سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخافون من ربهم مع تبشيرهم بالجنة ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | زوجتي تعاني من انتفاخ في رجلها اليسرى، ونتائج فحوصاتها سليمة، ما السبب؟- سؤال وجواب | هل تجب طاعة الأم بما فيه مشقة على الولد؟
- سؤال وجواب | حكم المسح على الرجلين داخل الكندرة
- سؤال وجواب | زوجتي تعاني مشكلة في عصب رجليها من عند الركبة مع تكتلات دم
- سؤال وجواب | نعتقد أن أمي مصابة بقلق واكتئاب خفيف، كيف نعالجها؟
- سؤال وجواب | أشكو من ألم في كف يدي اليمنى مع اعوجاج في الأصبع الأوسط
- سؤال وجواب | هل يحبط عمل من قرأ الأبراج لمعرفة الصفات الشخصية؟
- سؤال وجواب | استحباب غسل اليد بالصابون أو التراب بعد الاستنجاء
- سؤال وجواب | هل تتحول الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة؟
- سؤال وجواب | الجرح لم يلتئم بعد إجراء عمليتين في الركبة، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | الأنبياء من قبل سليمان عليهم السلام
- سؤال وجواب | سقطت أثناء لعبي وكأن عروق ركبتي تقطعت، ما تشخيص حالتي؟
- سؤال وجواب | ترك المرأة الزواج ممن يصغرها سنا مراعاة للعادات
- سؤال وجواب | مؤاخذة المرأة بزوال بكارتها دون ترو ظلم لها
- سؤال وجواب | أحس باحتكاك دائم وألم في الركبة من دون صوت، ما تشخيصه؟
لماذا كان الصحابة المبشَّرون بالجنة يخافون الله أشد الخوف ، على الرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرهم بالجنة ، بل الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان أخوفهم؟.
الحمد لله.
أولاً: لا شك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة وأفضلها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ومِن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنَّة , وما اتفق عليه أهل السنَّة والجماعة من جميع الطوائف : أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال ، والأقوال ، والاعتقاد , وغيرها من كل فضيلة : أن خيرها : القرن الأول ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه , وأنهم أفضل من الخلَف في كل فضيلة ، من علم وعمل ، وإيمان ، وعقل ، ودين ، وبيان ، وعبادة , وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل ، هذا لا يدفعه إلا مَن كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام , وأضله الله على علم ، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " مَن كان منكم مستنّاً فليستنَّ بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد أبرُّ هذه الأمة قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم حقهم ، وتمسكوا بهديهم ؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ".
وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته : " هم فوقنا في كل علم ، وعقل ، ودين ، وفضل ، وكل سبب ينال به علم ، أو يدرك به هدى ".
" مجموع الفتاوى " ( 4 / 157 ، 158 ).
ثانياً: عبادة الله تعالى تتضمن الخوف ، والرجاء ، والمحبة له سبحانه تعالى ؛ وهذا هو كمال الإيمان.
قال ابن القيم رحمه الله : وسبب هذا : اقتران الخوف من الله تعالى بحبِّه ، وإرادته , ولهذا قال بعض السلف : " مَن عبد الله تعالى بالحب وحده : فهو زنديق , ومن عبده بالخوف وحده : فهو حروري – أي : من الخوارج - , ومن عبده بالرجاء وحده : فهو مرجئ , ومن عبده بالحب والخوف والرجاء : فهو مؤمن.
وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه ) الإسراء/ 57 ، فابتغاء الوسيلة هو محبته ، الداعية إلى التقرب إليه ، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف , فهذه طريقة عباده ، وأوليائه.
" بدائع الفوائد " ( 3 / 522 ).
ثالثاً: لا يستغرب أن يكون الصحابة أشد الناس خوفاً من الله ، فكلما ازداد العبد إيماناً : ازداد خوفه من الله ، ألا ترى أن الله تعالى أثنى على أنبيائه ، ورسله بهذه الصفة ، قال تعالى : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) الأحزاب/ 39 ، وقال عن الملائكة الكرام : ( وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/ 28 ، وقال : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50.
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالمَلإ الأَعْلَى وَجِبْريلُ كَالحِلْسِ البَالِي مِنْ خَشْيَةِ الله عزَّ وَجَلَّ ) رواه الطبراني في " الأوسط " ( 5 / 64 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2289 ).
والحلس البالي : الثوب البالي.
وهكذا كان حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد قال عن نفسه : (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) رواه البخاري (20) ومسلم (1108).
قال ابن القيم رحمه الله : والمقصود : أن الخوف من لوازم الإيمان ، وموجباته ، فلا يتخلف عنه ، وقال تعالى : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) المائدة/ 44 , وقد أثنى سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه ، فقال عن أنبيائه بعد أن أثنى عليهم ومدحهم : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) الأنبياء/ 90 ، فالرغَب : الرجاء , والرغبة ، والرهَب : الخوف ، والخشية.
وقال عن ملائكته الذين قد أمَّنهم من عذابه : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) ، وفي لفظ آخر : ( إني أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي ) – رواه مسلم - ، وكان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء – رواه أبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.
وقد قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 ، فكلما كان العبد بالله أعلم : كان له أخوف ، قال ابن مسعود : وكفى بخشية الله علماً.
ونقصان الخوف من الله : إنما هو لنقصان معرفة العبد به ؛ فأعرف الناس : أخشاهم لله , ومن عرف الله : اشتد حياؤه منه ، وخوفه له ، وحبه له , وكلما ازداد معرفة : ازداد حياء ، وخوفاً ، وحبّاً ، فالخوف من أجلِّ منازل الطريق , وخوف الخاصة : أعظم من خوف العامَّة , وهم إليه أحوج ، وهم بهم أليق ، ولهم ألزم.
" طريق الهجرتين " ( 423 ، 424 ).
فعلى ذلك فلما كان الصحابة أعلم ، وأتقى لله ، وأعرف به : استلزم ذلك عظم خوفهم منه تعالى ، مع الرجاء ، والمحبة ، وهكذا حال الأنبياء الذين هم أعرف ، وأعلم ، وأتقى لله تعالى من غيرهم من الناس.
ويمكن تلخيص أسباب خوف النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام ممن بشِّر بالجنة ، بما يلي : 1.
أنهم عرفوا معنى عبادة ربهم تعالى ، وكان خوفهم من الله تعالى هو تحقيق لركن من أركانها ، مع تحقيق ركني الرجاء ، والمحبة.
2.
أنهم كانوا علماء بالله تعالى ، ومن كان بالله أعلم كان منه أخوف.
3.
بحثاً عن مزيد ثواب ، وعظيم أجر ، من ربهم تعالى ، قال تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) الرحمن/ 46.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الخوف ، والرجاء ، والمحبة.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | المال المكتسب من عمل الحلوى المشتملة على الكحول- سؤال وجواب | ترتيب أولي العزم من الرسل حسب الأفضلية
- سؤال وجواب | جواز دفع الزكاة للعاجز عن دفع أجرة السكن
- سؤال وجواب | ظهور بقعة خضراء وألم في الركبة بعد الرياضة، كيف أتعامل معهما؟
- سؤال وجواب | صدمت سيارته سيارة فصدم شخصا فمات
- سؤال وجواب | لدي ألم في الفك العلوي في الأسنان الخلفية
- سؤال وجواب | أعاني من ألم في الركبة والرقبة، وما هي أعراض نقص فيتامين دال؟
- سؤال وجواب | مارست رياضة المشي على السير وأصبت بتعب في الركبة، هل ستتحسن بالرياضة؟
- سؤال وجواب | ما زال حبيبي السابق يشغل تفكري بسسب كرهي لأبي وخوفي من انتشار صوري
- سؤال وجواب | قضاء الدين مقدم على تقسيم الميراث
- سؤال وجواب | حكم ترك صلاة الجماعة وتأخير الفجر حتى الشروق
- سؤال وجواب | الصحيح في كتابة كلمة (شنئان)
- سؤال وجواب | انتابني ألم في الركبة وتبين وجود ماء فيها، فما هو العلاج الذي يلزمني؟
- سؤال وجواب | أشعر بانكماش وتمدد الخصيتين ونزول سائل مع التبول. ما سبب هذا؟
- سؤال وجواب | الإنفاق على الأخوات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا