شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Sun 07 Dec 2025 الساعة: 07:01 PM


اخر بحث





- [ تعرٌف على ] أسفلت 3: قواعد الشارع
- [ الغطاء النباتي ] مراحل النمو عند النبات
- في اختراق طبي: تطوير عقار جديد لسرطان الثدي
- طريقة عمل حلوى كرابيج حلب
- [ بنوك وصرافة الامارات ] صراف آلى مصرف أبوظبي الاسلامي ... أبوظبي
- [ تعرٌف على ] تقرير السعادة العالمي
- [ حساب المواريث ] طريقة تقسيم الإرث .. 4 جوانب حول تقسيم الميراث في الإسلام
- [ حكمــــــة ] عَن حُمَيد بن هلال قَالَ ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنة وألبس لباسهم وحلي حليتهم وأري أزواجه وخدمه يأخذه سوار فرح لو كان ينبغي له أن يموت لمات من سوار فرحه فيقال له أرأيت سوار فرحتك هذه فإنها قائمة لك أبدا
- [ دليل عجمان الامارات ] منطق للالكترونيات ... عجمان
- [ منوعات إسلامية ] واحدة من المعلومات المهمة عن قصة أصحاب الفيل

شرح قصيدة الشهيد لمحمود درويش

تم النشر اليوم 07-12-2025 | شرح قصيدة الشهيد لمحمود درويش
شرح قصيدة الشهيد لمحمود درويش

معاني المفردات في قصيدة الشهيد

في قصيدة الشهيد العديد من المفردات الغامضة، وفيما يأتي شرح لأبرزها: هواةٍ: جمع هاوٍ، والهاوي من مال وأحب عملًا، ومارسه على غير احتراف. الرثاء: هو بكاء الفقيد بكلمات مؤثرة، ويُعدد الراثي محاسن ومناقب الفقيد. سحاب: الغيم سواء أكان فيه ماء أم لم يكن. سراب: ما يُرى من بعيد في وضح النهار فيخيل للناظر وكأنة ماء، وهو ليس كذلك بل هو انعكاس الشمس، والسراب ما لا حقيقة له. المذبح: مكان الذبح، أو مكان تقديم القرابين لغير المسلمين، والمقصود بها هنا المجزرة. الكرمة: شجرة العنب. الخناجر: جمع خنجر، والخنجر السكين العظيمة. مشنقة: جمع مشانق، وهي آلة يُعلق بها المحكوم عليه بالإعدام بواسطة حبل حتى يموت خنقًا.

الصور الفنية في قصيدة الشهيد

قصيدة الشهيد لمحمود درويش تنتمي للشعر الحر، ويعتمد هذا النوع على الصور الفنية، وقد اعتمد الشاعر على الكناية بشكل لافت للتعبير عن مراده، والكناية تُعرف على أنها: "لفظ استعمل في غير معناه الأصلي مع جواز إرادة المعنى الأصلي". هواة الرِّثاء: شبّه محمود درويش الشعراء بالهواة، وحذف المشبه، وصرّح بلفظ المشبه به، فهي استعارة، والاستعارة تُعرّف على أنها: "استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي" ، ونوع الاستعارة هنا تصريحية، ولعل دلالتها على أن الرئاء أصبح هواية لا أثر له في النفوس. المذبح الفائضة: كناية عن المذبحة الأخيرة التي قام بها الأعداء بحق الشهداء. أسرق وقتًا: شبّه الشاعر الوقت بالشيء الذي يُسرق، وحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه وهو السرقة، فهي استعارة مكنية. لحِبال الغسيل: كناية عن الذكريات التي ترجعهم إلى الوطن القديم، أي: فلسطين. ليلة للغناء: كناية عن الذكريات التي توجد فيها المعاناة. أحرس أحلامكم: شبّه الأحلام بإنسان يحرس، وحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه وهو الحراسة، فهي استعارة مكنية. وطن حمّلُوه على فرس راكضة: كناية عن الوطن المسلوب. وظّف الشاعر الكناية ليجعل القارئ يحس بالمعاني التي يريد إيصالها، فأصبحت المعاني مصورة أمام القارئ محسوسة، كما اعتمد درويش على الرمز في قصيدته، والرمز من خصائص الشعر الحر.

شرح قصيدة الشهيد لمحمود درويش

اتّخذ درويش من القضية الفلسطينية قضية شخصيّة لذاته، وحملها على عاتقه، فكتب من أجلها، وتناولها من كلِّ الجوانب التي يمكن أن تلامسها القضية، فكتب عن الشهيد وعن الحصار وعن النزوح وعن الغياب، وهذه قصيدة الشهيد لمحمود درويش أو إحدى قصائده الكيرة التي تناول فيها موضوع الشهيد، يقول: عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو، وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةِ الرِّثَاءْ أَقُولُ لَهُم: تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ، مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ شَجَرٍ، مِنْ سَرَابٍ وَمَاءْ أُهَنِّئُهُم بِالسَّلامَةِ مِنْ حَادِثِ المُسْتَحِيلِ، وَمِنْ قِيمَةِ الَمَذْبَحِ الفَائِضَهْ قصيدة الشهيد لمحمود درويش نافذةٌ أطلّ من خلالها الشاعر على البرزخ القريب، هناك حيث يقبع الشعراء في فردوسهم المفقود، يقول درويش: عندما يغادر الشهداء هذا العالم أهبُّ من سكوني لأقف في وجه كلِّ من يحاول رثاءهم، فالشهداء أكبر قيمة من الرثاء وممن يحاولون رثاءهم،. ويقول درويش: سأقول للشهداء الذين رقدوا في سباتهم الأخير: تصبحون على وطن، هذا الوطن من مطر ومن بساتين خضراء، ومن ماء حقيقي يروي ظمأكم. ثمَّ يقول: عندما يصحو الشهداء من نومهم الأخير، سأقومُ بتهنئتهم لوصولهم بالسلامة، فهم الناجون الوحيدون من المجزرة الأخيرة. وَأَسْرِقُ وَقْتًا لِكَيْ يسْرِقُوني مِنَ الوَقْتِ، هَلْ كُلُنَا شُهَدَاءْ؟ وَأهْمسُ: يَا أَصْدِقَائِي اتْرُكُوا حَائِطًا وَاحدًا، لحِبَالِ الغَسِيلِ، اتْرُكُوا لَيْلَةَ لِلْغِنَاءْ ثمّ يتساءل درويش: سوف أسال نفسي لماذا أنا هنا مع الشهداء في الفردوس وفي الوطن الذي يحلمون به، هل متُّ شهيدًا مثلهم. ثم يقول سأهمس في آذانهم: يا أصدقاء الفردوس الجديد، دعونا نترك حائطًا لنعلَّق عليه حبال الغسيل التي سترجعنا بالذاكرة إلى الوطن القديم، واتركوا ليلة واحدة نجدد فيها معاناتنا السابقة. اُعَلِّقُ أسْمَاءَكُمْ أيْنَ شِئْتُمْ فَنَامُوا قلِيلاً، وَنَامُوا عَلَى سُلَّم الكَرْمَة الحَامضَهْ لأحْرُسَ أَحْلاَمَكُمْ مِنْ خَنَاجِرِ حُرَّاسِكُم وانْقِلاَب الكِتَابِ عَلَى الأَنْبِيَاءْ وَكُونُوا نَشِيدَ الذِي لاَ نَشيدَ لهُ عِنْدمَا تَذْهَبُونَ إِلَى النَّومِ هَذَا المَسَاءْ ثمّ يقول درويش للشهداء أيضًا: سأنشر أسماءكم أينما تشاؤون، فناموا هادئين، ناموا متكئين على جذع شجرة العنب. يقول: أنا صاحٍ فناموا ولا تخافوا من غدر الأقارب فأنا سأحرسُكم من غدرهم، فقط كونوا الهدوء والغناء والسلام للمتعبين المحرومين من كلِّ هذه الأشياء، ثمَّ ارتحلوا إلى فردوسكم. أَقُولُ لَكُم: تُصْبِحُونَ عَلَى وَطَنٍ حَمّلُوهُ عَلَى فَرَسٍ راكِضَهْ وَأَهْمِسُ: يَا أَصْدِقَائيَ لَنْ تُصْبِحُوا مِثْلَنَا، حَبْلَ مِشْنَقةٍ غَامِضَهْ! ثمَّ استيقظوا على وطن، أدعو الله لكم أن تستيقظوا على وطن هادئ ليس ينزحُ سكانه، ثمَّ أهمس، يا أقرباء القضية، أيّها الشهداء لقد انتقلتم إلى مكان لن تكونوا فيه حبال مشانق ولن تَرَوْا السواد، أنتم ضيوف البياض الجدد. 

الأفكار الرئيسة في قصيدة الشهيد

في قصيدة الشهيد تحدث محمود درويش عن مجموعة من الأفكار، وفيما يأتي أبرز الأفكار الرئيسة لقصيدة الشهيد: إنّ قيمة الشهداء أكبر من أن نرثيهم، لذلك يقف الشاعر في وجه محبّي الرثاء، هؤلاء الذين يجعلون من الشهداء مناسبة لظهورهم أمام الناس، ويستغلون الشهداء ليصلوا للشهرة. يُهنئ الشاعر الشهداء بوطنهم الجديد في الجنان، فهم في الجنان لا خوف عليهم ولا حزن، فقد ارتاحوا من هذه الدنيا، ارتاحوا من التهديد المستمر لهم، كما يهنئهم بسلامتهم بعد المذبحة الأخيرة التي كانوا من ضحاياها، وهم وإن فارقوا الدنيا، ولكنهم يعيشون في سلام في الجنان. يطلب الشاعر من الشهداء أن يتركوا له شيئًا من ذكريات الوطن القديم، فكلما أراد تذكُّر الوطن كانوا هم أول من يستذكرهم، فهو يريد أن يستذكر ذكريات الطفولة التي تخلو من الاحتلال والدماء. يطلب الشاعر من الشهداء أن يناموا بسلامٍ، فهو حارسهم من غدر الأقرباء، هؤلاء الأقرباء الذين ينتمون لنفس الوطن، إلا أنّهم خانوا الوطن وخانوا الشهداء، وكانوا سببًا لهذه المذبحة التي كان الشهداء المذكورون من ضحيتها. يطلب الشاعر من الشهداء أن يكونوا نشيد المعذبين من الأرض، فالمعذّبون في الأرض يتمنون أن يرزقوا الشهادة كما رزق بها الشهداء، فالفردوس الذي سيذهبون إليه في الحياة بسلام، وهذا الطلب خلال طريقهم للفردوس في السماء، فهم في طريقهم يرون معاناة المعذبين في الأرض. يُخبر الشاعر الشهداء أنّهم الآن في مكان لا مشانق فيه، مكان فيه السلام والطمأنينة، وهذا المكان الذي هو الفردوس ليس مثل مكان الشاعر أبدًا، فالشاعر وأبناء شعبه يعيشون بمكان كله خوف واضطرابات.

شاركنا رأيك