السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا من الأشخاص المعجبين بهذا الموقع، ولكن ما يلفت انتباهي واستغرابي هو عندما تردون بإجابتكم على الأشخاص الذين يسألون ويستفسرون عن موضوع الخيانة من زوجاتهم بأن يستروا عليهن، ولا يكلموا أحداً، ألا يشجع هذا الفتيات على الاستمرار في الخيانة عندما يعلمن بأنه حتى وإن علم أزواجهن بخيانتهن فإنهم سيسترون عليهن؟ قد أخبرني أحد الأشخاص بأن زوجته خانته أكثر من مرة بالجوال مع شخص أجنبي، وكان يستر عليها أكثر من مرة، وكان السبب قراءته للمنتديات.

المعذرة منكم، وجزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك، ونشكر لك تواصلك معنا.

أما موضوع الستر على الزوجة وعدم معاقبتها بالطلاق ونحوه، فهو أمر خاضع لملابسات كل حالة، فإذا تابت الزوجة وأظهرت ندمها وظهرت عليها أمارات الاستقامة، فما المستغرب في الستر عليها، وإعانتها على إصلاح حالها، وإعانتها على النجاة من عذاب الله تعالى؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ الله ُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالله ُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) رواه مسلم، خاصة في الحالات التي لم تقع فيها الزوجة في الفاحشة، ولم تدخل عليه في نسبه من ليس منه، وهذه هي الحالة التي ننصح فيها بالستر على الزوجة ومسامحتها، مع أنه يمكن للزوج في هذه الحالة وفي حالات أخرى أن يستر عليها، ويطلقها إذا أراد تطليقها.

أما إذا كانت الزوجة سائرة في غيها، مستمرة في فسادها؛ فإننا لا ننصح الزوج بالعفو عنها والسكوت عما تفعله، فالله تعالى يقول: (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) فالعفو إنما يُحمد عندما يترتب عليه إصلاح.

كما أنه لا يخفى عليك -أيها الحبيب- أن كثيراً من المجتمعات الإسلامية قد أخذتها حمية الجاهلية، فربما عاقبت المرأة بعقوبة أكبر من جريمتها، والإسلام يأبى ذلك ويضع كل شيء في موضعه الصالح له، والتزامنا بتعاليم الإسلام وتوجيهاته لن يجلب لنا إلا السعادة في الدارين.

وفقك الله لكل خير..