شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Sat 06 Dec 2025 الساعة: 02:20 PM


اخر بحث





- [ رقم تلفون ] خدمات غاز المخرق ... البحرين
- [رقم هاتف] مركز الحليب .. المغرب
- [ مؤسسات البحرين ] حديقة رزان لمواد الخام الزراعيه ... منامة
- تعرٌف على ... عامر زريقات | مشاهير
- [ رقم تلفون ] القمة للابواب الجرارة ... البحرين
- [ رقم تلفون ] مكتب وكالة الخطوط الجويه القطريه
- كيف كان الرسول يعامل جيرانه
- [ مؤسسات البحرين ] شركة سماء فيلاديلفيا لأنشطة دعم المرافق ذ.م.م ... منامة
- إجماع واشنطن توصيات إجماع واشنطن
- [ مؤسسات البحرين ] وادي علي للمواد الغذائية ... منامة

حيفا

تم النشر اليوم 06-12-2025 | حيفا
حيفا من ويكيبديا،الموسوعة الحرة

التنمية الحضرية

حالياً، يوجد في المدينة عدد متواضع من ناطحات السحاب والمباني الشاهقة. وعلى الرغم من أن المباني التي ترتفع إلى حوالي 20 طابقاً قد تم بناؤها على جبل الكرمل في الماضي، فقد حظرت بلدية حيفا بناء أي مبانٍ جديدة أطول من تسعة طوابق على جبل الكرمل في يوليو من عام 2012. يجري إعادة تطوير حي وادي الصليب، والذي يقع في قلب وسط مدينة حيفا. وقد تم إجلاء سكانها من اليهود والعرب إجلائهم تدريجياً على مر السنين. تقوم شركة حيفا الاقتصادية المحدودة بتطوير قطعتي 1000 متر مربع للاستخدام المكتبي والتجاري. وتم تجديد بعض المباني التاريخية وإعادة تطويرها، لا سيما إلى النوادي الليلية والمسارح، مثل قصر باشا، والحمام التُركي، والنوادي الليلية لموسيقى الشرق الأوسط، تم تحويل العديد منها إلى مسارح ومكاتب.

السكان

بلغ عدد سكان المدينة قرابة 265 ألف نسمة في عام 2008 - وفقا لمكتب الإحصاء الإسرائيلي. وتُعتبر حيفا اليوم من المدن المختلطة سكّانياً في إسرائيل. يشكل اليهود من هؤلاء السكان الغالبية، بعد تهجير معظم سكان المدينة العرب (المسلمين والمسيحيين)، وإحلال المهاجرين اليهود من كل أنحاء العالم مكانهم بعد النكبة عام 1948، بالإضافة إلى اليهود الموجودين أصلا في حيفا. يشار بالذكر إلى أن المسيحيين في حيفا ينتمون إلى عدة طوائف أهمها الروم الكاثوليك، حيث تعتبر حيفا مقر مطرانية الروم الكاثوليك في الجليل، والأرثوذكس، بالإضافة إلى الموارنة، والذين يعود أول ذكر لوجودهم في حيفا لسنة 1677م. إلى جانب الأرمن والطوائف البروتستانتية. كما ينتمي البعض الآخر إلى أديان وطوائف أخرى كالبهائيين، الذين يعتبرون حيفا مكانًا مقدسًا ومقصدًا للحج منذ 1860. ويقطن أيضًا في حيفا الجماعة الأحمدية ويتمركز أغلبهم في حي الكبابير، وتقدر أعدادهم بحوالي 2 200 نسمة. وتقطن في حيفا بعض العائلات الدرزية (حوالي 280 شخص) تعود أصول معظمهم إلى دالية الكرمل وعسفيا. حيفا هي مركز الثقافة الليبرالية العربية، كما كانت تحت الحكم الانتداب البريطاني. الأحياء العربية، المختلطة والتي يسكنها كل من المسلمين والمسيحيين، تقع في المناطق المنخفضة القريبة من البحر، بينما ترتفع الأحياء اليهودية. تطورت الحياة الثقافية العربية النشطة في القرن الحادي والعشرين. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز بدأت النهضة العربية الليبرالية الحديثة في حيفا في عام 1998. وتم افتتاح المزيد من المطاعم والحانات والمقاهي والنوادي المملوكة للعرب في حي الألمانية، مع إشارات ترحيبة بجميع الناس باللغات العربية والإنجليزية وأحياناً بالعبرية. قبل النكبة كانت حيفا تُعتبر ثالث أكبر مدن فلسطين التاريخية بعدد السكان، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين. ولقد تطور عدد سكان المدينة من 10 447 نسمة عام 1916 إلى 24 634 نسمة عام 1922، و50 483 نسمة عام 1931، و99 090 نسمة عام 1938، و138 300 نسمة عام 1945. وكان عدد السكان في قبل النكبة وسقوط المدينة بيد المنظمات اليهودية عام 1948، يقارب 150 000 نسمة - يتوزعون بين 70 000 عرب (نصفهم من المسلمين والنصف الآخر من المسيحيين)، وحوالي 80 000 من اليهود المهاجرين. وتعود زيادة نسبة اليهود إلى العرب في تلك الفترة لقيام الوكالة اليهودية بتركيز هجرة يهود العالم إلى فلسطين في حيفا طيلة ثلاثة عقود سبقت تاريخ النكبة لأهميتها الإستراتيجية وموقعها. بعد النكبة هبط مجموع سكان حيفا في أواخر عام 1948 إلى 97 544 نسمة بسبب الاحتلال الإسرائيلي للمدينة وطرد السكان العرب منها (الذين أصبح عددهم 2 500 نسمة في حيفا بعد النكبة)، فأصبح اليهود يؤلفون بعد رحيل معظم العرب 96% من عدد سكان المدينة. وفي نهاية 1950 زاد عدد سكان حيفا بفعل تدفق المهاجرين اليهود للإقامة فيها فوصل إلى 140 000 نسمة. وأخذت المدينة تنمو باطراد بعدئذ. ففي عام 1952 كان عدد سكانها أكثر من 150 000 نسمة وفي عام 1955 وصل إلى 158 700 نسمة، ثم زاد إلى 183 000 نسمة عام 1961، وإلى 209 900 نسمة عام 1967، ووصل إلى 225 800 نسمة عام 1973. يُشكل العرب اليوم ما نسبته 10% من السكان في حيفا (أي حوالي 40 000 نسمة)، نتيجة للهجرة العكسية لليهود من حيفا إلى دول أخرى، ولزيادة معدل الخصوبة للأسر العربية مقارنة بالأسر اليهودية. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز يبلغ عدد السكان العرب في المدينة حوالي 30 ألف نسمة، أي حوالي 10% من السكان ، وينقسمون بأعدادًا متساوية من المسلمين والمسيحيين، وهم عمومًا أكثر ثراءاً وأفضل تعليماً من العرب في أماكن أخرى في إسرائيل. في عام 2018 ضمت مدينة حيفا على ثاني أكبر تجمع مسيحي في إسرائيل، بعد مدينة الناصرة، حيث يعيش فيها حوالي 15 800 مسيحي. يتركز سكان حيفا العرب بشكل أساسي في أحياء البلدة التحتى: وادي النسناس والمستعمرة الألمانية في الغرب (المسيحيون) والحليصة في الشرق (المُسلمون)، كما يسكن العرب في حي وادي جمال وعبّاس والكرمة والكبابير، وتوجد هجرة للأكاديميين والمثقفين العرب إلى مدينة حيفا. الجدول الآتي يُظهر عدد سكان مدينة حيفا في فترات مختلفة عبر العقود المنصرمة:

الجغرافيا

تقع مدينة حيفا على الشاطئ الجنوبي لخليج عكا، وتنتشر عند السفح الشمالي لجبل الكرمل، والساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد عند خط عرض 49 32ْ، شمالاً وخط طول 35ْ شرقاً. ويحيط بها البحر الأبيض المتوسط والسهل الساحلي وجبل الكرمل الذي يرتفع 546 م عن سطح البحر في جزئه الأعلى. وتبعد عن القدس حوالي 158 كم إلى الشمال الغربي. إن موقع حيفا المميز أكسبها أهمية كبرى طوال فترات تاريخها. فأصبحت تمثل عقدة مواصلات برية وبحرية، لكونها نقطة تقاطع يرتبط من خلالها البر بالبحر والسهل بالجبل والشمال بالجنوب والشرق بالغرب. فإلى الجنوب يؤدي السهل الساحلي في اتجاه يافا وغزة ومصر، وإلى الشمال يصلها بعكا ورأس الناقورة فلبنان، ومن الشرق يمنحها السهل المحصور بين جبال الكرمل الساحلية ممرًا إلى مرج ابن عامر ومنه شرقاً إلى الضفة الغربية فالأردن. تقع المدينة على خليج حيفا الذي يبدأ عند الخط الواصل بين جبل الكرمل والبحر وينتهي شمالًا عند مدينة عكا. تمتاز حيفا من ناحية طبيعية بتوفر الخامات المعدنية والمياه الجوفية والسطحية والتربة الزراعية والثروة السمكية. إن ما وصلت إليه مدينة حيفا من تقدم وتطور في المجالات الحياتية المختلفة، إنما يعود لموقعها الجغرافي-الطبيعي. التضاريس تتجزأ المدينة إلى ثلاث طبقات ارتفاع: البلدة التحتى (أو المدينة السفلى، بالعبرية "هاعير هاتحتيت")، وهي المركز التجاري والصناعي، والتي تضم الميناء. الطبقة الوسطى، التي تمتد على منحدر جبل الكرمل وتضم الأحياء السكنية الأقدم. المدينة العليا، التي تضم الأحياء الجديدة المشرفة على عموم المدينة. يوجد موقع المؤتمر، أي أوديتوريوم حيفا و"مركز الكرمل" في هذا الجزء من مدينة حيفا. من هذا الارتفاع يمكن الإشراف باتجاه الشمال على كافة أنحاء الجليل الغربي حتى رأس الناقورة على الحدود اللبنانية. وكذلك يمكن توجيه النظر إلى الشمال الشرقي حيث يمكن أحياناً رؤية جبل الشيخ. يحتوي الساحل الموازي لحيفا على العديد من شواطئ السباحة. وثمة بضعة أودية تشق جبل الكرمل، وعلى رأسها ثلاثة: وادي لوطم ووادي السياح ووادي عميق. وتشكل هذه الأودية الثلاثة ممرات تعبر مدينة حيفا من شاطئ البحر إلى رأس جبل الكرمل. وتُوجد في هذه الأودية مسارات منظمة للمتجولين الراغبين في التمتع بالطبيعة البرية التي تتميز بها المنطقة، إذ تشمل حيوانات مثل الخنازير البرية وابن آوى الذهبي والنمس المصري والحرباء وغيرها. فرغم توسع المناطق المعمرة من المدينة، لا تزال حيفا تحتوي على معالم طبيعية كثيرة وجذابة، قريبة جدًا من المناطق السكنية. مناطق المدينة تعتبر أحياء وادي النسناس وعباس ومحطة الكرمل والكبابير والحليصا ووادي الجمال ووادي الصليب الأحياء العربية التي بقيت بعد النكبة، أو التي تحوي نسبة كبيرة من العرب. ولقد عملت بلدية حيفا بعد النكبة على إنشاء الكثير من الأحياء الأخرى للمستعمرين اليهود. المناخ المناخ السائد في حيفا هو مناخ متوسطي يتميز بصيف حار غير ماطر. فتهطل الأمطار بعمومها في الشتاء الذي يسوده طقس بارد نسبياً. وبدقة أكبر، يحدث الهطول في الفترة ما بين شهر تشرين الأول (أكتوبر) وأيار (مايو) وتبلغ كميته 629 مم سنوياً بالمعدل. ويرتفع معدل درجات الحرارة في حيفا إلى 26 درجة مئوية في الصيف و12 درجة مئوية في الشتاء. نادراً ما تهطل الثلوج في حيفا ولكن درجات الحرارة قد تنخفض في ذروة الشتاء إلى 6 درجات مئوية في ساعات الفجر. أما نسبة الرطوبة فتكون مرتفعة على مدار السنة، مما يؤدي أحياناً إلى ظروف غير مريحة عند بلوغ الحرارة درجتها القصوى عند ساعات الظهر في ذروة الصيف.

وصلات خارجية

السياحة

تضم حيفا مجموعة من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية، التي تشجع السياح على زيارة المدينة، فقد بلغ عدد الكنائس في العقد الرابع في القرن الحالي 6 كنائس، مقابل 5 مساجد وتكايا، إلى جانب وجود ثمانية فنادق وثلاثة حمامات عامة وتسعة خانات. حيفا مدينة جميلة، توجد بها مجموعة من المعالم السياحية والأبنية الضخمة مثل دير الفرنسيسكان، ودير وكنيسة الآباء والكرمليين، ودير دام دونازارات، ونزل الكرمل، والجامع الشريف، والمحطة وبرج الساعة، إلى جانب وجود مجموعة من المتاحف أهمها: متحف الفن الحديث، وبيت الفنانين، والمتحف الإنتولوجي، ومتحف الفن الياباني، والمتحف البحري، والمتحف البلدي، ومتحف الطبيعية، ومتحف الفلكلور، والمتحف الموسيقي. توجد فيها مجموعة من المنتزهات والحدائق العامة أهمها: منتزه جان بنيامين، وحديقة التكنيون، ومنتزه جان هزكرون، وحديقة جان حاييم، والحدائق الفارسية، وحديقة حيوانات، إلى جانب وجود أعداد كبيرة من الفنادق والاستراحات. ومن خلال دراسة الاكتشافات الأثرية في منطقة حيفا وقضائها، من حيث خصائصها ومميزاتها ومواصفاتها والمادة الخام المستخدمة وطبيعة الرسومات، تبين أن الكنعانيين هم أول من استوطن المنطقة أقاموا فيها الكثير من مدنهم وقراهم مثل الطنطورة وعتليت وقيسارية، وبنوا حيفا القديمة على بعد كيلومترين من حيفا الحالية، وقد بقى من هذه المدينة القديمة بعض الآثار التي تدل على مكانها، منها في جبل الكرمل على شكل ثلاث قناطر.
معالم حيفا القديمة
المواقع البهائية

في حيفا، هناك 11 موقعا للبهائيين، مرتبطة بمؤسس العقيدة البهائية، بينها ضريح بهاء الله في عكا، وضريح الباب في حيفا المحاط بحدائق جميلة على منحدر جبلي تجتذب الكثير من السياح. وفي عام 2008 أضيف معبد حيفا الواقع في تلك الحدائق إلى قائمة مواقع التراث العالمي التي تصدرها منظمة اليونيسكو. يُشار إلى أن اتباع الديانة البهائية يبلغ عددهم 5 ملايين ينتشرون في أكثر من 190 دولة حول العالم.

مسجد الاستقلال

هو واحد من ثلاثة مساجد مفتوحة للصلاة في مدينة حيفا. وهو مسجد أثري يعود للحقبة العثمانية في فلسطين، يقع وسط المدينة، وقد شُيِّدَ أثناء الحكم العثماني. وهو يُعتبر من الآثار المعمارية الإسلامية والعربية القليلة في المدينة، بعد أن قامت إسرائيل بهدم معظم معالم المدينة القديمة. وهو على طراز عثماني. ارتبط اسم الجامع بالشيخ عز الدين القسام، حيث كان الناس يأتون إلى المسجد من القرى والمدن العربية لسماع دروس الشيخ ومواعظه.

دير الكرمل

تضم حيفا مجموعة من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية، التي تشجع السياح على زيارة المدينة فقد بلغ عدد الكنائس في العقد الرابع في القرن الحالي ست كنائس، منها دير الكرمل.

كنيسة القديس يوحنا

تتبع الكنيسة الاسقفية. بنيت في سنة 1934. وتقع بالقرب منها مدرسة مار يوحنا.

كنيسة القديس لويس المارونية

تُعرف أيضا بكنيسة مار لويس الملك. بنيت في سنة 1880 م زمن السلطان عبد الحميد، وفي عهد البابا ليون الثالث عشر والبطريرك الماروني بولس مسعد ومطران صور وصيدا بطرس البستاني، حيث كان أول راعي لرعية حيفا هو الأب بولس كسّأب.

البنك الفلسطيني - الإنجليزي

كان بمثابة البنك المركزي في فلسطين أيام الانتداب البريطاني، والذي كان يصدر العملة الفلسطينية (الجنيه)، وكان له فرع في حيفا بالإضافة إلى كل من الخليل وصفد وطبريا وغزة وبيروت والفرع الرئيس الموجود في القدس. تحول المبنى بعد النكبة عام 1948 إلى قنصلية البرتغال لدى إسرائيل في المدينة، كما تحول البنك نفسه إلى بنك إسرائيلي - بنك لومي.

حي الألمانية

حي الألمانية أو مستوطنة الألمان. بدأ هذا الاستيطان 1868م، من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من جنوب غرب ألمانيا، وقد أقام هؤلاء مستوطنة لهم في القسم الغربي من المدينة، وأدى قدومهم إلى ظهور نهضة اقتصادية واجتماعية في حيفا. تكثر المطاعم اليوم في حي الألمانية ويعتبر مركز الحياة الليلية في حيفا.

معالم حيفا الحديثة
جامعة حيفا

أقيمت جامعة حيفا عام 1963، على جبل الكرمل، بمبادرة من رئيس بلدية حيفا في ذلك الحين " آفا حوشي"، وكانت المؤسسة الأكاديمية السادسة، والجامعة الرابعة في البلاد. تحتوي الجامعة على 6 كليات في المواضع المختلفة.

بيت المحكمة

وهو مبنى من الطراز الحداثي، بُنيَ في عام 2004 في قلب المدينة. قام بتصميمه مكتب "Chyutin" للعمارة.

مركز رامبام الطبي

وهو مركز طبي متكامل، يقع جزء منه تحت الإنشاء، حيث سيكون عند الانتهاء منه أكبر مستشفيات البلاد. يمتد المجمع الطبي على 14.8 هكتاراً مشتملاً على مركز طبيٍّ للعلاج، ومركز تعليمي للأطباء، بالإضافة إلى مرافق طبية أخرى.

مركز شركة IBM بحيفا

مركز شركة التكنولوجية IBM ويقع في حي دنيا في الهدار. وتعتبر المنطقة من المناطق المتطورة في المدينة وتحوي عدد من الشركات العالمية.

متحف داغون

يقع في غرب ميناء حيفا. بُنيَ في سنة 1955 وصممه المعماري يوسف كلاريون، ويضم المتحف آثاراً تعود إلى العصور القديمة.

العمارة والتخطيط الحضري

الهوية المعمارية لحيفا هوية معمارية متناقضة بين الطابع التراثي العربي القديم، والطابع الحداثي الغربي الذي أتى به الغرب ثم اليهود المهاجرون من دول العالم بعد حرب 1948 وتأسيس إسرائيل. إن العمارة الحيفاوية التقليدية هي مشابهة لإسلوب العمارة في المدن الفلسطينية الكبرى قبل حرب 1948. كما أن التراث المعماري الفلسطيني في المدينة بعهد ظاهر العمر والذي قام بتأسيس حيفا الجديدة قبل حوالي 250 عاما، يختلف عن العهد الذي تلاه من حيث العمران الحديث، حيث أن التراث المعماري الفلسطيني في الحقبة الأولى تميّز بكونه اعتمد على الحجر الكلسي وبساطته، بينما في الحقبة الثانية، تميّز بتألقه، وما تبقى منه قائما في أحياء حيفا أجمع، كما أن حيفا داخل الأسوار التي بناها الظاهر عمر لم يبق منها الا القليل. ولقد تميز الإعمار العربي الفلسطيني في تلك الفترة ببناء شرفات فيها أعمدة رخامية، وعادة ما كان عددها ثلاث فقط. ولقد نجح عرب حيفا بالحفاظ على العديد من المباني رغم قرار إسرائيل بهدم معظم المعالم التاريخية للمدينة، خاصة بعد حرب 1948. كما استعان سكان المدينة بمهندسين معماريين عربا ويهودا على حد سواء، إضافة للأجانب وبينهم الألمان الذين كانوا قد قدموا لحيفا. حيث ثمت اختلاف في الهندسة والعمران، من حيث الطابع العربي والطابع الأجنبي، فعلى سبيل المثال، حافظ العرب على الأعمدة الثلاث كطابع للبنيان العربي، دامجين مع ذلك "مطلع درج" كما هو معهود في العمران الأوروبي – المودرني. كما أنه في العديد من أنحاء أوروبا لم ينجح هذا الأسلوب، بينما في مدن فلسطينية كثيرة بقيت هذه المباني وهذا الطابع المودرني كما هو وحوفظ عليه. إن المبنى العثماني الوحيد الذي سلم وبقي على حاله قائما، هو مبنى محطة القطارات شرق حيفا، والتي تحوّل جزء من المبنى الصامد منها إلى متحف للقطارات اليوم. التخطيط العمراني واكب تطور النمو السكاني تطور النمو العمراني للمدينة، فهي تواصل امتداها منذ الخمسينات حتى الوقت الحاضر على طول شاطيء البحر المتوسط وفوق منحدرات جبل الكرمل وقمته. وقد زادت كثافة السكان والحركة التجارية في حي "الكرمل" فأصبح مركزا لتجارة المفرق وللخدمات وللتسلية بعد أن التحم بقلب المدينة الذي يتحرك نحوه. وبقيت المدينة السفلى (حيفا القديمة) تمثل حي الأعمال المركزي بعد أن أجريت على مخططها الهندسي تعديلات كبيرة. وأخذت قمة الكرمل تستقبل جموع السكان الذين يتحركون للسكنى في الأعلى. وأنشئت مشروعات إسكان ضخمة وظهر عدد من الضواحي الكبيرة مثل "كريات اليعزر" على الساحل، و"روميما الجنوبية" على حافة الكرمل. وتمتد المنطقة الصناعية فوق الأراضي الرملية المحاذية للخليج البحري حتى مدينة عكا، وتعد مدينة الصلب أهم مرافق المنطقة الصناعية. وتمتد الأحياء السكنية إلى الشرق من الخليج فوق قمم ومنحدرات الكرمل، وتتخلل هذه المباني السكنية منتزهات وأشجار ترصّع الأودية. وأما حيفا القديمة (السفلى) فتتوسع نحو الغرب والجنوب إلى منطقة ساحل الكرمل، فحيفا مدينة متطورة تمتد حالياً فوق الجانب الشمالي الغربي لـجبل الكرمل، وفوق الحافة الشمالية لساحل الكرمل، وعلى الشريط الساحلي المحاذي للمنحدر الشمالي للكرمل. ويتوسع العمران أيضاً نحو الطرف الجنوبي لخليج عكا، ونتج عن هذا التوسع زيادة مساحة المدينة من 54 كم مربع قبل عام 1948 إلى 181 كم مربع في عام 1980. ومنذ نكبة حيفا عام 1948 وحتى عام 2006، لم يتم بناء مخطط هيكلي لمدينة حيفا بل تم اعتماد المخطط الأخير الذي حدد عام 1934 في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، والذي سلب حيفا شاطئها، وهو أمر ما زال يعاني منه سكان حيفا إلى يومنا هذا، بغض النظر عن التطوّر العمراني والصناعي السريع الذي ساهم به بناء الميناء في سنوات العشرين. ويتم التجهيز في الآونة الأخيرة للخارطة الهيكلية لمدينة حيفا المعدة من قبل وزارة الداخلية وزارة الإسكان والبناء ومديرية أراضي إسرائيل وبلدية حيفا. يشمل التقرير إستراتيجية تطوير المدينة ويقر المساحات المتاحة للسكن والعمل والتجارة، للمؤسسات الجماهيرية والمناطق المفتوحة الخضراء والشواطئ والبنى التحتية، وهذا وفق سياسة التخطيط المتبعة في جهاز التخطيط الإسرائيلي. تبين من القراءة للتقرير الأولي أن هناك مخططات جارية تقلب الأحياء اليهودية رأساً على عقب من الناحية الشكلية والإستراتيجية، وبالمقابل يكشف التقرير عن الإقصاء الواضح للأحياء العربية على خصوصيتها التاريخية والثقافية والقومية خارج النص التخطيطي والتطلع المستقبلي.

الثقافة

كانت حيفا من أهم المراكز الثقافية الفلسطينية قبل النكبة عام 1948، وانتشرت فيها الجمعيات والأندية والمهرجانات واللقاءات الفكرية لمواجهة الظلم الاستعماري، وقد قامت الجمعيات الإسلامية والمسيحية بأدوارها في توجيه الرأي العام، وتنبيه الأمة لما يهددها من مخاطر، كشف نوايا الاستعمار، كما كانت في حيفا جمعيتان نسويتان الأولى إسلامية، وهي "جمعية تهذيب الفتاة"، والثانية مسيحية وهي "جمعية السيدات". ولم تهمل حيفا الناحتين الاقتصادية والفكرية، فتأسست جمعية النهضة الاقتصادية العربية، وكانت غايتها النهوض بالبلاد علميًّا واقتصاديًّا، وكان من أعضائها علماء وأدباء ومحامون، كما برزت في حيفا حياة نقابية رائدة أخذت تشكل نقابات لكل مهنة وفن، وكان من هذه النقابات (حلقة الأدب) غايتها تعزيز اللغة العربية، وتشجيع فن الخطابة، والعناية بالإصلاح والتعليم، ونشر الكتب الأدبية، وكان أعضاؤها من حملة الأقلام والخطباء والأدباء، وكانت حلقة الأدب هذه تشارك في الحياة السياسية والأدبية والقومية. وظلت المدينة تتحرك لتكون مركز إشعاع فكري، وأخذت أنديتها وجمعياتها تقيم الحفلات وتنظم المحاضرات، وتشارك في التحرك الوطني في كل اتجاه، فقدمت المسرحيات واستقدمت الفرق المسرحية، فقد دعيت إلى حيفا فرقة رمسيس المصرية برئاسة يوسف وهبي وجورج أبيض، واهتمت جمعية الرابطة الأدبية بهذا الفن وجعلت حفلاتها التمثيلية عامة ومجانية. كما شهدت الأندية والمسارح عروض مسرحيات عديدة من تأليف فرقة (لكرمل التمثيلية) ونالت نجاحاً باهراً. ولقد شكلت الثقافة جزءً من هوية سكان منطقة حيفا منذ زمن بعيد، والتي كانت في الأغلب ثقافة تعبر عن البيروقراطية المدنية، وهذا يظهر بشكل واضح في اللكنة أو اللهجة التي تميز سكان هذه المنطقة عن باقي اللهجات الفلسطينية بقلب القاف إلى ألف، وقربها إلى اللهجة اللبنانية، فيما تتميز قراها بإبقاء القاف كما هي. كذلك هو الحال بالنسبة للزي التقليدي الذي تميز في منطقة حيفا وعكا عن غيره من الأزياء الفلسطينية الأخرى بلونه الأبيض المطرز. وعلى الرغم من صورتها كميناء صناعي، تعتبر حيفا مركزاً ثقافيًّا في شمال البلاد. بعد نكبة المدينة، كان هناك جهد كبير لتشجيع الكتاب والشعراء للانتقال إلى المدينة، وتم تأسيس مسرح حيفا، وهو أول مسرح بلدية تأسَّسَ في البلاد. وهناك أيضاً مسرح صحيفة الميدان، وهو المسرح الرئيسي لخدمة اللغة العربية للسكان العرب في الشمال. تشمل المسارح الأخرى في المدينة "مركز كريجر للفنون المسرحية والفنون" و"مركز رابابورت الثقافة". ويستضيف مركز المؤتمرات المعارض والحفلات والمناسبات الخاصة. تأسست في حيفا بعد النكبة، أوركسترا حيفا الجديدة، التي أنشئت في عام 1950. في عام 2004، حضر 49 000 شخص حفلاتها. وفي حيفا أيضاً هناك سينماتيك حيفا، التي تأسست في عام 1975، وتستضيف سنوياً مهرجان حيفا السينمائي الدولي. كما يوجد مجمع عالمي للغة العربية في المدينة. أما بالنسبة للصحافة، فحيفا ھي المدینة الثالثة التي صدرت فیھا أھم الصحف العربیة والبارزة في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى 1914-1918. ومن أھم الصحف التي تركت بصمة واضحة في تاریخ الصحافة في ھذة المدینة ومثلتھا قبل النكبة، كانت جريدة الكرمل، والنفير، والنفائس العصرية، وحيفا، وغيرها الكثير من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية. واليوم تصدر صحيفة محلية في المدينة هي يديعوت حيفا. وهناك محطة إذاعية خاصة بالمدينة، هي راديو حيفا. يشار بالذكر إلى أنه هناك العديد من الجمعيات والمواقع العربية أو اليهودية في المدنية، نفّذت على مدار سنين عملها مشاريع وفعاليات وحملات إعلاميّة ومبادرات عديدة وهامة تلبية لاحتياجات الشباب المتجددة. المتاحف تحتوي حيفا عشرات المتاحف. المتحف الأكثر شعبية هو المتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا والفضاء، والتي سجل ما يقرب من 150 000 زائر في عام 2004. يقع المتحف في مبنى التخنيون التاريخية في حي هدار. وهناك أيضا متحف حيفا لبيوت الفن، ويحتوي مجموعة من أعمال الفن الحديث والكلاسيكي، ويعرض تاريخ مدينة حيفا. ومتحف الفن الياباني "Tikotin"، وهو المتحف الوحيد في منطقة الشرق الأوسط المخصص للفن الياباني حصراً. وهناك متاحف أخرى في حيفا تشمل متحف ما قبل التاريخ، والمتحف البحري الوطني، ومتحف مدينة حيفا، ومتحف هيشت، والمتحف الأثري داجون، ومتحف السكة الحديد، ومتحف البحرية... وغيرها. المكتبات والمدارس لم تعرف حيفا المكتبات العامة قبل عام 1914 م، حيث تأسيس في هذا العام أول مكتبة عامة فيها باسم المكتبة الجامعة، وتغير اسمها فيما بعد ليصبح المكتبة الوطنية، وقد كانت هذه المكتبة تعنى ببيع الكتب العلمية والتاريخية والأدبية.. إلخ، كما أخذت هذه المكتبة تصدر مجلة خاصة بها هي مجلة الزهرة. حيفا في الأدب العربي الشاعر الفلسطيني محمود درويش: أُحبّ البحار التي سأحبُّ أحبُّ الحقولَ التي سأحبُّ ولكنًّ قطرة ماءٍ بمنقارِ قبّرة في حجارةِ حيفا تعادِلُ كلَّ البحار عن الشاعر أحمد دحبور من مقدمة ديوانه: "حيفا هذه ليست مدينة، إنها الجنة ومن لا يصدق فليسأل أمّي،- يمة... خُذيني إلى حيفا. - غدًا تكبر، يا حبيبي، وتأخذني أنت إليها.." عن رواية عائد إلى حيفا للأديب العربي الفلسطيني غسان كنفاني: "وأخذت الأسماء تنهال في رأسه كما لو أنها تنفض عنها طبقة كثيفة من الغبار: وادي النسناس، شارع الملك فيصل، ساحة الحناطير، الحليصة، الهادار، واختلطت عليه الأمور فجأة، ولكنه تماسك، وسأل زوجته بصوت خافت:- حسنًا من أين نبدأ ؟" وتعد هذه المدينة البلد الأصلي للمخرج العربي المسلم سام بلاك، مخرج الأفلام الوثائقية.

مراجع

النقل والمواصلات

لقد ساهم الموقع الجغرافي- الطبيعي لمدينة حيفا في تزايد أهميتها التجارية، وتطور شبكة المواصلات البحرية والبرية، فميناء حيفا يعتبر اليوم من أكبر موانئ سواحل البحر المتوسط. وكذلك ترتب على موقع المدينة تطور شبكة المواصلات البرية التي تربط المدينة بأجزاء ظهيرها في فلسطين وبقية مناطق المشرق العربي، ففي عام 1905، ارتبطت حيفا مع دمشق بخط سكة حديد الحجاز، وفي عام 1918 اتصلت بمصر بخط سكة حديد آخر. وفي عام 1933 أصبح ميناء حيفا يستقبل النفط العراقي عبر خط أنابيب الموصل-حيفا النفطي يبدأ من حقول نفط كركوك في شمال العراق. وفي عام 1940 ارتبطت حيفا خطوط السكك الحديدية الفلسطينية الذي ربطها ببيروت. وهكذا تطورت حيفا لتصبح مركز نقل إستراتيجي، فأصبحت المقر الرئيسي لخطوط سكة الحديد، وموقع المرفأ للسفن عابرة المحيطات. القطارات توجد في مدينة حيفا ست محطات قطار منتشرة على امتداد السكة الحديدية الساحلية. وتكون أسماء هذه المحطات (من الجنوب إلى الشمال) كما يلي: حيفا − شاطئ الكرمل (حوف هكرميل)، حيفا − بات غاليم، حيفا − ميركاز هشموناه، قلب الخليج (ليڤ هميفراتس)، حوتسوت هميفراتس، كريات حاييم. يُشار بالذكر إلى أن محطة القطار الحيفاوية المركزية الأولى، والتي كانت تعرف باسم "حيفا − شرق"، غير ناشطة حالياً حيث تم تحويلها إلى متحف يُكرَّس لتأريخ خدمات القطار في البلاد، بعد أن كانت من أهم محطات القطارات في فلسطين أيام الانتداب البريطاني حتى حرب 1948. خط القطار القطري المركزي هو الخط الساحلي الواصل بين تل أبيب - يافا ومدينة نهاريا القريبة من الحدود الشمالية اللبنانية. هناك كذلك عدد من الخطوط الفرعية، يصل أحدها إلى مطار بن غوريون الدولي المجاور لمدينة اللد الواقعة إلى الجنوب الشرقي لمدينة تل أبيب - يافا. يمكن الوصول بالقطار من حيفا مباشرة إلى المدن التالية: شمالاً إلى كريات موتسكن وعكا ونهاريا، جنوباً إلى بنيامينا وتل أبيب يافا واللد وكريات غات ومدينة بئر السبع في وسط النقب. تتوقَّف خدمة القطار مساء الجمعة من كل أسبوع في جميع أنحاء البلاد وتستأنف مساء السبت. الحافلات بعد حرب 1948، أصبحت شركة "إيغد" الشركةَ المسؤولة عن خدمة الحافلات في مدينة حيفا. ثمة محطتان مركزيتان لخطوط الحافلات: "هميفراتس" (المجاورة لمحطة القطار "ليڤ هميفراتس") و"حيفا − حوف هكرميل" (المجاورة لمحطة القطار التي تحمل نفس الاسم). خلافا للعادة في معظم المدن الأخرى في البلاد، لا تعطل خدمة الحافلات داخل المدينة من مساء الجمعة إلى مساء السبت (العطلة الأسبوعية اليهودية)، وهذا بفضل تسوية خاصة وافق عليها أبناء طوائف المدينة قبل عشرات الأعوام ولا تزال سارية المفعول. بالإضافة إلى الحافلات، هناك خدمة سيارات الأجرة التي تُقدَّم الخدمة في حيفا على يد عدد من المحطات الرئيسية.

التاريخ

العصور القديمة سكن البشر هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، فقد عثر الباحثون على بقايا هياكل بشرية في "نفي شعنان" في جوار حيفا وفي "مغارة الواد" القريبة من عتليت وغيرها، تعود بتاريخها إلى العصر الحجري القديم، إلى نحو 150 000 سنة. وفي العصر الحجري الوسيط 12500 ـ 6000 ق. م عثر في الكهوف المذكورة على رسوم منحوتة في الحجارة والعظام مما يدل على أن الفن الفلسطيني أول ما وُلد كان في بلاد حيفا، كما عثروا أيضاً على جمجمة لكلب يستدل منها أن هؤلاء السكان هم أول من دجّن هذا الحيوان الذي اتخذوه رفيقاً لهم يحرس قطعانهم وأدواتهم ويساعدهم على اقتناص فريستهم. قبل الميلاد ما زال الغموض يكتنف نشوء المدينة، إذ لم يستطع المؤرخون والباحثون تحديد الفترة الزمنية التي نشأت فيها مدينة حيفا، رغم أن الأبحاث تشير إلى كون منطقة حيفا إحدى المناطق المهمة التي استوطنها الإنسان القديم وأقام بها حضارته، وذلك نظرًا لموقعها الطبيعي المتميز. وقد تبين من خلال الأبحاث الأثرية التي أجريت في منطقة "مغارة الواد" قرب حيفا، والأدوات الحجرية والرسومات التي تمّ اكتشافها هناك أنها تعود بتاريخها إلى فترة حوالي 15 ألف سنة قبل الميلاد. وقد تبين من خلال الاكتشافات الأثرية الأخيرة في منطقة حيفا، أن العرب الكنعانيين هم أول من استوطنوا المنطقة، وأقاموا فيها الكثير من مدنهم مثل حيفا والطنطورة وعتليت وقيسارية. وقد بنى الفينيقيون الكنعانيون حيفا القديمة في المنطقة المعروفة اليوم "تل شكمونا"، والتي تبعد ما يقارب كيلو مترين عن حيفا الحالية. وعلى شواطئ هذه المنطقة نشبت معركة سنة 1191 قبل الميلاد، بين الكنعانيين والمصريين في عهد رمسيس، انتصر فيها الكنعانيون وامتلكوا الساحل بما فيها منطقة حيفا. إلاّ أن الفلستيين حلوا محلهم بعد أن تم لهم امتلاك الساحل من غزة إلى الكرمل. بعد سقوط الحكم الكنعاني، واستيلاء اليهود في عهد يوشع بن نون على فلسطين، جعلت حيفا من حصة سبط "منس"، وتابعة لحكم "أشير" أحد أسباط بني إسرائيل. لقد تقلبت على مدينة حيفا الأحوال وخربت وازدهرت مرات كثيرة في عهود الأمم التي تتالت على حكمها مثل الآشوريين والكلدانيين والفرس والسلوقيين. خضعت حيفا للحكم المصري في عام 104 ق.م، بعد أن جاءها "ليثرا بن كليوبترا"، ملكة مصر، الذي كان منفياً في قبرص بعد أن اضطهدته والدته. بقيت كذلك إلى أن سقطت فلسطين وبما فيها "حيفا" بأيدي الرومان، فأصبحت "حيفا" جزءا من الإمبراطورية الرومانية. بعد الميلاد يذكر الإنجيل أن "يسوع" قد وطئ أرض "حيفا" وباركها حين مرّ مع "مريم العذراء" في طريقه من مصر إلى الناصرة. وقد اتبع الطريق الساحلية هرباً من خطر الحكم الروماني، وكانت هذه الطريق الساحلية تمر بحيفا القديمة، وتقطع مقام الخضر وتسير مع شاطئ البحر أمام باب كنيسة اللاتين. وفي سنة 58 م مرّ في حيفا بولس الطرسوسي في رحلته الثالثة مبشراً، وهو قادم من عكا. كما وتذكر المصادر أن النبيَّين "إلياس" و"اليسع" علّما تلاميذهما الديانة في مدرسة الانبياء - مقام الخضر اليوم. وقد انتصر "النبي إلياس" على أعدائه الوثنيين في منطقة جبل الكرمل، في المكان المقدس المنسوب إليه، كنيسة مار إلياس. الحكم العربي الإسلامي تم فتح حيفا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك على يد قائده عمرو بن العاص عام 633 م، ونتيجة لذلك دخلت المنطقة في الإسلام. وقد ازدهرت حيفا في نهاية العصر الفاطمي حتى غدت من المؤانئ العظيمة التي طمع الفرنجة في الاستيلاء عليها. الحروب الصليبية استولى الفرنج على بيت المقدس عام 1099 م بقيت حيفا تابعة للدولة الفاطمية وكان لها فيها حامية صغيرة. وفي حزيران سن

شاركنا رأيك