مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الأرق وما يصاحبه من تأثير على نفسية المصاب وكيفية التخلص منه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ ثلاث سنوات عانيت من الأرق الشديد؛ حيث كانت تمر عدة أيام من دون نوم، إلا أنني - والحمد لله - تحسنت تلقائياً، ورجعت طبيعياً، إلا أني الآن أعاني من صعوبة الدخول في النوم.
منذ أربعة أشهر لم أستطع أن أنام في ليلة من الليالي، وكان لدي امتحانات ابتداءً من اليوم التالي، ذهبت للامتحان ورجعت، حاولت أن أنام ولكن لم أستطع، فاستعملت دواء زاليبلون لمدة خمسة أيام ثم تركته خوفاً من الأضرار التي يسببها؛ حيث أنه أتعبني جداً.
من ذلك الوقت تأتي أيام يكون فيها النوم جيداً، وأيام يكون فيها سيئاً، ولكن أحسن من ذي قبل، قبل أسبوعين بدأت امتحاناتي النهائية في كلية الطب، وكنت لا أستطيع المذاكرة بسبب قلة النوم.
استعملت دواء اسمه دورميفال، وهو مستخلص من أعشاب الفاليريانا بجرعة 3 إلى 5 أقراص، أحياناً أكثر، وأيضاً أستعمل دواء اسمه كومتركس، وهو مضاد للبرد بجرعة نصف قرص إلى قرصين يومياً، ويحتوي على اسيتامنوفين، وسودوافدرين، وبرمفينيرامين.
بالنسبة لدورميفال فقد استعملته قبل سنة لمدة شهرين، ثم توقفت عنه، وأحسست بعد ذلك بتحسن كبير في النوم؛ حيث كنت لا أستغرق وقتاً طويلاً للدخول في النوم، كما أني سألت عنه في عدة صيدليات، وقالوا لي أنه آمن جداً، ولا يوجد له أي أعراض جانبية، فهل من ضرر من استعمال كومتركس في هذه المدة؟ ساعدوني لأني تدمرت بسبب الأرق، وكرهت حياتي بسبب تأثيره السلبي على نفسيتي وعلى دراستي، ولا يوجد أي شيء يعكر صفو حياتي سوى عدم القدرة على الدخول في النوم، ونيل الراحة لجسمي المتعب.
وجزاكم الله خيرا...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه يجب أن نتعامل مع الأرق بحكمة، واستعمال الأدوية لتحسين النوم دون أن نزيل السبب، أعتقد أن هذا المنهج ليس منهجاً صحيحاً، وكل الذين تعودوا على بعض الأدوية المنومة كانت بداياتهم مثل بدايتك هذه.
أنا أتفق معك أن الأرق مزعج جدّاً، والإنسان قد يتناول دواء نسبة لنصيحة من صديق أو من طبيب أو من صيدلي، ولكن ربما لا يكون هذا هو المنهج الصحيح أبداً، مثلاً دواء (كومدركس) الذي وصفته هذا يحتوي على السيدوفرين ويحتوي على مركبات ليست سهلة، هذه المركبات يسهل التعود عليها أيها الفاضل الكريم.
والذي أرجوه منك هو أن تتناول دواء مضاداً للقلق، والمؤشرات الآن تقول أن الأدوية المضادة للاكتئاب حتى وإن كان الإنسان ليس مكتئباً هي الأفضل لعلاج مثل هذه الحالات، وعليه أنا أنصح لك بتناول عقار يعرف تجارياً باسم (تربتزول Tryptizol)، ويسمى علمياً باسم (امتربتلين Amtriptyline)، هذا الدواء نعم قد يسبب بعض الجفاف في الفم لفترة قصيرة، ولكنه دواء جيد ومحسن للنوم.
تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر مثلاً، سوف يساعد في إزالة القلق، سوف يؤدي إلى الاسترخاء، سوف يحسن من مزاجك، هذا من وجهة نظري سوف يفيدك في وقت الامتحانات أيضاً.
هنالك عقار يعرف (سيرمونتن) (ترامبرمين) أيضاً بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً، مفيد جدّاً، وبنفس المدة التي ذكرناها لك في وصف طريقة استعمال التربتزول.
كثير من الناس جدّاً يستفيدون من تناول الموتيفال، وهو دواء بسيط ورخيص جدّاً، فلماذا - يا أخي - لا تجعل أيضاً هذا خياراً، حبة من الموتيفال ساعتين قبل النوم معها حبة دواء يعرف باسم (فنرجان)، واسمه العلمي (برومثادين)، بجرعة عشرة مليجرام، هذا أيضاً قد يكون ترتيبا جيداً جدّاً، وبعد أن تنتهي من الامتحانات أوقف الفنرجان، واستمر على الموتيفال لمدة شهرين أو ثلاثة.
هذه - يا أخي - هي الحلول الأفضل، أما أن نلجأ إلى مركبات السدوفيرين، ونلجأ إلى الفاليم، والزاناكس، والريفوتريل، والزولام، هذه ليست حلولاً صحيحة، أنا لا أقول أن هذه الأدوية يجب أن لا يتم تناولها تماماً، هذا قد يكون نوعاً من الإجحاف والمبالغة، ولكن يجب أن يكون هنالك حذراً في التعاطي معها.
والأمر الآخر: هو أن يحسن الإنسان صحته النومية من خلال تجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، والاعتماد على التمارين الرياضية، تمارين الاسترخاء، هذه كلها - أيها الفاضل الكريم - تفيد وتفيد جدّاً.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
- ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول العلاج السلوكي للقلق: ( - - - ).
والله الموفق..
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا