سؤال وجواب | حكم تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات المطربين
ما حكم تسجيل آيات من كتاب الله عز وجل بصوت أحد المطربين ، ألا يُعتبر هذا من الامتهان لكتاب الله جلّ وعلا ؟.
الحمد لله.
ومع ذلك فالقاعدة الشرعية التي يحكم الله بها بين العباد ، هي قوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة/7-8.
فالمطرب الذي ينشر في الناس الغناء المحرم مستحق للإثم على ما يقترف من إفساد في الأمة ، ومعصية الله تعالى ، ولكنه – مع ذلك – إن قدم خيرا من صيام أو صدقة أو تلاوة للقرآن الكريم فالله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا ، ولا يظلمه عملا قدمه يريد به وجه الله تعالى ، كما قال سبحانه : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء/40.
فإذا كان هذا المطرب مخلصا لله تعالى في تلك القراءة – وذلك أمر بينه وبين الله – فهذه القراءة من الأعمال الصالحة التي يأجره الله عليها ، فلا يجوز لنا إنكار هذا العمل عليه ، ولا التشنيع به ، فضلا عن اتهامه بامتهان القرآن الكريم.
أما إذا كان يقصد من هذا العمل تسويق نفسه حتى يقبل الناس على أغانيه ، فالله تعالى أعلم بنيته ، وسيحاسبه على عمله ونيته جميعا.
ولعل قراءته للقرآن الكريم تكون سببا لتأثره بالقرآن فيتوب إلى الله ويترك الغناء.
وإذا كان الإنسان عاصيا فليس معنى ذلك أن نمنعه من الطاعة ، أو أن نعتبر فعله للطاعة امتهانا للدين ، بل ينبغي أن يشجع كل إنسان على طاعة الله ويُحذَّر من معصيته ، حتى العاصي فإنه يشجع على طاعة الله ، فإنه إذا أخلص فيها لله تعالى فلا شك أنها تنفعه في الدنيا والآخرة ، وقد تكون سببا في هدايته.
وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : ( 1377 ) ، ( 9330 ).
والله أعلم ..