السلام عليكم أنا فتاة لست متزوجة، أعاني من انتفاخ في البطن، وغازات ونبض في البطن، ويزداد النبض بعد الأكل، أو في الصباح! أرى بطني ينبض وكأن قلبي بداخل بطني، ونغزات في جميع أنحاء البطن، وأشعر وكأنني حامل، وعند الاستيقاظ من النوم أجد بطني منتفخة جداً، وكأنه جنين في بطني.
بعد ساعتين أو ثلاث من الاستيقاظ يخف الانتفاخ وسط البطن، ولكن ألاحظ الانتفاخ في الجهة اليسرى من البطن، وأسفل البطن يزداد يوماً بعد يوم، ولا ينقص! ما سبب هذا الانتفاخ؟ فقد بدأت أوسوس هل أنا حامل فعلاً؟ وأحلم مرات أن أحداً يجامعني! هل هذه أعراض حمل جنين من جني أو أنه احتلام؟ وهل يحصل حمل من جني فعلاً أو من المرحاض الإفرنجي؟ لأننا نستخدم جميعنا المرحاض نفسه أنا وأبي وأمي، أوسوس أن أبي نزل منه حيوان منوي والتصق بي وحصل حمل، هل عندي تكيس في المبايض أم ماذا؟ علماً أني تأتيني الدورة الشهرية، ولكني أوسوس بأنه حمل (غزالي) ولكن أنا فتاة، لست متزوجة، فكل أعراضي توسوس لي بالحمل! ماذا أفعل؟ وهل عدم نزول القصة البيضاء بعد الدورة الشهرية يعني هناك حمل؟ تقريباً لي شهران منذ اغتسلت من الدورة الشهرية، ولا تنزل بي القصة البيضاء بل أطهر وبعد يومين أو ثلاثة تنزل بي بقع صفراء على ملابسي الداخلية.
أنا في حيرة من أمري، ومتعبة جداً وقلقة، أرجو أن تريحوا بالي، ولكم جزيل الشكر...
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، إن الأعراض التي تحدث عندك توحي بوجود مشكلة في الجهاز الهضمي, وعلى الأغلب بأنها حالة تشنج في القولون أو القولون العصبي.
من المعروف بأن تشنج القولون هو اضطراب وظيفي وليس عضوياً، وهو قد ينتج عن حالات الخوف المرضي والتوتر النفسي, حيث تفرز بعض المواد التي تحدث تشنجات في جدار القولون، هي سبب الشعور بالآلام والنغز, ثم يتبع هذه التشنجات حالة ارتخاء تام، هو السبب في حدوث الانتفاخ والغازات.
أما الشعور بالنبض فهو إما الشعور بنبضان القلب, أو الشعور بنبضان الشريان الأبهر, وهذه النبضات تزداد حدة في حالات القلق والخوف.
هذه الأعراض عندك تتغير, فتارة تزداد, وتارة تخف, وهذا أمر يعتبر مطمئناً جداً, لأنه يؤكد بأنها ناتجة عن اضطراب وظيفي في حركة الأمعاء, وليس عن شيء آخر.
بالنسبة لك فإن الخوف من حدوث الحمل, قد وصل إلى درجة أنك أصبحت توظفين كل عرض أو كل شكوى تشعرين بها, في سبيل تأكيد خوفك هذا, حتى لو خالف المنطق.
يا عزيزتي, لا يمكن أن يكون ما تشتكين منه له علاقة بالحمل, وبالطبع هي وساوس، وشكوك ليس إلا, فالحمل لا يمكن أن يحدث عن طريق المراحيض, حتى لو تلوثت مقاعدها بالحيوانات المنوية, هذا أمر شبه مستحيل؛ لأن الحيوانات المنوية تفقد حركتها وتموت بسرعة عندما تتعرض للمحيط الخارجي وللهواء, ولا يمكن أن تعيش إلا في أجواء محددة جداً من الحرارة والرطوبة.
بالنسبة للقصة البيضاء, فهي ليست شرطاً للقول بحدوث الطهر, والأمر يختلف حسب طبيعة جسم الفتاة أو السيدة، وحسب نشاط غدد عنق الرحم عندها, وطالما أن دم الحيض قد توقف تماماً, ولم تعودي تلاحظي نزول أي أثر للدم, فهنا تكونين قد طهرت, حتى لو لم تشاهدي القصة البيضاء, هذا والعلم عند الله عز وجل.
أما البقع الصفراء, فهي إفرازات كانت بلون أبيض, وعند ما تعرضت للجفاف تحولت إلى اللون الأصفر, وهذا أمر طبيعي جداً, ولا يدل على مشكلة على الإطلاق, ولا يستدعي العلاج.
ابعدي عنك المخاوف والوساوس, فهي من عمل الشيطان, يريد بها أن يستهلك طاقاتك, ويشغل أفكارك, ويلهيك عن الطاعة, لا قدر الله.
نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما يحب ويرضى دائماً.
` +++++++++++++ انتهت إجابة د.
رغدة عكاشة.
استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
تليها إجابة الشيخ موافي عزب.
مستشار الشؤون الأسرية والتربوية +++++++++++++ إنه ليسرنا أن نرحب بك، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في الموقع في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى العلي الأعلى أن يعافيك من كل سوء، وأن يصرف عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، واعتداء المعتدين، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك ابنتي الكريمة الفاضلة، فإن الأخت الطبيبة قد أجابتك إجابة فيما يتعلق بهذه الانتفاخات التي تعانين منها، ولكني أعجب كثيراً من كلامك عن الحمل، وخوفك من أن تكوني حاملاً، وأنك تشعرين بثقل الحمل رغم أنك ما زلت بكراً، فأرى أنك تصفين نفسك بأوصاف لا تليق ولا تنبغي، فلا ينبغي لك الكلام عن كونك حاملاً من عدمه وأنت ما زلت بكراً؛ لأن هذا الأمر لا يتكلم به إلا من جربه.
أرى أنك أسأت استعمال عبارات قد يفهم منها، أنك غير موفقة في استعمالها، ولذلك بارك الله فيك أرى أن لا تستعملي هذه العبارات مطلقاً بأي طريقة كانت؛ لأن هذا الأمر قد يجعل الآخر يسيء الظن بك.
تقولين هل أنت فعلاً حامل؟ وأنك تحلمين مرات بجماع، هل هذا جني أم احتلام؟! قضية جماع الجني للإنسي هذه ليست ثابتة، وهذا نوع من تلبيس إبليس، وهذا الباب لو فتح لكانت الأمور عظيمة، ونحن لا نعرف حقيقة مكونات الجني، حتى نقول إن هناك جماعاً حقيقياً أم لا، نعم قد تحدث هناك أحلام، وهي من الشيطان كما ذكرت، فإن الشيطان عندما يجد للإنسان رغبة في شيء من المحرمات فإنه يزينه له، فعندما تشتاق النفس لشيء من هذا القبيل فإن الشيطان قد يأتي في المنامات والأحلام بامرأة جميلة أو إنسان جميل المنظر، والشعور بأنه ينام معه، وهذا كله نوع من تلبيس إبليس لا أساس له من الصحة.
هل هناك فرق بين الاحتلام والجماع، نعم فالجماع يكون فيه ما يحدث بين الرجل والمرأة على صورة حقيقة، أما الاحتلام فيجد الإنسان عندما يقوم من النوم يجد في ملابسه أثر ماء أو غير ذلك من السوائل، لكنه لا يذكر جماعاً، فإذا كان الذي وجده فيه صفات المني، فالمرأة لها مني مثل الرجل، فإذا كانت كذلك فيجب عليها الاغتسال ما دامت وجدت ذلك في ملابسها.
هل يمكن الحمل من الجن، أو من المرحاض؟ أقول لك: هذا أمر مستحيل، ولم يسمع عبر التاريخ بهذا، والكلام الذي ورد في هذه المسائل غير دقيق، وهو نوع من التلبيس، ولذلك جاءت امرأة إلى الإمام مالك فقالت: إني حبلى من الجن فأمر بإقامة الحد عليها، ولم يصدق كلامها، لأننا لو فتحنا هذا الباب لحدثت مسائل عظيمة! لذلك أتمنى أن تصرفي هذه الأفكار عن بالك، ولا تفكري فيها مطلقا، ولا تفكري بأن الجن يفعل هذه المسائل.
هذه المسائل لو أكثرت من التفكير فيها ستفتح عليك باب إثارة أنت في غنى عنها، خاصة أنك صغيرة وغير متزوجة، فهذا الكلام ليس له أساس من الحقيقة.
فيما يتعلق بالقصة البيضاء، لا يلزم نزول القصة البيضاء لانقضاء الدورة، فهناك عدة صورة لانقضاء الدورة الشهرية، فمنها الجفاف ومنها القصة البيضاء، ومنها انقضاء الدم تماما.
كونك بعد يومين أو ثلاثة تنزل عليك بقع صفراء، فكما نعلم في حديث أم عطية أنهم كانوا لا يعدون الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا، فما دام قد طهرت فهذه كلها لها حكم البول، ويلزمك فقط غسل المحل، والملابس.
أتمنى أن تنتبهي لكلام أختي الطبيبة رغدة فإن فيه نفعا عظيما، وحاولي البحث عن الوسائل المعينة للتخلص من هذه الانتفاخات، وأتمنى أن تجتهدي في المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من عمل رقية شرعية لاحتمال أن الجن هو الذي يؤدي لانتفاخ البطن، وهذا وارد، فلدى الجن القدرة على إزعاج الإنسان في نومه، أو إشعاره بأن بطنه منتفخة، أو تكاد أن تنفجر.
أنصحك بسماع الرقية الشرعية، وإن استطعت أن تقومي برقية نفسك فذلك حسن، أو يقوم بذلك أحد أرحامك الوالد أو الوالده، فإن لم يستطيعوا فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الثقاة الذين يعرف عنهم العقيدة الصحيحة، والأسلوب الشرعي فلا يستعملون الشعوذة والخرافات.
نصيحتي لك بالرقية الشرعية والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأن تجتهدي في النوم على طهارة، وأن تقرأي أذكار النوم قبل النوم، وبإذن الله تعالى ستزول عنك هذه الأعراض، وستكونين في أحسن حال.
أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء..