تناولت سيجارة حشيش فدمرت حياتي وأصابتني بالوساوس.. أنقذوني

تم النشر اليوم 10-12-2025 | تناولت سيجارة حشيش فدمرت حياتي وأصابتني بالوساوس.. أنقذوني
السؤال : أنا شاب عمري 28 سنة، تعرضت لنوبة هلع منذ 6 أشهر -الحمد لله- الآن لا أحس بنوبات هلع، لكني أعاني من أعراض أخرى بسبب السيجارة، علمًا أني لم أكن أدخن الحشيش في حياتي، وأحيانًا كنت أستخدم حبوب الترامادول بصفة غير مستمرة من أجل الاسترخاء، ولكني انقطعت عنها بفضل الله، وبعد الانقطاع تناولت سيجارة حشيش فدمرت حياتي، وأصبحت أشعر أني خارج دائرة الواقع. أشعر أني في حلم، ولدي وساوس في العقيدة، لماذا خلقنا الله؟ هل هذه الحياة حقيقية؟ الحمد لله أتغلب عليها أحيانًا. وأحيطكم علمًا أني منذ صغري أعاني من الرهاب والخوف, والآن لدي حالة لم أستطع تفسيرها وهي أني أتذكر جميع أحلامي، حتى الأحلام التي حلمتها منذ زمن طويل، مثال: عندما أتحدث في الهاتف إلى صديق أو مشاهدة تلفاز أتذكر حلمًا أو كابوسًا لا يكون أبدًا له صلة بال المحيط بي، وأيضًا أحس بأي موقف في حياتي أني عشته من قبل. أحيانًا أجلس مع أصدقاء، وتأتي لي حالة أشعر فيها أني غريب الأطوار، أو الخوف من فقدان السيطرة، أو الخوف من الناس المحيطين بي كأنهم سوف يفعلون شيئا سيئًا بي. فقدت ثقتي وعزيمتي، أخاف أن أجن، وقد تعالجت مدة 6 أشهر بفلانفكسين وسولايان، وبعد مدة وصف لي طبيب فلانفكسين واتاركس تحسنت قليلا، ثم بقيت 3 أشهر بدون دواء؛ لأني أخاف من الأدوية، ومنذ أسبوع ذهبت إلى طبيب وصف لي سيروبلاكس زيبركسا، وتفاجأت؛ لأن الطبيب أعطاني زيبركسا، نزلت دموعي؛ لأن الزبريكسا لأمراض الفصام، لم أتقبل هذا الدواء، فوصف لي السوليان في مكانه. أرجوكم، أنا حائر ساعدوني، شبابي ضاع، ثبت الله أجركم. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أسامة غريب حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الـ (ترامادول Tramadol) دواء مسكن للألم، يستخدمه الأطباء لآلام الكلى، ويستخدمه أحيانًا أطباء النساء والوالدة لمعالجة آلام الوضع، ليس مُهدِّئًا، ولا مضادًا للقلق، هو مسكِّن، وليس له أي استعمالات في الطب النفسي أو العصبي، ومن المعروف أنه يُسبب الإدمان، ولجوئك إليه في المقام الأول دون وصفة طبية لجوء خاطئ، وهذا يعني أنك تريد أن تُغيِّر مزاجك، تغيير ما تحسَّ به من قلق وتوتر وهلع، ولذلك لجأت للترامادول، وما تقوله تبرير فقط لتعاطيك له. أما الحشيش فمعروف أنه ممنوع في أغلب الدول، وليس له استعمال طبي مُعيَّن، فلجوئك إليه أيضًا لتغيير المزاج. الحمدُ لله توقفتَ عن الترامادل والحشيش الآن، وبدأتْ تظهر عندك أعراض، في مُجملها أعراض قلق وتوتر: الإحساس بالتغيير في داخلك، الإحساس بأنك عشت هذا من قبل، أو ما يُعرفُ بـ (ديجافو Déjà vu)، وأحيانًا – كما ذكرت - شكوك تنتابك عند جلوسك مع الأصدقاء. طبعًا الـ (زبراكسا Zyprexa) أو ما يعرف علميًا باسم (اولانزبين Olanzapine) هو مضاد للذهان في المقام الأول، ولكنه أحيانًا يُعطى بجرعات أقلَّ للوساوس القهرية، أو كمثبت للمزاج، وبعض الأطباء يستعملونه كمُهدأ. على أي حال: الطبيب الآن غيَّر لك هذا الدواء، وأعطاك عقار (سوليان Solian) بدلاً من الزبراكسا، والسوليان يُعطى أيضًا للتوتر والقلق، وهو مضاد للاكتئاب، فالرجاء الالتزام بتعليمات الطبيب واستعمال الدواء، والمراجعة معه في مواعيدها، أهم شيء المراجعة، ولي نصيحة صغيرة: أن تكون مع طبيب واحد، فهو الذي يتفهم مرضك، ويتفهم ما تعاني منه، ويكون أقدر على التدخل في الوقت المناسب، إمَّا بتقليل الدواء أو زيادته أو إضافة إليه. وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.