الرقية

سؤال وجواب | هل يجوز قراءة الرقية على الغائب؟

هل يجوز أن أنوي الرقية عند قراءتها لإحدى أفراد عائلتي أو عائلتي جميعاً سواء كانوا في داخل أو خارج البيت دون الاتصال بهم ؟ وذلك لوجود سحر تفريق للعائلة جميعاً.

وهل تؤثر هذه الرقية بهم عن بعد؟.

الحمد لله.

جرت السنة وعمل السلف على أن الرقية تكون بالقراءة على المريض مباشرة ، ولم يأت في السنة ما يدل على جواز الرقية عن بعد.

ولهذا قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : “الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة ، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت ، ولا بواسطة الهاتف ؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)” انتهى.

“فتاوى اللجنة الدائمة” (1/92).

وإنما ينتفع من ليس موجودا بالدعاء ، فيُدْعى لأهل البيت جميعاً بالشفاء والعافية والسلامة ونحو ذلك ، فإن الدعاء يصح وينتفع به الحاضر والغائب ، بل رغَّب الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاء المسلم لأخيه المسلم وهو غائب عنه ، فقال : (دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ).

رواه مسلم (2733).

قال النووي رحمه الله : “وَفِي هَذَا فَضْل الدُّعَاء لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِظَهْرِ الْغَيْب , وَلَوْ دَعَا لِجَمَاعَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَة , وَلَوْ دَعَا لِجُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ فَالظَّاهِر حُصُولهَا أَيْضًا , وَكَانَ بَعْض السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة ; لِأَنَّهَا تُسْتَجَاب , وَيَحْصُل لَهُ مِثْلهَا” انتهى.

وإذا كان هناك ما يخشى منه من عين أو سحر ، فعلى أهل البيت جميعا الالتزام بالأذكار الشرعية ، كالأذكار التي تقال دبر الصلوات ، وأذكار الصباح والمساء ، وأذكار النوم ، وقراءة المعوذات ، والإكثار من قراءة القرآن ، مع حسن الظن بالله والتوكل عليه ، والعلم بأن الأمة لو اجتمعت على أن يضروا أحدا لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.

والله أعلم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى