شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Sat 06 Dec 2025 الساعة: 03:35 PM


اخر المشاهدات
اخر بحث





- [ في الهجرة النبوية ] الهجرة النبوية جمعت بين روعة الكفاح والفداء واللقاء، وعظيم الأثر في تحويل مجرى التاريخ، لا جرم أن كان عمر والصحابة بعيدي النظر، حين اعتبروا الهجرة بدء التاريخ الإسلامي.• ليست الهجرة بدء التاريخ الإسلامي فحسب، بل هي بدء التاريخ الإنساني الذي ولد فيه الإنسان ولادة جديدة.• بعض حوادث التاريخ الخالدة، يصنعها أفراد قلائل، ويعيش بفضلها مئات الملايين على مر الدهور، وهم لا يشعرون.• الهجرة كانت قبراً للباطل العنيد، ونصراً للحق الجديد.• لولا الهجرة لما كانت دمشق وبغداد، وقرطبة والزهراء، ولولا الهجرة لما كان خلود العرب في التاريخ، ولولا الهجرة لما استيقظ الغرب بعد سبات عميق.
- [ كيف يؤتى الحق ] لا يؤتى الحقّ إلا من الدخلاء في حشوده، والأغرار في قيادته، والنائمين في حراسته، والمفسدين في أسلحته.
- [ تعرٌف على ] نزار علوان
- [ تعرٌف على ] حساب التفاضل والتكامل متعدد المتغيرات
- الشاطئ الكبير سكيكدة
- [ خذها قاعدة ] هناك إهانات لا يمكن أن ينساها المرء مهما يبلغ من حسن الطوية وصدق الرغبة. أن لكل شيء حدود لا يمكن أن يتجاوزها أحد دون أن يعاقب عليها، ومتى تجاوزها كانت العودة إلى الوراء مستحيلة استحالة كاملة. - فيودور دوستويفسكي
- [ اثاث منزلى السعودية ] شركة التراث للسجاد
- [ محامين السعودية ] نجوى عائض سائر الجعيد ... جدة
- ما هو عنصر Zn
- رسالة التعاليم (كتاب) شروحاتها

قلب

تم النشر اليوم 06-12-2025 | قلب
قلب من ويكيبديا،الموسوعة الحرة

حيوانات أخرى

فقاريات أخرى يتنوع حجم القلب بين مختلف المجموعات الحيوانية المختلفة، فتتراوح القلوب في الفقاريات بين 12 ميلي غرام لأصغر الفئران إلى 600 كيلوجرام في الحوت الأزرق. يتوضع القلب في الفقاريات في منتصف الجزء البطني من الجسم، محاطاً بالتامور. وفي بعض الأسماك يكون التامور متصلاً بجوف الصفاق. تم العثور على العقدة الجيبية الأذينية عند كل السلويّات، ولكن لم يتم العثور عليها عند الفقاريات الأكثر بدائية. في هذه الحيوانات، تكون عضلات القلب مستمرة نسبياً، وتقوم الجيوب الوريدية بتنسيق الضربات التي تمر كموجة عبر الحجرات الباقية. في الواقع ومنذ ضمّ الجيوب الوريدية إلى الأذين الأيمن في السلويات، بدت كما لو أنها تتنادد مع العقدة الجيبية الأذينية. في العظميّات ذات الجيب الوريدي الآثاري، فإن المركز الرئيسي للتنسيق هو في الأذين بدلاً من الجيب. يتنوع معدّل ضربات القلب بشكل هائل بين مختلف الأنواع، فهو يتراوح بين 20 ضربة في الدقيقة في أسماك القد و 600 ضربة في الدقيقة في طائر الطنّان وتصل إلى 1200 ضربة في الدقيقة الطائر الطنان ياقوتي الحنجرة. أجهزة الدوران المُضاعفة تمتلك البرمائيات الكبيرة ومعظم الزواحف جهاز دوران مضاعف، مما يعني أن جهاز الدوران عندها ينقسم إلى أجزاء وريدية وشريانية. على أي حال، فإن القلب ذاته غير منفصل تماماً إلى جانبين، فبدلاً من ذلك ينفصل إلى ثلاث حجرات-أذينان وبطين واحد. يعود الدم من الدوران الجهازي والرئتين ومن ثمّ يُضخّ الدم بوقت واحد في الدوران الجهازي والرئتين. يسمح جهاز الدوران المضاعف للدم بالدوران من وإلى الرئتين اللتان تقومان بإيصال الدم المؤكسج مباشرةً إلى القلب. في الزواحف، يتوضع القلب عادةً في وسط الصدر تقريباً، وفي الثعابين في الوصل بين الثلثان العلويان. للزواحف قلوب بثلاثة حجرات-أذينان وبطين واحد. ينفصل البطين بشكل جزئي بواسطة جدار (حاجز) إلى نصفين، مع وجود فجوة كبيرة بين فتحات الشريان الرئوي والشريان الأبهري. في معظم أنواع الزواحف، يبدو أن هناك خلطاً قليلاً بين مجريي الدم إن وُجد، لذا فإن الأبهر يتلقى بشكل أساسي دماً مؤكسجاً فقط. استثناءً مما سبق التماسيح ذات القلوب رباعية الحجرات. في قلب السمكة الرئوية، يمتد الحاجز جزئياً في البطين. وهذا يسمح بدرجة ما من الفصل بين مجرى الدم غير المؤكسج الموجه إلى الرئتين والمجرى المؤكسج الذي يتم نقله إلى أنحاء الجسم. غياب مثل هذا الانقسام في البرمائيات الحية قد يكون جزئياً بسبب كمية التنفس التي تحدث من خلال الجلد، حيث أن الدم يعود إلى القلب من خلال الأوردة الجوفاء ويكون مؤكسجاً جزئياً. وكنتيجة، قد يكون هناك حاجة أقل لتقسيم أدق بين مجريي الدم أقل مما هو عليه في الأسماك الرئوية أو رباعيات الأطراف. ومع ذلك، في بعض الأنواع من البرمائيات على الأقل، الطبيعة الإسفنجية للبطين تحافظ على المزيد بين الانفصال بين مجريي الدم. أيضاً، الصمامات الأصلية للقمع الشرياني تُستبدل بصمام لولبي ينقسم إلى جزأين متوازيين، مما يساعد على إبقاء مجريي الدم منفصلين. القلب المنفصل تماماً تبدي الأركوصورات (التماسيح والطيور) والثدييات انفصالاً في القلب ليغدو مضختين لمجموع حجرات القلب الأربعة، يُعتقد أن القلب رباعي الحجرات للأركوصورات تطور بشكل مستقل عن الثدييات. عند التماسيح، هناك فتحة صغيرة وهي ثقبة بانيزا في قاعدة الجذوع الشريانية وهناك أيضاً درجة من الاختلاط بين الدم في كل جانب للقلب أثناء الغوص تحت الماء، وبالتالي، فإن في الطيور والثدييات هناك مجريا دم-دوران رئوي وجهازي- يبقيان منفصلان بشكل كامل عبر حاجز فيزيائي. الأسماك للأسماك ما يُوصف غالباً بأنه قلب ذو حجرتين، يتألف من أذين واحد يتلقى الدم وبطين واحد يضخّ الدم، على أي حال، فإن قلب السمك يحتوي على مقصورات للدخول والخروج يُمكن أن تُدعى حجرات، لذا ففي بعض الأحيان يمكن اعتبار قلب الأسماك مؤلفاً من ثلاث حجرات، أوأربع اعتماداً على ما يتم احتسابه كحجرة.يُعتبر الأذين والبطين أحياناً "حجرات حقيقية"، بينما تُعتبر الأخريات "حجرات ملحقة". للأسماك البدائية قلب بأربع حجرات، ولكن الحجرات متوالية وراء بعضها البعض، لذلك فإن هذه القلوب البدائية على عكس القلوب رباعية الحجرات للثدييات والطيور. الحجرة الأولى هي الجيب الوريدي الذي يقوم بجمع الدم غير المؤكسج من أنحاء الجسم من خلال الأوردة القلبية والكبدية. من هنا يتدفّق الدم إلى الأذين ومن ثمّ يقوم البطين العضلي القوي بضخّه. أما الحجرة الرابعة والأخيرة فهي القمع الشرياني الذي يحتوي صمامات عديدة ويرسل الدم إلى الأبهر البطني. يقوم الأبهر البطني بإيصال الدم إلى الخياشيم حيث يتم أكسجته ويتدفّق عبر الأبهر الظهري لباقي أجزاء الجسم. (في رباعيات الأطراف، ينقسم الأبهر البطني إلى شريانين، أحدهما يُشكِّل الأبهر الصاعد، والثاني يُشكِّل الشريان الرئوي). في الأسماك البالغة، لا تترتب الحجرات القلبية الأربعة بالتتالي، بدلاً من ذلك تأخذ شكل حرف S. يوجد هذا النمط الأبسط نسبياً في الأسماك الغضروفية وشعاعيات الزعانف. يكون القمع الشرياني في العظميات صغيراً جداً ويمكن أن يُوصف بدقة أكبر كجزء من الأبهر بدلاً من أن يُوصف كجزء قلبي. لا يظهر القمع الشرياني في أي من السلويَّات، ويُفترض أنه تم امتصاصه إلى داخل البطين خلال التطوُّر. وبشكل مشابه، بينما يظهر الجيب الوريدي كبنية ظاهرة في بعض الزواحف والطيور، إلا أنه تم امتصاصها باتجاه الأذين الأيمن ولم يعد من الممكن تمييزها. اللافقاريات لمفصليات الأرجل ومعظم الرخويات جهاز دوران مفتوح. في هذا الجهاز، يُجمع الدم غير المؤكسج في أجواف حول القلب (جيوب)، يتخلل هذا الدم ببطء القلب عبر قنوات أحادية الاتجاه، ويُضخّ بعدها الدم ببطء في تجويف بين الأعضاء. عند المفصليات يأخذ القلب شكل أنبوب عضلي على طول الجسم تحت الظهر ويبدأ من قاعدة الرأس. بدلاً من دوران الدم، يدور سائل الدملمف الذي يحمل الصباغ التنفسي الأكثر شيوعاً الهيموسيانين القائم على النحاس كناقل للأوكسجين، بينما يُستخدم لدى عدد قليل من مفصليات الأرجل الهيموغلوبين القائم على الحديد. في بعض اللافقاريات الأخرى كدودة الأرض، لا يُستخدم جهاز الدوران لنقل الأوكسجين، لذلك فهو أقل مما سبق، حيث لا يشتمل على أوردة أو شرايين ويتألف من أنبوبين متصلين، وينتقل الأوكسجين عبر الانتشار، وهناك خمسة أوعية عضلية صغيرة تصل بين هذين الوعائين وتتقلَّ في مقدمة الحيوانات ويمكن اعتبارها بمثابة قلوب. الحبار ورأسيات القدم الأخرى تمتلك قلبان خيشوميان يُعرفان باسم "الفصوص" ولها أيضاً "قلب جهازي" واحد. للقلوب الخيشومية أذينان وبطين واحد لكل قلب خيشومي، وهي تضخّ إلى الخياشيم، في حين أن القلب الجهازي يضخّ إلى أنحاء الجسم.

الفيزيولوجيا

تدفّق الدم تتمثّل وظيفة القلب في كونه مضخّة دموية لجهاز الدوران تقدّم تدفقاً دموياً مستمراً لكامل الجسم. هذا الدوران يتكوّن من دوران جهازي من وإلى الجسيم ودوران رئوي من وإلى الرئتين. يجري الدم تبادلاً غازياً في الدوران الرئوي حيث يتخلى عن ثنائي أوكسيد الكربون ويقبط الأوكسجين بدلاً منه في عملية تُعرف باسم التنفّس. يُنقل الدم بعد ذلك إلى القلب ومنه إلى الجسم عبر الدوران الجهازي حيث يُعطى الأوكسيجن لأنسجة الجسم ويُحمّل الدم بثنائي أوكسيد الكربون، ويُعاد هذا الدم غير المؤكسج إلى القلب مرة أخرى من أجل ضخّه إلى الرئتين لتكرير العملية ذاتها. يجمع القلب الأيمن الدم غير المؤكسج من وريدين رئيسيين كبيرين هما الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي، حيث يُجمع الدم في الأذينين بشكل مستمر. ينزح الأجوف العلوي الدم من كل ما هو فوق الحجاب الحاجز ويصب في الجزء الخلفي العلوي من الأذين الأيمن، أما الأجوف السفلي فينزح الدم من ما كل ما يوجد تحت الحجاب الحاجز ويصب في الجزء الخلفي من الأذين الأيمن تحت مصب الأجوف العلوي. يقع مصب الجيب التاجي فوق وأنسي مصب الأجوف السفلي تماماً. بالإضافة إلى أن الجيب التاجي ينزح الدم غير المؤكسج من العضلة القلبية إلى الأذين الأيمن. يُجمع الدم كما ذُكر سابقاً في الأذين الأيمن، وعندما يتقلص الأذين الأيمن يُضخّ الدم عبر الصمام ثلاثي الشرف إلى البطين الأيمن، وعندما يتقلص البطين الأيمن، ينغلق الصمام ثلاثي الشُرَف ويُضخُّ الدم إلى الجذع الرئوي عبر الصمام الرئوي. ينقسم الجذع الرئوي إلى شريانين رئويين، وتنقسم هذا الشرايين بدورها إلى شرايين أصغر باستمرار في الرئتين، حتى يصل التفرّع إلى الشعيرات الدموية. تمر هذه الشعيرات بالقرب من الأسناخ الرئوية حيث يحدث التبادل الغازي. في القلب الأيسر يعود الدم إلى الأذين الأيسر عبر الأوردة الرئوية، ومن ثمّ يُضخّ إلى البطين الأيسر عبر الصمّام التاجي، ومن ثمّ عبر الصمّام الأبهري إلى الدوران الجهازي. الشريان الأبهر هو شريان كبير الحجم يتفرّع إلى شرايين أصغر، ومن ثمّ شرينات، وأخيراً شعيرات دموية. في الشعيرات الدموية، تأخذ خلايا الجسم الأوكسجين والمغذيات من الدم من أجل عملية الاستقلاب، وتطرح ثنائي أوكسيد الكربون ومخلفات الاستقلاب. ويصبح الدم الشعيري بموجب هذا غير مؤكسج وينتقل عبر الوريدات والأوردة التي تصبّ في الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي في الجانب الأيمن من القلب. الدورة القلبية يشير مصطلح الدورة القلبية إلى ضربة قلبية كاملة تتضمن انقباض وانبساط والتوقف. تبدأ الدورة بتقلّص الأذينين وتنتهي باسترخاء البطينين. يشير مصطلح الانقباض إلى تقلُّص البطينين. أمَّا مصطلح الانبساط فيشير إلى استرخاء البطينين وامتلاءهما بالدم. يعمل الأذينان والبطينان بانسجام واضح، حيث أنه عند الانقباض حيث يتقلّص البطينان، يسترخي الأذينان ويمتلئان بالدم. أما في الانبساط حيث يسترخي البطينان يتقلَّص الأذينان ليضخّا الدم إلى البطينين. يضمن هذا التناسق ضخّ الدم بفعالية إلى مختلف أنحاء الجسم. في بداية دورة القلب، في أول الانبساط يكون الأذينان والبطينان مسترخيان، وعندما يتحرك الدم من المناطق ذات الضغط المرتفع إلى المناطق ذات الضغط المنخفض، حيث تكون حجرات القلب جميعها مسترخية سيتدفّق الدم باتجاه الأذينين (عبر الجيب التاجي والأوردة الرئوية). وعندما يبدأ الأذينان بالامتلاء، سيرتفع الضغط داخلهما فيبدأ عندها تحرُّك الدم من الأذينين باتجاه البطينين. وفي أواخر مرحلة الانبساط يتقلَّصُ الأذينان ليضخَّا المزيد من الدم إلى البطينين. هذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل البطينين حتى حدّ معين يبدأ عنده طور الانقباض ويتقلَّصُ البطينان ليضخّا الدم نحو الجذع الرئوي (البطين الأيمن) والشريان الأبهر (البطين الأيسر). عندما يكون الصمّامان الأذينيان البطينيان (التاجي وثلاثي الشُرف) مفتوحان خلال تدفُّق الدم إلى البطينين، يكون الصمّامان الرئوي والأبهري مغلقان لمنع عودة الدم من البطينين باتجاه الأذينين. وعندما يصبح الضغط البطيني أكبر من الضغط الأذيني سينغلق الصمّامان التاجي وثلاثي الشُرف. عندما يتقلّصُ البطينان يجبر الضغط المرتفع الصمامين الرئوي والأبهري على الفتح، وعندما يسترخي البطينان، سينغلق الصمّامان كاستجابة لانخفاض الضغط. نتاج القلب نتاج القلب (CO) هو قياس كمية الدم التي يضخّها كل بطين (حجم الضربة) خلال دقيقة واحدة. يتم حساب نتاج القلب عبر ضرب حجم الضربة (SV) بعدد الضربات في الدقيقة أي معدّل ضربات القلب (HR). فيصبح عندها القانون CO = SV x HR. يتبع نتاج القلب لحجم الجسم تحديداً مساحة سطح الجسم ويدعى هذا بالمؤشر القلبي. متوسط نتاج القلب الطبيعي حوالي 5.25 لتر في الدقيقة، بمتوسط حجم ضربة قلبية يبلغ 70 ميلي لتر في الدقيقة، يتراوح المعدل الطبيعي بين 4 إلى 8 لترات في الدقيقة. يُقاس حجم الضربة القلبية عادةً باستخدام تخطيط القلب بالصدى ويمكن أن يتأثر بعدة عوامل كحجم القلب والحالة البدنية والعقلية للفرد والجنس والتقلُّص ومدة التقلُّص والتحميل المسبق واللاحق. يشير مصطلح التحميل المسبق إلى ضغط امتلاء الأذينين عند نهاية طور الانبساط، عندما تمتلأ لأقصى حدها. هناك عامل رئيسي أيضاً وهو زمن امتلاء البطينين- فعندما يقلَّص البطينان بشكل أسرع، فإن هناك زمناً أقل ليمتلئ وسيصبح التحميل المسبق أقل. يمكن أن يتأثر التحميل المسبق بحجم الدم عند الشخص. تتناسب قوة كل انقباض في القلب مع التحميل المسبق، ويُفسَّر ذلك عبر آلية فرانك-ستارلينغ، وهي تشير إلى أن قوة تقلُّص تتناسب بشكل مباشر مع الطول البدئي للألياف العضلية، مما يعني أن البطينان سيتقلَّصان بقوة أكبر كلما تمدَّدا أكثر أثناء الامتلاء. يتأثر التحميل اللاحق أومقدار الضغط الذي يجب أن يولِّده القلب لإخراج الدم عند الانقباض، يتأثر بالمقاومة الوعائية. ويمكن أن يتأثر بتضيُّق صمّامات القلب أو انقباض أو استرخاء الأوعية الدموية المحيطية. قوة تقلُّصات العضلة القلب تتحكّم بحجم الضربة، ويمكن لها أن تتأثر إيجابياً أو سلبياً بعوامل تُدعى الإينوتروبات. يمكن أن تكون هذه العوامل نتيجة تغيرات داخل الجسم أوتُعطى كأدوية كجزء من علاج اضطراب طبي أوكشكل من أشكال دعم الحياة تحديداً في وحدات العناية المركزة. تُدعى الإينوتروبات التي تزيد قوة الانقباض تدعى إينتروبات "إيجابية" وتتضمن عوامل ودّية كالأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين. بينما تُسمى تلك التي تقلل من قوة انقباض القلب بالإينوتروبات "السلبية" وتتضمن حاصرات قنوات الكالسيوم. التوصيل الكهربائي تُدعى ضربة القلب النظمية الطبيعية بالنظم الجيبي، وتُطلق من العقدة الجيبية الأذينية من خلايا ناظمة الخطا، تُصنع في هذه العقدة إشارة كهربائية تسافر عبر القلب لتسبب تقلّص عضلة القلب. تتواجد العقدة الجيبية الأذينية في الجزء العلوي من الأذين الأيمن قرب مصب الوريد الأجوف العلوي. تسافر هذه الإشارة الكهربائية عبر الأذين الأيمن من خلال طرق شعاعية غير مفهومة تماماً. ومن ثمّ تنتقل إلى الأذين الأيسر عبر حزمة باتشمان وتتقلّص عضلات الأذينين الأيمن والأيسر معاً. تنتقل الإشارة الكهربائية بعدها إلى العقدة الأذينية البطينية، الموجودة عند قاع الأذين الأيمن في الحاجز الأذيني البطيني-الحد الفاصل بين الأذين الأيمن والبطين الأيسر تحديداً، وهو جزء من الهيكل القلبي، النسيج داخل القلب الذي لا تستطيع الإشارات الكهربائية أن تمر عبره، ويجبر هذا الإشارات الكهربائية على المرور عبر العقدة الأذينية البطينية حصراً. تنتقل بعدها الإشارة الكهربائية عبر حزمة هيس من الفروع اليسرى إلى الفروع اليمنى للحزمة إلى بطينات القلب. في البطينات تُحمل هذه الإشارة بواسطة ألياف خاصة تُدعى ألياف بوركنجي التي تنقلها إلى عضلية القلب. معدل ضربات القلب يُدعى معدّل ضربات القلب الطبيعي في حالة الراحة بالنظم القلبي، وهو يُصنع في العقدة الجيبية الأذينية، وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا ناظمة الخطا الموجودة في جدار الأذين الأيمن. تقوم الخلايا في العقدة الجيبية الأذينية بهذا عبر صنع كامن فعل، ويتم ذلك عبر حركة خاصة لشوارد منحلة معينة إلى داخل وخارج هذه الخلايا. ينتشر بعدها كامن الفعل إلى الخلايا المجاورة. عندما تستريح خلايا العقدة الجيبية الأذينية يكون لها شحنة سلبية على أغشيتها، إلا أن تدفّقاً سريعاً لأيونات الصوديوم سيؤدي لشحن الغشاء بشحنة موجبة، تُدعى هذه الظاهرة بزوال الاستقطاب وتحدث بشكل عفوي. وعندما تصبح الخلايا مشحونة بشكل كبير تنغلق قنوات الصوديوم وتبدأ شوارد الكالسيوم بالدخول إلى الخلية وبعدها بوقت قصير تبدأ شوارد البوتاسيوم مغادرة الخلية. تنتقل جميع هذه الشوارد عبر قنوات شاردية في غشاء خلايا العقدة الجيبية الأذينية. تبدأ حركة شوارد البوتاسيوم والكالسيوم عندما تصبح الخلية مشحونة بشكل كبير، وتدعى قنوات الكالسيوم ببوابات الفولطاج، بعد بدأ حركة الكالسيوم بقليل تنغلق قنوات الكالسيوم وتنفتح قنوات البوتاسيوم لتسمح للبوتاسيوم بترك الخلية. يؤدي هذا إلى امتلاك الخلية لشحنة سلبية أثناء الراحة، وتُدعى هذه العملية بإعادة الاستقطاب. وعندما يصل كامن الغشاء إلى -60 ميللي فولط تقريباً، تنغلق قنوات البوتاسيوم وتبدأ العملية مرة أخرى من جديد. تتحرك الشوارد من المناطق التي يكون فيها تركيزها مرتفع إلى حيث يكون تركيزها منخفض أو تكون غير موجودة. لهذا السبب تتحرك شوارد الصوديوم من خارج الخلية إلى داخلها، بينما يتحرك البوتاسيوم من داخل الخلية إلى خارجها. يلعب الكالسيوم كذلك دوراً حاسماً، حيث أن تدفّقه البطيء من خلال قنواته يعني أن خلايا العقدة الجيبية الأذينية ستيطل طور "الهضبة" عندما تكون مشحونة إيجابياً، ويُسمى جزءٌ من هذا بفترة الجموح. تتحد شوارد الكالسيوم كذلك مع البروتين المنظم التروبين سي C في معقد التروبين لتمكّن الخلايا العضلية من التقلُّص وتنفصل عن البروتين لتسمح لها بالاسترخاء. يتراوح معدل ضربات قلب البالغ من 60 إلى 100 ضربة في الدقيقة. معدل ضربات القلب في حالة الراحة لحديث الولادة يمكن أن يصل إلى 129 ضربة في الدقيقة وينخفض هذا الرقم تدريجياً حتى النضج. يمكن لمعدل ضربات القلب عند الرياضي أن يصل إلى 60 ضربة في الدقيقة، ولكن خلال التمارين قد يصل إلى 150 ضربة في الدقيقة مع حد أعظمي قد يصل إلى 200 أو 220 ضربة في الدقيقة. التأثيرات النظم الجيبي الطبيعي للقلب الذي يعطي معدل ضربات قلب في حالة الراحة يتأثر بعدة عوامل. المراكز القلبية الوعائية في الجذع الدماغ هي التي تتحكم في التأثيرات الودية ونظيرة الودية على القلب عبر العصب المبهم والجذع الودي. تتلقى هذه المراكز مدخلات من مستقبلات عديدة تتضمن مستقبلات الضغط التي تتحسس لتمدد الأوعية الدموية، والمستقبلات الكيميائية التي تتحسس لكمية الأوكسجين وثنائي أوكسيد الكربون في الدم ودرجة حموضة الدم. تساعد هذه المراكز عبر عدد من المنعكسات في تنظيم تدفّق الدم والحفاظ عليه. مستقبلات الضغط هي مستقبلات حساسة للتمدد موجودة في الجيوب الأبهرية والأجسام السباتية وفي الأوردة الجوفاء وفي مواقع أخرى منها الأوعية الرئوية والجانب الأيمن من القلب. تتنبه مستقبلات الضغط بمقدار تمددها، والذي يتأثر بضغط الدم ومقدار النشاط البدني والتوزع النسبي للدم. في حالة ارتفاع الضغط والتمدد، يزداد معدل النبضات التي ترسلها مستقبلات الضغط، ومن ثم تقلل المراكز القلبية الوعائية من التنبيه الودي وتزيد التنبيه نظير الودي. بينم في حالة انخفاض الضغط، ينقص معدل نبضات مستقبلات الضغط وتقوم المراكز القلبية الوعائية بزيادة التنبيه الودي وإنقاص التنبيه نظير الودي. هناك منعكس مشابه يُدعى بالمنعكس الأذيني أو منعكس بينبريدج يترافق مع معدلات تدفق دم متنوع إلى الأذينين. العود الوريدي الزائد يمدد جدران الأذينين حيث يوجد مستقبلات ضغط متخصصة. على أي حال، فعندما تزيد مستقبلات الضغط من معدّل نبضاتها بسبب تمددها نتيجة ارتفاع الضغط، يستجيب المركز القلبي بزيادة التنبيه الودي وتثبيط التنبيه نظير الودي لزيادة معدّل ضربات القلب. وكذلك العكس صحيح. توجد المستقبلات الكيميائية في الجسم السباتي أو قرب الأبهر في الجسم الأبهري، وهي تستجيب لمستويات الأوكسجين وثنائي أوكسيد الكربون في الدم. حيث يحفّز انخفاض الأوكسجين أو ارتفاع ثنائي أوكسيد الكربون إطلاق هذه المستقبلات. تؤثر التمارين الرياضية ومستوى اللياقة والعمر ودرجة حرارة الجسم ومعدّل الاستقلاب الأرضي وحتى الحالة العاطفية للشخص على معدّل ضربات القلب. تزيد كذلك المستويات المرتفعة من هرمونات الإيبنفرين والنورإبينفرين وهرمونات الدرقية من معدّل ضربات القلب. تؤثر كذلك مستويات الشوارد بما فيها الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم على سرعة وانتظام معدل ضربات القلب، كذلك فإن انخفاض الأوكسجين والضغط والتجفاف قد يزيد من معدل ضربات القلب. أصوات القلب أحد أبسط طرق تقييم حالة القلب هي الإنصات إليه باستخدام سماعة طبية. عادةً يُسمع في حالة القلب السليم صوتان فقط ويدعيان إس1 ٍS1 وإس2 S2. الصوت الأول S1 ناتج عن انغلاق الصمامات الأذينية البطينية خلال تقلُّص البطينين ويوصف عادةً بصوت "لب". أما الصوت الثاني S2 هو صوت انغلاق الصمامات الهلالية خلال انبساط البطينين ويُوصف عادةً بـ"دب". يتألف كل صوت من كطونين، وهذا يعكس الفرق البسيط في وقت انغلاق الصمامين. قد ينقسم S2 إلى صوتين يمكن تمييزهما، إما نتيجةً الشهيق أو بسبب مشاكل قلبية أو صمامية مختلفة. أصوات القلب الإضافية يمكن أن تظهر وتعطي إيقاعات الفرس. صوت القلب الثالث S3 عادةً يشير إلى زيادرة في حجم الدم البطيني. أما صوت القلب الرابع S4 فيشير إلى الخبب الأذيني ينتج بسبب ارتطام الدم في البطين المتيبس. وجود صوتي القلب الثالث والرابع بعطي خبب رباعي. النفخة القلبية هي أصوات قلبية شاذة يمكن أو تكون مرضية أو حميدة. أحد أمثلة النفخة القلبية هو نفخة ستيل والتي تظهر صوتاً موسيقياً في الأطفال، ليس لها أي أعراض وتختفي في المراهقة. نوع آخر من الأصوات يمكن سماعها وهي صوت احتكاك التامور، تُسمع في حالات التهاب التامور حيث يمكن للأغشية الملتهبة أن تحتك ببعضها فيظهر الصوت.

التطور

القلب هوأوّل عضو وظيفي يتطور ويبدأ بالضرب وضخّ الدم في الأسبوع الثالث للتطوّر الجنيني. يعتبر هذه البداية المبكّرة عاملاً حاسماً في التطوّر الجنين وقبل الولادي. يُشتقّ القلب من اللحمة المتوسطة الحشوية في الصفيحة العصبية التي تشكّل المنطقة التي ستعطي القلب فيما بعد.

الأهمية السريرية

الأمراض تُصنف أمراض القلب ضمن الأمراض القلبية الوعائية، وهي أشيع أسبب الوفاة في العالم. غالبية أمراض القلب والأوعية الدموية أمراض غير سارية وترتبط بنمط الحياة وعوامل أخرى، وتصبح أكثر شيوعاً مع التقدّم بالعمر. تعتبر أمراض القلب سبباً رئيسياً للوفاة، وقد سبَّبت 30% من حالات الوفاة عام 2008 عالمياً. يتراوح هذا المعدّل بين 28 إلى 40 بالمئة في الدول عالية الدخل. يمثّل اختصاص أمراض القلب حقلاً مهمَّاً في المعالجة الطبية، إلا أن أطباء اختصاصات أخرى عديدة الأخرى يشاركون في علاج أمراض القلب، بما في ذلك اختصاصات الممارس العام وجراح الصدرية القلبية، حتى ممارسين من خارج الحقل الطبي كأخصائيي التغذية والمعالجين الفيزيائيين. مرض الشريان التاجي، يُعرف كذلك باسم مرض نقص تروية القلب، سببه تصلُّب شرايين-تراكم لويحة على طول الجدران الداخلية للشرايين، مما يؤدي لتضيُّقها، وبالتالي يقلُّ تدفُّق الدم إلى القلب. قد تسبب اللويحة المستقرة ألم صدريّ (ذبحة) أو ضيق تنفُّس خلال التمارين أو أثناء الراحة، وقد لا تُسبِّب أعراضاً على الإطلاق. قد تُسبب اللويحة المتمزقة إحصاراً في وعاءٍ دموي وقد تؤدي إلى احتشاء في عضلة القلب، تُسبِّب ذبحةً غير مستقرة أو نوبة قلبية. في أسوأ الأحوال قد تحدث سكتة قلبية-فقدان مفاجئ وتام لنتاج القلب. يمكن لعوامل السمنة وارتفاع الضغط الدموي والسكري غير المضبوط والتدخين وارتفاع الكوليسترول أن تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين ومرض الشريان التاجي. يحدث فشل القلب عندما لا يستطيع القلب أن يضرب بما يكفي ليلبي احتياجات الجسم. في العموم يظهر الفشل القلبي كحالة مزمنة، مرتبطاً بالعمر، ويزداد تدريجيَّاً. يمكن أن يفشل أحد جانبي القلب دون الآخر، مما يؤدي إلى قصور في القلب الأيمن أو الأيسر. يمكن أن يؤدي فشل القلب الأيسر إلى فشل في القلب الأيمن عبر زيادة الضغط على القلب الأيمن. إذا أصبح القلب غير قادر على ضخّ الدم بشكل كافٍ، يمكن أن يتراكم الدم في أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى ضيقٍ في التنفس في الرئتين (احتقان رئوي، وذمة رئوية)، وتورم (وذمة) في القدمين أو في مناطق أخرى بحسب تأثير الجاذبية، وانخفاض القدرة على التحمُّل في التمارين، أوقد تُسبب إشارات سريرية أخرى كتَضخُّم الكبد والنفخات القلبية أو ارتفاع في الضغط الوريد الوداجي. تتضمن الأسباب الشائعة للفشل القلبي مرض الشريان التاجي، اضطرابات الصمَّامات وأمراض عضلة القلب. اعتلال عضلة القلب هو تدهور ملحوظ في قدرة عضلة القلب على التقلُّص، يمكن أن يؤدي هذا إلى فشل قلبيّ. لا تزال أسباب العديد من أنماط اعتلال عضلة القلب غير مفهومة تماماً، إلا أنه تم تحديد بعض الأسباب، وقد تضمنت الكحول والسموم والأمراض الجهازية والظروف الخلقية كحالة HOCM. تُوصف أنماط اعتلال العضلة القلبية تبعاً لكيفية تأثيرها في عضلة القلب. يمكن أن يسبب اعتلال عضلة القلب تضخُّماً في القلب (اعتلال عضلة قلبية تضخُّميّ)، أو تقييد في مسارات التدفُّق الدموي للقلب (اعتلال عضلة قلبية تضيُّقي)، أو أن يسبب توسُّعاً في القلب وتأثيراً في فعالية ضرباته (اعتلال عضلي قلبي توسُّعي). غالباً لا يتم تشخيص حالة HOCM ويمكن أن تسبب هذه الحالة موتاً مفاجئاً عند الرياضيين الشباب. النفخات القلبية هي أصوات قلبية شاذة يمكن أن ترتبط بأمراض أو أن تكون حميدة، ولها عدّة أنواع. هناك عادةً صوتان من أصوات القلب المسموعة، ويمكن أن تكون الأصوات الشاذة إضافية أو قد تكون نفخات مرتبطة بتدفّق الدم بين هذه الأصوات. تُصنَّف النفخات بحسب حجمها، بدءاً من 1 (الأكثر هدوءاً) حتى 6 (الأعلى صوتاً)، وتُقيَّم بعلاقتها بأصوات القلب ومراحل الدورة القلبية، وميّزات إضافية كانتقالها إلى أماكن أخرى، وتغيراتها بحسب وضعية الشخص، وتواتر الصوت على النحو الذي يحدده جانب السماعة الذي تُسمع بواسطته، بالإضافة إلى المكان الذي تُسمع بأعلى صوتٍ فيه. يمكن تسجيل هذه الأصوات في تخطيط القلب الصوتي، وعادةً ما يُطلب تخطيط القلب بالصدى لتشخيص النفخات. يمكن أن تنشأ النفخات بسبب أمراض القلب الصمّاميّة بسبب تضيّق أو قلس أي من صمامات القلب الرئيسية كتضيّق الصمام الأبهري أوقلس الصمام التاجي أو هبوط الصمام التاجي. يمكن للنفخات أن تحدث كذلك بسبب عدد من الأمراض الأخرى كعيوب الحاجز الأذيني والبطيني. هناك سببان شائعان آخران للنفخات القلبية ومسببان للعدوى كذلك هما التهاب شغاف القلب المعدي والحمى الروماتيزمية، لاسيّما في البلدان النامية. ينطوي مرض التهاب شغاف القلب المعدي على استعمار صمّام قلبي، أما الحمى الروماتيزمية فتنطوي على عدوى بكتيرية أولية من المجموعة A العقدية تليها ردة فعل ضد أنسجة القلب التي تشبه المستضد العقدي. يمكن للشذوذات في النظم الجيبي الطبيعي أن تمنع القلب من ضخّ الدم بفعالية، وغالباً يمكن تحديدها عبر تخطيط القلب الكهربائي. يمكن لشذوذات نظمبة القلب أن تُسبب نظم قلبي غير طبيعي ولكن منتظم، مثل ضربات القلب السريعة (كحالة Trachycardia أي عدم انتظام دقات القلب، المُصَنَّف على أنه ينشأ من فوق البطينين أو من البطينين) أو ضربات القلب البطيئة (كحالة Bradycardia) أو يمكن أن تؤدي إلى ضربات قلب غير منتظم. يُمكن تعريف تسرّع ضربات القلب بأنه معدّل ضربات قلب أسرع من 100 ضربة في الدقيقة، أما بطء القلب فهو معدّل ضربات قلب أبطأ من 60 ضربة في الدقيقة. عدم الانقباض هو توقّف إيقاع القلب. يُصنّف الإيقاع القلبي المتنوع والعشوائي كتليُّف أذيني أو بطيني اعتماداً على منشأ النشاط الكهربائي في الأذينين أم في البطينين. يمكن أن يؤدي التوصيل غير الطبيعي إلى أمر تقلُّص للعضلة القلبية متأخر أو غير طبيعي، ويمكن أن يكون هذا نتيجةً لعملية مرضية كإحصار القلب أو خلقيّة متلازمة وولف-باركنسون-وايت. قد تؤثر الأمراض على التامور المحيط بالقلب، فعندما يُصاب التامور بحالة التهابية تُدعى الحالة بالتهاب التامور، وقد ينجم التهاب التامور عن أسباب معدية (كالحمَّى الغديَّة، أوالفيروس المُضَخِّم للخلايا، أوالسلّ، أو حمى كيوQ)، أو بسبب أمراض جهازية كالأورام ومستويات حمض اليوريك المرتفعة، بالإضافة إلى أسباب أخرى. يؤثر التهاب التامور على قدرة القلب على ضخّ الدم بفعالية. حالة أخرى هي تجمُّع السائل داخل جوف التامور، تُدعى انصباب التامور، وعندما تؤدي هذه الحالة إلى فشل قلبي حاد تُدعى عندها بحالة اندحاس القلب أو دكاك القلب، وقد يكون السائل المحتبس دم من إصابة صادمة أو سائل من حالة انصباب. يمكن لهذه الحالة أن تضغط على القلب وأن تؤثر على وظيفته. يمكن إزالة السائل من الكيس التاموري عبر استخدام حقنة، يُدعى هذا الإجراء بزل التامور. يمكن أن يتأثر القلب بالأمراض الخلقية أيضاً. تتضمن هذه الأمراض فشلاً في انغلاق الفتحة البيضية، وتظهر هذه الحالة في 25% من الناس، وعيوب الحاجز الأذيني أو البطيني، وأمراض الصمّامات الخلقيّة (مثلاً تضيّق الصمام الأبهري الخلقي) أو أمراض ترتبط بالأوعية الدموية أو تدفّق الدم من القلب (القناة الشريانية المفتوحة أوالتقلُّص الأبهري). يُمكن أن تسبب هذه الحالات أعراضاً متنوعة بحسب العمر. إذا انتقل الدم غير المؤكسج بشكل مباشر من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر، فيمكن ملاحظة الحالة عند الولادة لأنها ستؤدي إلى ازرقاق الطفل كما في رباعية فالوت. يمكن أن تؤثر مشاكل القلب على قدرة الطفل على النموّ. يمكن لبعض الأسباب أن تتصحَّح مع مرور الوقت وتُعتبر حينها حميدةً. يمكن أن يتم تحديد بعض الأسباب عن طريق الصدفة أثناء الفحص القلبي. يمكن تشخيص هذه الاضطرابات بتخطيط القلب بالصدى. التشخيص يتم تشخيص أمراض القلب عبر أخذ التاريخ الطبي والفحص الطبي، وبعض الاستقصاءات الأبعد تشمل اختبارات الدم وتخطيط القلب بالصدى وتخطيط كهربائية القلب والصورة القلبية. يمكن أن يتم إجراء بعض الإجراءات الأخرى كقسطرة القلب. الفحص يتضمن الفحص القلبي المعاينة وهي تحسس الصدر عبر الجس باليدين والإنصات باستخدام السمّاعة القلبية. يشمل الفحص القلبي تقييم العلامات التي من الممكن أن تكون مرئية على يدي الشخص أو المفاصل أو مناطق أخرى. ينبغي قياس نبض الشخص، ويتم ذلك غالباً عبر الشريان الكعبري قرب المعصم، لتقييم إيقاع (النظم) وقوة النبض. يجب قياس ضغط الدم أيضاً، باستخدام مقياس ضغط دموي أو آلي، وكذلك ملاحظة فيما إذا ارتفع النبض الوريدي الوداجي. كذلك ينبغي تحسّس الصدر لملاحظة أي اهتزازات تنتقل من القلب، ومن ثم الإنصات عبر السماعة الطبية. للقلب في الحالة الطبيعية صوتان مسموعان فقط، وأي أصوات إضافية أو نفخات قلبية يمكن أن تُسمّع تشير إلى اضطراب. يمكن إجراء اختبارات إضافية لتقييم نفخات القلب إذا كانت موجودة، كما يمكن تقييم العلامات الطرفية لأمراض القلب كتورُّم القدمين أو السوائل في الرئتين. اختبارات الدم تلعب اختبارات الدم دوراً هاماً في تشخيص وعلاج حالات قلبية وعائية عديدة. يمثّل التروبين واسماً حيوياً للقلب حسّاساً للغاية في حالة ضعف الإمداد الدموي للقلب، حيث يُطلق بعد 4 إلى 6 ساعات من الإصابة وعادةً ما يصل إلى الذروة خلال 12 إلى 24 ساعة. يُجرى عادةً اختباران للتروبين-الأول عند العرض الأولي، والثاني في خلال 3 إلى 6 ساعات، وتُشخَّص الحالة بناءً على الارتفاع الملحوظ في تركيز التروبونين. يمكن كذلك استخدام اختبار ببتيد النيترويوتريك الدماغي BNP لتقييم وجود فشل قلبي، حيث يرتفع عند وجود ضغط على البطين الأيسر. تُعتبر هذه الاختبارات مؤشرات حيوية لأنها عالية النوعية للأمراض القلبية. يقدّم كذلك اختبار الكرياتين كيناز من الشكل MB معلومات عن إمدادات القلب الدموية، ولكن استخدامه أقل لأنه أقل نوعية وحساسية. غالباً يتم القيام باختبارات دموية أخرى للمساعدة في فهم الحالة العامة وعوامل الخطورة التي قد تساهم في أمراض القلب. تتضمن هذه الاختبارات غالباً العد الدموي الشامل للتحقّق من فقر الدم، واختبار اللوحة الاستقلابية الأساسية التي قد تكشف عن أي اضطرابات في الشوارد. أيضاً يُطلب اختبار التخثّر لضمان إعطاء المستوى المناسب لمضادات التخثُّر. ويتم طلب اختبار شحوم صيامية وسكر صيامي في الدم (أو اختبار مستوى HbA1c) وذلك لتقدير كوليسترول الدم وحالة السكري على التوالي. تخطيط كهربائية القلب يمكن تسجيل النشاط الكهربائي للقلب باستخدام أقطاب سطحية على سطح الجسم. يُدعى تتبع الإشارات الكهربائية هذا بتخطيط كهربائية القلب اختصاراً ECG أوEKG. يُجرى تخطيط القلب الكهربائي على السرير ويشمل وضع عشرة أقطاب على الجسم، وهذا ينتج "12 قطباً" يظهر في مخطط القلب الكهربائي (ثلاثة أقطاب إضافية يتم احتسابها رياضيَّا، وواحد هو الأرض). هناك خمسة ملامح بارزة في مخطط القلب الكهربائي: الموجبة P (زوال الاستقطاب الأذيني)، ومعقّد QRS (زوال الاستقطاب البطين). زوال استقطاب البطينين يحدث في الوقت ذاته، إلا أنه لا يُمكن أن يظهر بشكلٍ كافٍ على المخطط. )، والموجة T (إعادة استقطاب البطينين). عندما تتقلَّص خلايا القلب فإنها تخلق تيَّاراً ينتقل عبر القلب. الانحراف نحو الأسفل في المخطط يعني أن الخلايا تصبح ذات شحنة أكثر إيجابية ("زوال استقطاب") في اتجاه ذلك القطب، في حين أن الانحراف نحو الأعلى يعني أن الخلايا أصبحت ذات شحنة أكثر إيجابية ("عودة استقطاب") في اتجاه ذلك القطب، ويعتمد هذا على وضع القطب، لذلك إذا تحركت موجة زوال استقطاب من اليسار إلى اليمين فسيظهر في القطب الموجود على اليسار انحرافاً سلبياً، وسيظهر في القطب الموجود على اليمين انحرافاً إيجابياً. يمثّل تخطيط القلب الكهربائي أداة مفيدة للكشف عن اضطرابات نظمية القلب وفي الكشف عن نقص إمدادات القلب الدموية. أحياناً يتم الشكّ بوجود شذوذات، ولا يتم التأكد من وجودها في مخطط القلب الكهربائي بشكل فوري. يمكن استخدام الاختبار عند ممارسة التمارين الرياضية لإثارة شذوذ، ويمكن كذلك ارتداء أقطاب جهاز التخطيط لمدة أطول بكثير 24 ساعة مثلاً كشاشة هولتر في حالة وجود شذوذ إيقاعي غير حاضر في لحظ التقييم. التصوير يمكن استخدام طرائق تصوير عديدة لتقييم تشريح ووظيفة القلب، بما في ذلك الأمواج فوق الصوتية (التصوير بالصدى)، والتصوير بالأوعية، والتصوير المقطَعيّ المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. مخطط الصدى هو عبارة عن موجات فوق صوتية للقلب تستخدم لقياس وظيفة القلب، وتقييم أمراض الصمامات، والبحث عن أي شذوذات. يمكن إجراء تخطيط الصدى بواسطة مسبار على الصدر، أو بواسطة مسبار في المريء. يتضمن تقرير تخطيط الصدى التقليدي معلومات عن عرض الصمامات والإشارة إلى أي تضيُّق، وفي حالة وجود تدفُّق راجع للدم (قلس)، ومعلومات عن حجوم الدم عند نهاية الانقباض والانبساط بما في ذلك نسبة الدم المقذوف التي تصف حجم الدم المقذوف من البطينين الأمين والأيسر بعد الانقباض، بعد ذلك يتم تقسم الحجم المقذوف من القلب (حجم الضربة) على حجم القلب الممتلئ (حجم نهاية الانبساط). يمكن إجراء تخطيط الصدى القلبي في ظرف الشدة، من أجل فحص علامات نقص إمدادات الدم. يتضمن اختبار الإجهاد القلبي إما التمارين المباشرة أو في حالة عدم إمكانية إجراء التمارين، فالحقن بدواء كالدوبتامين. يمكن أن تساعد وسائل تصوير أخرى كالتصوير المقطعي المحوسب والأشعة السينية في تقدير حجم القلب، وتقدير علامات الوذمة الرئوية والإشارة إلى وجود سائل حول القلب في حالة وجوده. كما أنها مفيدة لتقييم حالة الشريان الأبهر. العلاج يتم استخدام العديد من الأدوية لعلاج أمراض القلب أو تقليل أعراضها. بالنسبة لأمراض معدل ضربات القلب أونظميته فهناك العديد من العوامل مضادات شذوذات النظم المستخدمة. تتداخل هذه الأدوية مع قنوات الشوارد، وبالتالي تتداخل مع كامن الفعل القلبي (كحاصرات قنوات الكالسيوم، وحاصرات قنوات الصوديوم)، وتتداخل كذلك مع التنبيه القلبي عبر الأعصاب الودية (حاصرات بيتا)، أو تتداخل مع حركة الصوديوم والبوتاسيوم عبر غشاء الخلية كالديجوكسين. تتضمن الأمثلة الأخرى الأتروبين في حالة النظم البطيء، والأميودراون في النظم غير المنتظم. ليست الأدوية الطريقة الوحيدة لعلاج شذوذات معدل ضربات القلب أو النظم، ففي حالة بداية النظم القلبي غير المنتظم (التلَيُّف الأذيني) يمكن أن يتم محاولة علاج الحالة باستخدام التقويم الكهربائي للقلب. أما في حالة ضربات القلب البطيئة أو الإحصار القلبي فيمكن إضافة ناظمة قلبية اصطناعية أو مقوِّم نظم القلب مزيل الرجفان القابل للزرع. حدّة بداية الإصابة غالباً تؤثر على كيفية إدارة اضطراب النظم، وكذلك إذا كان الإيقاع يسبب عدم استقرار في الدورة الدموية كانخفاض الضغط أو أعراض أخرى. يتم التحقيق كذلك في سبب التحريض كالنوبة القلبية أو الأدوية أو مشاكل الاستقلاب. يتضمن علاج أمراض القلب الإقفارية تخفيف الأعراض، بما في ذلك عقار النيتروجليسيرين وحاصرات بيتا وفي الحالات الحادة ومن أجل تخفيف الآلام الحادة المورفين والأفيونيات الأخرى. لهذه الأدوية فوائد وقائية عديدة تقوم بخفض التنبيه الودي للقلب الذي يحدث مع الألم أو عبر توسيع الأوعية الدموية. يتضمن علاج أمراض القلب الوقاية الأولية والثانوية لمنع حدوث أو تفاقم الأعراض وتصلُّب الشرايين. تتضمّن هذه الوقاية توصيات وقف التدخين وتقليل استهلاك الكحول وزيادة ممارسة التمارين الرياضية وإجراء تعديلات على النظام الغذائي لتقليل استهلاك الدهون والسكريات، كما يمكن إعطاء بعض الأدوية للمساعدة في السيطرة على مرض السكري المزمن. يمكن كذلك إعطاء أدوية لخفض مستويات الكوليسترول كالستاتينات والفايبرات. يتم إعطاء مضادات التخثُّر على شكل أسبرين أو الوارفارين أو كلوبيدوغريل أو مضادات التخثر الفموية بشكل متزامن في كثير من أمراض القلب، بما في ذلك الرجفان الأذيني وأمراض الصمامات وبعد عمليات القلب وذلك بسبب ازدياد خطر السكتة أوفي الأوعية القلبية المتخثرة أوحالة تجلُّط الدم في هذه الحالات. الجراحة يمكن إجراء العمليات الجراحية في حال ضرورتها إما بشكل مفتوح أو عبر أسلاك يتم إدراجها في الشرايين الطرفية ("رأب الوعاء التاجي عبر الجلد"). عادةً يتم القيام برأب الوعاء التاجي عبر الجلد في حالة المتلازمة التاجية الحادة، كما يمكن القيام به لإدخال دعامات. أحد هذه العمليات جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي، حيث يتم يتجاوز واحد أو أكثر من الشرايين المحيطة بالقلب وذلك لأنها تضيَّقت. ويتم ذلك عن طريق أخذ الأوعية الدموية التي تحصد لجزء آخر من الجسم، تشمل هذه الأوعية الوريد الصافن الكبير أو الشريان الصدري الداخلي، وبما أن هذه العملية تشتمل على أنسجة القلب، لذا يتم استخدام آلة تُمكّن الدم من اجتياز القلب خلال العملية، تُدعى هذه الآلية بالمجازة القلبية الرئوية. أما الخيار الأفضل لعمليات الصمامات فهو إصلاح هذه الصمامات أو استبدال الصمامات.

المجتمع والثقافة

الرمزية عُرف القلب طويلاً كمركز للجسم كله ومستقرِّ الحياة أو العاطفة أو المنطق والغاية والفكر والإرادة، أو حتى العقل. برز القلب كرمز للكثير من الأديان، فهو يدلّ على "الحقيقة والإدراك أو الشجاعة الأخلاقية في العديد من الأديان، كذلك عُرف كمكان وجود الإله في الأفكار الإسلامية واليهودية-المسيحية، وهو المركز الإلهي أو أتمان والعين الثالثة للحكمة المتعالية في الهندوسية، ومركز الفهم في الطاوية، وهو ماسة من النقاء والجوهر عند البوذية". في الكتاب العبري تم استخدام كلمة قلب في هذه المعاني، مقرّ العاطفة، والعقل وكعضو تشريحياً. كما أنه يرتبط وظيفياً ورمزياً بالمعدة. كان القلب أو"إب" أحد أجزاء مفهوم الروح في الدين المصري القديم. اِعتُقد أن "إب" وهو القلب الغيبي يتشكّل من قطرة دم واحدة من قلب أم الطفل، تؤخذ عند الحمل. بالنسبة للمصريين القدماء كان القلب مقرّ العاطفة والتفكير والإرادة والنيّة. تم الاستدلال على هذا من خلال التعابير المصرية التي تتضمن كلمة "إب" ككلمة "أوي-إب" بمعنى "سعيد" (حرفياً تعني "طويل القلب") و"زاك-إب" بمعنى "بعيد" (حرفياً "مُقتطع من القلب"). في الديانة المصرية كان القلب هو مفتاح الحياة الأخرى. فكان يُنظر إليه على أنه سر النجاة في الموت، حيث أنه يعطي دليلاً لصالح أو ضد صاحبه، حيث اِعتُقد أن القلب يتم فحصه من قبل أنوبيس والعديد من الآلهة الأخرى خلال حفل وزن القلب. إذا وزن القلب أكثر من ريشة مات، وهو رمز معياري للسلوك المثالي، فإذا توازنت الأوزان فهذا يعني أن مالك هذا القلب عاش حياةً عادلة وبإمكانه الدخول إلى الحياة الأخرى، بينما إذا لم يكن القلب أثقل فسيلتهمه الوحش أميت. يُستمد الحرف الصيني ? شكله من القلب، حيث أنه يشير بطريقة ترسيمية للقلب (فهو يشير إلى حجرات القلب) في نموذج الكتابة الختمي. تشير الكلمة الصينية x?n إلى معانٍ مجازية أخرى كـ"العقل" و"النيّة" و"الأساسي". في الطب الصيني يُنظر إلى القلب على أنه مركز ? "شين" أي "الروح، والوعي". ويرتبط القلب مع الأمعاء الدقيقة واللسان ويحكم الأجهزة الستة والأحشاء الخمسة، وينتمي إلى النار في العناصر الخمسة. الكلمة السنسكريتية للقلب هي h?d أوh?daya، موجودة في أقدم النصوص السنسكريتية التي تم العثور عليها، وهو الريجفدا. في اللغة السنسكريتية تعني هذه الكلمة العضو تشريحياً، و"العقل" و"الروح" أيضاً، التي تمثل مقرّ العاطفة. يمكن أن تكون كلمة Hrd أصلاً لكلمة القلب في اليونانية واللاتينية والإنجليزية. اعتبر العديد من الفلاسفة والعلماء القديمين بما في ذلك أرسطو، اعتبروا القلب مقرّ التفكير أو المنطق أو العاطفة، متجاهلين دور الدماغ كمساهم في هذه الوظائف. تحديد القلب كمقرّ للعواطف يعود تحديداً إلى الطبيب اليوناني جالينوس، الذي حدّد الكبد كمقرٍّ للآلام، والدماغ كمقرّ للمنطق. لعب القلب كذلك دوراً في نظام الإيمان عند الآزتك، حيث كان أشيع أشكال التضحية بالبشر عند الآزتك هو استخراج القلب. آمن الآزتك بأن القلب (tona) هو مقرّ الفرد وأحد أشكال حرارة الشمس (istli). وإلى هذا اليوم يعتقد الناهو بأن الشمس هي قلب الروح (tona-tiuh) فهي "مدورة وساخنة ونابضة". في الكاثوليكية هناك إرثٌ كبير في تبجيل القلب، نابعٌ من عبادة جروح يسوع المسيح، والتي اكتسبت مكانة بارزة في القرن السادس عشر. أثّر هذا التقليد في تطوّر التفاني المسيحي في القرون الوسطى إلى قلب يسوع الأقدس، بالإضافة إلى عبادة قلب مريم الطاهر الذي أصبح شائعاً على يد جون إيوديس. كما أن تعبير "القلب المكسور" هو اصطلاح عابر للثقافات يشير إلى الحزن للفقد أو الحب الرومانسي غير المكتمل. كذلك فكرة "سهام كيوبيد" قديمةٌ وتعود إلى أوفيد، ولكن بينما يصف أوفيد كيوبيد بأنه يصيب ضحاياه بسهامه، فإنه لم يوضح أن مكان الإصابة هو القلب. الأيقونية الشهيرة لكيوبيد وهو يطلق رموز قلب صغيرة تعود إلى عصر النهضة، وأصبحت مرتبطةً بعيد الحب. الطعام يتم استهلاك قلوب الحيوانات على نطاق واسع في الطعام. وعلى اعتبار أن معظم القلب يتكون من عضلات فهي غنية بالبروتين. يتم غالباً تضمينها في الأطباق مع غيرها من الأحشاء. غالباً يتم حفظ قلوب الدجاج مع أحشائها مثلَّجةً، وغالباً يتم شيّها على أسياخ: كم في وجبة ياكيتوري اليابانية، وتشوراسكودي كوراساو البرازيلية، وساتاي قلب الدجاج الإندونيسية. كما أنها تُقلى كما في الشواء المختلط المقدسيّ. في المطبخ المصري، يمكن استخدامها مفرومة بشكل ناعم، كجزء من حشوة الدجاج. وفي العديد من الوصفات يمزج القلب مع مكونات أحشاء أخرى كطبق بولو إي مينودينسياس المكسيكي. أما قلوب الأبقار والخنازير والظان يمكن أن يتم إدخالها في الوصفات. وبما أن القلب بمعظمه عضلات عاملة، لذا فإن لحومها "جافة وصلبة"، لذا فهي تُطبخ على نار هادئة عموماً. هناك طريقة أخرى للتعامل مع متانة لحوم القلب وهي فرمها إلى شرائح، ويمكن للحوم قلوب الأبقار أن تُشوى أو أن تُطهى ببطء.

التاريخ

قديماً عرف البشر عن القلب منذ القديم، على الرغم من عدم فهم وظيفته أو تشريحه بشكل دقيق. تم النظر إلى القلب في المجتمعات الأولى بوجهة نظر دينية، فيما يعتبر الإغريق أول من وضعوا فهماً علمياً للقلب في العالم القديم. اعتبر أرسطو أن القلب هو العضو المسؤول عن صنع الدم، بينما ق

شاركنا رأيك