السلام عليكم أنا طالب بإحدى كليات القمة، أصبت في حادث سير منذ 4 سنوات، وعانيت من كسور بالغة دون أي إصابات بالمخ.
أدت فترة علاجي والعمليات لرسوبي سنة في الكلية، ومن بعدها وأنا أعاني من اكتئاب مزمن، وكسل وخمول، وصعوبة في الحفظ، وسرعة النسيان للمعلومات.
داومت فترة على تناول (فلوكستين) و(ديبريبان) عن طريق طبيب، وكانت النتيجة البرود تجاه كل شيء حتى الدراسة والامتحانات، مع استمرار فقدان الرغبة في الدراسة، وزيادة الشهوة الجنسية، حتى رسبت سنة أخرى.
لجأت بعد ذلك للترامادول، وكان يساعد على التذكر، ولكن توقفت عنه سريعا؛ لآثاره الجانبية، وفي فترة تناولت (أركاليون فورت) وكان أثره إيجابيا في البداية، ولكن تلاشى سريعا.
الآن أنا على وشك أن أبدأ الامتحانات، وأرغب في حل لتلك المشكلة، مع العلم أني بدأت أمس في تناول (صفا مود واركاليون) مرة أخرى، مع العلم أني لا أعاني من مشاكل ضغط أو سكر أو هرمون الغدة الدرقية.
تحياتي...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في في موقعنا سؤال وجواب، وأقول لك: الحمد لله على سلامتك من ذاك الحادث، وهذه الحوادث حتى وإن برأت الجراحات الجسدية ربما تكون لها مخلفات نفسية، كما هو في حالة شخصك الكريم، وهنالك عُصاب يُسمى بـ (عصاب ما بعد الإصابة) الإصابات النفسية أو الإصابات الجسدية، كلها قد تؤدي إلى نوع من الذكريات المؤلمة حول الحادث، ونوعٍ من الاجترارات السلبية، وشيء من عسر المزاج والتوتر، وزيادة اليقظة النفسية، بالرغم من وجود خمول جسدي، وهذا هو الذي حدث لك –أيها الفاضل الكريم-.
أنا أريدك أن تطمئن، أريدك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تحمد الله كثيرًا أنك قد نجوت من ذاك الحادث، فقط رتِّب وقتك، ترتيب الوقت هو سر النجاح، النجاح في كل شيء، في الدراسة، في اكتساب مهارات الحياة، في الحفاظ على الصلوات والعبادات، وأن يكون للإنسان خطة مستقبلية يصل إلى أهدافه من خلالها، ومن خلال حسن إدارة وقته.
فحسن إدارة الوقت هو الذي أنصحك به، ولا تتخوف أبدًا من المستقبل، ولا تخف من الحاضر أيضًا، ولا تتشاءم حول الماضي أو تتحسَّر عليه، عش الحياة بقوة وإيجابية.
الحمد لله تعالى أنك قد عرفت سوء الترامادول، ما أقبح هذا المركب الإدماني الخطير الفظيع، وبكل أسف شبابنا غُرر به كثيرًا وانخرط بعض الشباب في تناول هذا الدواء والمركبات المشابهة؛ مما أضر بهم كثيرًا.
ابتعد عنه تمامًا –أيها الفاضل الكريم– وأرجو أن تركّز على ما ذكرته لك، وأريدك أيضًا أن تُركّز على التمارين الرياضية؛ لأن الرياضة تُجدد الطاقات الجسدية مما يؤدي إلى زوال الخمول، وفي ذات الوقت تُجدد الطاقات المعرفية والعقلية مما يُحسِّنُ من التركيز، وأنت محتاج لهذا.
وأود أن أضيف لك: أن تلاوة القرآن باستبصار وتؤدة وتدبُّرٍ تُحسِّنُ من التركيز ولا شك في ذلك.
سيكون من المهم جدًّا بالنسبة لك أن تنام مبكرًا، كجزء من حُسْنِ إدارة وقتك، والنوم المبكر يجعلك تستيقظ مبكرًا، تصلي صلاة الفجر في وقتها، وهذا أجمل ما يفتح الإنسان به يومه، وبعد ذلك يمكنك أن تدرس لمدة ساعة، وهذا أطيب وقت ليستوعب الإنسان فيه المعلومات التي يريد أن يحفظها أو يستذكرها، وبعد ذلك انخرط في مرفقك الدراسي، وأكمل بقية أنشطتك اليومية حسب الجدول الذي وضعته لإدارة وقتك.
أيها الفاضل الكريم: لا توسوس حول طاقاتك الجنسية، إن شاء الله تعالى أنت طبيعي، وأمورك كلها طبيعية.
بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار (صفامود Safamood) سيكون جيدًا، وكذلك الـ (أركاليون Arcalion).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد..