السادة الأفاضل: تحية طيبة، وبعد: طفلتي عمرها سنة و 7 أشهر، جلست ومشت في موعدها الطبيعي، ذكية للغاية -والحمد لله-، لا تشكو من أي شيء، المشكلة هي أنها قبل فترة من الزمن -حوالي 6 أشهر- بدأت في هز رأسها بصورة متكررة، كأنها تقول نعم نعم نعم (للإمام والخلف) الحركة مستفزة، وكل من يرى هذه الحركة يسأل عنها، عرضتها على أخصائي أطفال، وصف فيتامين D مع التعرض للشمس، وأكل صفار البيض يومياً.

قمت بعمل رسم مخ (EEG) وهي نائمة بمنوم، أظهر زيادة بسيطة جداً في الكهرباء لديها، إلا أن الطبيب أخبرني أنها ناتجة عن أحلام أو أي شيء آخر، بمعنى أنه لا تأخذ بالحسبان، -الحمد لله- البنت لا تتشنج، ولا تحرك رأسها عند انشغالها بشيء ما، فقط تقوم بهذه الهزة عند عدم انشغالها بشيء.

أحد الأطباء المرموقين لدينا أخبرني أنه عبارة عن (إثبات للذات) ونصحني بعدم إعطائها أي علاجات؛ لأنها تؤثر في المخ مباشرة، وتحتاج لقرار جريء.

أرجو توجيهي، ما العلاج المفضل للحالة؛ لأنني أخشى أن تتطور؟ بارك الله فيكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك -أخي الفاضل- على تواصلك مع في موقعنا سؤال وجواب، وأسأل الله لابنتك الشفاء والعافية.

أخي الفاضل: هذه الطفلة طبيعية جداً، وأما ظهور هذه الحركات الرتيبة المتكررة، فهي ظاهرة نشاهدها لدى كثير من الأطفال، وغالبا ما تأخذ أنماطاً مختلفة، فهناك حركة الرأس المتكررة، وهناك حركة اليد المتكررة، وهناك الطفل الذي لا ينام إلا في وضع خاص، يضع على نفسه غطاء معيناً، أو تكون بالقرب منه دمية معينة يحركها على نمط معين اعتاد عليه، هذه اعتبرها الكثير من علماء النفس السلوكيين كنوع من نمط النفس الوسواسي الظرفي العابر المرتبط بالطفولة المبكرة، هذا أحد التفسيرات التي تطرح كثيراً بين الأطباء والمختصين في المحافل العلمية، -وكما ذكر لك- الطبيب يتم علاجها عن طريق التجاهل؛ لأن هذه الحركة فيها نوع من محاولة إثبات الذات بصورة نمطية، أو لتوليد شيء من الاستشعار لدى الطفل.

بالنسبة لما ظهر من تغير بسيط في تخطيط الدماغ، هذا أيضاً لا يعطي اهتماماً، لأنه قد يكون إفرازاً طبيعياً كما ذكر لك الطبيب.

أخي الكريم: الحالة يتم علاجها بالتجاهل، ونحاول أن نصرف انتباه الطفلة إلى شيء آخر دون أن ننهيها عن حركة الرأس، فلا نقول لها توقفي عن هذه الحركة، ولكن نشغلها بشيء آخر، كأن نعطيها لعبة معينة، أو نجعلها تمسك بشيء ما، إذاً صرف انتباه الطفلة هو بحد ذاته نوع من العلاج.

نصيحتي الأخيرة هي أن تقوم بتصوير الطفلة خلال قيامها بهذه الحركة المتكررة والرتيبة، قم بتصويرها عن طريق كاميرا الهاتف أو الفيديو، وصورها عدة مقاطع، وفي أوضاع مختلفة، ومن ثم اعرضها على طبيب الأطفال المختص بأمراض الأعصاب، سيكون إن شاء الله هذا مفيداً لك من حيث المشورة وإبداء الرأي، لكن من وجهة نظري هذا أمر عابر، ويجب أن لا يزعجك، لكن للتأكد من ذلك اتخذ الإجراءات التي ذكرتها لك وبالطبع سيطمئنك ذلك أكثر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد..