ابني يأخذ المال دون إذن مع أننا لا نبخل عليه بشيء فما الحل

تم النشر اليوم 06-12-2025 | ابني يأخذ المال دون إذن مع أننا لا نبخل عليه بشيء فما الحل
أنا سيدة عمري 55 سنة، وزوجي عمره 60 سنة، اكتشفت أنا وزوجي أن فيه مبالغ من المال تنقص من البيت، وعندي ابن عمره 23 سنة، وعندما أسأله يحلف بالله أنه لم يأخذ شيئا، أقول لنفسي بأني قد أكون مخطئة إلى أن حسبت المال ودونت الحساب وفي ثاني يوم وجدت المال قد نقص! فقلت بأنه لا يوجد في البيت غيرنا نحن الثلاثة، بعدما حلف رجع وقال بأنه هو من أخذها، ثم سألته ماذا فعلت بهذا المبلغ الكبير؟ يرد قائلا: أصلحت بها ماكينة، بالرغم من أن أباه قد أعطى له مبلغا من المال قبل يومين! فسألته: هل أنت تشرب شيئا؟ قال لي: لا، مع العلم أنه يخرج من صاحبه ويعطيه كل ما يريده. لو أنه قال لي بأنه يحتاج شيئا من المال لأعطيته دون الحاجة من أن يسرق المال، نحن أسرة متدينة وله أخوات متزوجات وخلوقات جدا، وهو يدرس في جامعة خاصة وندعمه بكل شيء. نحن أسرة ميسورة الحال، وعندما يطلب من أبيه مبلغا من المال يعطي كل ما يحتاجه حتى لا يشعر بالنقص عندما يرى ما عليه الآخرين. ماذا علي أن أفعل؟ انصحوني، هل أذهب به لطبيب نفسي أو أعمل له اختبار مخدرات، أم ماذا أفعل؟ هل أذهب به لدكتور نفسي أم استشاري في هذه المشكلة؟ بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ رضوي حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبًا بك بنتنا وأختنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي ابننا لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يُصلح الأحوال. لا شك أن ما يحصل نقص للأموال في بيت فيه هؤلاء الثلاثة فقط من الأمور المزعجة، وإذا كان ابننا الشاب قد اعترف بأنه أخذ الأموال؛ فهذه خطوة في الاتجاه الصحيح، وعليه ننصحكم أولاً باتخاذ مزيدًا من الاحتياطات، ثم بإدارة حوار مع هذا الشاب، حتى تتبيّن الأمور وأين يضع هذه الأموال؟ وأرجو ألَّا نسارع إلى إساءة الظن، وألَّا نُعلن ظنّنا السوء، فإن الشباب في مثل هذه المرحلة مع وجود أصدقاء يحتاج الأصدقاء فيُعطي الأصدقاء، أو أحيانًا الأصدقاء يُقدموا له هدايا يُريد أن يعوضها ويريد أن يردّها لهم بأخرى، فقد تكون الأمور طبيعية في هذا الاتجاه، مثل ما قدّموا له هدية يُقدّم لهم هدايا، أو شعر أن أحد الزملاء عليه ضغط مالي، طبعًا ليس معنى هذا أن الذي فعله صحيح، الذي فعله خطأ، ولكن ما ينبغي أن نستعجل ونفترض الافتراضات السيئة. وأرجو أن يشفع له تاريخه، فإذا كان في الأصل أنه مؤدّب ومذهب ومحترم، وهذا شيء جديد بدأ يظهر، فهنا كما قلت نحتاج إلى المصارحة والمسائلة والجلوس معه، حتى نتفهم الدوافع التي جعلته يُمارس هذه الممارسة. ومن المهم أيضًا النظر في أحوال أصدقائه، والسؤال عنهم، والسؤال عن مخرجه ومدخله، والسؤال عنه وعن مستواه في الدراسة. هذه أمور أيضًا من الأهمية بمكان السؤال عنها. ولا أؤيد فكرة الذهاب إلى دكتور نفسي، إلَّا إذا كانت هناك دواعي، ولا الذهاب إلى عمل تحاليل لمسألة المخدرات، إلَّا إذا كانت هناك قرائن واضحة، ولا أظنّ أن هناك قرائن واضحة حسبما قرأنا في السؤال. فلتكن البداية بالحوار، وبالمساءلة، ثم بمزيد من الاحتياط للأموال التي تحت أيديكم، ومزيد من المحافظة عليها، ولا ننصح بنشر الأمر أيضًا بين أخواته وبين جميع الناس، ويكفي الذين عرفوا، لا ينبغي أن نوسّع دائرة مَن عرفوا أنه يسرق أو أنه يأخذ أموالاً في الخفاء، لأن ممَّا يُعين الإنسان على التوبة أن نستر عليه، وأن نحصر المسألة في أضيق إطار. ونسأل الله أن يقرّ أعينكم بصلاحه، وباعتذاره، وبعودته إلى الحق والخير، ونسعد بالتواصل حتى نتابع معكم ما يحدث، ونسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد.