متى يكون العمل الخيري تنظيما ومتى يكون بدعة؟ وكيف أفرق بينهما؟ وهل هناك كتب تفيدني في ذلك؟..
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:فالأصل في فعل الخير أنه مشروع وليس بدعة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الحج: 77}.وَافْعَلُوا الْخَيْرَ: قال ابن عباس: صلة الرحم ومكارم الأخلاق.وقال في التحرير والتنوير: قوله: وافعلوا الخير ـ أمر بإسداء الخير إلى الناس من الزكاة، وحسن المعاملة؛ كصلة الرّحِم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وسائر مكارم الأخلاق.
اهـ.وأمر الله تعالى في أكثر من آية بالمسارعة إلى الخيرات واستباقها، وأثنى على من اتصف بذلك، وتنظيم العمل في الأعمال الخيرية أو المؤسسات والهيئات الخيرية بحيث يكون لها مدير وموظفون وأوقات عمل وتنظيم في توزيع المساعدات وجداول وغير ذلك من الأمور التنظيمية، كل هذا لا يعتبر بدعة، وإن أشكل عليك أمر ما هل يدخل في حيز البدعة أم لا؟ فاسأل أهل العلم الراسخين الموثوقين في علمهم.ولا نعلم كتابا يُعنى بهذا الموضوع بخصوصه، لكن هناك كتب تحدثت عن البدع بشكل عام، وبينت حدها وما يميز السنة عنها منها؛ كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي، وكتاب الإبداع في مضار الابتداع للدكتور علي محفوظ وغيرهما.والله أعلم..