ما الآثار الجانبية من استعمال الـ(سيلبراد وطيكرطول)؟

تم النشر اليوم 06-12-2025 | ما الآثار الجانبية من استعمال الـ(سيلبراد وطيكرطول)؟
السؤال : أنا صاحب الاستشارة رقم: (^٢٢٩٩٤٦٤^) ذهبت لطبيب فقام بدعم دواء (السيترالين) ١٠٠ ملج بدواءين آخرين هما: (سيلبراد) ٥٠ ملج بمعدل حبة كل يوم، والدواء الثاني هو: (طيكرطول) ٢٠٠ ملج، وهو في الأصل مضاد للصرع، بمعدل حبتين كل يوم. الآن أشعر بصداع خلف الرأس، وفي العنق، وأظن أنه ناتج عن الاستعمال الدائم للهاتف النقال. ما الآثار الجانبية الأكثر احتمالا بعد استعمال هذين الدواءين؟ وما المدة الزمنية لظهور النتائج المرجوة من هذه الأدوية المدعمة؟ وهل علاج الصدمة أو التخليج الكهربائي متوفر في المغرب والبلدان العربية؟ وشكرا لكل طاقم الموقع. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ oussama حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الشبكة الإسلامية. أنت قمت بالإجراء الصحيح بذهابك إلى الطبيب، وبهذا تكون الحزمة العلاجية التي وُضعت لك هي الصحيحة، لأن تقدير الطبيب المباشر –وأقصد بذلك تقديره الإكلينيكي– هو الأساس الصحيح التي تُوضع من خلاله الخطة العلاجية. الـ (سلبرايد Sulipride) والذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق حين يُعطى بجرعات صغيرة مثل خمسين مليجرامًا يوميًا مثلاً، أما الـ (تجراتول Tegretol) والذي يعرف باسم (كاربامزبين Carbamazepine) فهو دواء معروف، وبالفعل هذا الدواء يُستعمل لعلاج الصرع، لكن اتضح بعد ذلك أيضًا أنه من أفضل مثبتات المزاج، ويُحسّن المزاج بدرجةٍ معقولة جدًّا، وفي ذات الوقت يُساعد الإنسان على الاسترخاء النفسي، ويُبعد الإنسان تمامًا من الانفعال الغضبي غير المبرر. فيا أخِي الكريم: هذه أدوية سليمة، أدوية فاعلة. التجراتول يتطلب أن يتأكد الإنسان من مستوى الدم الأبيض لديه، لأنه في حوالي واحد بالمائة من الناس قد يؤدِّي التجراتول إلى انخفاض في مستوى الدم الأبيض، وإذا نقصتْ الكرويات البيضاء عن ثلاثة آلاف هنا يجب التوقف عن الدواء. قم بفحص الدم الأبيض، ومن المفترض أن تجري الفحص قبل استعمال الدواء ثم تعيد الفحص بعد أسبوعين مثلاً، ثم بعد شهرٍ، وإذا كان الفحص طبيعيًا لن تحتاج لتكراره مرة أخرى إلَّا بعد ثلاثة أشهر مثلاً. فلا تنزعج –أخِي الكريم– كما ذكرتُ لك هذا إجراء تحوطي، وحالات انخفاض الدم الأبيض الناتج من التجراتول نادرة جدًّا، بخلاف ذلك التجراتول قد يزيد من النوم قليلاً في بعض الأحيان. أما بالنسبة للسلبرايد فقد يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، ويعرف عنه أيضًا أنه قد يزيد من نسبة هرمون موجود عند النساء وعند الرجال، هذا الهرمون يُسمَّى (برولاكتين Prolactin) أو (هرون الحليب)، جرعة الخمسين مليجراما في اليوم لا أعتقد أنها ستؤدي إلى ارتفاع في مستوى هذا الهرمون، فلا تنزعج أبدًا لذلك. المدة الزمنية لظهور النتائج المرجوة من الأدوية تتفاوت، وفعالية الأدوية غالبًا تبدأ بعد أسبوعين من بداية العلاج، ومعظم الناس تظهر عليهم آثار التحسُّن بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج، لكن بعض الناس يحتاجون لمدة أطول، هنالك من يتحسَّن بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر من الاستعمال المستمر للدواء. عمومًا: المبدأ السليم: يجب ألا يتوقف الإنسان عن الدواء بحجة أنه لم يستفيد منه إلَّا إذا لم يستفد منه بالفعل بعد شهرين من بداية العلاج. بالنسبة ل الصداع خلف الرأس الذي تعاني منه وفي العنق: أعتقد أنه ناتج من انشداد عضلي، وبالمناسبة التجراتول دواء معروف جدًّا لعلاج الصداع أيضًا، فلا يمكن أن يكون الدواء سببًا فيه، وكما ذكرت وتفضلت ربما يكون الإسراف في استعمال الهاتف النقال سبباً في ذلك. فيا أخِي الكريم: لا تُكثر من استعمال الهاتف النقال، وحاول أن تستعمله بشيء من الترشيد، وفي ذات الوقت أنصحك أن تنام على شقك الأيمن وعلى وسائد خفيفة، لأن المخدات إذا كانت مرتفعة تؤدِّي إلى انشداد عضلي في عضلة فروة الرأس، وكذلك الرقبة؛ ممَّا يسبب الصداع أو الألم. لا مانع من أن تتناول العقار الذي يعرف باسم (بزارول) وهو نوع من البنادول المُحسَّن لعلاج الانشداد العضلي. بالنسبة للصدمة الكهربائية، أو ما يعرف بالجلسات الكهربائية التي تُنظم إيقاع الدماغ، فهي متوفرة في جميع البلدان التي بها خدمات للطب النفسي، وهذا العلاج معروف، حيث إنه بدأ عام 1938، وخلال الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان من العلاجات المنتشرة جدًّا، لكن بعد ذلك تقلَّص استعماله. والعلاج الكهربائي يجب أن يُستعمل بحذر وبعد قرار الطبيب المختص، ومعظم الدول الآن التي بها خدمات صحية طبية نفسية متقدّمة وضعتْ أسساً معيارية صارمة جدًّا لإعطاء العلاج الكهربائي. أنا لا زلت أعطي العلاج الكهربائي في بعض الحالات، مثلاً الاكتئاب المطبق، حين يكون المريض في حالة خطرة، أو تراوده أفكار انتحارية وشيء من هذا القبيل، وأيضًا هنالك حالة تُعرف باسم (الاكتئاب الكتاتوني Catatonic الفصامي) لا يفيد معه إلا الجلسات الكهربائية، ولا زال العلاج علاجًا فعّالاً ومفيدًا جدا في اكتئاب ما بعد النّفاس لدى بعض النساء. فالعلاج له استعمالاته، ولكن توجد أيضًا الضوابط الصارمة المتعلقة به، ولا أعتقد أن حالتك تحتاج لهذا العلاج. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.