك

التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا