الأحلام هي ما يدقُّ باب النائمين فمنها ما يكون رؤيا صالحة من الله ومنها ما يكون أضغاث أحلام وحديثٌ من النفس ومنها ما يكون من تلاعب الشياطين ليحزن ابن آدم، لهذا فليست جميع الأسماء قابلة للتفسير والتأويل، وتفسير الأحلام هو موضوع حساسٌ شائكٌ جدًّا لا يستطيعه إلا من فتح الله عليه بشيءٍ من الحكمة، وكثيرًا ما يدخل موضوع الرؤى في قصص الأنبياء وكان مفصلًا هامًّا يغير الأحداث، ففي قصة النبي إبراهيم يقدم على قتل ابنه إسماعيل لأنه رأى ذلك في المنام ومن المعروف أن رؤيا الأنبياء هي رؤيا حقٌّ يجب أن يُعمل بها، قال تعالى في سورة الصافات: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} فقضية الأحلام هي قضيةٌ حساسة جدًّا وربما تبادر إلى المرء اسم وداد في حلمه ومن المعروف أن وداد معناه الحب والرغبة والميل والحب في المنام هو همومٌ وأنكاد وتعب، وربما دلَّ على الفقر والتعب والموت للمريض، لأن العشق يورث الأسقام في اليقظة والعشق والحب في المنام هو غفلة أو قلةٌ في الدين ونقص به، وربما دل على نقصٍ في المال، وإذا كان الرائي عالمًا فتن الناس بزخارفه، أما إن كان الرائي وضيعًا فسيشتهر ذكره ويعلو قدره ويرتفع اسمه، وربما دلَّ أيضًا على السفر إلى الأماكن البعيدة الخطيرة، وكل هذا الكلام في تفسير اسم وداد في المنام هو على وجه التقريب لا التَّحديد، لأن أحوال الرائي والرؤية قد تختلف من شخصٍ إلى آخر ومن هيئةٍ إلى أخرى، وهكذا يكون قد توضح ولو بشكل تقريبيٍّ تفسير اسم وداد في المنام والله في ذلك هو أعلى وأعلم.