سؤال وجواب | جوائز المسابقات في المناسبات البدعية
فى مساجدنا تقام بالمناسبات الدينية ( شهر رمضان ، ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام.) مسابقات حول هذه المناسبات ، فتقدم جوائز.
فهل يجوز أخذ هذه الجوائز ؟.
الحمد لله.
أولا : الأعياد والمناسبات التي ترد على أمة الإسلام معدودة معروفة جاء الشرع ببيانها وحث الناس على الاعتناء بها ، من ذلك مواسم الخير في رمضان والأعياد وعشر ذي الحجة والمحرم ، ونحوها ، وليس منها يوم المولد النبوي ، إذ لم تأت النصوص بتخصيص ذلك اليوم بشعيرة أو عبادة أو احتفال ، بل لم يعتبره الصحابة ولا التابعون ولا من بعدهم ، فمن نسب إليه شيئا من الشرعية فقد ابتدع وأحدث في الدين ما ليس منه ، وقد سبق في موقعنا بيان بدعة الاحتفال بالمولد النبوي.
جاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (3/25) : ” ما ترون أبقاكم الله عونًا للأمة الإسلامية في تعطيل المدارس والمعامل ، أو إلقاء الخطب والمحاضرات والمواعظ ونحوها كما هي الحال عندنا في أفريقيا بمناسبة المولد النبوي الشريف ؟ فكان الجواب : الاحتفال بالمولد والتعطيل من أجله بدعة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا أصحابه رضي الله عنهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ” انتهى.
ثالثا : أما المناسبات الشرعية ، مثل شهر رمضان وغيره ، فإن المشروع بل المستحب تذكير الناس بها ، وتعريفهم بفضائلها وما يستحب فيها من أعمال ، وما يكتب فيها من أجور ، وإقامة الدروس والندوات هي خير طريق لتعليم الناس كيف يحيون مواسم الخير الشرعية.
ومن وسائل إحياء المناسبات الشرعية إقام المسابقات العلمية ومسابقات حفظ القرآن في هذا الموسم الشريف ، حيث يقبل الناس فيه على الله تعالى ، ويجتهدون في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتعلم أحكام الدين ، فلا بأس بإقامة هذه المسابقات والمشاركة فيها إن شاء الله تعالى.
رابعا : قد سبق في موقعنا بيان حكم وضع الجوائز في المسابقات المختلفة ، وأن الصحيح جوازه إذا كانت المسابقة فيها من الخير والفائدة الدينية أو الدنيوية ، بل نص الأحناف في مذهبهم على خصوص جواز العوض في مسابقات العلم والحساب.
جاء في “الفتاوى الهندية” (5/324) : ” إذا قال واحد من المتفقهة لمثله : تعال حتى نطارح المسائل ، فإن أصبتَ وأخطأتُ أعطيتُك كذا ، وإن أصبتُ وأخطأتَ فلا آخذُ منك شيئا ، يجب أن يجوز ” انتهى.
وانظر “رد المحتار” (6/404) والله أعلم ..