اليوم: ,Sat 06 Dec 2025 الساعة: 02:23 PM
اخر المشاهدات
- ساندوكان (رسوم متحركة) القصة
- وظائف خالية لدى جو باص للنقل البرى ..وظائف مصر
- [ أنظمة دولية ] الوطن
- [ خذها قاعدة ] إن الحياة التي لا يتم فحصها ونقدها , غير جدية أن يحياها الإنسان. - سقراط
- [ خذها قاعدة ] خير للإنسان أن يكون تعيساً وعارفاً، من أن يكون سعيداً ومخدوعاً. - فيودور دوستويفسكي
- [ دليل الشارقة الامارات ] الصقر الذهبي لمكافحة الآفات وتنظيف المباني ... الشارقة
- [ مقاولون السعودية ] اسكوسا للصناعات والصيانة المحدودة
- تفسير رؤية الملح فى الحلم
- معلومات فيتامينات ماتيرنا materna
- أبو كدوك (أم درمان) نبذة
مواقعنا
اخر بحث
- ايمان ظاظا
- ايمان ظاظا ويكيبيديا
- حسام فوزي الخرافي
- حلم طليقتي تزوجت
- دار المعرفة الباحة
- دافني روزان
- رقم مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات
- رقم هاتف قرض الحسن فرع الشهابية
- ستاندرد تشارترد بنك رقم الاتصال
- سكس منوره
- صيدلية الخليج توبلي
- صيدليه القصور جمعيه رقم ٢
- فروع القرض الحسن في البقاع
- مطعم كويتانا شرق
- ناعسة شاليش
- هاوت سكس
- يمحاض
- 0138315100
- aldehleez barbecue مشويات الدهليز
- claudia hess alexander mick weidung
- closol
- closol spray
- deena institute of technology معهد دينا photos
- fxx
- imaandaar
- jadefridah
- mesaimeer health center مركز مسيمير الصحي
- pevaryl crème دواعي الاستعمال
- photographer near me
- qatar aluminium extrusion company
- septrazole
- solve
- sulindac
- tabuk postal code 47911
- truth rent a car and real estate
- www.hg-edunet.tn/histoire/histunis11.htm
- أحمد بلافريج
- أدريانا كيسلوتي
- أدوية بحرف p
- أرقام مستشفى السلمانية
- أرلا فودز ذ.م.م
- أسئلة صراحة الأصدقاء مضحكة
- أسامة بن أحمد الشعفار قصة حياته
- أسباب انتفاخ البطن من الاعلى
- أسباب قيام الثورة المهدية
- أسماء كتب السحر
- أصل سكان تونس
- أضرار علاج دانازول
- أضرار كارنيفيتا فورت للنساء
- أفكار عن حب الوطن
- ساندوكان (رسوم متحركة) القصة
- وظائف خالية لدى جو باص للنقل البرى ..وظائف مصر
- [ أنظمة دولية ] الوطن
- [ خذها قاعدة ] إن الحياة التي لا يتم فحصها ونقدها , غير جدية أن يحياها الإنسان. - سقراط
- [ خذها قاعدة ] خير للإنسان أن يكون تعيساً وعارفاً، من أن يكون سعيداً ومخدوعاً. - فيودور دوستويفسكي
- [ دليل الشارقة الامارات ] الصقر الذهبي لمكافحة الآفات وتنظيف المباني ... الشارقة
- [ مقاولون السعودية ] اسكوسا للصناعات والصيانة المحدودة
- تفسير رؤية الملح فى الحلم
- معلومات فيتامينات ماتيرنا materna
- أبو كدوك (أم درمان) نبذة
- وظائف خالية لدى جو باص للنقل البرى ..وظائف مصر
- [ أنظمة دولية ] الوطن
- [ خذها قاعدة ] إن الحياة التي لا يتم فحصها ونقدها , غير جدية أن يحياها الإنسان. - سقراط
- [ خذها قاعدة ] خير للإنسان أن يكون تعيساً وعارفاً، من أن يكون سعيداً ومخدوعاً. - فيودور دوستويفسكي
- [ دليل الشارقة الامارات ] الصقر الذهبي لمكافحة الآفات وتنظيف المباني ... الشارقة
- [ مقاولون السعودية ] اسكوسا للصناعات والصيانة المحدودة
- تفسير رؤية الملح فى الحلم
- معلومات فيتامينات ماتيرنا materna
- أبو كدوك (أم درمان) نبذة
دولة سلاجقة الروم
آخر تحديث منذ 5 ثوانى
1 مشاهدة
تم النشر اليوم 06-12-2025 | دولة سلاجقة الروم
دولة سلاجقة الروم
من ويكيبديا،الموسوعة الحرة
الثقافة والمظاهر الحضاريَّة
الإدارة والتنظيم الداخلي كان نظام الحُكُم في دولة سلاجقة الروم ملكيًّا وراثيًّا على أنَّ هذه الوراثة لم تستمر على منوالٍ ثابت، فبعد أن قُتل سُليمان بن قُتلُمُش في ميدان الحرب، وأُخذ ابنه قلج أرسلان أسيرًا إلى بلاط السُلطان ملكشاه في أصفهان، ومكث فيه ست سنوات، استولى على مُقدَّرات الأُمُور في آسيا الصُغرى الأمير أبو القاسم الوصيّ على عرش نيقية، وقد نجح في توجيه سياسة سلاجقة الروم الداخليَّة والخارجيَّة بِكفاءةٍ واضحة. ولمَّا قُتل أبو القاسم وجَّه سياسة الدولة أخوه الأمير «بولداق» الذي ظلَّ يُدير شُؤون البلاد حتَّى عاد قلج أرسلان وارتقى عرش أبيه. وعندما خلا عرش سلاجقة الروم لِلمرَّة الثانية بُعيد غرق قلج أرسلان في نهر الخابور، ووُقوع وليّ عهده ملكشاه في الأسر، اغتنمت إحدى زوجاته الفُرصة وأعلنت ابنه الأصغر طُغرُل أرسلان حاكمًا على ملطية والبلاد الشرقيَّة، وحاولت بسط سيادتها على آسيا الصُغرى، لكنَّها كانت أضعف من أن تُوجِّه سياسة دولة مُترامية الأطراف. وكان ذلك إيذانًا بِظُهُور شخصيَّة الأمير حسن الوصيّ على عرش قونية، والذي لمع نجمه من خلال صراعه المُستمر مع البيزنطيين، ومُحاولاته المُتكرِّرة لِدرء خطرهم على بلاده. وبِالرُغم من أنَّهُ لم ينل شُهرة نظيره السابق الأمير أبي القاسم إلَّا أنَّهُ نجح في توجيه سياسة سلاجقة الروم قُرابة ثلاثة أعوام حتَّى عاد ملكشاه وارتقى عرش أبيه. وهكذا لعب الأوصياء على العرش بِدولة سلاجقة الروم دورًا بارزًا في حماية وتوجيه سياستها وقت أزماتها، وخُلُوِّ عرشها من السُلطان. كذلك لم تنتقل السلطنة على الدوام لِلابن الأكبر أو وليُّ العهد الأرشد، فقد حلَّ السُلطان مسعود بن قلج أرسلان مكان أخيه ملكشاه بعد صراعٍ على العرش، وكان قلج أرسلان بن مسعود أوَّل من قسَّم السُلطة على أبنائه ممَّا أفقدها مركزيَّتها، وأُصيب نظام الحُكم بِتصدُّعٍ لم يبرأ منه. وعلى الرُغم من أنَّ السُلطان بِدولة سلاجقة الروم كان حاكمًا مُطلقًا في دولته مصدرًا لِجميع سُلطاتها لا سيَّما خلال عصر قُوَّتها وازدهارها، إلَّا أنَّهُ استعان بِبعض الشخصيَّات الهامَّة من ذوي الكفاءة والمقدرة لشغل المناصب والِاستفادة من جُهُودهم في إدارة بلاده وتوجيه شؤونها، كالوزير، ونائب السلطنة، والبكلربك أو أمير الأُمراء، والمُستوفي، والمُشرف، وصاحب الشحنة. وكانت الوزارة قد أصبحت بِحُلُول عهد السلاجقة مُؤسسةً عريقةً وأصيلةً في المُجتمع الإسلامي، وكان مدى قُوَّتها في العُهُود السُلجُوقيَّة الأولى كبيرًا لِلغاية بِسبب الأهميَّة التي كان السلاطين يولونها لها لكونهم هم أنفُسهم لم يتمتعوا بِحظٍ وافرٍ من العلم، فكان الوزير يُعتبر محور جهاز الحُكم، وكان يُشرف على التنظيمات الحُكُوميَّة، وقد يُناط به أحيانًا مهامٌ عسكريَّة وقيادة الجُيُوش إذا لزم الأمر ذلك. واستمرَّ وُزراء سلاطين سلاجقة الروم رهن إشارة سادتهم في تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم سواء كانت عسكريَّة أو إداريَّة أو سياسيَّة، ولكنَّ هذا الوضع تبدَّل وتغيَّر بِسبب المغول الذين تدخَّلوا في شُؤون الحُكم بِدولة سلاجقة الروم، فتطرَّق الضعف على إثر ذلك إلى السُلطة الحاكمة بِالدولة، وبرزت قُوَّة الوُزراء وعلا صوتهم فوق صوت ساداتهم. من الأمثلة على ذلك أن عيَّن المغول سنة 685هـ المُوافقة لِسنة 1286م فخر الدين القزويني في منصب الوزارة، ومُجير الدين أميرشاه في منصب نيابة السلطنة، وتعهَّدا بِدفع مبلغٍ ضخمٍ كجزية. فتميَّز عهدهما بِالقسوة حيثُ فرضا على السُكَّان ضرائب باهظة، وتعدَّيا على الأملاك الخاصَّة بِهدف تأمين المال اللازم لِلمغول. وممَّا زاد الأوضاع تفاقُمًا أنَّ فخر الدين المذكور عيَّن شقيقه جمال الدين مُستوفيًا، فأوقع الظُلم على الناس، كما نصَّب شقيقًا آخر في وظيفة المُشرف، فنفر الناس منه. ومع إدراكه بِأنَّ أعماله التعسُّفيَّة هذه ستُؤدِّي إلى الخراب استمرَّ في سياسته الماليَّة المُتعسِّفة. ومن المناصب المرموقة بِدولة سلاجقة الروم منصب نائب السلطنة، وقد وصفه القلقشندي بِقوله: «وَهُوَ لَقَبٌ عَلَى الْقَائِمِ مَقَامَ السُّلْطَانِ فِي عَامَّةِ أُمُورِهِ أَوْ غَالِبُهَا… وَيُطْلَق هَذَا اللَّقَبَ فِي الْعُرْفِ الْعَامِّ عَلَى كُلِّ نَائِبٍ عَنْ السُّلْطَانِ أَوْ غَيْرِهِ بِحَضْرَتِهِ أَوْ خَارِجًا عَنْهَا فِي قُرْبٍ أَوْ بَعْدٍ، إلَّا أَنْ النَّائِبَ عَنْ السُّلْطَانِ بِالْحَضْرَة يُوصَف فِي عُرْفِ الْكُتَّاب بِالكَافِلِ». ومن تلك المناصب أيضًا البكلربك أو أمير الأُمراء، ويُقصد به القائد العام لِلجيش سواء كان بريًّا أو بحريًّا، ومن مهام صاحبها وضع الخطط الحربيَّة وقيادة جُيُوش الدولة في معاركها الداخليَّة والخارجيَّة، ومن أبرز من تولَّى هذا المنصب الأمير حُسام الدين جوبان والأمير كمال الدين كاميار. ومن الوظائف الديوانيَّة الهامَّة بِدولة سلاجقة الروم وظيفة المُستوفي التي اختصَّ صاحبها بِعدَّة أُمُور أهمُّها ضبط وتحرير أُمُور الدولة ومعرفة مصادر أموالها ووُجوه إنفاقها، وكان من حقِّه أيضًا مُصادرة أموال من أُثري بِغير حق، وإعادتها لبيت المال. أمَّا المُشرف فكان بِمثابة عين السُلطان على رعيَّته، ومن مهامه القيام بِجمع المعلومات والأخبار التي تتعلَّق بِالدولة وأمنها، عن طريق مُعاونيه المُنبثين بين السُكَّان ونقلها بعد ذلك مُباشرةً لِلسُلطان، لِيكون على بيِّنةٍ بما يحدث داخل بلاده، ويفطن لِأيَّة مُؤامرة قد تُحاك ضدَّه. والشحنة أيضًا من الوظائف التي برزت في دولة سلاجقة الروم، ومن مهام صاحبها حفظ الأمن والنظام في البلدة أو المدينة التي يلي فيها هذه الوظيفة، فهو مُحافظ المدينة أو الأمير المُشرف على حراستها. ويُلاحظ أنَّ هذه الوظيفة برزت وزادت أهميَّتها في دولة سلاجقة الروم خلال سيادة المغول على آسيا الصُغرى، حيثُ كان الألاخين يُعيِّنون أُمراء شحنة لِلبلاد لِيكونوا نُوَّابًا لهم. أمَّا التقسيم الإداري لِدولة سلاجقة الروم فمن المعروف أنَّ السلاطين اتَّبعوا نظام الإقطاعيَّات الوراثيَّة تمامًا كما كان الحال مع دولة السلاجقة العظام. وأوَّل من حدَّد التقسيمات الإداريَّة لِهذه الدولة كان السُلطان قلج أرسلان بن مسعود، وذلك حينما قسَّم بلاده على أبنائه وذويه قُبيل وفاته، فجعلها إحدى عشرة إقطاعيَّة اشتمل كُلٌ منها على مدينة أو أكثر، وكان على رأسها أمير يُدبِّر شُؤونها ويُعاونها في ذلك ديوانٌ يكون على هيئة مُصغَّرة لِديوان السُلطان بِالعاصمة، أمَّا تلك التقسيمات فهي: قونية وبرغلو، وقيصريَّة، والبستان وأرضروم وبايبُرد، وسيواس وآق سراي، وملطية، وتوقاد، ونيكسار، وأماسية، وأنقرة، ونكيدة، وهرقلة. الإنشاءات العُمرانيَّة اعتنى السلاجقة بِعمارة المُدن التي افتتحوها في آسيا الصُغرى عنايةً بارزة، فحصَّنوها وابتنوا فيها الجوامع والأضرحة الضخمة ذات السُقُوف المخروطيَّة، ممَّا غيَّر الطابع الثقافي لِلمُدن الروميَّة بِمُرور الوقت. وبعد استقرار دعائم دولتهم حوَّل السلاطين والأُمراء أنظارهم إلى بناء المرافق العلميَّة والخيريَّة والصحيَّة، فأكثروا من بناء المدارس والمعاهد والمياتم ودُور العجزة والبيمارستانات. وعلى الرُغم من اشتباكهم مع أعدائهم في حُرُوبٍ مُستمرَّة فقد كان لديهم مُتَّسعٌ من الوقت لِرعاية وإنشاء الكثير من المُؤسَّسات الخيريَّة، فشيِّدوا مدرسةً لِدراسة الطب ومُستشفى مُلحقاً بها في مدينة قيصريَّة، وسُميت هذه بِـ«مدينة الشفاء»، ومدرسةٌ ثانية على غرارها في مدينة سيواس عُرفت بـ«گوك مدرسة» أي المدرسة الزرقاء، وثالثة في قونية عُرفت بِـ«مدرسة إينجه منارهلي» أي مدرسة المنارة النحيلة، وقد شكَّلت هذه المدارس نماذج معماريَّة احتذت بها الدولة العُثمانيَّة فيما بعد. وعمَّر السلاجقة طُرق القوافل، وبنوا الجُسُور، وشبكةً من الخانات لِينزل بها المُسافرون، واشتهر من هذه الخانات: «سُلطان خان» في طريق قونية وآق سراي، وخان قراطاي بين قيصريَّة وملطية. وكانت بعض الخانات فاخرة البناء ذات أسوارٍ عالية فيها أبراجٌ لِلدفاع عنها، جُدرانها من الحجر وفيها زخارف ونُقُوشٌ مُتشابكة ومُعقَّدة تُحيطُ بِأبوابها. وصُمِّم داخل الخان بِحيثُ يُلائم جميع احتياجات المُسافرين، فكان يضمُّ جامعًا وبركة ماء وإسطبلات ومقهى وحمَّام ومعمل لِإصلاح لوازم القافلة. اعتنى السلاجقة عنايةً خاصَّةً بِبناء المساجد الفخمة، لكنَّ مساجدهم في آسيا الصُغرى اختلفت عن مساجد المُسلمين في الأقطار المُجاورة من جهة أنَّ مُعظمها افتقد الصحن أي الساحة الخارجيَّة الواسعة، ومردُّ ذلك لقسوة المُناخ في بلاد الأناضول سواء في الصيف أم في الشتاء، واستعاضوا عنها بِساحةٍ أُخرى داخليَّة. ومع هذا يُلاحظ أنَّ السلاجقة حافظوا على شكل الجوامع المُربَّع أو المُستطيل في بداية عهدهم، وعندما بنوا الجامع الكبير في قيصريَّة سنة 530هـ المُوافقة لِسنة 1135م، والجامع الكبير في أرضروم سنة 524هـ المُوافقة لِسنة 1139م تركوا فُسحةً غير مسقوفة في وسط الجامع لِيستعيدوا ذكرى الصحن الذي أُزيل من هذا الطراز، ثُمَّ أضافوا نافورة لِلوُضوء داخل الجامع تحت القبَّة المركزيَّة لِتكون بديلًا عن تلك التي كانت توجد في الصحن. كان لِلمساجد الأولى التي بناها السلاجقة سقفٌ مُنبسطٌ من الخشب مرشوشٌ بِالتُراب المدقوق، وقد استُعملت القُبَّة البيضويَّة عند بناء المسجد الجامع في قونية سنة 617هـ المُوافقة لِسنة 1219م، وكانت القباب تُزيَّن من داحلها بِالقاشاني أو بِالطابوق المُزجَّج. وكان الفن المعماري لِسلاجقة الروم في أوَّل عهده يُشبه الفن المعماري لِلسلاجقة العظام في إيران، وأهم عناصره المُلفتة لِلنظر هو الباب الوحيد لِلمبنى أيًّا كانت الغاية منه، فيجعلون لِحواشي هذه الأبواب إطارًا فيه مجموعة كبيرة من الأحجار المنحوتة والمُزخرفة، وتنتشر هذه الزخارف لِتشمل الواجهة بِأسرها وحول النوافذ المُرتفعة أيضًا. ولعلَّ من أهم الأبنية السُلجُوقيَّة في بلاد الروم -والتي مايزال الكثير منها قائمًا- هي الأضرحة المعروفة بِـ«التُرَب» (مُفردُها تُربَة)، وهي أشبه بِالأضرحة في آسيا الوُسطى أكثر من كونها إسلاميَّة، وتُقسم هذه التُرَب إلى قسمين: الأوَّل لهُ بُرجٌ أُسطواني أقصر وأعرض من الأبراجِ مُدبَّبةِ الرأس المُنتشرةِ في شمال إيران، وسقفهُ على شكل قبَّةٍ عريضةٍ واطئةٍ، وتُكسى القبَّة أحيانًا من الخارج بِالقاشاني الفيروزي، أمَّا القسم الآخر فهو دائري أو مُتعدِّد الأضلاع أو مُثمَّن الجوانب يرتكز على قاعدةٍ مُربَّعةٍ ومسقوفٍ بِبُرجٍ مخروطيّ. وكان بعضُ هذه الأبراج يحملُ نُقُوشًا وكتاباتٍ عربيَّةً محفورةً بِطريقةٍ فنيَّة، وإن كان أغلبها يُترك دون زخرفة، فيبدو جمالها مُعتمدًا على نوعيَّة وتناسق فنَّها المعماري. وتكوَّنت أغلب الأضرحة من طابقين، يُستعمل الطابق الأرضي منها لِلدفن، بينما يُستعمل الطابق العُلُوي مُصلّى. الاقتصاد كان من نتيجة الأمن والاستقرار خلال العصر الذهبي لِلدولة أن نعمت البلاد بِالازدهار الاقتصادي، وقد أسهم السلاطين الأقوياء في هذا الازدهار بِأن اعتنوا بِالوسائل التي تُشجِّع على النُمُوّ الزراعي وتُسهِّل التجارة، فأكثروا من الأقنية المائيَّة ورمَّموا السُدُود، وشجَّعوا النقل المائي في البحار والأنهار. وعن رعاية السلاجقة لوسائل الري، يذكر ابن بطُّوطة ما شاهده في مدينة نكيدة حينما زارها وشاهد فيها الآثار الحضاريَّة التي تركها سلاطين السلاجقة: «... وَيَشُقُّهَا النَّهْرُ الْمَعْرُوف بِالنَّهْرِ الْأَسْوَدِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ الْأَنْهَار، عَلَيْهِ ثَلَاثَ قَنَاطِر: إحْدَاهَا بِدَاخِل الْمَدِينَةِ وَاثْنَتَانِ بِخَارِجِهَا، وَعَلَيْهِ النَّوَاعِير بِالدَّاخِل وَالْخَارِج، مِنْهَا تُسْقَى الْبَسَاتِين، وَالْفَوَاكِه كَثِيرَةٌ». كما وصف الحياة الاقتصاديَّة في مدينة آق سراي قائلًا: «... تُحَفُّ بِهَا الْعُيُون الْجَارِيَة وَالْبَسَاتِين مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَيَشُقُ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ أَنْهَار، وَيَجْرِي الْمَاءُ بِدُورِهَا، وَفِيهَا الْأَشْجَارُ وَدَوَالِي الْعِنَب، وَدَاخِلِهَا بَسَاتِين كَثِيرَة. وَتُصْنَعُ بِهَا الْبُسْط الْمَنْسُوبَةِ إلَيْهَا مِنْ صُوفِ الْغَنَمِ لَا مَثَلَ لَهَا فِي بَلَدٍ مِنْ الْبِلَادِ، وَمِنْهَا تَحَمُّلُ إلَى الشّامِ وَمِصْرَ وَالْعِرَاقِ وَالْهِنْد وَالصِّين وَبِلَاد الْأَتْرَاك». ووُصفت مدينة نيكسار بأنها كانت مُحاطة بِبساتين الفاكهة، وزُرع فيها القمح والقطن. أمَّا قونية فُزرع فيها القطن أيضًا إضافةً إلى المشمش الأصفر، ومُدَّ الماء الوافر إليها من الجبل القريب منها، وكان يُختزنُ في صهريجٍ عظيم تعلوه قبَّة عند أحد أبواب المدينة، ومنهُ كان يخرج ثلاثمائة قناة ونيف تُوزِّع المياه بين سائر أنحاء المدينة. أمَّا بِالنسبة لِلصناعة فقد كانت حياكة المنسوجات القُطنيَّة والحريريَّة والصوفيَّة في مُقدِّمة الصناعات التي ازدهرت في بلاد الروم، وقد ذكرها الرحَّالة أثناء سفرهم عبر الأناضول، ومنهم ماركو پولو -على سبيل المِثال- الذي وصف أرزنجان قائلًا: «تَقُومُ بِهَا صِنَاعَة نَسِيجٍ قُطْنِيٍّ رَفَيْعٍ جِدًّا يُسَمَّى البُومبَازِين، فَضْلًا عَنْ أنْسِجَةٍ أُخْرَى كَثِيرَةٍ وَعَجَيبَة». أمَّا التجارة فقد بلغت قمَّة ازدهارها بِفضل أنشطة السلاطين غيَّاث الدين كيخسرو بن قلج أرسلان، وابنيه عز الدين كيكاوس وعلاء الدين كيقُباد الذين افتتحوا موانئ صامصون وسينوپ وأنطالية، فكان أن فُتحت بلاد الروم على آفاق التجارة الدُوليَّة شمالًا مع عالم بحر البنطس وجنوبًا مع عالم البحر المُتوسِّط، وأدرك السُلطان كيقُباد المذكور -ببصيرةٍ نفَّاذةٍ- مدى تفوُّق النشاط التجاري لِلدُويلات الإيطاليَّة في البحرين سالفيّ الذِكر، وعلى ضوء ذلك بادر إلى عقد اتفاقيَّاتٍ تجاريَّةٍ معهم، كاتفاقيَّة سنة 617هـ المُوافقة لِسنة 1220م مع البنادقة التي منحهم بِمُقتضاها بعض الامتيازات كحُريَّة توريد الأحجار الكريمة واللآلئ والفضَّة والذهب والقمح دون الخُضُوع لِرُسُومٍ جُمرُكيَّةٍ مُعيَّنة. بِالإضافة إلى ذلك شجَّع السُلطان كيقُباد الپروڤنسيين على تنشيط دورهم في تجارة العُبُور بين قونية وقبرص، فكان الپروڤنسيون ينقلون بعض السلع والمُنتجات التجاريَّة كالشب والصُوف والجُلُود والحرير الخام والمُصنَّع من الأناضول إلى الجزيرة. وكان أرباب الحرف يتجمَّعُون داخل المُدُن في أسواقٍ مكشوفةٍ أو مسقوفة، كُلٌّ أصحاب حرفةٍ على حدة يُزاولون أعمالهم من خلال حوانيتَ مُخصَّصةٍ لهم بينما كان كبار التُجَّار وأصحاب البضائع الثمينة يُقيمون متاجرهم داخل أسواقٍ مُغلقةٍ تتوفَّرُ لها حماية أكثر أو داخل أحد الخانات الآمنة. المُجتمع كان المُجتمع السُلجُوقي في آسيا الصُغرى شديد التنوُّع من حيثُ العناصر البشريَّة، فكان هُناك المُسلمون وقد أصبحوا العُنصر الغالب بِحُلُول أواخر عصر دولة سلاجقة الروم، وكان أغلبهم من التُرك، وانقسموا بِدورهم إلى ثلاث فئات: الأتراك السلاجقة، والتُركُمان، والخوارزميين. أمَّا الأتراك السلاجقة فكانوا من أبرز وأشهر عناصر السُكَّان بِالدولة، فهُم الذين أقاموها بِسواعدهم، وهم الذين توارثوا حُكمها طوال حياتها مُنذُ نشأتها وحتَّى انهيارها أكثر من قرنين من الزمن. وإلى جانب هؤلاء عاش التُركُمان، وهم أبناء جلدة السلاجقة، وكانوا عدَّتهم في حملاتهم الأولى على آسيا الصُغرى قُبيل قيام دولتهم بها، وعاشوا بعد ذلك في كنفهم، وتمكَّنوا بِمُرُور الوقت من تحقيق ذاتهم والاستقلال بِبعض الإمارات رُغم اعترافهم الاسمي بِسيطرة السلطنة عليهم، وأبرز ما ميَّز التُركُمان عن أنسبائهم الأتراك السلاجقة، أنَّهم كانوا أكثر بداوةً منهم. وذكر أبو الفداء في كتابه الشهير «المُختصر في أخبار البشر» وُجُود فئةٍ ثالثةٍ من التُرك في دولة سلاجقة الروم هُم الخوارزميُّون، الذين ارتحل الكثير منهم إلى بلاد الروم إثر سُقُوط دولتهم ومقتل سُلطانهم جلال الدين منكبرتي، فساروا إلى السُلطان كيقُباد والتحقوا بِخدمته وانضمُّوا إلى جُيُوشه، فلمَّا مات كيقُباد وتولَّى ابنه كيخسرو، فارق الخوارزميُّون الأناضول بعدما اعتقل السُلطان المذكور أكبر مُقدَّميهم. وإلى جانب التُرك شكَّل الفُرس والمغول فئتان إضافيَّتان من العُنصر الإسلامي في ديار الإناضول، فالفُرس كانوا دائمي ارتياد آسيا الصُغرى مُنذُ القدم، أمَّا المغول فقد استوطنوا هذه البلاد إثر انتصارهم في معركة كوسه طاغ، وفشا الإسلام بينهم مُنذُ عهد الإلخان محمود غازان. يُضاف إلى المُسلمين أهل البلاد الأصليين من الأرمن والروم واليهود، وقد ذكرهم عددٌ من المُؤرخين، كالأمير بيبرس الدوادار الذي أشار في كتابه «زُبدة الفكرة في تاريخ الهجرة» أنَّ نصارى مدينة أرزنجان -وهم من الأرمن الأرثوذكس- كانوا يحتلفون بِأعيادهم دون أن يتعرَّضوا لِمُضايقة السلطنة، فكانوا خِلال عيد الغطاس على سبيل المِثال يخرجون مُتوجهين إلى نهر الفُرات بِجمعٍ كبير، وعلى رأسهم الجاثليق، فيرفعون الصُلبان على الرماح ويقرعون النواقيس ويصيحون. وذكر ابن بطُّوطة أيضًا ما رآه بِأُمِّ العين في مدينة العلائيَّة، فقال أنَّ للروم بها أحياءهم الخاصَّة، ولِليهود أحياءهم أيضًا، وكذلك لِلتُجَّار الأوروپيين الوافدين: «... وَكُلُّ فُرْقَةٍ مِنْ سُكَّانِهَا مُنْفَرِدَة بِأَنْفُسِهَا عَنْ الْفُرْقَةِ الْأُخْرَى، فَتُجَّارُ النَّصَارَى مَاكِثُونَ مِنْهَا بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِالمِينَاءِ، وَعَلَيْهِم سُوُرٌ تُسَدّ أَبْوَابِه عَلَيْهِمْ لَيْلًا وَعِنْد صَلَاةِ الْجُمُعَةِ. وَالرُّوم الَّذِينَ كَانُوا أَهْلِهَا قَدِيمًا سَاكِنُون بِمَوْضِعٍ آخَرَ مُنْفَرِدَيْن بِه، وَعَلَيْهِم أَيْضًا سُوُرٌ، وَالْيَهُودَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَعَلَيْهِم سُوُر، وَالْمَلِكُ وَأَهْلُ دَوْلَتُه ومَمَالِيكُهُ يَسْكُنُون بِبَلَدِةٍ عَلَيْهَا أَيْضًا سُوُرٌ يُحِيطُ بِهَا…». تنصُّ المصادر على أنَّ التديُّن كان شائعًا وسط سلاجقة الروم، وكانوا يُعظِّمون ويُكرِّمون الأعياد والمواسم الإسلاميَّة، وشكَّلت بلادهم موطنًا لِلكثير من الطُرُق الصوفيَّة، وكانوا يُحسنون استقبال الوافدين عليهم ويحتفون بهم. ومن أبرز المظاهر الاجتماعيَّة التي لفتت الأنظار في بلاد الروم خِلال عصر السلاجقة انتشار جماعة الآخية الفتيان في مُختلف المناطق، وهؤلاء كانوا يشتغلون بِخدمة الناس وتعليمهم حُب العمل، ومُساعدة الفُقراء والمساكين، وتُشيرُ أغلب المصادر إلى أنَّ هذه الجماعة ظهرت اقتداءً بِجماعة الفُتُوَّة التي أنشأها الخليفة العبَّاسي أحمد الناصر لدين الله لِنفس الغايات المذكورة، وأنَّهم أخذوا اسمهم من كلمتيّ «أخ» و«أخي» العربيَّتين. وانتشرت في بلاد الروم العديد من الطُرُق الصوفيَّة، كان من أبرزها المولويَّة -نسبةً إلى المولى جلال الدين الرومي- الذي نزح به والده بهاء الدين إلى قونية سنة 626هـ المُوافقة لِسنة 1228م استجابةً لِرجاء السُلطان علاء الدين كيقُباد، وقد أصبح له مكانةً عظيمةً في قونية ثُمَّ في سائر الأناضول، وقد دُفن في المدينة المذكورة حينما تُوفي، وقبرهُ مشهورٌ فيها. ومن الطُرُق الصوفيَّة الأُخرى التي شاعت وسط المُسلمين في الأناضول: الرفاعيَّة والخُلوتيَّة والكازرونيَّة والبكطاشيَّة. أمَّا عن مظاهر اللهو والترفيه عند سلاجقة الروم فإنها كانت عند العامَّة مُستمدَّة من أُصُول وطبائع قبائل التُرك البدويَّة التي توارثوها جيلًا عن جيل، فأقبلوا على الرياضة البدنيَّة، وأقاموا مُباريات الرماية وخاصَّةً بِالقوس والنشَّاب، وحفلات السيف والترس، وسباق الخيل، والصيد، ومُباريات المُصارعة. على أنَّ حياة الاستقرار وما رافقها من رخاءٍ وغنى، ومُخالطةٍ لِلروم، وتأثُّرٍ بِمظاهر الحياة عند العديد من حُكَّام المُسلمين في الأقطار المُجاورة -وبِالأخص في بغداد- ساعدت على انتقال هذه المظاهر والعادات إلى الأناضول، فشارك فيها سلاطين وأُمراء وأغنياء السلاجقة، وأقاموا في قُصُورهم مجالس الطرب والغناء والشراب، وارتادها أعيان المُجتمع المُتصلون بِرجال الحُكم. العُلُوم والآداب نقل السلاجقة بعض نُظُمُهم الحضاريَّة التي أسَّسوها في الشرق إلى بلاد الروم، لا سيَّما ما يتعلَّق منها بِنظام المدارس. وتقديرًا لِلدور الكبير الذي تُؤدِّيه المدرسة في نشر الفكر والمعرفة والعُلُوم الشرعيَّة فقد تسابق المُتبرِّعون في إعمارها طلبًا لِلأجر والثواب وخدمةً لِلدين، وأوقفوا لها الأوقاف الكثيرة. فعلى سبيل المِثال تبرَّع الأمير مُبارز الدين أرتُقُش بِبناء مدرسةٍ في قرية «آتاباي» بِالقُرب من مدينة إسپرطة سنة 621هـ المُوافقة لِسنة 1224م، كما بنى الأتابك الحاج مُبارز الدين أرمغانشاه سنة 637هـ المُوافقة لِسنة 1239م مدرسةً في أنطالية، وشهدت سنة 640هـ المُوافقة لِسنة 1242م إقبالًا من جهة الواقفين على بناء المدارس، فبنى الأمير لاله بدر الدين مُصلح بن مُظفَّر الدين سهراب -الذي كان مُعلِّمًا لِلسُلطان علاء الدين كيقُباد- مدرسة «صيرجالي» في قونية وأوقَّفها على الفُقهاء والمُتفقهين من أتباع المذهب الحنفي، كما تبرَّع أحد الأثرياء، ويُدعى عبد الرحمٰن بِبناء مدرسةٍ على نفقته الخاصَّة، وأوقفها في مدينة سينوپ. وبِالإضافة إلى مدارس التعليم العام أنشأ سلاجقة الروم مدارس الاختصاص -وهي التي تختص بِنوعٍ واحدٍ من العُلُوم- كمدارس عُلُوم القُرآن التي سُمِّيت «دُور القُرآن» و«دُور القُرَّاء» و«دُور الحُفَّاظ»، ومنها على سبيل المِثال دار الحُفَّاظ والمدرسة الفرحونيَّة بِقونية. ومن الأمثلة الأُخرى على هذه المدارس تلك التي عُنيت بِتدريس علم الحديث، وسُمِّيت الواحدة منها «دار الحديث» ومنها دار الحديث بِقونية. وكذلك المدارس التي اختصَّت بِتدريس الطب والصيدلة، وكانت تُسمَّى الواحدة منها «دار الشفاء» أو «دار العافية» أو «دار المرضى»، ومن أمثلتها: المدرسة الغيَّاثيَّة التي بناها السُلطان غيَّاث الدين كيخسرو بن كيقُباد في قيصريَّة، ومدرسة الوزير مُعينُ الدين سُليمان پروانه في توقاد، ودار الشفاء في آمد. وكانت جميع المدارس الموقوف عليها عند سلاجقة الروم ترتبط بِبناء مسجدٍ مُلاصقٍ لها. نتيجة هذا الاهتمام بِالعلم تابعت العُلُوم الإسلاميَّة تقدُّمها في ظل دولة سلاجقة الروم قُبيل الغزوات المغوليَّة المُدمِّرة، فوُضعت المُؤلَّفات، وتُرجمت الكُتُب عن اللُّغة الروميَّة في الطب والفلسفة والكيمياء والجُغرافيا. وكان لِانتشار الورق الذي أنتجتهُ مصانع سمرقند وبغداد وطرابُلس الشَّام ودمشق فضلٌ كبير في ازدهار صناعة النَّسخ. ومن أشهر العُلماء والأُدباء والفلاسفة والمُتصوفين المُسلمين الذين ظهروا في دولة سلاجقة الروم أو وفدوا عليها: شهاب الدين يحيى السهروردي، ومُحيي الدين بن عربي وتلميذه صدر الدين القونوي، وجلال الدين الرومي وابنه بهاء الدين أحمد، ويُونُس أمره، وسراج الدين الأرموي، وصفي الدين الأرموي. كذلك ساهم عددٌ من العُلماء المسيحيين في هذه النهضة الحضاريَّة، كان من أبرزهم: حسنون الرهَّاوي الطبيب، وأبو سالم اليعقوبي الملطي المعروف بـ«ابن كرابا».أصل الاسم
أُطلقت تسمية «السلاجقة» على جماعةٍ من التُرك المُنحدرين من قبيلة «قنق» الغُزيَّة، المنتمين إلى جدٍّ هو سُلجُوق بن دقَّاق أو «يقاق»، المعروف بـ«تيمور يلغ» أي «ذي القوس الحديد»، ويبدو أنَّ هذه القبيلة كانت من أوائل القبائل الغُزيَّة التي دخلت في الإسلام، وقد برز زعيمها سُلجُوق بعد وفاة والده، فرعى مصالح قبيلته ودخل في خدمة السامانيين، وقاتل قبائل التُرك الوثنيَّة وأزال هيمنتها على سُكَّان الوادي الأدنى لِنهر سيحون، فنُسب أبناء قبيلته إليه بُعيد وفاته، وسُمُّوا «سلاجقة». أمَّا تسمية «الروم» فيُقصد بها الإشارة إلى أهل الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، الذين سمُّوا أنفُسهم «رومانًا» (باليونانية: Ῥωμαῖοι) على اعتبار أنَّهم الاستمرار الطبيعي لِلإمبراطوريَّة الرومانيَّة العتيقة، وسُمُّوا بِالعربيَّة «رومًا»، فأصبحت بلادهم تُسمَّى «بلاد الروم»، ولمَّا فتحها السلاجقة، أُضيفت تسميتها وتسمية أهلها إلى السُلالة التي تفرَّدت بِحُكم هذه البلاد، فأصبحوا سلاجقة الروم، أي سلاجقة بلاد الروم.[la 7]التنظيم العسكري
كان لِدولة سلاجقة الروم تنظيمٌ عسكريً فريد بين الدُول الإسلاميَّة التي عاصرتها، فكان لها حامياتٌ عسكريَّة مُختلفة نُشرت في المناطق الحُدُوديَّة، وأبرزُها: حاميات «الأوݘ»، وتشكيلات «الألبلر»، وجماعة «باجيان روم». أمَّا حاميات الأوݘ فكانت تنتشر بِالمناطق الشماليَّة الشرقيَّة لِلبحر المُتوسِّط، والمناطق الجنوبيَّة الشرقيَّة لِبحر البنطس، وعلى الحُدُود الغربيَّة بين دولة سلاجقة الروم والأراضي البيزنطيَّة بِآسيا الصُغرى. وكان على رأس كُلٌّ من هذه الحاميات أميرٌ يخلع عليه السُلطان لقب «أوݘ بكي» أي مُحافظ الحُدُود، ومن أشهر هؤلاء أرطُغرُل أمير عشيرة قايى، وجدُّ بني عُثمان، وابنه عُثمان بعده. ولم تترك السلطنة الحُريَّة لِمُحافظي الحُدُود في مُزاولة أعمالهم دون رقابة، بل كانت تُعيِّن من بين رجالها من يُراقب أعمال هؤلاء المُحافظين، وكانت إزاء ذلك تمنحهُ لقب «أوݘ أميري»، أي أمير الحُدُود. وبِالنسبة لتشكيلات «الألبلر» فهي تلك التشكيلات التي انتشرت بِالحُدُود الغربيَّة لِلدولة بين العشائر التُركُمانيَّة التي احتفظت بِتقاليدها القوميَّة. و«الألبلر» جمع «ألب»، وهو لقبٌ كان يُطلق على الشُجعان المقدامين الذين توافرت فيهم مجموعة من الصفات هي: الشجاعة وقُوَّة الساعد والحميَّة، وامتلك واحدهم الزي الخاص بِالقتال والفرس الجواد والقوس والسيف والرمح والرفيق الموافق، أي أن يكون في حالة استعداد مُستمرَّة لِلحرب، ويسود الود والوفاق بينه وبين رفاق السلاح حتَّى يتسنَّى لهم تأدية أعمالهم بِكفاءة ونجاح. أمَّا جماعة «باجيان روم» فهي -بحسب اجتهاد المُؤرِّخ التُركي مُحمَّد فؤاد الكوبريللي- مُنظَّمة نسائيَّة يُحتمل أنها تكوَّنت من نساء القبائل التُركُمانيَّة قاطنة المناطق الحُدُوديَّة اللواتي كُنَّ يمتشقن السلاح لِلدفاع عن أنفُسهُنَّ وأُسراتهنَّ وقت غياب أزواجهنَّ، ويُحتمل أنَّ هذا التقليد أصبح بِمُرور الوقت عُرفًا من الأعراف المُنتشرة في مناطق الحُدُود لكونها الأكثر تعرُّضًا لِلأخطار من بين مناطق الدولة.التاريخ
قيام دولة السلاجقة وتوسُّعها تُوفي سُلجُوق بن دقَّاق في مدينة جند حوالي سنة 1039م، تاركًا ثلاثة أولاد هُم: أرسلان إسرائيل وميكائيل وموسى، وتُضيف بعض الروايات ابنًا رابعًا هو يُونُس.(1) وليس هُناك من تفاصيلٍ دقيقةٍ وموثوقةٍ حول ما وصلت إليه أوضاع أولادِ سُلجُوق بعد وفاته في بلاد ما وراء النهر، وكُل ما يُعلم يقينًا أنَّ هؤلاء لم يستطيعوا العيش في وفاقٍ مع باقي المُسلمين الذين حرَّروهم من سطوة قبائل التُرك الوثنيَّة كما أُسلف، فغادروا المنطقة مُتجهين نحو الجنوب. ويَذكر البيهقي أنَّهُ في القرن الخامس الهجري المُوافق لِلقرن الحادي عشر الميلادي، كان والي جند المدعو «شاهمُلك» في حال عداءٍ شديدٍ مع بني سُلجُوق، وبينه وبينهم نزاعٌ قديمٌ وضغائن قويَّة وثأر. ولمَّا نزح السلاجقة أقاموا بِموضعٍ يُعرف بـ«نور بُخارى»، وظلُّوا حُلفاء لِلسامانيين حتَّى زالت دولتهم وحلَّ الغزنويون محلَّهم، فالتحق ميكائيل بن سُلجُوق بِخدمة السُلطان أبي القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي، الذي أنزله وقومه مرجًا من مُرُوج خُراسان يُعرف بـ«مرج دندانقان»، فأقاموا فيه. ولم يكد السلاجقة يستقرُّون في المناطق الجديدة حتَّى راحوا يُنمُّون قُدراتهم العسكريَّة، ويبدو أنَّهُم تخلُّوا عن حياة الهُدُوء والاستقرار، وعادوا إلى طبيعتهم البدويَّة، فأخذوا يُغيرون على المُدن والقُرى المُجاورة، ممَّا دفع سُكَّانها إلى الطلب من السُلطان محمود العمل على إبعادهم، فاستجاب لِنداء الاستغاثة وأجلى السلاجقة بِالقُوَّة بعد معركةٍ طاحنة، وأَجبر من لم يُقتل منهم على اللُجوء إلى بلخان ودهستان. وقُتل ميكائيل بن سُلجُوق في إحدى غزواته ضدَّ التُرك الوثنيين في بلاد ما وراء النهر، وخلف ولدين هُما جغري وطُغرُل، [la 8] فخلفه الأخير الذي أعاد توحيد العشائر السُلجُوقيَّة الضاربة في بلاد ما وراء النهر وتدعيم قُوَّتها، وساعده أخوه جغري في تلك المُهمَّة. وكان طُغرُل وجغري فارسين مقدامين، نشآ تنشئةً عسكريَّةً في ظل جدِّهما سُلجُوق، وبعد وفاته برزا على المسرح العسكري من خلال اشتباكاتهما في حُرُوبٍ مُتلاحقةٍ مع أقوى الأُمراء في آسيا الوُسطى أمثال القراخانيين في بُخارى وكاشغر، وتمتعا بِنُفُوذٍ كبيرٍ داخل العشائر السُلجُوقيَّة وبدا من أمرهما ما يُنبئ بأنَّهما سوف يبلُغان بِالسلاجقة ذُروة القُوَّة، فمضيا مُؤتلفين تربطهُما أواصر الإخلاص المُتبادل على أهدافٍ واحدةٍ، وصرفا حياتهما الأولى في الهرب من وجه خُصُومهما اتقاء لِعداوتهم، ولمَّا آنسا من نفسيهما القُوَّة، ارتدَّا إلى مُجابهة هؤلاء الأعداء. وفي سنة 421هـ المُوافقة لِسنة 1030م، تُوفي السُلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي، وتنافس على العرش ولداه مُحمَّد ومسعود، فاستغلَّ السلاجقة هذه الفُرصة والاضطراب القائم لِتوسيع دائرة نُفُوذهم، فسيطروا على المناطق المُجاورة لِديارهم، ونشروا نُفُوذهم في أرجاء بلاد ما وراء النهر. ثُمَّ شرعوا في الإغارة على خُراسان بلا انقطاع طيلة ثلاث سنوات، ولم يتمكَّن السُلطان الغزنوي مسعود، الذي كان قد سيطر على عرش أبيه، من صدِّهم، فتمكَّن جغري في نهاية المطاف من طرد الغزنويين من شمال خُراسان واستولى على قصبتها مرو الشاهجان، وأضحى الحاكم الفعلي على تلك البلاد. ودخل الأخوان طُغرل وجغري قصبة خُراسان القديمة في موكب النصر واقتسما الأعمال الحُكُوميَّة، فاضطلع طُغرل بِشُؤون الإدارة، وأخذ جغري على عاتقه مُهمَّة الدفاع عن الإقليم. وفي سنة 429هـ المُوافقة لِسنة 1038م، أنزل السلاجقة هزيمةً قاسيةً بِالغزنويين ودخلوا مدينة نيسابور مُعلنين ضمَّها إلى مُلكهم، وجلس طُغرل على عرش السُلطان مسعود فيها مُعلنًا نفسه سُلطانًا، وأمر بِأن يُخطب بِاسمه فيها، كما خُطب باسمه في سرخس وفي بلخ. وهكذا أعلن طُغرُل قيام الدولة السُلجُوقيَّة، وكتب رسالةً إلى الخليفة العبَّاسي القائم بِأمر الله يشرح لهُ فيها ما آلت إليه الأوضاع السياسيَّة، ويطلب منهُ الاعتراف بِدولته الجديدة. وفي شهر رمضان 431هـ المُوافق فيه شهر حُزيران (يونيو) 1040م، وقعت معركة دانداناقان وهي معركة فاصلةٌ بين السلاجقة والغزنويين بِقيادة السُلطان مسعود، كان من نتيجتها أن انتصر السلاجقة نصرًا كبيرًا ووضعوا حدًّا نهائيًّا لِحُكم الغزنويين في خُراسان، وعُدَّت هذه المعركة إحدى المعارك الكُبرى الفاصلة في التاريخ الإسلامي، بل إنَّ نتائجها تعدَّت ديار الإسلام وأثًّرت على عالم العُصُور الوُسطى، كما يعتبر المُؤرِّخ السوري المُعاصر سُهيل زكَّار، كونها فتحت الباب أمام السلاجقة لِلانسياب غربًا عبر بلاد إيران وُصولًا إلى ديار الروم في الأناضول والتوسُّع على حسابهم، وكان هذا أحد الأسباب التي شجَّعت على قيام الحملات الصليبيَّة. أُغري طُغرُل بِنجاحه هذا وطمع بِالتمدُّد نحو العراق، قلب ديار الإسلام، في سبيل بسط سيطرته على الخلافة العبَّاسيَّة وإنقاذها من الهيمنة البُويهيَّة الشيعيَّة. ويُعدُّ هذا التوجُّه طبيعيًّا، فكُلِّ من سبقوا السلاجقة في السيطرة على خُراسان تطلَّعوا إلى التمدُّد نحو الغرب لِلسيطرة على بغداد والتحكُّم بِمُقدَّرات الخلافة العبَّاسيَّة، ومن هؤلاء السامانيّون والصفاريّون والغزنويّون على سبيل المِثال. وهكذا، واصل السلاجقة سياستهم التوسُّعيَّة ضمن دائرة اعتراف الخلافة العبَّاسيَّة، بِهدف القضاء على البُويهيين، وبِحُلُول سنة 442هـ المُوافقة لِسنة 1050م، كانوا قد ضَمُوا إلى دولتهم بلاد الري وجرجان وطبرستان وخوارزم وهمدان وأصفهان، واتخذ طُغرُل من المدينة الأخيرة عاصمةً له، ثُمَّ ضمَّ بعد أربع سنوات إقليم أذربيجان، فما وافى يوم 26 رمضان 447هـ المُوافق فيه 18 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1055م، حتَّى وقفت جُيُوش السلاجقة بِقيادة طُغرُل على أبواب بغداد، وأرسل يستأذن الخليفة في الدُخُول، فأذِن له، وخرج الساسة والقُضاة والنُقباء والأشراف والأعيان لِاستقباله، ونادى به الخليفة مُنقذًا لِلدولة والعقيدة السُنيَّة من تسلُّط الشيعة البُويهيين، وخُطب لهُ على منابر جوامع عاصمة الإسلام. [la 9] وأنزل طُغرُل العقاب بالذين تطاولوا على مقام الخلافة، وكان في مُقدِّمتهم أبو الحارث أرسلان البساسيري، أمير الأمراء البُويهي الذي حمل الخليفة القائم على أن يُبايع خصمه الفاطمي المُستنصر بالله ويُخطب لهُ في مساجد بغداد، فقتله طُغُرل وقضى على سُلطان بني بُويه وحلَّ نظام جيش الديلم الذي كانوا يعتمدون عليه. وهكذا دخل العراق ضمن دائرة نُفُوذ السلاجقة، وجاور هؤلاء الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، التي لم تلبث أن دخلت حالةً من الرُكُود والضعف بعد زوال السُلالة المقدونيَّة في سنة 449هـ المُوافقة لِسنة 1057م، وما تبع ذلك من صراعٍ بين الطبقتين العسكريَّة والمدنيَّة.[la 10] ورأى طُغرُل أن يُتابع توسُّعه على حساب البيزنطيين هذه المرَّة، يدفعه في ذلك ثلاثة أسباب: دينيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة. أمَّا الباعث الديني فقد كان طُغرُل وكبار قادة السلاجقة يطمعون بِنشر الإسلام في أوسع رُقعة مُمكنة وبِخاصَّةً بين جيرانهم النصارى، أي الأرمن والروم، الأمر الذي يُكسب حُرُوبهم طابع الجهاد في سبيل الله كما يُكسبهم عطف المُسلمين جميعًا، لا سيِّما إن تمكَّنوا من فتح بلاد الأناضول التي لم يجد الإسلام موطئ قدمٍ دائمةٍ فيها.[la 11] وفيما يتعلَّق بِالباعث الاقتصادي فإنَّ تدفُّق قبائل التُرك من بلاد ما وراء النهر في أفواجٍ جديدةٍ بعد تأسيس الدولة السُلجُوقيَّة، جعل الأراضي تضيقُ بهم، فأخذوا يبحثون عن مراعٍ جديدةٍ وغنيَّة، فوجدوا ضالَّتهم في أراضي الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، يُؤكِّد ذلك ما رُوي عن سبب غزو إبراهيم إينال شقيق السُلطان طُغرُل لِبلاد الروم: «... وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقًا كَثِيرًا مِنْ الْغُزِّ مِمَّا وَرَاءَ النَّهْرِ قَدِمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: "بِلَادِي تُضَيِّقُ عَنْ مَقَامَكُم وَالْقِيَام بِمَا تَحْتَاجُونَ إلَيْه، وَالرَّأْي أَن تَمْضُوا إلَى غَزْو الرُّومِ وَتُجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَتَغْنَمُوا"». أمَّا فيما يتعلَّق بِالباعث السياسي، فقد كان طُغرُل يهدف إلى السيطرة على أرمينية لِكسر الطوق البيزنطي من أمام المُسلمين تمهيدًا لِلتوغُّل داخل الأراضي البيزنطيَّة لمُواصلة حركة الجهاد، لا سيَّما وأنَّ أرمينية كانت قد أصبحت دولةً حاجزةً ضدَّ المُسلمين في الشرق مُنذُ أن خرجت من أيديهم ودخلت في حلفٍ مع البيزنطيين في عهد الإمبراطور باسيل الأوَّل. قيام سلطنة سلاجقة الروم تُوفي الإمبراطور البيزنطي قُسطنطين التاسع سنة 446هـ المُوافقة لِسنة 1055م، وتلت وفاته ثورة قام بها أنصار السُلالة المقدونيَّة، لِلحيلولة دون انتقال العرش إلى دوق بُلغاريا المدعو «نقفور فروتيون» (باليونانية: Νικηφόρος ὁ Πρωτεύων) الذي كان يسعى النُبلاء إلى توليته أُمُور البلاد، [la 12] فأخرج الثُوَّار الإمبراطورة العجوز السابقة تُيُودورة من عُزلتها، وقد بلغت الرابعة والسبعين، ونصَّبوها على العرش، [la 13] فاستغلَّ طُغرُل هذه الاضطرابات وحمل على أرمينية حتَّى وصل إلى أرضروم، وحاصر مدينة ملاذكرد وضيَّق على أهلها، ونهب ما جاورها من البلاد وأخربها وغنم مغانم عظيمة، ثُمَّ انسحب عائدًا إلى أذربيجان لمَّا هجم الشتاء من غير أن يملك تلك النواحي. وفي سنة 449هـ المُوافقة لِسنة 1057م، قامت الاضطرابات مُجددًا في بلاد الروم عندما ثار النُبلاء والأعيان والقادة ضدَّ الإمبراطور ميخائيل السادس، والتفُّوا حول قائد جُيُوش الشرق إسحٰق كومنين، الذي أمر بِسحب العساكر البيزنطيَّة من المناطق الأرمنيَّة لِتُسانده في ثورته وتدعم وُصُوله إلى العرش، [la 14] فشغرت المراكز الحُدُوديَّة من أيَّة مُقاومة جديَّة، ممَّا أغرى السلاجقة فاجتاحوا قبادوقية، وهاجموا ملطية، وأغاروا على الأقاليم الواقعة عند مُلتقى فرعيّ نهر الفُرات. وتوغَّل قُتلُمُش بن إسرائيل في جوف آسيا الصُغرى، ففتح قونية وآق سراي ونواحيهما. جدَّد السلاجقة هجماتهم على الديار البيزنطيَّة في عهد الإمبراطور قُسطنطين العاشر دوكاس (451 - 459هـ 1059 - 1067م). ففي السنة الأولى من حُكمه توغَّلوا في عُمق بلاد الروم، وبلغوا مدينة سيواس، فقاتلوا جماعة من أهلها ممن قاومهم، وعادوا مُحمَّلين بِالغنائم، بعد أن أحرقوا المدينة. والواضح أنَّ غارات السلاجقة ظلَّت حتَّى وفاة طُغرُل في سنة 455هـ المُوافقة لِسنة 1063م، تستهدف غالبًا السلب والنهب دون مُحاولة الاستقرار، إنَّما كانت خُطوةً تمهيديَّةً استطلعت خلالها الجُيُوش السُلجُوقيَّة أوضاع وطبيعة المنطقة، هذا على الرُغم من أنَّ السُلطان السُلجُوقي كان شديد الاهتمام بِالطرف الشمالي الغربي لِسلطنته، إلَّا أنَّ ابن أخيه وخليفته ألب أرسلان، أثاره احتمال تقارب بين البيزنطيين والفاطميين، فحرص أن يحمي بلاده من الروم بِالسيطرة على أرمينية والاستقرار في رُبُوعها قبل أن يمضي في تحقيق هدفه الأساسي وهو مُهاجمة الفاطميين وطردهم من الشَّام. وبدا واضحًا أنَّ الصراع بين السلاجقة والبيزنطيين سوف يزداد عُنفًا واضطرابًا، خُصوصًا بعد أن أدرك بلاط القُسطنطينيَّة فداحة الخطر الذي يُهدد الإمبراطوريَّة من الشرق. ولم يكن ألب أرسلان أقل من طُغرُل عزمًا وطُمُوحًا إلى دفع غزواته غربًا، وإلى افتتاح تلك الأقاليم الغنيَّة التالدة التي لبثت قُرُونًا مسرح النضال بين الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة والمُسلمين. وما كاد ألب أرسلان يستقر في المُلك ويُنظِّم شُؤونه الداخليَّة حتَّى بدأ غزواته لِأراضي الروم، فسار إلى قلب الأناضول وأغار على مدينة قيصريَّة الغنيَّة. ولم تمضِ أشهُرٌ أُخرى حتَّى سار ألب أرسلان في أوائل سنة 456هـ المُوافقة لِسنة 1064م، إلى أذربيجان ثُمَّ أرمينية والكرج في جيشٍ ضخم، ومعه ولده ووليّ عهده ملكشاه ووزيره نظام المُلك. وتولَّى ملكشاه والوزير إخضاع مُعظم القواعد الجبليَّة، وأتمَّ المُسلمون في هذه الحملة استرداد أرمينية وفتح بلاد الكرج بأسرها وفرض الجزية عليها. واقعة ملاذكرد| تاريخُ التُرك
ما قبل القرن الرَّابع عشر الميلاديّ
| |||||||
|---|---|---|---|---|---|---|---|
| الخانيَّة التُركيَّة 552–744 | |||||||
| الخانيَّة التُركيَّة الغربيَّة | |||||||
| الخانيَّة التُركيَّة الشرقيَّة (گوك تُرك) | |||||||
| الخانيَّة الآڤاريَّة 564–804 | |||||||
| الخانيَّة الخزريَّة 618–1048 | |||||||
| خانيَّة سيانطو 628–646 | |||||||
| بلقاريا الكُبرى 632–668 | |||||||
| الإمبراطوريَّة البلغاريَّة الأولى (بلقار الطونة) | |||||||
| بلقار الولغا | |||||||
| اتحاد الخانقار 659–750 | |||||||
| الفتح الإسلامي لما وراء النهر 697–751 | |||||||
| الخانيَّة التورقشيَّة 699–766 | |||||||
| الخانيَّة الأويغوريَّة 744–840 | |||||||
| دولة القرلوق يبغو 756–940 | |||||||
| الخانيَّة القره خانيَّة 840–1212 | |||||||
| القره خانيَّة الغربيَّة | |||||||
| القره خانيَّة الشرقيَّة | |||||||
مملكة أويغور قنصوه 848–1036
شاركنا رأيك |