تفسير قول الله تعالى سنسمه على الخرطوم
يقول الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز، في سورة القلم في الآيتين خمسة عشر و ستة عشر: ” إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ، سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ “، و قد اختلف المفسرون في تأويل معنى سنسمه على الخرطوم، و سوف نعرض تفسير السعدي و ابن كثير و الامام الطبري لهذه الآية.تفسير السعدي لآية سنسمه على الخرطوم يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، و الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملا، و يقول في تفسير آية سنسمه على الخرطوم، أنه الله سبحانه و تعالى يتوعد في هذه الآية بالعذاب للمكذبين، و سوف ينالون من العذاب ما يكون شديدا حتى يكون هذا العذاب سمة و صفة لهؤلاء الذين وصفهم في الآية السابقة بأنهم كذبوا بآيات الله و قالو عنها أنها أساطير و حكايات من سبقوهم من الامم الغابرة، و أنها ليست كلاما منزلا من عند الله عز و جل على نبيه و حبيبه محمد صلى الله عليه و سلم.تفسير ابن كثير لآية سنسمه على الخرطوم يقول العلامة ابن كثير في تفسيره لآية سنسمه على الخرطوم أن من يعذبهم الله سيكون عذابه سبحانه و تعالى واضحا عليهم وضوح الشمس في وسط النهار، و يراه كل من ينظر إليهم فهو لا يخفى عليهم كما لا تخفى السمة على الخراطيم، و ذكر قول قتادة: ” سنسمه على الخرطوم أي أنه شين لا يفارقه آخر ما عليه” و ذكر رواية أخرى عن قتادة أنه قال: “سيما على أنفه”، و يقصد بذلك أن هذه السمة ستكون واضحة على أنوفهم بالتحديد، كما قال آخرون ان معنى كلمة”سنسمه” يقصد بها أن سمة أهل النار هو سواد وجوههم يوم القيامة، و قد عبر الله عز و جل في هذه الآية عن الوجه بالخرطوم، و يروى عن عبد الله بن عمرو أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد يكتب مؤمنا أحقابا ثم أحقابا ثم يموت و الله عليه ساخط و إن العبد يكتب كافرا أحقابا ثم أحقابا ثم يموت و الله عليه راض و من مات همازا لمازا ملقبا للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشفتين”.